Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

بطولات الصاعقة المصرية في حرب أكتوبر كما رواها اللواء نبيل شكري قائد وحدات الصاعقة

 

 

اعداد – محمد شبل – المجموعه 73 مؤرخين

لا يجوز اعاده نشر الموضوع بدون الاشاره للكاتب والموقع كمصدر للمقال

www.group73historians.com

 

ملحمة الصاعقة المصرية فوق أرض سيناء

في أصعب فترات الحرب ، وفي أمر الأوقات التي لا تخطر علي بال أحد ، لن تتوقف طلعات الصاعقةالهجومية الإنتحارية في ظهر قوات العدو ، لقد صنعوا بأجسادهم سداً بشرياً أمام احتياطي تعبوي إسرائيلي مدرع ، وحولوا دباباتهم إلي حطام

إنعكست اثار حرب أكتوبر المجيدة علي الأنسان المصري ، تلك الأثار ذات البعاد الحضارية والنفسية التي تبقي تحت سطح الوعي في معظم الحيان ، واحياناً تطفو فوقة ، هكذا كان النسان المصري المتمثل في المقاتل هو البطل نظراً لقدراته الفائقة وعطاءة اللامحدود فتغيرت بسببه  صورة الفرد المصري امام العالم بأجمعه حيث كان لكل مقاتل مصري بطولة فردية في هؤلاء الرجال من وحدات الصاعقة ، كما صرح بذلك بذلك اللواء نبيل شكري قائد وحدات الصاعقة

في تلك الأيام المجيدة وسرد سيادة اللواء في ذلك الوقت وحدد الأسماء التي قامت بتلك الأعمال المجيدة في تلك الحرب فلنسرح بأذهننا مع البطل نبيل شكري قائد تلك الوحدات فهو ادري الناس بمن قام تحت قيادته بالبطولات الخارقة التي أبرزت معدن المصري النفيس وقدرته علي تحمل الشدائد وقت المحن فلنمضي معاً نستفيد من ذكر الأعمال العظيمة التي حدثت في تلك الحرب .

الجيش الثاني

كان فيصل عبد الفتاح هو قائد الكتيبة التي أخفت عنه القيادة أن مسرح عملياته سيكون هو القطاع الوسط ، التي يقدر عدد القوات التي سيواجهها بحجم لواء مدرع ،والمقارنة هنا تبدو صعبة

لمواجهه بين مجموعة من الرجال ولواء مدرع بل تبدو مستحيلة علي الأرجح بين من يحملون أسلحة خفيفة وبين لواء مدرع مكتظ بالدبابات والعربات المدرعة والمدفعية وقوات كوماندوز مرافقة له ،أضيف لذلك عمق المكان الذي سيتم فيه الإشتباك وإفتقاد الدورية لآي معاونة قريبة ،فكان الرجال يعلمون حجم صعوبة الموقف كذلك أهمية الدور الحاسم الذي سيقومون به من اجل

تعطيل قوات العدو ومنعه من الإشتراك في المعركة الدائرة في الضفة الشرقية من قناة السويس ،حتي تنتهي قوات المشاة من تدمير خط بارليف وإقامة خطوط صد دفاعية إستعداداً لتطورات الموقف ،ورغد كل ما سبق فأن فيصل كانت روح المرح لا تفارق سلوكياته بين جنودة ويبث فيهم الثقة بالنفس ، فبدأالتحرك فوق رمال سيناء متجهين نحو المواقع المحددة لهم تحت الظلام يهتدون بالنجوم والقائد في المقدمة .

 

المعركة : في المكان المحدد إنتهي الرجال من إعداد الحفر الدائرية ، ورقدوا بداخلها في إنتظار

العدو في لحظة معينة من صباح اليوم التالي ظهرت الدبابات ، مرت امام مجموعة اليمني ، لم تطلق عليها المجموعة النار، واصلت تقدمها باتجاة المجموعة اليسري ، . يتناول فيصل مسدس الإشارة يرفع يده لأعلي ويضغط علي الزناد، تنطلق أحدي طلقات الإشارة البيضاء لتضيء الدبابات الضخمة الهادرة أمام الرجال ، ولتبدأ المعركة علي المحور الأوسط ،إشتعلت خمس دبابات .. إن إنفجار دبابة منظر رهيب لا يعادله إلا تقدمها أثناء إشتباكها طلقة مدفعها ، وبين الرجال كان فيصل ينتقل من مكان إلي مكان ، من مقاتل لأخر ، كأنه تجسيد لروح هؤلاء الرجال

، بعد تعطيل مدرعات العدو إرتد مع رجاله إلي منطقة رملية كثيفة أعجزت العدو عن مطاردته ، كما تمكن من تخفيف الهجوم المعادي علي المجموعات الأخري ، ليتيح لها الإرتداد بعيداً عن منطقة الكمين التي أكتظت بالمدرعات الإسرائيلية المشتعلة ،.. حينئذ صدرت الأوامر بعودة الرجال ، وأنقسم الرجال إلي مجموعات سربت ليلاً مخترقة دفاعات العدو ، وتمكن الرجال

ومعهم فيصل من الوصول للضفة الغربية من القناة . ولكن عودتهم لم تكن تعني إنتهاء المهمة ..

مضيق السالكة

أعدت القيادة خطة لبدء تطوير الهجوم نحو الشرق ، وأستدعت لتلك الخطة دفع مجموعة من رجال الصاعقة نحو أحدي المضايق الرئيسية علي المحور الأوسط وهو مضيق السالكة لتعطيل تقدم قوات العدو المدرعة عنده ، وطلب فيصل بألحاح ان يقوم بتلك المهمة وعندما أجيب إلي طلبه بدأ في إختيار الرجال، وفي الوقت المحدد لهم كانوا يتمركزون داخل رأس كوبري لأحدي

فرق المشاة ، وبينهم وقف فيصل يقول .. (( أذكركم بالعملية الأولي ، قلت لكم أن من يقب علي الموت توهب له الحياة ، فلا يفكر أحدكم إلا في المهمة ، سنغلق المضيق أمام مدرعات العدو حتي لو سددناه بأجسادنا))

وأنطلقوا إلي الأمام .. كان عليهم تجنب قوات العدو المحتشدة في المنطقة ، تمكنوا من الإلتفاف حول منطقة حشود ضخمة كبيرة للعدو ، عند جبل حبيط ، ثم عبروا منطقة كثبان رملية ليصلوا

بعد ذلك إلي المنطقة الصخرية التيتعد بداية لسلسلة الجبال التي تأخذ في الإرتفاع حتي تصل إلي بداية المضيق ، صباح يوم 14 من أكتوبر شاهد النقيب فيصل أسراباً كبيرة من الطائرات المصرية تتجه نحو قصف مواقع العدو كان الهجوم الكبير الذي إنطلق ليستهدف التطوير ، وخرجت مدرعات العدو من مرابضها تتفرق في كل إتجاه ، محاولة الإبتعاد عن الطائرات المصرية ونيرانها ، إستعد الرجال في الحفر للأشتباك عندما شاهدوا بعض هذه القوات يتجه نحو

مباشرة نحة مواقعهم تملقت أسماعهم بطلقة الأفتتاح لكن النقيب فيصل أثر الأنتظار ليري ماذا كانت هذة القوات قد إكتشفته ام لا ، بعد لحظات أتضح له ان الدبابات تنوي إحتلال مواقع خلف

التبة التي يرقدون فوقها ، وهنا قرر أن يبدأالإشتباك فوراً ،أطلق بندقيته علي أحد جنود العدو الذي يركب فوق برج أحدي الدبابات ، وسقط الجندي قتيلاً وكان ذلك إيذاناً ببدء القتال وإطلاق القذائف ، وإشتعلت معها حدة المعركة وكانت رهيبة منذ اللحظات الأولي تفجرت دبابات العدو ، ولكن ظهرت قوات اخري سارعت لحصار المنطقة ، وأخذت قنابل الهاون تنهال علي الموقع والمكبات تسبق الحصار ، وأدرك الرجال أن الإستشهاد بات قريباً ، وصاح البطل فيصل فليأخذ

كل منكم ثمن روحه وفعل إستشهادة ، حارب الرجال ببسالة وروت دمائهم المصرية العزيزة الرمال التي تمسكوا بها ، ورأي بعضهم البعض يسقطون شهيداً أمام أعينهم وأستقر شباب النقيب

البطل فيصل محمد عبد الفتاح وحيويته وحبه لمصر فوق رمال سيناء وذهب معه كل جنوده مع الشهداء والصديقين . فلم يعد من دورية مضيق المسالكة مقاتل ، فيما عدا جريح واحد تمكن من العودة ليكون الشاهد الوحيد علي بسالة القائد وزملائة وقد أبي القدر أن ينهي كل هذه المجموعة العظيمة من الرجال عدا جريح ليحكي للأجيال المقبلة ما حدث .

(( عشرات الرجال من أبناء مصر إستشهدوا فوق أرض سيناء خلال حرب تشرين 73 فأستشهاد إنسان في الحرب يعني نهاية وبداية في الوقت نفسه فالنهاية تضع حداً لعمراً بأكمله يحفل بالذكريات والمواقف المؤلمة والمفرحة ، أما البداية فهي نحو الخلود ، ولكن الزمن قاس وعجلته التي لا تتوقف عن الدوران ان تطمس التفاصيل ، لهذا من الواجب أن نستعيد تلك الملامح التي كانت تميز الرجال الذين رحلوا من هؤلاء غريب عبد التواب )

 المحارب في وحدات الصاعقة ..

صباح يوم 6 اكتوبر تجيء سيارة جيب مسرعة الساعة 11 صباحاً كان قائد اللواء المرابط في المنطقة يطلب قائد مجموعة الصاعقة إتجه النقيب غريب إلي غرفة قيادة اللواء ليجد القائد يتصدر الغرفة يحيط به معاونوه جلس في المكان المخصص له ، ساد الصمت الرهيب غرفة القيادة ثم قال القائد لنقرأ الفاتحة جميعاً كي ينصرنا الله ويوفقنا ويجعل قلوبنا متعاونة ،ثم وجه كلامة إلي النقيب غريب عبد الفتاح ، في تمام الساعة 14.05 سوف نعبر القناة مع الطيران  ومعكم سيبدأ القصف المدفعي علي مواقع وإستحكامات العدو في الضفة الشرقية علي قناة السويس ، ثم خرج من القيادة قبل الجميع ، وترجل من السيارة ونزل ممسك في يدة اليمني علم

مصر ، وتجمع حوله الرجال وامرهم بالأصطفاف ، ثم إختار اكبر المقاتلين الذين تجمعوا حوله وإستدعي مقاتل يسمي رفعت كريم ليرفع علم مصرعلي أرض سيناء ، العبور في تمام الساعة  الثانية إلا خمس بدأ المقاتلون يرفعون الساتر المصنوع من شكائر الرمال وعندما أقتربت الساعة الثانية والخمس أنطلقت قوارب الطاط تعبر القناة ، وكان قارب النقيب غريب عبد التواب يتقدم الجميع علي الضفة الشرقية وجد الرجال أنفسهم امام حائط ترابي كالجبل ، وبسرعة نصبوا

سلالم الحبال علي الساتر ، وبداوا عملية التسلق الشاقة ، وتقدم المقاتل رفعت كريم ليغرس علم مصر في الرمال ولتعلق الأصوات الهادرة ( الله أكبر ) وفي وسط جحيم القتال كانت نفس النقيب غريب تموج مشاعر شتي ، بعضه دفعه إلي الصياح مستحثاً جنوده علي التقدم ،والبعض مشاعر حب بلا حد لرجاله لهذا العلم الذي يرفرف الأن علي الرض ، أجتاز مع جنوده خط بارليف متجهاً إلي مصاطب الدبابات ووجد ثلاثة دبابات أعدها العدو ، كانت خطة العدو أن يدفع إحتياطية من الدبابات للتمركز علي هذة المصاطب لتصب نيرانها علي القوات المصرية التي

تعبر القناة ، وجه النقيب غريب الفصيلة الولي إلي المصطبة اليسري ، والفصيلة الثانية إلي التبة الوسطي ، والفصيلة الثالثة إلي اليمني قام المقاتلون بزرع الألغام المضادة للدبابات أمامهم لمسافة 40  متر وعادوا إلي اماكن تمركزهم فوق المصاطب وعلي بعد ثارت سحابات غبار ، أنها ثلاثة عشر دبابة إسرائيلية تقدمت منها خمس دبابات إلي المصطبة الوسطي حيث يوجد النقيب غريب عبد التواب ٍ

ولنتوقف قليلاًأمام شخصية ذلك المقاتل الفريد في شجاعتة ،في عام 1948 جاء غريب إلي الدنيا فهو من مواليد المنيا ، بين أسرة متوسطة نشا وبدأ تفوقه ونبوغة منذ فترة مبكرة من عمره ،فكان

رياضياً ويعشق التاريخ وسير المجاهدين ،وبرز إلي جانب ذلك في المرحاة الثانوية في مادة التربية العسكرية ،وكان احد أعضاء فريق الرماية وبعد أن أنهي غريب المرحلة الثانوية وقعت كارثة يونيو 67 فقرر الإلتحاق بالكلية الحربية ليمحو عار النكسة

وحقق غريب في الكلية الحربية ذاته فكان من الطلبة المتميزين ، وحصل بالكلية علي نوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية ،ثم لمع اسمه كثيراً بين وحدات الصاعقة كواحد من أشجع الشبان في صفوفها ،ثم ترقي بالوحدات حتي أصبح معلماً متميزاً مهتماً بتحصيل العلوم العسكرية وتاريخ بلادة عبر السنين ،بعده أنتقل من الخدمة بمدرسة الصاعقة إلي كونه قائد فصيل لأحدي

الكتائب عام 1970 لرغبته في أن يكون بالمواجهه مع العدو الذي يحتل أرضة ويهدد مستقبل وطنه ، الأول من أكتوبر إستلم النقيب غريب مهمته القتالية وهي تأمين عبور اللواء الخامس مشاة إلي الشرق ،ورغم غموض الأوامر ما بين كزنها حرباً وبين كونها مشروع تعبوي أمر غريب أراً بالتحرك إلي السرية بالساعة الحادية عشر وفي ظلام امس تقدمت العربات بدون

إضاءة بأتجاة القناة ،توقفت قبلها بكيلو متر واحد ، ثم تحركت السرية حتي وصلت إلي العلامة 147  وأحتلت المراكز التي حددت لها ،وهن تأكد للجميع إنها الحرب التي ينتظرونها منذ أمد بعيد ،

ووصل النقيب غريب في السادس م أكتوبر إلي مقر قيادة اللواء في سيارة جيب ………..

الإشتباك

لم تهتز أعصاب النقيب غريب عندما شاهد الدبابات الخمس متحهه نحو التبة الوسطي التي يتمركز فيها هو وجنوده فوقها ، فجاة إنفجرأحدي الألغام تحت جنزير أحدي الدبابات من الدبابات

المندفعة ، بدأالإرتباك علي صلب الدبابات نفسه ، وهنا فتح الرجال النيران ، وفي المقابل تمالك العدو أعصابه ، وبدأيناور بالدبابات ، دفع دبابة إلي الأمام لتتقدم في حماية ثلاث أخريات ، لكن المقاتل التهامي يطلق قذيفة مضادة للدروع تحيلها إلي كتلة من النيران وتعاود الدبابات هجومها ..

هنا أستطاع العدو تحقيق نجاح جزئي في دفع دباببتين إلي الأمام

أصبحتا تمثلان خطراً علي المصطبة الوسطي واليسري ، حيث أن المصاطب الثلاثة علي شكل قوس ، ويقترب النقيب غريب من احدي الدباببتين ، يلقي عليها قنبلة يدوية مضادة للدبابات ،

وتشتعل الدبابة بالنيران ، ويواصل الرجال تصديهم للمدرعات الإسرائيلية ، غير أن الوقت يمضي وتندفع الدبابات الثلاثة الإسرائيلية إلي المصطبة الوسطي الموجود عليها النقيب غريب ، يتزايد الخطر ، وعندما تتبلور مشاعر عديدة في روح المقاتل غريب أبرز تلك المشاعر هي

الأخذ بالثأر من العدو الذي أحتل الأرض وقتل النفس البريئة ، وهو من أبناء الصعيد الذين لايتركون الثأر من الظالم ولو بعد حين ، فيندفع في إتجاه الدبابة المتقدمة بجسدة ليلقي عليها

القنبلة المضادة للدبابات ، فقد أقترب حتي اصبح علي مقربة من أمتار قليلة من جسم الدبابة ، فأوشك أن يلتصق بها ولم يرهب من الموقف وهدير الدبابة يعلو صوته ، قفز المقاتل الجريء

ومن برج الدبابة المفتوح ألقي القنبلة الثانية وتنفجر الدبابة ويستشهد فوقها وتفعت شحنة هائلة متدفقة إلي رجاله الذين بدأوا في مطاردة دبابات العدو وأرغموها علي التقهقر ويبقي قائدهم مثلاً

فذاَ بطلاً قدوة لهم ولأبناء مصر علي مدي الدهر ….

ملحمة مضيق سدر

ظهر السادس من أكتوبر رفعت درجة إستعداد هذة الكتيبة من قوات الصاعقة ، وصدرت لها الأوامربالأبرار الجوي في عمق دفاعات العدو علي مجموعتين : المجموعة الأولي عند المدخل

الشرقي لمضيق سدر . المجموعة الثانية :عند المدخل الغربي للمضيق .

وكان الهدف هو تعطيل تقدم إحتياطات العدوالمدرعة زمنع تقدمها بالمضيق لتوفير الوقت الازم وتامين الجانب الأيمن للجيش الثالث الميداني ، والأتصال بمفرزة مندفعة من القوات المسلحة .

تحركت الكتيبة من مراكز تجمعها إلي منطقة بير عديب بالصحراء الشرقية و عندما وصلت طائرات الهليكوبتر إندفع الرجال إليها بكامل عتادهم ، لم يستغرق ركوبهم إلا عشر دقائق أصبحت الكتيبة جاهزة للطيران والتحليق علي إرتفاع منخفض جداً والجنود متحمسين للقتال ويوم الثأر المرتقب ..وعندما عبرت الطائرات خليج السويس كانت المفاجاة

العدو

ظهرت في الجو طائرات إسرائيلية مقاتلة .. بدأقتال جوي غير متكافيء ، قصفت طائرات العدو الطائرات المصرية بالصواريخ والرشاشات ، وبدأ طيارو الهليكوبتر في القيام بمناورات صعبة تفرقوا ، تجمعوا ، ثم تباعدوا ، أصيب عدد من الطائرات ، ويصاب قائد الكتيبة ورئيس العمليات  وكان من المستحيل التقدم مع بقية القوة فهبطت الطائرات في أماكن متفرقة ، اما رجال الصاعقة فلا يعرفون المستحيل تعرف الضباط علي الأرض وجددوا اماكنهم بسهولة وأتجهواإلي المكان المحدد عند المضيق ، وبعد 48 ساعة من السير والتنقل فوق اماكن وعرة بسيناء ولمسافة قدرها ستون كيلو متر فكانت تلك هي المجموعة الأولي …

أما المجموعة الثانية فقد كان مقرراً لها إبرارها في مكان يبعد حوالي 40 كم عن مدخل المضيق ، قاهدا النقيب رفعت عامر تمكن الرجال من الوصول إلي مدخل المضيق الشرقي ، إتصلت المجموعتان وأعيد تشكيل الكتيبة بقيادة النقيب رفعت عامر ، تم إحتلال الموقع المحدد في المضيق وبقوا في إنتظار العدو …….

المعركة

وأصبحت الكتيبة جاهزة في مواقعها بدء من يوم الأربعاء العاشر من أكتوبر ، كان الرجال يذللون العقبات التي واجهتهم والخاصة بتوفير الطعام والمياه ، فلرجال الصاعقة طرقهم المعروفة في توفير مثل هذه الإحتاجات في هذه الظروف هذه الطرق مكنت بعضهم من البقاء مدة تزيد عن سبعة أشهر في أقصي المناطق الجنوبية بسيناء ، حيث تنعدم كل أسباب الحياة .. فجر الأربعاء ظهرت طائرة هليكوبتر العدو تستطلع المضيق ، لم تكتشف وجود الرجال ، بعد أن علا صوت الجنازير وآليات العدو ، وما أن أقتربت عربات العدو المدرعة من مرمي نيران

الرجال حتي إنطلقت نيران الدبابات ، والرشاشات، والبنادق ، وأندلعت السنة اللهب ، لم يكتف الرجال بذلك وأنما صدرت الأوامر بأقتحام العربات والقضاء علي العدو ،وجري القتال بالسلاح الأبيض وتقدمت دبابات العدو محاولةً القضاء علي الرجال ، ولكنها منعتهم من العودة إلي مرابضهم من اعلي المضيق ..

معركة قاسية بين الدبابات الضخمة وبين أفراد الصاعقة المسلحين ببعض الأسلحة الخفيفة .. وهنا تظهر وتتوالي صور البطولات الفذة ..

النقيب رفعت عبد الوهاب يري الفصيلة التي قضت علي العدو الهارب بالمضيق وان زملاءة في مأزق ، يترك قيادة السرية للضابط الذي يليه رتبة ، ينزل للرجال ليقدم لهم العون ، وأستطاع بشجاعة بالغة من أن يخلص الفصيلة من المأزق الذي وجدت فيه بمعاونة زملائة وشجاعتهم جميعاً ، وأثناءالقتال تصيبة طلقات غادرة طائشة من العدو المهزوز فتصيبة ويستشهد في الميدان …….

الرقيب صلاح يري دبابات العدو تتقدم بعد إصابة النقيب رفعت ، وطيران العدو يبدأ في قصف المضيق بشدة ، تقدم الرقيب صلاح ومعه لغم مضاد لدبابات ، وراح يحفر الأرض ليضع اللغم أمام الدبابة المتحركة ، ولم يبال بنيران العدوالتي أطلقت عليه ونجح في وضع اللغم لكنه إستشهد أثناء العودة .

 

بطولة أخري من أحد الجنود الذين من حملة الرشاشات الخفيفة ، يصاب في عينه اليمني من قصف طائرات العدو ويفقد الرؤية ، ثم يداهمة نزيف حاد ، لكنه لا يترك سلاحه ، ولم يتخل عن القتال ، إنما نقل الرشاش إلي كتفة اليسري في وضع غير طبيعي وأستمر مشتبكاً مع العدو ، ، هنا يأس العدو وتراجع مخلفاً وراءة دبابات وحطامها تقدر بعشرات الدبابات والمدرعات ،،

تغلبت عليها إرادة الجندي المصري من أبطال الصاعقة الذي مر بظروف صعبة حتي وصوله إلي مسرح العمليات ، وخاض معركة غير متكافئة ، وعندما أتيحت الفرصة لعودة الكتيبة وإتصالها بالجيش الثالث رفض الرجال ، وأصروا علي الإستمرار في الإشتباك و القتال فقط

طلبوا إرسال الذخيرة إليهم ..ولم تنسحب القوات إلا بعد وصول خطاب شكر من قائد قوات الصاعقة شحصياً ، وفيه يأمرهم بالألتحاق بقواتنا في عيون موسي ، وهنا قام القائد للوحدة بتجميع الرجال في دوريات بدأت التسرب للخلف ، وقبل ان يفارق المضيق قام بتفتيش عربات ومدرعات العدو وحصل منها علي وثائق هامة ، منها خريطة موضح عليها أماكن إحتياطات العدو ..

وبواسطة تلك الخريطة أو الوثيقة الهامة تمكنت الوحدة من قطع اكثر من ستين كيلو متر في طريق العودة مصطحبة جميع الجرحي وبعض الطيارين الذين عثروا عليهم في المنطقة بعد أن اسقطت طائرتهم في المعارك الجوية التي جرت في السماء ضد العدو ………

عاد الرجال بعد أن حاربوا لمدة ستة عشر يوماً في مضيق سدر ، بعد ان حموا الجانب الأيمن للجيش الثالث من هجوم العدو المدرع ، وقد ابدي العدو دهشته البالغة لأستبسال رجال الصاعقة

المصريين ، وبدأ هذا واضحاً في كتاب كيبور الذي صدر في إسرائيل عقب حرب رمضانالمجيدة ويقول مؤلفو الكتاب (( كان المصريين يراعون في خططهم أن القوات المسلحةالإسرائيلية ترتكز بصورة أساسية علي قواتها من الإحتياط ،كانوا يعلمون أن خط بارليف ليس بالخط الذي يستعصي عليهم ،ولكنهم كانوا يخشون قوات الإحتياطي ، ومن ثم درس المصريون كل خططهم في هذة الفترة التي يستغرقها إعداد الأحتياطي لذلك كلفت خبرة عناصر الكوماندوز وهي من خيرة العناصر للحيلولة دون وصول التعزيزات إلي الجبهة ، وفي مساء السادس من

أكتوبر قامت الطائرات الهليكوبتر العملاقة من نقل كتائبٍ بأكملها لأسقاطها خلف الخطوط الإسرائيلية وكان هذة القوات مجهزة بالصواريخ المضادة للدبابات))

وفي فقرة أخري يصف أحد ضباط الجنود المدرعات الإسرائيلية تعرضة لكمين من رجال

الصاعقة قائلاً (( لقد قاتل الكوماندوز المصريين بشراسة ، لقد كانوا قوات إنتحارية ، ألقوابأنفسهم علينا وكانوا يبدون أنهم لا يرهبون شيئاً ، ورغم خسائرهم إلا أن الكوماندوز المصريون لم ينسحبوا او يتقهقروا مطلقاً ويمكن القول أنهم عزموا علي ألا يسمحوا لدباباتنا بالمرورإلا علي جثثهم … ))

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech