Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

1974 الصراع على قمة جبل الشيخ

موضوع سوري المصدر من موقع رسمي للقوات المسلحة السورية

ترجع الأهمية العسكرية لجبل الشيخ على الاتجاه العملياتي دمشق - القنيطرة إن جبل الشيخ هو أعلى قمة في جبل حرمون الذي تمر في وسطه الحدود الفاصلة بين سورية ولبنان ويبلغ ارتفاع هذه القمة 2814م.

ويمكن إدراك الأهمية العسكرية لجبل حرمون وقمته جبل الشيخ بسهولة، لأن جبل الشيخ يشرف موضعياً على كافة الأراضي المحيطة به حتى الأفق. فمن هذا المرتفع يمكن القيام بأعمال المراقبة بالنظر وبوساطة أجهزة المراقبة البصرية عشرات الكيلومترات ورصد كامل الاتجاه العملياتي لدمشق - القنيطرة، وكذلك لمناطق نوى، درعا، القنيطرة، الصنمين، قطنا، ضواحي دمشق الجنوبية. ويمكن متابعة كل تحركات القوات وتقدمها في الاتجاه العملياتي لدمشق، كما يمكن من مرتفع جبل الشيخ تصحيح نيران المدفعية وضربات الطيران.

في الوقت نفسه يغطي مرتفع جبل الشيخ ما خلفه لتقدم القوات المعادية ضد المراقبة الأرضية للجانب السوري، لأن بإمكانه إخفاء تحشد تجميعات قوات العدو كلية كما يقدم مرتفع جبل الشيخ شروطاً ملائمة لحجب الرؤية الرادارية، والوصول إلى أغراضها في الأراضي السورية بصورة مفاجئة.

 

ومن جهة أخرى، فإن محطات الرادار والمراقبة في قمة جبل الشيخ تسمح بكشف الطائرات العربية السورية التي تطير على ارتفاعات منخفضة منذ لحظة إقلاعها من المطارات الموجودة في منطقة دمشق وجنوبها، ولذلك فلا عجب أبداً من احتلال العدو الإسرائيلي لموقع المرصد الكائن على الذروة المتاخمة لمرتفعات الجولان السورية في المرتفع 2224 في عدوان 1967.

الإغارة على قمة جبل الشيخ:

 

كانت توجيهات القائد العام للجيش والقوات المسلحة تتلخص: بأن تبدأ حرب الاستنزاف ضد العدو الإسرائيلي على طول الجبهة ولايجوز أبداً السماح للعدو بالاستقرار والتشبث بالأراضي التي يحتلها، ويجب ضرب أي تحرك معادٍ ترصده القوات السورية بأمر من قادة التشكيلات الميدانية ودون الرجوع إلى القيادة. وبكلمة واحدة إلحاق الخسائر المادية والبشرية بالعدو الإسرائيلي كلما أمكن ذلك.

 

لقد وضعت توجيهات القائد العام موضع التنفيذ، ولما كان موقع جبل الشيخ يُشكل أهمية خاصة ذات تأثير فاعل على الاتجاه العملياتي: دمشق ـ القنيطرة فقد قررت القيادة السورية أن لاتسمح للعدو الإسرائيلي بالاستقرار أبداً في الموقع العام، فبدأت القيادة بشق طريق إلى القمة لتتمكن القوات من وضع الدبابات على هذا المرتفع. وعندما عرف العدو الإسرائيلي بالأمر بوساطة التصوير الجوي بادر هو الآخر بشق طريق مقابل من الطرف الذي يحتله على مرتفعات الجولان. كما خططت القيادة رمايات إزعاج وإبطال نفذها سلاح المدفعية والصواريخ بشكل نموذجي لكي تجعل حياة العدو جحيماً لايطاق في ثلج ذرا جبل الشيخ.

 

واستمر الصراع على الجبل وتمكن العدو بفضل سيطرته الجوية من إيصال فصيلة دبابات وجماعة مشاة ميكانيكية إلى السفح الخلفي للقمة، وكانت نيران المدفعية لاتطالها بسبب تضاريس الأرض، وبناءً على توجيهات الرئيس حافظ الأسد تقرر اقتلاع قوات العدو بسواعد الرجال.

اتصل العماد طلاس بقائد الوحدات الخاصة في الأسبوع الأخير من شهر نيسان 1974 وطلب إليه أن يحضر عملية إغارة على المرتفع 2500 بمهمة تدمير الموقع المعادي وجلب الأسرى من الجنود الإسرائيليين ما أمكن ذلك.

اختار قائد الإغارة من الكتيبة 82 مظلات تسعة ضباط للاشتراك معه في الهجوم على جبل الشيخ مع 27 صف ضابط وجندي، وقسم الجنود على الضباط بحيث كان نصيب كل ضابط ثلاثة جنود فقط، وهذا أمر يصعب قبوله من الوجهة العسكرية لولا جسامة المهمة التي سينفذها الرجال، لذلك لم يحتج أي ضابط على قلة العناصر التي وضعت تحت إمرته.

قسم قائد الإغارة عناصره إلى ثلاث مجموعات بشكل تهاجم فيه مجموعتان من الغرب إلى الشرق، والمجموعة الثانية تهاجم من الشرق إلى الغرب ومن ثم تنحدر إلى الأراضي اللبنانية ليتم الازدلاف هناك في نقطة محددة.

ارتدى كافة العناصر الأردية البيضاء فوق ثياب الميدان، وكان كل رداء مصمماً بشكل يمكن المقاتل من التخلص منه بسرعة، وصعد الرجال باتجاه القمة 2500 التي تقع خلف القمة الرئيسية لجبل الشيخ، وكان يتمركز فيها أربع دبابات إسرائيلية وناقلة جنود تحوي جماعة مشاة. وكان قوام المفرزة الإسرائيلية حوالي 25 ضابطاً وعسكرياً. اقترب المهاجمون من الهدف بصمت مطبق حيث سمحت لهم لياقتهم البدنية بأن لايظهر عليهم التعب والإعياء، لذلك لم يشعر العدو الإسرائيلي باقترابهم أبداً، بل لم تكن هذه الفكرة تخطر له على بال.

وصل الرجال في الساعة 1.15 من يوم 2 / 5 / 1974 إلى بعد 25م من الهدف، وكان الإسرائيليون يضعون خفيراً واحداً على كل دبابة وناقلة مجنزرة وبذلك كان مجموع العناصر المعادية اليقظة خمسة، أي حوالي خُمس القوة وهذا يعتبر من الناحية العسكرية أمراً جيداً.

وعندما شاهد المقاتلون السوريون العدو أمامهم وعلى مرمى حجر منهم لم يصدقوا ماتراه أعينهم، فقد أصبح الحلم حقيقة وها هم أمام العدو وجهاً لوجه وسوف يعطونه درساً لن ينساه أبداً. كانت الأسلحة ملقمة كل بارودة بـ 75 طلقة، فقد ابتكر هؤلاء المغاوير طريقة في ربط المخازن وتجميعها بحيث أصبح بالإمكان تلقيم ثلاثة مخازن في البندقية ولايحتاج الأمر إلا إلى قلب المخزن وتبديل وضعيته حتى تصبح البندقية مذخرة من جديد. وبحركة واحدة تم نقل ذراع الأمان إلى وضعية الإطلاق. وصرخ الرجال بصوت واحد «الله أكبر» واندفعوا كالإعصار باتجاه المفرزة الإسرائيلية، وفي الوقت نفسه كانت قاعدة الدعم النارية تصلي الأهداف المعادية ناراً حامية. بينما قذف المغاوير الدبابات الإسرائيلية وناقلة الجنود المجنزرة بالقنابل اليدوية، وخلال ثوان معدودات وثب رجالنا على الدبابات الإسرائيلية واشتبكوا مع جنود العدو بالأيدي، وكان جنودنا وضباطنا يسحبون الجندي الإسرائيلي من دبابته وعندما يصبح هذا الجندي على ظهر الدبابة كانوا يوجهون له ضربة شديدة بحد كفهم على رقبته ثم يطرحون به من أعلى الدبابة إلى سفح الجبل. فكان يهوي على الأرض جثة هامدة لاحراك فيها.

انتهت المقاومة الإسرائيلية بعد خمس دقائق. وفي الساعة 1.20 من صباح 2 / 5 / 1974 سيطر رجالنا على المرتفع 2500 بعد أن قتلوا 22 جندياً إسرائيلياً بينهم قائد الموقع الذي كان برتبة ملازم أول. وأخذوا ثلاثة أسرى وعلماً إسرائيلياً ورشاش 12.7مم وهاون 82 المركب على الناقلة المجنزرة وكافة الأسلحة الفردية وخرائط الموقع ومخططات النيران وفرشات الميدان الخاصة بالمناطق الباردة. وبكلمة واحدة لم يبق في الموقع سوى الحديد البارد المدمر لأن الرجال وضعوا قنابل بلاستيكية لاصقة على الدبابات وفجروها وأحرقوها ولم يتركوا مسماراً واحداً في الموقع لم يحملوه معهم.

 

بعد الانتهاء من تنفيذ الإغارة، أُعطيت إشارة الانسحاب للمجموعات كافة وفق الخطة المحددة باتجاه منطقة الازدلاف في قرية ريمة. فتوجهت المجموعتان اللتان هاجمتا من الغرب إلى الأراضي السورية مصطحبة معها الأسرى الثلاثة والغنائم الحربية الأخرى، بينما توجهت المجموعة الثالثة باتجاه الأراضي اللبنانية وهي تحمل قائدها الجريح الملازم أول فهيم محمد. وكانت مأثرة حقيقية لهؤلاء الرجال الذين حملوا قائدهم طوال 7 ساعات على ظهورهم وهو ينزف دماً، ولم يتركوه للأعداء ، ونال شرف الشهادة وهو محمول على أكتاف رجاله. وفي الأراضي اللبنانية، التقى المقاتلون مع إخوانهم فصائل الثورة الفلسطينية الذين قاموا بنقل المقاتلين إلى دمشق، حيث وصلوا إلى وحداتهم بعد ظهر يوم 2 / 5 / 1974. ومعهم قائدهم الشهيد الذي قدم أروع البطولات في اقتحام الموقع المعادي ضارباً المثل في الشجاعة والجرأة.

 

لم تعلن القيادة أي خبر عن الموضوع إمعاناً في مضايقة العدو نفسياً، ولكن الجنرال الإسرائيلي أرئيل شارون لم يكتم الخبر وصرح قائلاً:«إنها عملية يجب أن ينظر إليها باهتمام، إذ استطاع المظليون السوريون أن يتسلقوا جبلاً شاهقاً، وأن يهاجموا من الحركة جنوداً إسرائيليين متمركزين، فروا أمامهم مذعورين تاركين دباباتهم وأسلحتهم»، وإن هذه العملية تحدث لأول مرة في تاريخ الجيش الإسرائيلي.

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech