Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

نقش على بردية العبور

 

فى تناغم نادر ، وتنقل رشيق ما بين القصة والشعر ، قدم البطل الأديب أحمد الحوتى رائعته ...نقش على بردية العبور

شهادة من زمن الحرب والشعر ..

وهى إنتاج أدبى صادر  عن الهيئة المصرية العامة للكتاب  عام 1988.. وعلى امتداد الصفحات 152 صفحة ، كان اللقاء مع الأديب المحارب ، مع حالة إنسانية نادرة  ، الشعر والتجربة الشعرية فى أيام القتال ..

والشاعر الكبير الأستاذ أحمد الحوتى ، هو أحد أبطال سلاح المدفعية  ( مدفعية الميدان )  ، فى لحظات ومواقف محددة تدفق الشعر من الوجدان  ونظم خلال المعركة الحاسمة خمسة قصائد شعرية ، وفى أدبيته ( نقش على بردية العبور ) يشرح لنا المواقف والمشاعر التى تفجرت فيها ومن خلالها تلك الكلمات ..

فى بداية أدبيته ، مزيج الشعر والتجربة الشعرية التى تحولت إلى قصة  ، فى البداية يعبر الشاعر عن احتياج معركة أكتوبر إلى أحد الأدباء العظماء كنجيب محفوظ مثلاً ليشهد المعركة ، يشارك ، يرى ، يعانى، يجرب  ، تختزن ذاكرته وتسجل الأحداث واليوميات ,أفعال الجنود البسطاء وبطولاتهم ويقدمها فى عمل روائى لا مثيل له ..

يرى الشاعر أن الحرب لم تكن بحاجة إلى أمثاله من الشعراء ، إذ أن استجابة الشاعر للأحداث الكبرى تكون فورية مما يسلب الشاعر خاصية التقصى والسرد ..

ولكننا ومن خلال قراءتنا لبردية العبور ، ذاك الإبداع الذى تدفق فى ميدان القتال ، نستطيع القول أن المحارب شاعراً كان أو روائياً  هو أفضل من يقدم إلى المعركة ، وأفضل من يسطر عنها , ففى لحظات الحرب يتفجر وجدانه ، و تتسع ذاكرته للمزيد من المواقف والمشاعر  .

فحتى لو سخر أفاضل الكتاب وعظمائهم لتسجيل المركة ومشاهدتها ، فإنها ستخرج خالية من نبض المحارب ..

الروائى يكتب بقلمه والمحارب يكتب بدمه ..

التجربة أكبر أصدق من العبارة هكذا يرى الشاعر ، فماذا إن تلازمتا ؟؟

وبرغم التلازم بين التجربة والكلمة إلا أن الشاعر  كان يرى الكثير من الصعوبة والتعقيد فى التعبير عن بعض المواقف والبطولات .

 يقول الشاعر عن الأعمال الفنية المعبرة عن  أكتوبر 1973

لقد هزت حرب أكتوبر 1973 الروح القومى للشعب المصرى كله با ريب ، كما هزت الضمير  الفنى لأدباء مصر وشعرائها  وفنانيها  ، لكنها ظلت فى حقيقتها وفعلها التاريخى  أكبر من كل الترددات الفنية والأدبية  التى صاحبتها  أو التى عبرت عنها  بعد ذلك وفى تصورنا أن ذلك يرجع إلى أن فعل الحرب كان فعلاً قومياً وجماعياً ووطنياً شاملاً  أيقظ الضمير الاجتماعى  كما أيقظ الروح النضالية  التاريخية للشعب المصرى فى لحظة من لحظات سطوعه وتألقه ، فى الوقت الذى جاءت فيه الأعمال  الأدبية والفنية معزوفات منفردة فى ( كونشرتو ) العزف الجماعى  المعجز الذى يستعصى على مهارة أى عازف  مهما كانت قدراته ومستوى أدائه  .. باستثناء بعض المعزوفات التى كان أصحابها يشاركون فى صنع النغمة الأساسية للأوركسترا  ..

و الحق أن شرح التجربة الشعرية والسرد البسيط لبعض المواقف التى قيلت فيها التعابير ، خرجنا منها بمزيج من المواقف والتساؤلات ،  تنقلنا بين قوات الجيش الثالث محيين صمود رجاله  ، وعبرنا من حال الجوع ، ونحن نبحث عن البسكويت المملح نقضم منه ونسد رمق الجوع ، عبرنا من هذا الحال إلى حال الضاحكين الساخرين حينما استلمت الوحدة أجولة دقيق وتساءل الرائد عبد العزيز عم يفعلون به  ؟ فرد عليه الشاويش أحمد الحوتى ساخراً : نصنع منه كنافة  ،، ضحكا ثم اتفقا على توزيع العبء على الجميع  حتى لا تتكدس الكميات ، واستلم كل طاقم كمية محددة ،فى البداية الجميع حانق  ، ماذا عساهم يصنعون بكميات الدقيق  ؟؟ وبعد ساعات تبارى الجنود فى صنع الخبز منه  ، وبدأت رائحة الخبز تفوح !!  ووصل الأمر كما يسرد  المقاتل إلى مستوى الكنافة  !!  وكان لوقع استخدام الخميرة  للمرة الأولى  الفرحة والهوس بذاك الاكتشاف  ..

كبريت وكرامة مصر ورجالها  الذين أبوا الاستسلام  ، أيما ذكر موقع كبريت .. اشتعلت كل مرادفات الشجاعة والنخوة ، الوطنية ، التضامن والقتال على قلب  رجل واحد ..

 فى البردية كان الجندى إسماعيل يثير البهجة والمرح بتصرفاته وأفعاله البهلوانية ، وما إن أصطدمت العيون باسم الشهيد إسماعيل كمون فى الصفحات الأخيرة ، حتى أنتابنى بعض من الحيرة ، أيعقل أن يكون هذا الجندى الذى ملأ الدنيا صخباً قد فارق الحياة ؟؟ أيعقل أن يرحل هكذا دون أن نكون بصحبته فى لحظاته الأخيرة ... كيف ؟؟ ومتى ؟؟؟  لكن وبعد أن نالت الحيرة وقتها .. تذكرت ،، إنهم  الشهداء لا يفارقون الحياة ...

لقد أبهر الجنود المصريون العالم بصمودهم ، كوب من الماء وعلبة بسكويت كافية ليتشبث المقاتل المصرى بالأرض ..

كما استخدم الجنود مخلفات الأسلحة و المعدات لصنع ما يعينهم على البقاء  والتمسك بالأرض ..

حتى الفن تبارت قوات الجيش فى تأليف المسرحيات ، إنشاد الكلمات وعزف الألحان .. استعداداً للمسابقة ، المسرح  أعد من صناديق الذخيرة الفارغة .. إنه مسرح الشهيد عبد المحسن ..

العرض المسرحى يبدأ ، الكل يشارك  ، يغنى ، يرقص  ، تهتز القلوب وتتوهج المشاعر ، فالفن سلاح قادر وفعّال ..

الاشتياق إلى القراءة ، والحاجة الملحة إليها بعد عشرات الأيام من القتال ..  ينتاب الشاعر  الحنين إلى  شكل الحروف ورائحة الأوراق المطبوعة ،  إنه الكتاب  زاد المثقف والأديب  ، حتى فى أيام القتال يشعر بنفسه فى حاجة إلى غذائها الروحى ، يستخدم البلادوس ، يقوم بتوصيل  الأسلاك وينطلق الضوء باهتاً ومحدوداً  ، تبرز أمامه الكلمات والفواصل وتتداخل  آلاف الأسماء والأماكن  والقضايا ..

وإن كانت دماء الشهداء هى النقش على بردية العبور ، وإن كان الشاعر يرى أن العبارة تخذله فى تصوير وتجسيد البطولات ، إلا أنه لا يسعنا سوى اقتباس كلمة  البطل المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة : أن النصر العظيم  لا ينتج سوى أدب عظيم ..

ومن طيات صفحات الديوان ، ننقل إليكم :

نقش على بردية العبور

أحاور الوطن

وخرائط الوجه  المقدس

والمواسم كلها ,,

والعرس لى ..

أحاور الوطن

أحط خنجرى

على جبينها

ودفترى ..

على الرحم .

اخوض ..

فى لون العيون المقمرة

( لو أبصر العمال – يا سيناء  -

فى عرس الطقوس

كل السواقى ..

غيرت إيقاعها ...

اخط فى صحائف البردى

.. نقوشى

كى تعرف الأسماء – شمبليون –

تتلو .. ما تقول به الحجارة

والدماء .

ما كنت اصطاد الرياح

وأنا أقيم معابرى

واخط فى  - صحف الرمال –

شعائرى

وأشد معرفة الشموس

فتعرف الأسماء .. ناولنى يديك

ما زلت اضرب فى السدود

وأقتفى إيماءة الوجه العبوس

وعلى حصان البرق .. مئذنتى

تحدث

بالدخان واللهب

( ما كنت أحسب أننى ..

-                بين امتداد  الريح والقوافل المسافرة

بردية محيرة

فتعال .. ناولنى يديك

واكتب معى .. للنصر .. سطراً

فى جبين الشهداء .

أغنية :

يا وجه من أحببت – شوطاً فى الخنادق

تارة  ..

فوق المعابر

والرياح –

لو كان حبى معصية

ما كنت أدمنت السباحة

بين قلبى

والجراح .

فتغيرى ..

يا شرة لوجه القديم

كونى لنا فراشة

أو نحلة شغاله

لا ترقصى فى السر  - لا تضيعى

ياقوتة الجنود

وغيرى وقع الخطى

أعطيك شارتى .. وسترتى  ..

أعطيك ما قطفت من سبائك البارود !

فأننى ... ما بين قلبى  ... والهوى

تساقطت

ممالك

ضاعت

بلا أسماء

************* 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech