Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

أســـرار الحـــرب الإلكتــرونيـــة فـــى حـــرب أكتـــوبــر المــجيــدة

 

 

كتب أحــمــد أبـو بيبــرس : ـــ

المحتويات :
ـــ مفهوم عام للحرب الإليكتورنية ودورها ووظيفتها فى ساحة المعركة ..
ــ ما هو دور الحرب الإليكترونية فى عملية العبور العظيم وإفتتاحية الحرب ..
ــ التشويش الإليكترونى وأثره فى نجاح الضربة الجوية الأولى المركزة فى 6 أكتوبر ..
ــ ماذا عن أبرز إستثمارات الحرب الإليكترونية فى مجال الدفاع الجوى..
ــ كيف نجح أساتذة الدفاع الجوى المصرى فى خداع احدث أنواع صواريخ شرايك الأمريكية
ــ كيف حاول العدو مراراً التغلب على حائط الصواريخ بطائراته عبر تكتيكات معقدة فى سماء المعركة  
ـ إلى أى مدى إستطاعت قواتنا الحد من التفوق البحرى للنشات العدو الصاروخية من طراز سعر..؟؟؟
ــ هل لجأت إسرائيل لطرق خطيرة غيرعادية للفتك بلنشات الصواريخ السورية فى البحر المتوسط ؟
ــ نظرة على إنجازات الحرب الإليكترونية فى التجسس والإستطلاع والتأثير على أعمال قتال العدو خلال المعارك البرية
ــ ماهو سر إصابة الجنرال إبراهام آدان بالصمم اللاسلكى وهو يخاطب قياداته ..؟؟
ــ هل سقط الجنرال إبراهام ماندلر ضحية أعمال القتال الإليكترونية الناجحة فى أرض المعركة ؟؟؟
ــ سرغير معروف .. بسبب التشويش المصرى المكثف بكى الطيارون الإسرائيليون داخل كبائن طائراتهم يوم 14 أكتوبر ..!!!!
ــ الحرب الإليكترونية والـثـغـرة ...
ـ نصوص مكالمات الجنرال شارون بالحرف تمر على آذان سلاح الإشارة والإستطلاع المصرى ..!!
ــ بفضل الإختراق المؤثر لشبكة العدو اللاسلكية تمكنت قواتنا من دك جسر العبور الإسرائيلى إلى الغرب
ــ كيف تمكنت قوات العدو من بث بلاغات لخفض الروح المعنوية عبر إتصالات اللواء 23 مشاة ميكانيكى لرجاله قبل تدمير دبابته صباح يوم 18 أكتوبر 1973 ..؟؟
ــ ماهى أخطر الأسلحة الأمريكية المنقولة عبر الجسر الجوى التى إستخدمتها إسرائيل ضد قواتنا .. ؟؟ وإلى أى مدى نجحنا فى إبطال تأثيرها والتغلب عليها ...؟؟
ــ من هم أبرز شهداء الحرب الإليكنترونية ...؟؟
ــ وأخيراً ... ماذا قالوا عن الحرب الإليكترونية ...؟؟؟

قبل الردود على كافة التساؤلات والبنود السابقة بأعلاه هناك مقدمة لابد منها :
سنتناول فى هذا المقال جوانب المفهوم الشمولى لدور الحرب الإليكترونية فى حرب أكتوبر المجيدة من خلال أقلام كتاب ومحررين صحفيين عسكريين لهم وزنهم مثل الفريق عادل خليل صاحب كتاب الحرب الإلكترونية وإدجار أوبلانس الخبير العسكرى البريطانى الشهير وكلاً من المحرر العسكرى عبده مباشر ومحمدعبد المنعم وضباط دفاع جوى مصريين كبار أخرين وغيرهم ...
حتى مطلع الستينات لم يكن هناك تنظيم متكامل للحرب الإليكترونية سوى فى الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتى سابقا أما باقى الدول المتقدمة فقد أنشأت وحدات فرعية فى بعض أفرعها الرئيسية وخاصة قواتها الجوية والبحرية ....
سبقتنا إسرائيل فى إدخال وسائل الحرب الإليكترونية وظهر أثر ذلك فى حرب يونيو 1967
وقد أمنت القيادة السياسية المصرية بعد نهاية حرب يونيو بضرورة دخول مصر مجال الحرب الإليكترونية فقد إنشئ سلاح الحرب الإليكترونية المصرية تحت ضغط أعمال القتال فى أوائل عام 1968 كفرع أعمال إليكترونية مضادة تابع لرئيس أركان حرب القوات المسلحة وتم تحويله ليكون إدارة الحرب الإليكترونية ضمن أجهزة القيادة العامة فى (العشرين من يناير 1970) وعلى الفور بدأت أعمال التخطيط لإدارة أول حرب إليكترونية بمفهومها الشامل لتأمين ومعاونة القوات أثناء تنفيذها لمهامها فى حرب أكتوبر المجيدة.
إنتهت حرب الإستنزاف على الجبهة المصرية فى 8 أغسطس عام 1970 بتطورات شاملة فى مجال الحرب الإليكترونية بالنسبة لمصر فقد تأسست فى ذلك العام إدارة الحرب الإليكترونية كسلاح متكامل بحد ذاتها متحدية التفوق الإليكترونى الإسرائيلى المستمر منذ حرب يونيو 1967 فقد تم إنشاء حائط الدفاع الجوى المصرى فى يونيو 1970 بتضحيات جسيمة ونجح فى إصابة وإسقاط العشرات من طائرات العدو الصهيونى (51 طائرة) بين تدمير وإصابة بحسب المصادر المريكية وكان ذلك خاتمة مشرفة لحرب الإستنزاف على الجبهة المصرية وقد إنتهت بمجموعة إنتصارات حاسمة لمصر كان أبرزها بناء حائط الصواريخ المصرى ودفعه على الجبهة متغلبا على الإعاقة الإليكترونية المعادية ومؤسساً واقعا جديدا فرض نفسه كتحدى بارز للتفوق الجوى الإسرائيلى صعب التغلب عليه وكذلك تمكن عباقرة الدفاع الجوى المصريين من إيجاد طريقة فعالة فى إسقاط طائرة الفانتوم الإسرائيلية التى كانت تعد (قلعة طائرة آمنة) تستطيع تفادى أى صارخ أرض جو يطلق نحوها وتأكدت الإنتصارات الإليكترونية المصرية بإنتصارات جديدة فى مجال الدفاع الجوى الذى يعد من أبرز مجال عمل الحرب الإليكترونية بإسقاط طائرة التجسس والإستطلاع الإسرائيلية إستراتور كرزر فى سبتمبر عام 1971 بصواريخ أرض / جو المصرية أعقبها فى اليوم التالى مباشرة صد هجمة صواريخ (شرايك) الأمريكية على شبكة الرادار المصرية بواسطة طائرات الفانتوم دون أن يتمكن سلاح الجو الإسرائيلى ذى التفوق الكبير من عمل أى شيئ . ويلاحظ أن دور الحرب الإليكترونية بدأت تتزايد أهميته وفاعليته لدى الطرفين المتحاربين ولمن أراد قراءة تفاصيل أكثر عن تنامى وسائل الحرب الإليكترونبة فى معارك الإستنزاف فعليه مراجعة مقالى السابق ( دور الحرب الإليكترونية فى حرب يونيو 1967 وحرب الإستنزاف 1970) على صفحة المجموعة 73 مؤرخين
وقبل الدخول فى صلب الموضوع يحسن بنا الأمر إلقاء نظرة مختصرة على فكرة الحرب الحرب الإليكترونية
مــفهـــوم الحـــرب الالكترونية :
يُشير مصطلح الحرب الإلكترونيّة والذي يطلق عليه بالإنجليزية
(Cyber warfare) إلى استخدام جُملة من الممارسات والإجراءات التي تسعى لإلحاق الخلل والعطل بالأنظمة والوسائل الإلكترونية الخاصة بالعدو، بالإضافة إلى تحقيق الحماية للذَّات من الاستطلاع الإلكتروني المعادي ومقاومته، وتحقيق الاستقرار للنُّظم الإلكترونيّة الصديقة، ويعتبر استخدام الطاقة الكهرومغناطيسيّة في نطاق الحرب الإلكترونيّة ضرورياً؛ وذلك لغايات تعطيل حركة العدو، ومنعها من استغلال المجال الكهرومغناطيسي الصديق
أســالــيب الحــــرب الإليكتـرونيّـــــة

تتلخص بما يلي : الإجراءات الإلكترونيّة المضادّة:
وتُختصر بـ
ECM، ويتمثّل هذا الشكل باتخاذ إجراءات تعيق الأعمال الإلكترونيّة للعدو بكافة أشكالها، وضرب الأنظمة والوسائل والمعدات الإلكترونيّة الخاصة بالعدو وتدميرها. أعمال الاستطلاع الإلكتروني: ويُطلق عليها بالإنجليزية (Electronic Reconnaissance)، وتُعرف أيضاً بعمليات المُسانَدة الإلكترونيّة، وهي تكشف "تكتيكات" العدو التي ينوي القيام بها، ويُعتبر دورها في غاية الأهمية؛ لأنها تطَّلع على إمكانيات العدو وأهدافه،


الأعمال الإلكترونيّة المضادّة لإجراءات الحرب الإلكترونيّة المعادية:
ويشار إليها اختصاراً بـ
ECCM, وهو استخدام عدد من الإجراءات الإلكترونيّة لمقاومة الاستطلاع الإلكتروني المعادي والتصدِّي له، من خلال تنفيذ أعلى درجات التأمين الإلكتروني في النظم والوسائل الإلكترونية، ومن أهم الإجراءات في هذا الأسلوب وقاية النظم، والمراقبة الإلكترونيّة للإشعاعات الكهرومغناطيسيّة الصديقة.
وقد كانت أعمال قتال قواتنا فى مجال الحرب الإليكترونية خلال حرب أكتوبر تهدف إلى : ــ
1- تمكين وحداتنا من الاستغلال الفنى والتكتيكى لمعداتنا الإليكترونية إستغلالاً كاملاً والحفاظ على حسن اداء هذه المعدات أثناء عمليات القتال بأن تمنع العدو من النجاح فى التأثير عليها بأى وسائل معتادة
2- حرمان العدو من إستخدام وسائله الإليكترونية فى التأثير على اعمال قواتنا إذ كنا نعرف أن العدو يسبقنا فى هذا المجال ويتباهى به وقد إستفاد من خبرات حرب فيتنام التى تقدم له من قبل امريكا على طبق من ذهب وبالفعل إستطعنا ان نفاجئه خلال الحرب بسيل متدفق من الإشعاعات الكهرومغناطيسية التى لم يكن يعرف عنها شيئاً قبل الحرب وكان الأمر يحتاج إلى وقت طويل يقوم خلاله خبراء الحرب الإليكترونية فى إسرائيل ومن وراءهم من خبراء أكثر علماً وإقتداراً بتحليل هذه الإشعاعات وقياس أطوالها وتردداتها حتى يمكنهم إستنباط وسائل مضادة تعوق عمل طائراتنا وصواريخنا وأجهزة القيادة والسيطرة على وحداتنا التى كانت تتدفق شرقاً  
3ــ إستطاعت القوات المصرية أن تحقق تفوقاً فى ميدان الحرب على العدو خلال الأيام الأولى للمعركة ولم يكن هذا التفوق راجعاً إلى معدات وأجهزة تمتلكها بقدر ماهو راجع أساساً إلى سوء تقدير العدو لإمكانياتنا
أهــــداف العــــدو الإليــكتـــرونيــــة مـــن الحــــرب : ــ
ـــ حتمية إستخدام القوات الإسرائيلية لعناصر الحرب الإليكترونية على المستويات المختلفة (تعبوية ـ تكتيكية ـ ) بهدف إرباك وتضليل وسائل الإستطلاع العربية فى ممارسة المختلفة دون السماح للوسائل العربية فى ممارسة نفس الإجراءات على قواته
ــ إنشاء مراكز إعاقة إليكترونية ذات قدرات خاصة وكبيرة فى تنفيذ الحرب الإليكترونية على جميع المستويات (تكتيكية / تعبوية / إستراتيجية) للتجسس والتشويش على الإتصالات ووسائل الدفاع الجوى
ــ تنفيذ إعاقة إليكترونية طائرة للعمل خارد الحدود للتشويش على جميع الرادارات وإستطلاع خواصها وترداداتها بطائرات الإستراتوكروزر
ــ مواكبة القوات الجوية الإسرائيلية للإهتمامات العالمية فى إستخدام الطائرات الموجهة بدون طيار فى أى عمليات مستقبلية ضد الوسائط العربية م/ ط فهى صعبة الرصد والتتبع ولاتحتاج إلى عناصر جيوستيكية كالتى تحتاجها الطائرات العادية

                         *   *   *     *   *   *   *  
فى السادس من أكتوبر 1973 قامت القوات العربية المشتركة فى مصر وسوريا بالهجوم المفاجئ على إسرائيل فى يوم إحتفالهم بيوم كيبور وبينما كان معظم الإسرائيلين يؤدون صلاتهم فى ذلك اليوم وفى تمام الساعة 1405 قامت الطائرات السوخوى والميج بمهاجمة الدفاعات الإسرائيلية فى سيناء والجولان فى أكبر ضربة جوية نالتها إسرائيل كإفتتاحية لحرب رمضان المجيدة
..
بينما قامت حوالى 4000 قطعة من المدفعية الميدانية والصاروخية من مختلف الأعيرة بقصف دفاعات خط بارليف الحصين ..
وصاحب عملية الهجوم عملية إعاقة لاسلكية شاملة على مواصلات إسرائيل اللاسلكية أدت إلى فشل ذريع فى ممارسة القيادة والسيطرة وأعاقت وصول أو تلقى أوامر وفى نفس الوقت تم تدمير مراكز المواصلات ومواقع محطات الرادار فى سيناء بواسطة عناصر الإبرار والصاعقة والقوات الجوية
وعلى الجبهة السورية كان الهدف من الهجمات الجوية تدمير جميع الدفاعات فى منطقة الجولان وعزل طرق ومحاور التقدم إلى هضبة الجولان ..
دور الحرب الإليكترونية فى نجاح الضربة الجوية الأولى
لم يتم هذا النجاح المبهر وتظهر هذه الصورة بالبانورامية البراقة فى إفتتاح الحرب من دون دور الحرب الإليكترونية المصرية والتمهيد الإليكترونى الذى لايمكن إغفاله فى نجاح الضربة الجوية الأولى التى أعطت أولى بشائر النصر العظيم والتمهيد النيرانى القوى حيث قدمت القيادة العامة خريطة إليكترونية لموقف العدو موضحاً بها مراكز القيادة والسيطرة ـ محطات الرادار ـ ومراكز التوجيه وبطاريات الصواريخ الأرض جو المعادية من طراز هوك كما انها قامت بأعمال الإعاقة الإليكترونية ضد ووسائل الإتصال المعادية للإقلال من كفاءة توجيه العدو لطائراته لإعتراض هجماتنا الجوية .. كما كانت الهجمات الجوية المصرية على مراكز القيادة والسيطرة فى ام مرجم وأم خشيب عملا مخططا لتدمير المراكز الاليكترونىة الضخمة فى سيناء فقد قام العدو بزرع أكبر مراكز إليكترونية للتجسس والشوشرة الإليكترونية والتنصت على الإتصالات المصرية ولقربها النسبى من قناة السويس فقد كانت تشكل خطورة بالغة على أعمال القوات المصرية فقد كان الإسرائيليون من باب الثقة والتمكن يقولون عنها انها (تستطيع قراءة الأفكار فى راس الله) فكان لزاما أن تكون هذه المواقع على قائمة الأهداف المرشحة للضربة الجوية الأولى وتم تخصيص طلعات بقاذفات التوبوليف 16 لسحقها بصواريخ الكيليت الثقيلة جو / أرض لضمان تسويتها بالأرض وقامت بقية الطائرات المصرية بضرب 10 مواقع أخرى لصواريخ هوك الأمريكية أرض / جو
إستطعنا أن نحدد مواقع ردارات العدو وانواعها وتردداتها ودرجة كفاءتها ومن هنا إستطعنا أن نرسم خط سير طائراتنا عند توجيه الضربة الجوية المركزة إلى أعماقه ويحسن بنا أن نلقى بعض الضوء على هذه العملية المعقدة . إن محطات الرادار تشع موجاتها فى الجو وعند تجهيز أجهزة إستقبال خاصة إستطعنا كشف ترددات هذه المحطات وجنسياتها أيضاً فعلى سبيل المثال :
ـ المحطات الأمريكية تعمل فى تردد نبضى من 200 ـ 360 سيكل ومن 300 إلى 400 سيكل
ـ المحطات الإنجليزية من 250ـ 270 سيكل ومن 220 إلى 550 سيكل
المحطات الفرنسية من 200ـ 270 سيكل ومن 400 إلى 700 سيكل
ـ تكون سرعة دوران هوائى محطات رادار الإنذار من 4 ـ 6 دورة فى الدقيقة
ـ محطات توجيه المقاتلات تصل لى عشرات الدورات فى الدقيقة الواحدة
ـ أجهزة قياس الإرتفاع ردارياً (قياس إرتفاع الطائرات المحلقة فى الجو) تكون سرعة دوران هوائياتها غيرمنتظمة فى الزاوية بمعدل 4 درجات
ـ تكون سرعة دوران هوائيات محطات الرادار الثابتة أقل عموماً منها فى المحطات المتحركة
وقد كان لهذا عظيم الأثر أثناء تعامل قواتنا الجوية معهم فيما يتعلق بتفادى كشف ردارات العدو لطائراتنا ثم سهولة مهاجمة هذه المحطات نفسها ولقد سمعنا جميعا عن ضرب ام خشيب وام مرجم وما لم نسمعه ان تم بجانب هذين الموقعين ضربت طائراتنا أيضاً الطاسة وتل الفضة وكلها مواقع حيوية تم كشف النقاب عنها بالإستطلاع الإليكترونى المصرى وعرف انها مراكز حيوية تحوى أجهزة إليكترونية معقدة للإستطلاع والإعاقة وعمليات التوجيه المقاتلات الإسرائيلية لإعتراض مقاتلاتنا وقاذفاتنا المقاتلة حيث كانت عمليات الإعتراض الجوى تتم لدى العدو الإسرائيلى إليكترونياً دون تدخل بشرى أو موجهين أرضيين وبواسطة عقول إليكترونية من صنع شركة هيوز الأمريكية تقوم بتحديد مكان الهدف المعادى وعدده وإرتفاعه وسرعته ثم تعطى الأوامر إليكترونياً لأنسب قاعدة جوية إسرائيلية لإتمام عملية الإعتراض وبعد خروج المقاتلات من هذه القاعدة تقوم العقول الإليكترونية بتغذية شاشة معينة امام الطيار الإسرائيلى بكل المعلومات التى ينبغى إتباعها (السرعة والإتجاه والإرتفاع) حتى يمكن إعتراض طائراتنا فى أنسب وقت ومكان .. وبعد تدمير هذه المواقع الحيوية حدث مايسمى فنياً بتمزيق فى شبكة الدفاع الجوى الإسرائيلية وانخفضت فاعليتها الى درجة كبيرة كان العدو يمتلك شبكة دفاع جوى ضخمة من أحدث شبكات الدفاع الجوى فى العالم على غير ماهو شائع مئات المواقع فى سيناء تضم مئات من صواريخ الهوك الأمريكية أرض / جو المدفعية المضادة للطائرات وشبكات الرادار . بإختصار وكما يقول المحرر العسكرى محمد عبد المنعم (كنا نراهم ولايروننا) ...
كما قامت وحدات الحرب الإليكترونية فى المراحل التالية للحرب بحرمان طائرات القتال الإسرائيلية التى طالما تغنت إسرائيل بتفوقها من تلقى أوامر التوجيه والمعلومات اللازمة لتنفيذ مهامها لدرجة أن بعض الطيارين الإسرائيليين إنخرطوا فى البكاء فى أجهزة الإتصال لإحساسهم بأنهم منعزلين عن قادتهم وعن وسائل المعاونة الجوية أثناء محاولة قصف مطارات القوات الجوية المصرية فى الدلتا والمنصورة يوم 14 أكتوبر 1973 الذى عرف بمذبحة الطائرات الإسرائيلية وفقد العدو 17 طائرة إسرائيلية فى أطول واكبر معركة جوية فى التاريخ دامت 53 دقيقة

 

 


أعمال الحرب الإليكترونية فى معاونة الدفاع الجوى
يعد سلاح الدفاع الجوى هو أبرز ميدان عملى للحرب الإليكترونية وأكثرها إزدحاما بأجهزتها وأساليبها ووسائطها فما أن تأتى سيرة الحرب الإليكترونية أمام شخص ما حتى يتبادر إلى ذهنه فورا محطات الردار وقواعد الصواريخ المضادة للطائرات
فبعد عدة ساعات من الضربة الجوية المصرية عبرت حوالى 800 دبابة مصرية قناة السويس بإستخدام المعابر والمعديات وأخذ الإسرائليين على غرة وأخذت دفاعاتهم فى خط بارليف تتهاوى واحدة بعد الأخرى ولقد حاولت إسرائيل إستدراك الموقف فأعدت على عجل خطة دفاعية تعتمد فى المقام الأول على قواتهم الجوية المتفوقة والتى كان تشكيلها الغالب يعتمد على الطائرات الفانتوم والطائرات السكاى هوك ثم طائرات الميراج فى مرتبة تالية للفانتوم والسكاى هوك وإعتقد الإسرائيليون أن طائراتهم المجهزة بأحدث المعدات الإليكترونية فى الرصد والتشويش قادرة على إجهاض الهجوم وهى تضمن لهم التفوق الجوى فى سماء المعركة المقبلة ولكن هذه الثقة الزائدة بالنفس تحولت إلى مأساة كبرى وبدلاً من أن يستمع الطيارون الإسرائيليون إلى أغنية
Sam.Song التقليدية الشهيرة التى تعودوا على سماعها (والمقصود هنا إيقاع الصواريخ سام المصرية الذى يترجم إلى نغمة موسيقية فى كابينة الطيار الإسرائيلى) إستمعوا إلى اغانى أخرى جديدة عليهم تماماً لم يتمكنوا معها من الإفلات وسقطت أعداد كبيرة من طائراتهم فى الأيام الثلاثة الأولى من القتال ولقد أصبح واضحاً لديهم أنه قد حدث تغيير كبير فى المنظومة الإليكترونية المصرية كما أصبحت معداتهم الإليكترونية المحمولة جواً دون فاعلية تذكر وكان أول مظاهر هذا التغيير إكتشافهم أن أجهزة رادار قيادة النيران المستخدمة فى بعض نوعيات وحدات الصواريخ الأرض / جو ذات ترددات اعلى من المعتاد وتستخدم تكتيكاً جديدا فى توجيه الصواريخ يختلف إختلافاً بيناً عن تكتيك توجيه صواريخ سام 2 وسام 3 وقد أفادت التقارير الأولية الصادرة من الجبهة أن قوات الدبابات المصرية تقوم بتوفير الحماية لها بنظام ذاتى الحركة من الصواريخ المتقدمة للغاية وتبين لهم أنها من طراز الصواريخ سام / 6 المحملة على مركبات مجنزرة وكذلك أعداد كبيرة من المدفعية 23 ملم رباعية ذاتية الحركة طراز شيلكا السوفيتية كما زودت القوات المدرعة والميكانيكية بأنظمة صواريخ سام / 7 ستريللا التى يسميها المصريون (الحية) بسبب مسارها المتعرج فى الجو كطريقة زحف الحية وهى تعمل بالأشعة تحت الحمراء للدفاع ضد الطيران المنخفض وقد أطلق عليها الطيارون الإسرائيليون إسم (السجائر المشتعلة) .. بجانب ذلك كانت تعمل القوات شرق القنال تحت مظلة شبكة من الصواريخ سام / 2 وسام 3 بتشورا المحمولة غرب القناة مما جعل إمكان إختراق هذه الشبكة المحكمة من الصعوبة بمكان
ولم تكن القوة الحقيقية فى شبكة الدفاع الجوى هى قوة التسليح الذى تمتاز به أو أى نوع من عناصر القوة من هذا النوع بل كان السبب يرجع فى المقام الأول إلى الأنظمة المستخدمة فى التوجيه والتى شكلت أيضاً مفاجأة كبرى لدول الغرب العظمى ..
كان رادار النظام سام / 6 يستخدم الموجات المستمرة
(CW) بعكس النظامين سام /2 و سام /3 اللذين يستخدمان نظام الموجات النبضية (Pulse Wave) وكان يتم إضاءة الهدف بواسطة رادار مستمر الموجة فكان يتم تتبع الصاروخ للهدف وفى هذا الوقت كان رادار الطائرات الإسرائيلية مصمم لإستقبال الموجات النبضية فقط ولم يتمكن من إلتقاط الموجات المستمرة ومما يزيد فى صعوبة الإلتقاط أن رادار سام 6 كان يستطيع الإقتراب من الطائرة دون أى إنذار مسبق بسبب عدم إلتقاط رادار الطائرة نبضات محطة توجيه الصواريخ .
كما إستخدم رادار نظام الرشاش الرباعى المواسير المضادة للطائرات شيلكا رادار من النوع ذوى التردد العالى جداً فى نفس الوقت الذى كانت مستقبلات رادارت الطائرات الإسرائيلية لا تستطيع إلتقاط النبضات إلا على الترددات حتى 12 ألف ميجا هيرتيز بينما كان رادار الشيلكا ذو تردد يصل إلى 16 ألف ميجا هيرتز ... !!
ومن ناحية أخرى كانت الصواريخ ستريللا المحمولة على الكتف تعمل بنظرية الأشعة تحت الحمراء من عادم محرك الطائرة وكانت جميع هذه الأنظمة بالإضافة إلى نظامى الصواريخ سام / 2 إدفينا وسام / 3 بتشورا تعمل كمنظومة متكاملة للدفاع الجوى ولم تتمكن الطائرات الإسرائيلية التى تعمل فى مجال معاونة القوات البرية من تجنب الإصابة بإحدى وسائل هذا النظام فعندما كان الطيارون الإسرائليون يطيرون على إرتفاعات عالية كانت الصواريخ سام /2 إدفينا وسام / 3 بتشورا تصيبهم بسهولة وعند هروبهم بالطيران على إرتفاعات منخفضة كانت الصواريخ سام / ستريللا والمدفعية م/ ط شيلكا تلاحقهم حتى صدرت الأوامر من القيادة الإسرائيلية بإيقاف المعاونة الأرضية بواسطة القوات الجوية لقواتهم البرية .
ولقد أصبح الموقف حرجاً للغاية بالنسبة للإسرائيليين على الجبهتين فإنه بجانب الخسائر المتعاظمة فى الطائرات فى الأيام الأولى من الحرب فإن خسائرهم أيضاً تعاظمت إلى درجة كبيرة من الدبابات التى كانت أهدافاً سهلة للصواريخ المضادة للدبابات من طراز ساجر وسنابر و
R.B.G والتى كان مسلحاً بها وحدات المشاة المصرية والسورية وتطلق من مسافات قريبة بدقة عالية . وخصوصا صاروخ ساجر الى كان يوجه إلى عدفه بدقة عبر السلك وتتم متابعة الهدف حتى النهاية فقد شكل مفاجأة حرب جديدة للعدو الإسرائيلى ودمر الكثير من دباباته فى سيناء
وعندما تأكد للإسرائيليين مدى الخطر الذى يتعرضون له وبوادر الهزيمة القادمة قررت قيادتهم إختيار إحدى الجبهتين للتركيز عليها فقرروا التركيز على الجبهة الشمالية وإيقاف التقدم السورى بأى ثمن مع قيامهم بمحاولة تثبيت الجبهة المصرية ما امكن من إتخاذ الإجراءات الفورية لتطوير النظام الإليكترونى فى طائراتهم وإستخدام وسائل مضادة للصواريخ التى تعمل بالأشعة تحت الحمراء وعلى ذلك قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتزويدهم بكميات كبيرة من رقائق التداخل السلبى
(Shaff) تستخدم فى إعاقة الردارات فيما يعرف (بالإعاقة السلبية) وهو أسلوب من أساليب الحرب الإليكترونية المضادة للتشويش على الردارات كان قد إستخدم منذ زمن بعيد فى الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام وقبل التطرق إليه ينبغى أن نعرف أن الإعاقة الإليكترونية لأجهزة الردارات تنقسم إلى نوعين بحسب شرح الكاتب العسكرى اللامع عبده مباشر فى كتاب الحرب الإليكترونية الصادر عام 1978 ....
ـــ النوع الأول هوإعاقة إيجابية ... تتم بطريقتين تشويش بالتداخل وتشويش بالخداع
1- تـشــويــش بالتداخــل ..
وهى تحقيق تشويش بالتداخل عبرتوليد اشعة من جهاز تشويش تظهر كأشعة مرتدة على شاشة الرادار فتعوق الجندى العامل علي جهاز الرادار عن تحديد إشارة الهدف
أ - تــشــويش بــالـبـقعــــة :
يؤدى هذا النوع من التشويش إلى طمس ظهور إشارة الهدف المعادى على شاشة الرادار تماما ويمكن التغلب عليها بتغير التردد العامل بجهاز الرادار إلى تردد آخر
ب ـ التــشـــويـــــش بالــغـــلالـــة :
يتم هذا النوع من التشويش على حيز ترددات جهاز الرادار كلها بالكامل فى وقت واحد حتى يحول دون لجوء العاملين على جهاز الرادار المعادى إلى تغير التردد من آن لأخر ويتفادى هذا النوع من التشويش عيوب التشويش السابق بالبقعة
ج - التشويش بالبقعة على الترددات المختلفة : ــ
وهنا يستخدم جهاز التشويش بالبقعة مع تغير التردد بمعدل عالى جداً لحدود ترددات جهاز الرادار وتستطيع هذه الطريقة بإستخدام الكثافة العالية للإعاقة فى التشويش بالبقعة لفترة قصيرة على جميع الترددات التى يحتمل أن يستخدمها جهاز الرادار المعادى
2 ــ التشــــويــــش بالخــــــداع : ــ
وهو أكثر أنواع التشويش تعقيداً بصفة عامة فهو يعتمد على إرباك عامل الرادار عبر إنتاج أهداف مزيفة على شاشة الجهاز لا يمكن تمييزها عن الأهداف الحقيقية ولا معرفة مسافة او إتجاه الهدف الحقيقى وسط الإشارات الخادعة التى تظهر على شاشة الرادار ويتم ذلك النوع من التشويش الإليكترونى المعقد بواسطة مولدات الأهداف الزائفة

النـــوع الثانــى الإعاقــة السلببـــة
سميت هذه الطريقة بالإعاقة السلبية لأنها تتم بوسائل لاتعتمد على التداخل على أجهزة الرادار المعادية عبر أجهزة إعاقة وتشويش إليكترونى أخرى مباشرة مثل الطريقة الإيجابية بأنواعها السابقة الأخرى وإنما تتم هذه الوسيلة عبر قيام الطائرات المعادية بإلقاء شرائح صغيرة من الألومنيوم من جوفها تسمى الرقائق المعدنية وبتم نشر هذه الشرائح بكميات كبيرة من الجو عند دخول الطائرات الحاملة لها فى مدى الكشف الرادارى ويترتب على نشرها إشارات منعكسة عنها مرتدة على شاشة جهاز الرادار أقوى من الإشارات المرتدة من الهدف الجوى المعادى نفسه .! تعمل على تشتيت وإرباك عمال الرادار فى محاولة تمييز الإشارات الحقيقية من الإشارات الزائفة وذلك لمدة غير طويلة من الوقت وعندما تبدأ هذه الرقائق المتطايرة فى الجو فى السقوط البطيئ فوق الأرض يكتشف عامل الرادار الحقيقة عندها يكون القصف الجوى المعادى قد بدأ دون أن يتمكن الرادار من إكتشاف الطائرات المهاجمة
على سبيل المثال خلال الحرب العالمية الثانية أسقطت القوة الجوية الأمريكية الثامنة وحدها نحو 10 ملايين رطل من الرقائق المعدنية فوق أوربا ولم تستخدم للتشويش فقط بل لإحداث تداخل وإيهام قوات الدفاع الجوى الألمانى بوقوع غارات جوية مزيفة .!
عموماً ... هناك معلومات لايمكن الحصول عليها إلا فى أثناء إختراق الطائرات للمجال الجوى وهى فى طريقها لأهدافها وبدون هذه المعلومات لايمكن إجراء عمليات التعمية الإليكترونية أو التشويش الإلكترونى
ويعتبر الإستطلاع الإليكترونى فى مرحلة ماقبل العمليات من الأهمية بمكان لتنفيذ خطة التعمية الإليكترونية أو التشويش الإليكترونى .

 

 

هذه هى الوسائل المتبعة للتشويش الإليكترونى على الردارات المعادية والتى لم يهمل العدو الإسرائيلى إتباع أى وسيلة واحدة منها كانت وسائل الإعاقة المضادة الإليكترونية المصرية له بالمرصاد ..
أما وسيلة الإعاقة السلبية بالرقائق المعدنية فقد كان الجديد فقط فى هذا الإستخدام هو تصميم رقائق الألومنيوم بحيث تعمل ضد الترددات العاملة فى ردارات الدفاع الجوى المصرية وكانت الرقائق توضع فى كبسولات داخل مستودعات خاصة
(PODS) فى الطائرات ويتم إطلاقها بواسطة الطيار، وبجانب ذلك إستخدم الإسرائيليون مشاعل الأشعة تحت الحمراء لخداع الصواريخ سام/7 ستريللا لكى يقوم فرد رامى الدفاع الجوى الذى يحمل القاذف على كتفه بالتوجيه عليها بدلاً من الطائرة وقد حققت هذه الوسيلة بعض النجاح فى بادئ الأمر وأمكن للطائرات الإسرائيلية إختراق شبكة الدفاع الجوى المصرية
وبالإضافة إلى هذا التطور فى الحرب الإليكترونية فقد إستخدم الإسرائيليون عدة أساليب وتكتيكات أخرى كانت تعتمد فى المقام الأول على مهاجمة أنظمة الصواريخ أرض / جو أولاً قبل تنفيذ أى مهام أخرى
التكتيكات الجوية الإسرائيلية المتبعة فى مهاجمة محطات الصواريخ المصرية والأساليب والإجراءات المضادة المصرية
لها
: ــــ
وحتى عندما حاولت طائرات السلاح الجوى الإسرائيلى أن تهاجم اهدافنا الحيوية (معابر العبور) والقواعد الجوية ووحدات الدفاع الجوى كان العدو يفاجأ بغلالتين
1- غلالة فعالة مرئية من نيران عناصر الدفاع الجوى المختلفة
2- غلالة اخرى غير مرئية من الإجراءات الإليكترونية المضادة لإعاقة عمل الأجهزة الإليكترونية المختلفة التى تحملها طائراته الأمر الذى كان يجعل الطيار الإسرائيلى قابعاً محتاراً داخل طائرته لا يلقى اية مساعدات من أجهزته الإليكترونية المعقدة التى إعتقد أنها نوع من السحر الأسود لاعلاج له يمارسه مع خصم من القرون الوسطى بإختصار شديد كانت (ليبرتى) معنا خلال هذه الجولة ولكنها ليبرتى مصرية يديرها رجال مصريون وبدلاً من أن يذهلونا اذهلناهم بخبراتنا فى هذا المجال
3 ـ وجود بطاريات صواريخ هيكلية بعضها ذات إشعاع رادارى حى أعدت بغرض الخداع قامت بواجبها فى إمتصاص بعض ضربات وقذائف الطيران الإسرائيلى
كان صاروخ سام 6 بالذات شكل مفاجأة تكنولوجية كاملة للعدو الجوى وصلت إلى حد الإعجاز فلم يدخر وسعاً فى بذل المحاولات تلو المحاولات المتتالية للتغلب عليه
ولهذا الغرض إبتدع الإسرائيليون أسلوباً تكتيكياً فى مواجهة نظام الصواريخ سام 6 يعتمد على المخاطرة إلى حد كبير ويعتمد على :
1- أسلوب الهجوم إما بطائرات فردية أو بطائرتين معاً إعتماداً على الإمكانيات المحدوة لصواريخ سام 6 فى التعامل مع الأهداف المنخفضة جداً فكان يتم الإقتراب إلى موقع الصواريخ سام / 6 على إرتفاع منخفض للغاية لتجنب كشف الطائرة بواسطة رادار التوجيه وكذلك بغرض الإختفاء بين الكسرات الأرضية وبمجرد عبوره فوق منطقة الهدف يقوم بالتسلق الحاد بزاوية رأسية ثم يقوم بالغطس فوق الهدف مع إطلاق الصواريخ أو قذف القنابل ( الشكل رقم 1 )



وكان الطيران فوق الهدف وكذلك عملية الغطس تتم على إرتفاعات منخفضة جداً فكان على الطيار الإسرائيلى أن يطلق دفعة من شرائح التداخل السلبى
(Shaff) لخداع بطاريات سام المجاورة ثم كان عليه بعد ذلك القيام بمناورة حادة للغاية لتجنب صواريخ سام / 7 فى حالة وجودها فى موقع مجاور مع إطلاق دفعة من مشاعل الأشعة تحت الحمراء (IR)
2 ـ وهناك تكتيك أخر إتبع مع الصواريخ سام / 6 بإستخدام طائرتين فانتوم إف / 4 والأخرى سكاى هوك وتطير إحداهما خلف الأخرى وكانت الطائرة الأولى الفانتوم تطلق كمية كبيرة من مشاعل الأشعة تحت الحمراء ورقائق التداخل السلبى لخداع ردارات التوجيه بينما تقوم الطائرة السكاى هوك بالغطس فوق الهدف ثم إطلاق القنابل (الشكل رقم 3 )


3 ــ وحصل الاسرائيليون من الجسر الجوى الأمريكى على اجهزة إسقاط الرقائق المعدنية من المنتجين الأمريكيين مباشرة وحاول الإسرائليين تحييد صواريخ سام 6 بإطلاق بالونات خداعية يتراوح قطرها بين 12 و 18 بوصة يتم حملها فى وحدات الوسائل الإليكترونية المضادة أو تثبت أسفل طائرات الفانتوم وكانت هذه البالونات مطلية بمادة تعكس الأشعة وتظهر أيضا على شاشة الرادار وتجتذب الصواريخ الباحثة عن الحرارة وهو أسلوب يعرف بإسم (تعزيز أصداء الرادار) ولما كانت قدرة صواريخ سام ـ 6 على البحث الرادارى محدودة فإن التشكيلات الجوية للمقاتلات الإسرائيلية كانت تتمثل فى الإنقضاض عليها من إرتفاعات عالية وتكون سرعة الصاروخ فى البداية بطيئة وإن كان يصل فى نهاية الأمر إلى ضعف سرعة الصوت حققت هذه المناورة شيئا من النجاح ولكن صواريخ سام 6 ظلت تشكل خطورة حيث كانت تتميز بنشاط تردداتها وهذا يعنى انها كانت تستطيع العمل على ترددات واسعة بما يجعل التشويش عليها امراً بالغ الصعوبة وعندما كان الطيار الإسرائيلى يرى وميض إنطلاق الصاروخ والخط الأبيض المندفع نحوه فإنه كان يسقط رقائقه المعدنية ثم يهبط بشكل حاد ولكن بطاريات الصواريخ كانت مرتبة يحبث أن هذه المناورة من جانب الطيار كانت تدخله فحسب داخل مدى بطارية أخرى بحيث كان يتم مناورته الرابعة يكون قد فقد إرتفاعه تماما فتصيده نيران المدفعية 23 ملم الرباعية الموجهة بالرادار. بالنهاية فشلن جميع الإجراءات المتبعة ضد المعجزة التكنولوجية سام 6
4 ــ وأخيــراً ... تمكن العدو الإسرائيلى من تزويد طائراتهم برادار إنذار جديد
(RWR) مركب فى مستودع خاص ويمتاز بقدرته على إستقبال موجات كهرو مغناطيسية ذات تردد عال للغاية وأكبر بكثير من رادار صاروخ سام / 6 ورادار الشيلكا وبذلك يعتبر مصدر الإنذار المبكر للطائرة ومن ثم يمكن للطيار أن يتخذ الإجراءات الفورية للهروب من الصاروخ أو تجنب الإصابة بطلقات المدفعية المضادة للطائرات أما بواسطة القيام بالمناورات الحادة أو إلقاء المشاعل وشرائح التداخل السلبى أو بهما معاً مع ذلك لم يفيد ذلك كثيرا نظرا لقدرة ردار السام 6 السريعة على تغيير تردداته ونبضاته بسرعة عالية جدا تعجز طائرات العدو عن التقاطها وتحديدها
ملحوظــة : بعد حدوث الثغرة أمكن للإسرائيليون العثورعلى ستة وحدات صواريخ محطمة من طراز سام 6 فى منطقة حائط الصواريخ بغرب القناة وتم نقلها إلى الولايات المتحدة الأمريكية ودراستها هناك وأعلن مصدر فى البنتاجون انهم فشلوا فى تحديد جهاز توجيه الصاروخ ودون فحص جهاز التوجيه لم يكن بمقدور الخبراء الامريكيين ابتكار وسيلة اليكترونية مضادة للتصدى للصواريخ سام 6

(الشكل رقم 3)

 

أمــا بالنسبــة لصـاروخ ســام 7
1- إستخدم أيضاً إسلوب الهجوم بواسطة طائرتين تطيران متجاورتين وعند التحقق من إطلاق الصواريخ ستريللا (يتم الإنذار عادة بواسطة طائرة هليكوبتر تحوم فى المنطقة للإنذار عن إطلاق الصواريخ سام/7 فعند ذلك تقوم إحدى الطائرتين بمناورة يتقاطع فيها خط السير مع الطائرة الأخرى مما ينتج عنه وجود مصدرين متقاطعين للطاقة الحرارية المنبعثة من عادم الطائرة وعند وقوع الصاروخ سام/ 7 بين محصلة هاتين القوتين وبذلك يخل التوجيه

 

 

2- وهناك أيضاً تكتيك ثانى قديم معروف يتبعه الطيار للهروب من ملاحقة صاروخ الحية ـ سام / 7 ـ بالذات يعتمد على قيام الطيار بإيقاف محرك طائرته فى الجو لبرهة قصيرة وتبدأ الطائرة فى السقوط سقوطاً حراً من السماء فينقطع مصدر الحرارة المنبعث من الطائرة الذى يتتبعه الباحث عن الأشعة فى مقدمة الصاروخ وبالتالى يضل الصاروخ الإتجاه ويعجز عن الإستمرار فى متابعة الهدف للنهاية عند ذلك يعيد الطيار تشغيل محرك طائرته من جديد ويرتفع فى الجو للهروب بسرعة قبل أن يلتقط إشعاع الحرارة الصادر من محرك طائرته صاروخ جديد أخر مطلق نحوه .
3- وإستخدم العدو تكتيك جديد ضد الوسائط المخصصة للإرتفاعت المنخفضة إبتداءا من يوم 15 أكتوبر وهو أن تأتى طائرة الإغارة الإسرائيلية على مواقع الدفاع الجوى على إرتفاع عالى جدا لتجنب نيران الدفاع الجوى منذ البداية ثم تنقض بسرعة بزاوية شبه قائمة للغطس بإتجاه الهدف المطلوب قصفه مع إطلاق الصواريخ والقنابل ثم العودة للإرتفاع مرة أخرى لأعلى نقطة ممكنة بشكل عمودى وبأقصى سرعة للهروب من طلقات ونيران الدفاعات الجوية والعودة للإرتفاع السابق الذى بدأت منه الطائرة الهجوم والإتقضاض وكان التعامل المصرى مع هذا الأسلوب بحسب ماذكره المقاتل / علوى ـ مقاتل الصاروخ سام 7 فى كتابه صائد الطائرات عام 2002 يتم عبر تسديد قاذف الصواريخ نحو مؤخرة الطائرة وهى فى وضع الإرتفاع بعد الغطس والقصف .
ويلاحظ ان معظم هذه الأساليب تعتمد على المناورة الحادة لإخلال توجيه الصاروخ وهو نوع من الألعاب الجوية الأكروباتية التى تتطلب مهارات عالية جداً من الطيار ...
كان لدى المصريين انواع احدث من الصاروخ سام 7 مزودة بمرشحات الأشعة تحت الحمراء لا تتأثر بالإنفجارات الحرارية الخداعية ولم يكن الإسرائيليون يعلمون ذلك وكان يمكن تركيب عدد من صواريخ سام 7 على عربة مجنزرة واطلاقها دفعة واحدة معا تضم ثمانية صواريخ فى المرة الواحدة وكان هذا الاسلوب فى اطلاق هذه الصواريخ يميل الى الغاء تاثير الحركات المراوغة والمناورة التى يقوم بها الطيارين الإسرائليين وكان مقدمة لإنتاج صواريخ جديدة تحت إسم سام 9 حرارية محمولة على عربات مجنزرة بعد نهاية حرب أكتوبر ....
- وكذلك عمد العدو فوق سماء بورسعيد إلى تجميع طائراته معا لتطير متجاورة فى كتلة واحدة لتظهر على شاشاة الرادار كهدف واحد وما إن تقترب تلك الكتلة الوهمية الإفتراضية من وحدات الدفاع الجوى المصرية المدافعة عن بورسعيد حتى تقوم بالتفرق والتشتت لإرباك توجيه الصواريخ ووسائط الدفاع الجوى وللقيام بغرض القصف لكن إستطاع رجال الصواريخ إبطال أثر هذا التكتيك بإصطياد الطائرات الأقرب وبإطلاق صواريخ غير موجهة رداريا نحو الطائرات الأبعد لتخويفها وإجبارها على الأبتعاد
ــ الإقتراب على مسافة حوالى من 30 إلى 40 كلم من حافة الحقل الرادارى بشكل متعمد لكى تلتقط شاشات ردارات الدفاع الجوى المصرية الطائرة الإسرائيلية المهاجمة ومن ثم تقوم الطائرة بإطلاق صاروخ شرايك الأمريكى المضاد للرادار راكب شعاع الرادار الذى يقوم بتتبع الموجات الكهرومغناطيسية لجهاز الرادار فينطلق الضاروخ من المقاتلة لتدمير الرادار ـ العين الراصدة ـ لمحطات الصواريخ فكان العاملوان على أجهزة ردارات الرصد والتتبع يقومون بإطفاء أجهزتهم فتضل صواريخ العدو وتطيش بعيداً عن هدفها بينما تبتعد الطائرة المحلقة من بعيد ظناً منها انها أنهت مهمتها بنجاح .
وبالإضافة إلى ذلك إستخدم الإسرائيليون العديد من أساليب الإعاقة العشوائية
(Noise Jamming) والإعاقة (PPulse Jamming) وكذلك إستخدام أسلوب الأهداف المقلدة
ولم تقف وسائل الدفاع الجوى المصرية عاجزة أمام هذه الإجراءات فقد قامت بإستخدام بعض وسائل التكتيكات المقابلة كما تم إجراء تعديلات فى قواذف إطلاق الصواريخ سام / 7 وكذلك فى محطات توجيه الصواريخ سام / 6 وسام / 7 كما ذكر سلفاً أثبتت فاعيتها الكبرى وأعادت الأمور إلى نصابها حتى بلغت خسائر الإسرائيليين حوالى 110 طائرة ويعتبر هذا الرقم رقماً عالمياً بالنسبة لحجم القوات الجوية الإسرائيلية
ولم يكن خافياً أن تزويد إسرائيل بالقنبلة التليفزيونية
(AGM-65)والتى إستخدمت على الجبهة المصرية وفشلت فشلاً ذريعا فى تحقيق أهدافها إذ كانت تعتمد هذه القنبلة فى إطلاقها على شاشة تليفزيونية موجودة فى كابينة الطيار الإسرائيلى لمتابعة سير القذيفة إلى هدفها وضمان إصابتها للهدف بعد توجيهها إلكترونيا من الطائرة وتمثل الإجراء المصرى المضاد فى إطلاق سحب كثيفة من الدخان أعاقت التوجيه البصرى للقنبلة وبددت فاعليتها تماما . وكانت شهادات بعض الطيارين الأسرى الإسرائيليين تتركز حول تعرض طائراتهم للإصابة أثناء محاولاتهم تفادى الصواريخ المصرية بواسطة صواريخ أخرى لم يكشفوها أو مصادر نيران موجهة ضدهم فوجئوا بها تفجر طائراتهم .!
أعمــــال وإجراءات العـــدو الإليــكترونيــة
المضــادة: ــ
قبل إندلاع القتال فى يوم السادس من أكتبر 1973 كان الاسرائيليون قد حصلوا على 200 من الأجهزة والوسائل الاليكترونية المضادة التى كانت تحملها الطائرات على حساب شحنات الاسلحة الاخرى وعليه
لم يقف العدو مكتوف الأيدى ولكنه حاول مرات عديدة وفى كل مرة كان رجال الحرب الإليكترونية المصريين يجدون الحل السريع لإزالة آثار أيه إجراءات إليكترونية مضادة من جانب العدو فقد حاول ان يعمى أجهزة الرادار المستخدمة فى عمليات الإنذار عن الجمهورية ولكن هذه الأجهزة ظلت طوال أيام القتال تعمل بكفاءة عالية ولم يحدث مرة واحدة ان إخترقت طائرة المجال الجوى المصرى دون وصول إنذارا عنها كما حدث فعلاً فى حرب يونيو 1967 وذلك بفضل دراية العاملين فى مجال الرادار بالإجراءات المضادة وكيفية التعامل فى مثل هذه المواقف
ــ حاول كذلك أن يعمى أجهزة الرادار المستخدمة فى توجيه الصواريخ سام الأرض جو بعد أن ألهبت هذه الصواريخ ظهر السلاح الجوى المعادى وظلت قواعد وبطاريات الصواريخ تعمل بكفاءة نموذجية طوال فترة الحرب
ـــ وكذلك زودت إسرائيل بالصواريخ الحرارية من طراز (مافريك) الموجهة من الطائرات لتدمير مولدات الطاقة فى بطاريات الصاريخ العاملة وتم التغلب على تأثيرها عبر إشعال براميل وقود توضع فى مكان بعيد لتجتذب إليها الصواريخ الحرارية الموجهة بعيدا عن مولدات محطات الصواريخ
ـــ وقامت الولايات المتحدة الأمريكية بإمدادا إسرائيل بصارويخ الشرايك جو / أرض الراكبة لشعاع الرادار   عام 1971 وأمكن هزيمتها وإبطال مفعولها بعدة وسائل مثل إطفاء جهاز الرادار بعد 10 ثوانى فقط من إطلاق الطائرة للصاروخ فيفقد صاروخ الشرايك الشعاع الإلكترونى المنبعث من الرادار الذى يوجهه نحو هدفه أو تغيير زاوية هوائى الرادار بــ 180 درجة وهذا إجراء أكثر ذكاءاً يترتب عليه فى كلا الحالتين فشل الصاروخ المعادى فى إصابة هدفه وظلت شبكة الدفاع الجوى ومحطات الصواريخ المصرية تؤدى عملها بكفاءة طوال أيام الحرب دون أدنى تأثير من ألاعيب طيران العدو الأكروباتية الجوية ولا حيله الإليكترونية السحرية أو التى يظنها كذلك
قبل نهاية الحرب بقليل قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإمداد إسرائيل بنوع مطور من صواريخ الشرايك راكب الإشعاع الرادارى حيث إمتك هذا النوع ذاكرة إليكترونية خاصة به تجعله يتغلب على إجراء رجال الدفاع الجوى المصريين الذين كانوا يقومون بإطفاء أجهزة الرادار العاملة فتطيش صواريخ المقاتلات الإسرائيلية فتوصل أبطال الحرب الإليكترونية إلى أسلوب ثالث للتعامل مع صواريخ الشرايك المعدلة أصاب الخبراء السوفيت بالذهول على حد وصف ضابط الدفاع الجوى / علاء الدين سويلم
كيف كان ذلك الإجراء الرائع ....؟؟؟
ــ كانت المقاتلات الإسرائيلية الحوامة تحوم على مسافة من 30 إلى 40 كلم من محطات الصواريخ المصرية وتطلق صواريخ الشرايك .الزمن اللازم لوصول الصاروخ إلى هدفه من دقيقة إلى دقيقيتن فيتم إطفاء الرادار وبالتنسيق مع كتيبة دفاع جوى أخرى مجاورة تقوم بتشغيل ردارها فيعود الصاروخ لإلتقاط هدف جديد بدلا من الهدف السابق الذى إنطفأ وإنقطع مصدر الإشعاع الكهرومغناطيسى منه وتقوم الكتيبة الثانية بنفس ماقامت به الكتيبة الأولى بأن تطفئ رادارها عندئذ يتشتت الصاروخ تماما وتختل ذاكرته الإليكترونية الحافظة لمسار الأشعة بعد تشبعها بهذا الكم من الموجات الكهرومغناطيسية الردارية المتناقضة والمتعددة المصادر فتسقط الصواريخ فى الفواصل بين محطات الرادار أو بعيداً عنها وهذا ما يسميه الضابط علاء الدين سويلم (بالصياعة الألذ) ـ بحسب وصفه الدارج .
وبذلك فشلت (القتبلة التليفزيونية ـ الصواريخ الحرارية ـ صواريخ شرايك) مسجلة فشل ثلاثى لأحدث الأسلحة الأمريكية
ــ وحتى العواكس الركنية زودت بها الولايات المتحدة إسرائيل فى طائراتها ووسائل خداعية أخرى من أحدث ما توصلت إليه الترسانة العسكربة الأمريكية لخداع أجهزة رداراتنا وإستنفاذ ذخيرتنا من صواريخ ومدفعية م/ ط بحيث تأتى موجات أخرى من مقاتلاته وتضبط وحداتنا فى الفترة الحرجة لإعادة التعمير ومع ذلك كانت موجات طائراته تلك تأتى مطمئنة فتفاجأ بسيل من النيران لم تستنفذه طلعات الخداع التى سبقتها فتكون المحصلة سقوط المزيد من مقاتلات العدو الإسرائيلى حيث تمكن أبطال الدفاع الجوى من التمييز بين الإشارات الحقيقية والإشارات المزيفة التى بثتها أجهزة العدو الخداعية
وللتدليل على ذلك سأل ضابط الدفاع الجوى / حسن القرمانى اللواء (أركان حرب فيما) بعد أحد جنود الرادار يوم 8 أكتوبر 1973 عن مدى تأثره بالإعاقة الإليكترونية المعادية فأجاب ببساطة (( أنها لاشيئ .. لقد تمرسنا من قبل على ما هو أعقد من ذلك بكثير)) وومن ضمن أسباب تفسير ذلك النجاح المصرى الباهر فى المجال الإليكترونى الحربى ما قاله إدجار أوبلانس الخبير العسكرى البريطانى المتخصص فى دراسة حروب الشرق الأوسط عندما رحل الخبراء الروس من مصر عام 1972 أدخل المصريون بعض التعديلات على صواريخ سام ومعدات الرادار ووسائلهم الإليكترونية المضادة وهى تعديلات لم يعلم بها الإسرائيليون فى وقتها ـ وكان ذلك سراً أخر أحيط بالكتمان الشديد وكان الإسرائيليون وغيرهم يقللون بصورة فادحة من شأن القدرات المصرية بالنسبة للرادار والأجهزة الإليكترونية
ــ ومن ضمن محاولات العدو فى مجال الحرب الإليكترونية لجوؤه إلى إستخدام طائرات إستطلاع بدون طيار وهى وسيلة بارزة من وسائل الحرب الإليكترونية كانت تعتبر أعجوبة تكنولوجية فى وقتها وكان إستخدامها فى حرب اكتوبر 1973 أول إستخدام عملياتى لها ورغم تعقيدها إليكترونياً فقد باءت محاولات العدو بالفشل وأمكن إسقاط 3 طائرات من هذا النوع إثنين من طراز رايان فايربى 1 وواحدة من طراز شوكار وهناك طائرة من نفس الطراز أسقطت على الجبهة السورية
وفى مجال الإستطلاع الجوى قام الأمريكيون بإستخدام طائرة الإستطلاع العملاقة إس أر ـ 71 والتى أثرت نتائج إستطلاعها على المعركة تأثيراً بالغاً وقامت بإرسال تقارير الإستطلاع الفورية عن أوضاع القوات المصرية والسورية إلى إسرائيل وكان من الصعب إسقاط هذه الطائرة التى تصل سرعتها إلى 3 مارخ وإرتفاع سقف طيرانها حتى 30 كلم منها عرفت إسرائيل إستعداد قواتنا للعبور لتنفيذ عملية تطوير الهجوم يوم 14 أكتوبر 1973 وأبلغت عن ترك الفرقتين 4 و 21 المدرعتين مواقعهما غرب القناة بما مهد وشجع العدو الإسرائيلى على القيام بعملية الثغرة
ولما فشل العدو الإسرائيلى فى القضاء على شبكة الدفاع الجوى من الجو أراد أن ينالها بتسلل أرضى عبر إحداث ثغرة بين الجيشين الثانى والثالث تسللت منها مدرعات العدو الإسرائيلى وراحت تهاجم بطاريات الصواريخ المصرية من مسافات بعيدة فأحدثت خرقا فى شبكة الدفاع الجوى ظهرت فى السماء على شكل فجوة عارية من التغطية الردارية إستغلها سلاح الجو المعادى فى التدخل وقصف القوات المصرية ودعم الهجمات المضادة الإسرائيلية بغرض توسيع نطاق الإختراق الإسرائيلى غرب القناة ورغم كل ذلك إكتشف العدو أنه دمر عددا كبيرا من بطاريات الصواريخ الهيكيلية المخادعة التى كانت نصبت للخداع ولإستنزاف غارات الطيران المعادى بعيدا عن الأهداف الحقيقية وعلى هذا تم إبعاد الكثير من بطاريات الصواريخ المصرية الحقيقية من طريق دبابات العدو مما ادى إلى زيادة إتساع نطاق الفجوة فى الدفاع الجوى غرب القناة . فى النهاية يقاس النجاح المصرى الذى تحقق فى مجال أعمال الحرب الإليكترونية بنهاية المعارك حينما تم التأكد من إسقاط من 60 إلى 75 طائرة إسرائيلية بواسطة وحدات صواريخ سام / 6 المتحركة
وحوالى 16 طائرة إسرائيلية أخرى بنيران صوار يخ سام / 7
و 121 طائرة أخرى بصواريخ سام2 وسام 3 وذلك سوى ما أسقط من طائرات أخرى بواسطة المدفعية المضادة للطائرات وأعمال قتال القوات البرية والصاعقة
الحـــرب الإليكتـــرونيــــة فـــى الصــراع البحــرى

بينما كانت معارك القوات الجوية ومعارك قوات الدفاع الجوى تدور رحاها قامت عدة معارك بحرية أخرى كان من بينها تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات بواسطة لانشات الصواريخ فى 21 أكتوبر 1967 مما دفع القيادة الإسرائيلية إلى على أثر ذلك إلى إتخاذ بعض الإجراءات الفورية لتحديث الأسطول الإسرائيلى وكان اول إجراء فى هذا السبيل هو تصميم زوارق الطوربيد السريع الإسرائيلية (ريشيف) وهو لنش مسلح بالصواريخ سطح / سطح من طراز (جابرييل) مكوناته إنجليزية وفرنسية بتوليف إسرائيلى مصنع محلياً وفى الجانب الأخر كانت البحرية العربية المصرية والسورية مسلحتان بزوارق من طراز أوسا وكومار السوفيتية والمزودة بصواريخ سطح / سطح من طراز بى / 15 ستايكس والتى بلغت دقة الإصابة بها إلى الحد الذى يمكن أن يقال معه أنها لم تخطئ إصابة أى هدف حتى الأن . ولقد أثبتت كفاءتها فى الحرب الهندية الباكستانية عام 1971 حتى أنه فى المدة بين 4 إلى 8 ديسمبر 1971 تم تدمير عدة قطع من الأسطول الباكستانى بالإضافة إلى 3 سفن تجارية بواسطة هذه الصواريخ .
كان الصاروخ جابرييل يعتبر صاروخ عالى الكفاءة من الناحية الفنية إلا أنه يعتبر قصير المدى (2.5) كلم وهو المدى العملى للصاروخ السوفيتى بى / 15 ستايكس قبل أن تتمكن الزوارق الإسرائيلية من إطلاق صواريخها . ولذلك كان عليهم التوصل إلى تكتيك مناسب للهجوم على القطع البحرية المصرية ولم يجد الإسرائيليون الحل فى التوصل إلى نوعية أخرى من الصواريخ الأطول مدى بل وجدوا أن الحل ينبع من القدرات الخاصة للحرب الإليكترونية والوسائل الإليكترونية المضادة
(ECM) فكان أول إجراء إتبع هو تزويد جميع زوارق الصواريخ الإسرائيلية بأجهزة التداخل والخداع وتم طلاء معظم قطعهم البحرية بطلاء قادر على إمتصاص الأشعة الكهرومغناطيسية الخاصة بالرادار وإستخدمت فى ذلك مواد قابلة للإمتصاص لديها القدرة على تحويل الإشعاع الكهرومغناطيسى إلى نوع أخر من مصادر الطاقة وهى الطاقة الحرارية التى يمكن أن تبددها المياه أو الهواء بدلاً من ان ترتد من الأسطح العاكسة كما تقرر أن أحسن الوسائل للهجوم هى الإقتراب راساً من الرادار البحرى العربى المعادى فى اللنشات المصرية والسورية لتقليل السطح المعرض للإشعاع ..
ولقد طورت قواتنا البحرية من أدائها أيضاً كمثال إستخدمت الكاميرات التليفزيونية لتقليل الإعتماد على النظام الرادارى فى كشف الأهداف مما جعل من الأساليب الجديدة المستخدمة فى البحرية أثناء حرب أكتوبر علامة بارزة فى التاريخ البحرى على تطوير الأسلحة البحرية وإستخداماته التكتيكية
المعركة البحرية التالى ذكرها تعد نموذج مثالى لتكتيكات التداخل والخداع الإليكترونى التى إستخدمت من الجانب الإسرائيلى وتنم عن إستيعابه التام لنتائج معركة تدمير المدمرة إيلات وتطوير وسائل حربه الإليكترونية لأعلى درجة وكفاءة ......
ـــ فى اليوم التالى مباشرة من أيام حرب أكتوبر يوم 7 أكتوبر 1973 كانت القيادة البحرية الإسرائيلية ترجح هجوم زوارق الصواريخ السورية على حيفا لذلك فقد صدرت الأوامر إلى خمسة زوارق صواريخ إسرائيلية هى رئيشيف ـ هاتف ـ ميرناج ـ مفتاح بالإبحار شمالاً لإكتشاف أى أهداف بحرية معادية وكان السوريون يعانون فى نفس الوقت من قلة وعدم توافر الدفاعات الساحلية على شواطئهم ولذلك قاموا من جانبهم بإصدار الأوامر إلى ثلاثة زوارق صواريخ من طراز أوسا وكومار بالقيام بدوريات إستطلاع على طول الساحل السورى .. وفى حوالى الساعة 22,28 مساءاً بعد أن دخلت القطع الإسرائيلية إلى المياه الإقليمية اللبنانية للوصول إلى المياه السورية قاموا برصد زورق طوربيد سورى بالقرب من الساحل اللبنانى فقامت الزوارق الإسرائيلية بتدميره ثم إتجهت شرقاً وإنقسمت الزوارق الإسرائيلية إلى قولين قاما بالأبحارفى إتجاه (لاطقيا) وعندما لمح الزورق راشيف كاسحة ألغام سورية قام بإطلاق النار عليها ولم تكن الكاسحة إلا سفينة تعمل كمقدمة لزوارق الصواريخ السورية التى كانت تتقدم لمهاجمة التشكيل الإسرائيلى (الشكل رقم 4 )

 

 

وسرعان ماقامت أجهزة الإنذار الإسرائيلية بإكتشاف التشكيل البحرى السورى كما قامت بإستطلاع خواص الإشعاعات الردارية التى إستقبلتها وبتحليل هذه الخواص تمكنوا من تمييز القطع البحرية السورية ونوع تسليحها وعندما إقتربت مسافة التشكيلين إلى مسافة 25 كلم قام كلاهما بالفتح على أقصى سرعة وبعد ذلك إستغل السوريون الميزة الكبرى التى لديهم فى المدى الكبير الذى تتمتع به صواريخهم وقاموا بإطلاق دفعة من الصواريخ على مسافة 37 كلم بينما قام العدو الإسرائيلى بتشغيل أجهزة التداخل لديه لإخلال التوجيه للصواريخ ستايكس كما قاموا بإطلاق عدد كبير من شرائح التداخل السلبى . ولفد أصبح الموقف متوتراً للغاية لدى الجانبين فإن نتيجة هذه المعركة تتوقف بالكامل على مدى النجاح الذى يمكن تحقيقه بوسائل الحرب الإليكترونية وكانت هذه المعركة بالفعل هى أول معركة فى التاريخ بين تشكيلين من زوارق الصواريخ كما كانت تدمير المدمرة إيلات عام 1967 أول معركة بين مدمرة وزورق بحرى بحمل صواريخ من نوع بحر / بحر . ولم تكن هذه المعركة من المعارك التى تتوقف نتيجيتها على قوة النيران لدى الجانبين وحسب وإنما كان العامل الحاسمفيها هو مدى التفوق فى إتخاذ الإجراءات الإليكترونية المضادة لدى كل جانب وكانت هناك حقيقة واضحة وهى ان الصواريخ تحتاج إلى النظام الرادارى للتوجيه بينما يمكن للوسائل الإليكترونية أن تقوم بخداع بل وتحييد هذا الرادار .
لقد تلقى الإسرائيليون درساً بالغاً عند غرق المدمرة إيلات وغرق سفينة التجسس الأخرى فى بحيرة البردويل عام 1971 وإستوعبوا الدرس جيدا وفى هذه المعركة تمكنوا بالفعل من إخلال التوجيه للصواريخ ستايكس التى سقطت فى عرض البحر دون أن تصيب أهدافها كما تمكنوا من إصابة أحد زوارق الصواريخ السورية كومار وأصيب زورق أخر من طراز اوسا إصابات بالغة
(شكل 5 ) ..

 

 

 

وكما يقول الكاتب الصحفى العسكرى عبده مباشر أن الإسرائليين أحبطوا بقدر ما عمل الصواريخ البحرية بى / 15 ستايكس فإن مادار فى المعركة السابقة يدلل على صحة وصفه تماماً
الإجراءات البحرية المصرية المضادة
فقد حاولت قواتنا البحرية التقليل من خطر التفوق البحرى الإليكترونى فى زوارق الصواربخ الإسرائيلية وقد إستقر الرأى على ان يتم
1ـ تجنب الدخول فى معارك تصادمية مع الزوارق الصاروخية إلاسرائيلية إلا فى حالة صد الإختراقات وداخل نطاق الدفاع الجوى والمدفعية الساحلية المصرية بقدر الإمكان على مشارف القواعد البحرية
2- زيادة عدد الصواريخ التى تطلق فى الضربة الواحدة لزيادة نسبة الإصابة فى صفوف العدو الإسرائيلى 3- اللجوء لإستعمال الكاميرات التليفزيونية عند الإشتباك    
ومن هنا تبرز الأهمية البالغة للحرب الإليكترونية فى المعركة الحديثة مما ادى إلى قيام الدولتين العظميين الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتى القديم فى ذلك الوقت بدراسة شاملة لحرب أكتوبر 1973 لإستكمال التطوير والأبحاث ، ولا شك ان هذه الحرب قد إستخدمت كحقل للتجارب من الدولتين لإختيار أحدث ما لديهما من أسلحة ومعدات
(لواء بحرى ا.ح / اشرف محمد رفعت قائد القوات البحرية الاسبق)

الحـــرب الالكترونية فـــى المــعــارك البـريــة

دون أى مبالغة إستحدث المصريون المصريون بعض طرق الإستخدام القتالى لبعض أنواع المعدات كان أهمها عندما تحركت مفارز الإعاقة الإليكترونية الردارية يوم 4 أكتوبر 1973 للمشاركة فى حماية معابر الجيوش الميدانية ضد القصف المنشن للطيران الإسرائيلى وكانت الحرب الإليكترونية إحدى مفاجأت حرب اكتوبر بالنسبة لإسرائيل حيث كانوا قد أخرجوها من حسابهم مع خروج السوفيت .
وخلال الأيام الأولى من حرب أكتوبر قامت وحدات الحرب الإليكترونية بتوجيه الإعاقة اللاسلكية إلى مراكز القيادة والسيطرة المعادية على كافة المستويات مما أدى إلى حرمان قيادة المنطقة الجنوبية الإسرائيلية من السيطرة على وحداتها المختلفة كما جاء على لسان الجنرال الإسرائيلى إبراهام آدان ـ أحد قادة الفرق المدرعة الإسرائيلية فى حرب أكتوبر حيث قال فى كتابه ( على ضفاف قناة السويس) بالحرف الواحد ((كان الإتصال مع قيادة المنطقة الجنوبية مثل الحديث مع الصم)) وأيضاً تدخلت فى شل وإرباك شبكات القيادة على المستوى التكتيكى حيث أيضاً جاء على لسانه
(( لقد كانت الساعة تقترب من الرابعة والنصف ظهراً عندما قابلت (جابى) و(ناتك) وعندما خلعت السماعة وقفزت خارجاً من من عربة القيادة المدرعة وتفحصنا الخريطة على الرمال الناعمة كنت مندهشاً لأننى وجدت أن صوت الإنفجارات حولنا كان اخف وطأة على أذنى من صوت من صوت الشوشرة على جهاز الإتصال والذى إستمر لعدة ساعات ...))
إشترك فى حرب أكتوبر وحدات فرعية من جميع تخصصات الحرب الإليكترونية وعاونت اعمال قتال القوات البرية والجوية والدفاع الجوى والبحرية علاوة على بعض أعمال الحرب الإليكترونية على المستوى الإستراتيجى وإكتسب رجال الحرب اليكترونية خبرة قتال ثمينة فى أول حرب إليكترونية منظمة فى التاريخ ولا ينسى أحد أن مراكز الحرب الإليكترونية الإسرائيلية فى سيناء كانت من أهم أهداف ضربتنا الجوية كانت مراكز القيادة والسيطرة وكان ذلك تطبيقاً مصرياً لـ أ.ب الحرب الإليكترونية
وقد حاول العدو أن يقطع الإتصال اللاسلكى بأنواعه المختلفة بين وحدات قواتنا البرية بعضها ببعض من جانب وبينها وبين القيادات المختلفة من جانب أخر حتى تتشتت أوصال هذه الوحدات ويعزلها تمهيداً للإنقضاض عليها والنيل منها ومع ذلك كانت وحداتنا البرية متماسكة كرجل واحد شرق وغرب القناة تتلقى تعليماتها فى حينها وتقوم بتنفيذ مهامها
وكان من أبرز إنتصارات القوات المصرية الإليكترونية فى مجال الحرب البرية هو تمكنها من تحديد موقع القائد الإسرائيلى الشهير إبراهام ماندلر قائد القوات المدرعة الإسرائيلية فى الجبهة تبع ذلك توجيه غارة جوية لسلاح الجو المصرى قتل أثناءها القائد الإسرائيلى الكبير يوم 13 أكتوبر 1973
ــ إبتكار أخر طريف لجأت إليه القيادة المصرية لتأمين إتصالاتها اللاسلكية عن طريق إستعمال اللغة النوبية وهى لغة قديمة مصرية خاصة بشعب النوبة إستخدمت فى المراسلات العسكرية المصرية وهى لغة لايعرفها العدو الإسرائيلى حتى لو نجح فى التنصت على المراسلات اللاسلكية العسكرية المصرية فلن يفهم شيئا أو ينجح فى فك رموزها وبالتالى ساهم ذلك فى بث الحيرة والإرباك بين قيادات العدو الإسرائيلى ..
ــ خــلال مـعــارك الثــغــرة :ــ
كانت القوات البرية الإسرائيلية تعتمد على وسائل القيادة والسيطرة من خلال اجهزة اللاسلكى بأنواعها وتردداتها المختلفة وخلال عمليات أكتوبر وبسبب ما سبقها من جهد ومثابرة فى المجال الإليكترونى تمكنا من تقطيع أوصال العدو إليكترونياً فكنا نعرف مايفعله وما ينوى أو يتمنى أن يفعله فى حين أن معظم وحداته لم تكن تعرف شيئاً ومن هنا كانت المفاجأة على المستوى التكتيكى وفى خضم عمليات عمليات القتال رغم درايتهم الكاملة بأن الحرب دائرة وحتى فى قتال الثغرة ومعاركها الشديدة الضراوة نجحت قواتنا فى التنصت على إتصالات وشبكات لاسلكى العدو الإسرائيلى فى قتال الثغرة وسجلت سيلاً من الشتائم التى تبادلها قادة العدو الإسرائيلى بين بعضهم البعض نتيجة تعرضهم لمقاومات مصرية ضارية غير متوقعة غرب القناة ومنها نصوص إتصالات لاسلكية بين الجنرال شارون ورئاسته يرفض فيها إطاعة الأوامر الموجهة إليه من رئاساته الأعلى ....
ــ كانت إحدى وحداتنا الإليكترونية تقوم بالتنصت على إتصالات العدو اللاسلكية فإذا بالأثير يهدى جندى إتصالات وتنصت تابع لسلاح الإشارة المصرى هدية قيمة .. قائد كتيبة إسرائيلى يبلغ قيادته بإستعداد كتيبيه الميكانيكة للعبور إلى غرب القناة فوق الجسر الذى تم نصبه لهذا الغرض وقد تجمعت القوات الإسرائيلية إستعدادا لتنفيذ العبور المزمع عليه . القائد الإسرائيلى أدلى بمعلومات شاملة عن وحدته وموقعها وحتى الإحداثيات وذلك لإعتقاده الراسخ أن إتصالاتهم اللاسلكية مؤمنة تماما دون أن يعرف قائد العدو أنها مراقبة بعناية من القوات المصرية الإليكترونية الميدانية
فى دقائق طار الخبر إلى مركز القيادة المصرى الذى إتخذ القرار المناسب فوراً بعد الرجوع للقائد الأعلى للقوات المسلحة . بضعة صواريخ ميدانية أرض / أرض من طراز (سكود بى) تقرر قصف قوات العدو بها
القوات الإسرائيلية داخل مدى القصف .. لحظات وطار عدد من صواريخ سكود لتحلق وتهبط بين القوات الإسرائيلية وتحدث إنفجارات مروعة رهيبة وسط قوات العدو حتى عدة هكتارات واسعة من الأرض ولجأت القيادة المصرية إلى جندى الإشارة المصرى نفسه لمعرفة حجم الخسائر التى لحقت فى صفوف العدو حيث راح القائد الإسرائيلى يصرخ فى إنهيار عبر اللاسلكى ويبلغ عن إصابات عديدة بين صفوف قواته والحاجة العاجلة إلى النجدة ونقل الجرحى والمصابين ووقوع خسائر كبيرة فى الأرواح وإنهيار جزئى للجسر الإسرائيلى ..!    
صحيح أن العبور الإسرايلى تم فى ليلة أخرى بعد ذلك لكنه فشل فى هذا اليوم بفضل يقظة وإنتباه جندى الإشارة المصرى وحسن تدريبه وعدم إحتراز القائد الإسرائيل وتخيله أن مواصلاته اللاسلكية مؤمنة تماما ولا يمكن إختراقها مما أمكن للقوات المصرية الدخول والتنصت عليها
لكن مع وصول الدعم الأمريكى لإسرائيل عبر الجسر الجوى الشهير الذى زود العدو بقنابل الليزر والقنابل العنقودية وغير ذلك من أحدث الأسلحة ومنها مستودعات جديدة خاصة بالحرب الإليكترونية لم تجرب من قبل إشتكى رئيس فرع الحرب الإليكترونية بالجيش الثالث إلى قائد الجيش أنه إبتداءا من يوم 16 أكتوبر لوحظ أن أجهزة الإعاقة والتشويش الإليكترونية المصرية وتقديم المعاونة الفنية للقوات الجوية ووسائل الدفاع الجوى غير قادرة على القيام بواجبها كما ينبغى وأنها لم تعد مؤثرة ويرجح ان العدو قد إستبدل نظم للحرب الإليكترونية بنظم أكثر تقدما ومتغيرة تماما عن النظام الالكترونى الذى كان يعمل به من قبل وداخل قدرات النظم الإليكترونية لقواتنا المسلحة ..
دور الإعاقة الإليكترونية المعادية فى معركة اللواء 23 مشاة ميكانيكى
ويؤكد شكوى رئيس فرع الحرب الإليكترونية ما حدث بعدها بيومين فى 18 أكتوبر حينما جرت معركة اللواء 23 مشاة ميكانيكى خلال محاولة دبابات اللواء التصدى للقوات الإسرائلية فى الثغرة غرب القناة فقد عانت من حدوت تشويش إليكترونى معادى مكثف على شبكة إتصالات اللواء بالكامل بحيث أصبحت كل الإتصالات على كافة المستويات مشلولة وراح العدو يذيع بلاغات موجهة لخفض الروح المعنوية لدى قواتنا وكان ذلك التشويش الذى قام به العدو الإسرائيلى بمثابة المرحلة الأولى قبل قيام العدو بصب جحيم من صواريخ التو المضادة للدبابات على دبابات اللواء 23 مشاة ميكانيكى وقصف مدفعية دبابات العدو المختبئة بين الأشجار والمزوعات بحيث تدمرت اغلب دبابات اللواء 23 فى النهاية بنيران الصواريخ م/د والدبابات الإسرائيلية
هذه الواقعة وغيرها نموذج من التغيير الكمى والكيفى الذى أحدثه الجسر الجوى والبحرى الأميريكى والذى قلب موازين القوى بشكل مؤقت على الجبهة المصرية إلى ان إستطاعت قواتنا المسلحة بعد وقف إطلاق النار من إتمام حصار العدو فى الثغرة وهددت بالقضاء التام على قواته داخلها .
أبرز شـــهداء الحـــرب الإلـيكترونيـــة :
إن المفاجأة والنجاح الباهر الذى حققته الحرب الإليكترونية خلال معارك أكتوبر المجيدة كان ثمنه غالياً من دماء الشهداء الأبطال نذكر منهم على سبيل المثال :
العقيد / محمد عواد حسنين البدوى قائد إحدى كتائب الحرب الإليكترونية
والرائد / محمد محمود قابيل قائد إحدى سراياه وهم اللذان إستشهدا داخل إحدى محطات الحرب الإليكترونية المتواجدة على شاطئ القناة مباشرة يوم 16 أكتوبر 1973 أثناء قيامهما بتعديل أوضاع المحطات لتحقيق أكبر تأثير على وسائل العدو الإليكترونية رغم تعرض الموقع لنيران العدو الشديدة كما نذكر الشهيد الملازم اول أ.ح / عبد المنعم محمد إبراهيم أحد قادة المحطات التى كانت مكلفة بحماية المعابر ولم يترك موقعه رغم عبور القوات الإسرائيلية غرب القناة وتعرض موقعه للقذف الأرضى وإستمر فى تأمين المعابر حتى جادا بأنفاسه الأخيرة .  
قالــوا عـــن الحــــرب الإليكتـــرونيـــة : ـــ
ــ الحقيقة هناك نوع جديد من الحرب يجرى الأن ولأول مرة فى التاريخ وهو الحرب الإليكترونية ولايملك معداتها سوى الولايات المتحدة فى الغرب والإتحاد السوفيتى فى الشرق ــ الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ـ فى مرحلة حرب الإستنزاف عام 1970
ــ لقد فرضت علينا اول حرب اليكترونية فى التاريخ ونحن نستعد لها ــ الرئيس أنور السادات
ــ لقد كانت حرب اكتوبر أول حرب إليكترونية وأرقى حرب فى التاريخ من حيث الدرجة الفنية والأساليب العلمية التى إستخدمت فيها ـ روبرت هتز ضابط سابق بسلاح الجو الأمريكى ورئيس تحريرمجلة أفيشن ويك الأمريكية أشهر مجلة أمريكية
متخصصة فى عالم الطيران والفضاء والصواريخ والإليكترونيات
ــ ان مختلف الدوائر الاجنبية اجمعت على ان المصريين يتمتعون بمهارة مرموقة فى مجال الاليكترونيات روبرت هتز ضابط سابق بسلاح الجو الأمريكى رئيس تحرير مجلة أفييشن ويك أشهر مجلة
أمريكية متخصصة فى عالم الطيران والفضاء والصواريخ والإليكترونيات
ــ إن أوقية من الوسائل الإليكترونية المضادة تعادل رطلاً من الطائرات الإضافية فى وجود الدفاع الحديث المكثف ـــ الجنرال هود قائد سابق لسلاح الطيران الإسرائيلى
ـــ ومن أقواله خلال أيام الحرب.. يوم 9 أكتوبر 1973: «إن طيراننا عاجز عن اختراق شبكة الدفاع الجوى المصرية دون تكبد خسائر فادحة. وفى يوم 14 أكتوبر 1973: «إن إسرائيل تخوض الآن حربا لم تحارب مثلها من قبل سواء عام 1956 أو فى معارك الأيام الستة عام 1967 وهذه حرب صعبة، ومعارك المدرعات قاسية، ومعارك الجو مريرة.. إنها حرب ثقيلة بأيامها وثقيلة بدمائها».
موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلى عشية حرب اكتوبر
خـــاتـمـــة :
ــ
ولقد كان من أهم الدروس أيضا هو عجز إسرائيل عن التغلب على التفوق النوعى على القوات المصرية نتيجة فشل الإجرءات المضادة الإليكترونية التى إستخدمها العدو فى التغلب على الدفاعات الجوية المصرية وهذه الإجراءات والعناصر التى قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتزويدهم بها أثناء القتال بعد أن فقدت إسرائيل العديد من طائراتها ودباباتها بعكس القوات المصرية التى نجحت فى خداع العدو بالعديد من الخطط المدهشة الفعالة وإخفاء نوايا مصر الحقيقية فى خوض القتال وكذلك مدى دراية المصريين بإستحدام أجهزة الإليكترونية الخاصة بالإستطلاع والحرب الإليكترونية الحديثة
وفى النهاية فإن حرب أكتوبر 1973 كانت حرباً محدودة فى أهدافها ولكنها كانت حرب بلا حدود فى مجال الإستخدام الإليكترونى وكيف ان وسائل الحرب الاليكترونية يجب ان تدخل فى صميم عمل جميع الاجهزة كما تم بالفعل فى الحروب التالية على حرب أكتوبر (حرب الفوكلاند 1982 و حرب البقاع 1982 وعاصفة الصحراء 1991 إلخ إلخ ... ) حيث اعتبرها البعض نقطة البدء التى ادارت عجلة التكنولوجيا فى وسائل الصراع المسلح لتطوير منظومة القيادة والسيطرة والتوجيه لكى تكون قادرة على مواجهة خطر مايسمى بالحرب الإليكترونية الكاملة على المسرح
كما دلت هذه الحرب أيضا على ان القوات المسلحة المصرية قد إستوعبت الدرس الإليكترونى جيداً نتيجة الخبرات التى توصلوا إليها من أيام حرب 1967 وحرب الإستنزاف وقاموا بتطوير معداتهم مما دفع آلة الحرب الإليكترونية الأمريكية إلى تقديم كل مالديها إلى الجانب الإسرائيلى الذى لولا هذه المساعدة المتطورة بلا حدود لكان تلقى هزيمة كاملة ساحقة لم يعرفها التاريخ من قبل .

كـتـــب ومـــراجـــع : ــ
1 ــ 6 أكتوبر الحرب الإليكترونية الأولى 1974 ــ المحرر العسكرى محمد عبد المنعم
2 ــ الحرب الإليكترونية ـ عبده مباشر 1978 سلسلة كتابك
3 ــ حرب كيبور لاغالب ولا مغلوب ـ إدجار أوبلانس 1987
4 ــ حرب أكتوبر بين الحقيقة والإفتراءات ـ العقيد أ.ح / محمد إبراهيم عبد الغنى رئيس عمليات الجيش الثالث 1988
5 ــ الحرب الإليكترونية من الحرب العالمية الأولى إلى حرب الخليج فريق / عادل خليل 1990
6ــ علوان ـ صائد الطائرات 2002

مــجـمـــوعـــة مـــقــالات : ــ
1ــ حائط الصواريخ ملحمة الدماء .. الفكر.. العرق ــ لواء أ.ح دفاع جوى / عبد الحميد على شرف
   مجلة الدفاع عدد 87 أكتوبر 1993
2 ـــ الجانب البحرى لحرب اكتوبر 1973 ـــ لواء بحرى ا.ح / اشرف محمد رفعت قائد القوات البحرية الاسبق ــ مجلة الدفاع عدد 88 نوفمبر 1993
3 ــ تحديات واجهت الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر لواء م / محمد مصطفى الكيلانى
     مجلة الدفاع عدد 88 نوفمبر 1993
4 ــ الأثير يبوح لنا بالخفايا ـــ مقدم / طارق الحريرى ـ رئيس تحرير مجلة النصر ـ عدد 676 أكتوبر 1995
5 ــ مقال بعنوان من سجلات حرب أكتوبر خطأ قاتل لقائد إسرائيلى يتسبب فى خسائر فادحة لقواته
العقيد / أحمد فؤاد بركات ــ مجلة الحرس الوطنى السعودى عدد رقم 73 لشهر أكتوبر 1988
6 ــ لواء ومعركة شاهد على التاريخ ــ بقلم لواء اركان حرب / محمد وجيه الدكرورى على جروب قراءة فى التاريخ العسكرى على موقع الفيس بوك
7- مقال بعنوان خسائر الطيران الإسرائيلى من حائط الدفاع الجوى المصرى فى حرب أكتوبر ــ المجموعة 73 مؤرخين

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech