Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

النظرة الراهنة لحرب أكتوبر في الإعلام الإسرائيلي

 

صورة ارشيفية

اخبار مصر - فؤاد شكور

في ظل إحتفالات المجتمع الإسرائيلي بعيد الغفران هذا العام تناولات وسائل الإعلام الإسرائيلية حرب عيد الغفران (حرب أكتوبر) برؤية أكثر إهتماما وعمقا عن أي عام مضي وذلك في إطار ذكري مرور 40 عاما علي هذه الحرب التي وصفت بأنها جرح لا يندمل حيث أنها أبطلت تأثير النظرية العسكرية التي كانت سائدة في ذلك الوقت بأن الجيش الإسرائيلي لا يقهر ، فشتان الفرق بين النظرة السياسية والإجتماعية وحتي الأدبية داخل المجتمع الإسرائيلي لمدي قوة الجيش الإسرائيلي وقدرته علي حسم الصراعات بإستخدام ألة الحرب وبين تلك النظرة التى في اعقاب حرب أكتوبر والتي قد احدثت شرخا في جدار الغطرسة الإسرائيلية التي رفضت حتي ذلك الوقت فكرة التفاوض أو الوصول إلي تسويات مع دول الجوار بزعم أن العرب يريدون القضاء علي دولة إسرائيل وليس لديهم نية لتقبل وجود الكيان الصهيوني في أرض فلسطين.

في حوار اجراه "شاؤول موفاز" وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق ورئيس حزب كاديما مع التلفزيون الإسرائيلي عن حرب أكتوبر التي شارك فيها قال إن من أهم الدروس المستفادة من حرب عيد الغفران أنها قد وضعت نهاية للتصور الإسرائيلي القائل بأن حسم الصراعات لايتم إلا بإستخدام القوة فقط حيث أنه إلي جانب القوة يجب أن يفتح المجال أمام التفاوض ، وحينما سئل عن إمكانية تكرار ما حدث في المستقبل قال إن إسرائيل إستفادت من هذا الدرس وهي بالتأكيد مستعدة لكن إلي جانب القوة هناك خيار التسويات السياسية حتي مع القضية الفلسطينية ورغم الإختلاف بين طبيعة كلا من القضية المصرية والفلسطينية يجب أن تسعي إسرائيل إلي التسوية السياسية ولا تعتمد فقط علي القوة العسكرية . وتحدث موفاز أيضا عن اخفاق القيادات السياسية والعسكرية في إدارة مجريات هذه الحرب فعندما وصف وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه دايان الحرب بأنها "تدمير الهيكل الثالث" كان لذلك تأثير سلبي عميق علي الروح المعنوية للجنود والمجتمع بأسره .

في نفس الإطار قامت القناة الثانية بالتلفزيون الإسرئيلي بعرض تقرير عن حرب أكتوبر من وجهه النظر المصرية وهو يعد ملخصا للفيلم الوثائقي (יומני מלחמה) (مذكرات حرب) والذي سيذاع علي جزئين في القناه الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي ، وتحدث التقرير عن أن أهم ما يميز هذا الفيلم أنه لم ينظر إلي المصريين علي أنهم قتلة وسفاحين بل جيش له قائد يخوض حربا ضد العدو ، وتطرق التقرير إلي عدة نقاط هامهة أبرزها هو التجاهل الإسرئيلي على مر السنوات الماضية لما تمثله الحرب بالنسبة للجانب المصري وطرح تسأولات عدة بشأن : ما الذي أراده السادات من هذه الحرب وإلي أي مدى كانت رغبة الجنود المصريين في الثأر بعد حرب الأيام الستة (النكسة).

في بداية التقرير قال المعلق: بعد مرور 40 عاما مازلنا نعاني من صدمة هذه الحرب ، نعود في كل مرة إلي التجارب واللحظات والصور التي ترسخت في ذاكرتنا الجماعية والتى تتعلق بعنصر المفاجئة في الساعة الثانية ظهرا ومعارك المدرعات الشرسة وجنودنا الأبطال لكننا نتجاهل أن لحرب الغفران طرف ثاني كان لديه كاميرات وقصص بطولية . وقام التقرير بعرض لقطات لجنود مصريين شاركوا في حرب أكتوبر يتحدثون عن الكيفية التى تم من خلالها عبور خط بارليف وتحقيق الإنتصار العظيم ، ثم انتقل التقرير إلي نقطة أخري ليطرح سؤالا هاماً : ماذا كان الهدف المصري من هذه الحرب ؟ هل كان تدمير دولة إسرائيل ؟ تحدث في هذا الإطار دكتور "يجئل كيبنيس" المؤرخ والأستاذ بجامعة حيفا قائلا : السادات لم يكن يسعي إلي تدمير دولة إسرائيل ولم يكن ينوي الوصول إلي تل أبيب ولم تكن لديه كذلك نية لتحرير سيناء بأسرها ، فهدفه لم يكن عسكريا وانما أراد إستخدام الحرب كوسيلة لتحريك المسيرة السياسية .

قال معلق التقرير بشأن هذا الصدد: معظم الإسرائيليون لا يعرفون هذه القصة ففي فبراير 1973 قبل الحرب بثمانية أشهر أرسل السادات مستشاره حافظ إسماعيل إلي البيت الأبيض لمقابلة مستشار الأمن القومي هنري كيسنجر ، وعرض السادات تسوية سلميه مع إسرائيل وطلب في المقابل إستعاده شبه جزيره سيناء بأكملها ووافق علي أن يستغرق الإنسحاب من 10-15 عاماً وأن تسيطر إسرائيل علي مواقع هامة في شبه جزيره سيناء إلا أن حكومة إسرائيل التي كانت تعيش نشوة الإنتصار في حرب الأيام الستة (النكسة ) قد رفضت الإستماع (من الجدير بالذكر أن جولدا مائير قد توجهت إلي واشنطن بعد فترة وجيزة من زيارة حافظ إسماعيل وقابلت كيسينجر الذي ابلغها بالعرض المصري إلا أنها رفضت العرض بزعم أن العرب يريدون القضاء علي دولة إسرائيل ).

قال المؤرخ "يجئل كيبنيس" في هذا الصدد : كان إسرائيل جليلي الوزير الأكثر قربا من جولدا مائير والذي حاول طرح عرض السادات علي مجلس الوزراء إلا أن جولدا لم تكن مستعدة وكذلك دايان لمجرد طرح هذا الأمر للنقاش أمام أعضاء الحكومه . قالا حينئذ : لن نبدأ في مناقشة قضية "هل نحن مستعدون للإنسحاب إلي الخط الأخضر نعم أم لا ؟" فيما بيننا لاننا لسنا مستعدون للحديث عن مسيرة سياسة تستعيد مصر في إطارها سيادتها علي سيناء .

قال معلق التقرير في هذا السياق : أدرك السادات جيدا أن إسرائيل لن تدخل في مفاوضات لذا قرر الدخول في حرب , وعرض التقرير في هذا الشأن ما قاله أحمد ابو الغيط وزير الخارجيه الأسبق والذي قد قدم في التقرير علي أنه أحد مستشاري الرئيس السادات : حرب كبيرة لكنها موجهة لتحقيق هدف عسكري محدود النطاق ، الفكرة كانت إنهاء العملية العسكرية والدخول مباشرة في مفاوضات .

انتقل التقرير بعد ذلك لمناقشة زاوية أخري وهي رغبة الجنود المصريين في الثأر بعد ما حدث في حرب 67، فقال المعلق في هذا الإطار: لم يتصور الجنود المصريون أن الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر سيكون في هذا الوضع الحرج ففي خلال 24 ساعه فقط سيطر 100000 جندي مصري و1000 دبابة عبروا القناة علي كل معاقل خط بارليف .

ثم عرض التقرير ما قاله أسامة الصادق الذي قد شارك في حرب أكتوبر برتبة رائد في الجيش الميداني الثاني : أردنا أن نهزمهم وأردنا أن ننتقم ففي الأيام الثلاثة الأولي من الحرب لم نأخذ أسري ، عندما يرفع العدو يده أو يستسلم كنا نقتله كانت هذه وسيلة لأخذ حق من قتلوهم في 67 .

وأشار التقرير إلى أن الحرب قد حققت نجاحا أكثر مما كان متوقعا بالنسبة للمصريين فقد إنتشرت الجيوش الميدانية المصرية علي إمتداد شريط يصل إلي 7 كيلو مترات داخل سيناء بينما فشل الهجوم المضاد من جانب الإسرائيليين .

أشار التقرير كذلك إلى أنه في اليوم الرابع من الحرب طلب سفير إسرائيل في الولايات المتحده "سيمخا دينيتس" من هنري كيسنجر إقامة جسر جوي لمساعدة إسرائيل ، لكن الولايات المتحده رفضت حينئذ ، كانت لدي إسرائيل نيه لإستخدام السلاح النووي ، وتحدث التقرير عن وصول معلومات إلي شخصيات رفيعة المستوي في مصر والولايات المتحده بشأن هذا الصدد ، وعرض التقرير ما قاله "سامح سيف" رئيس المخابرات الحربية المصرية عن أن المخابرات المصرية حصلت علي معلومات تفيد بأن إسرائيل رفعت درجة الإستعداد لإستخدام السلاح النووي بمجرد أن عبرت القوات المصرية قناة السويس .كما قال مستشار وزير الخارجيه الأمريكي "بيل كوينت" فى هذا الصدد : قد علمنا أن هناك قاعدة بها صواريخ ورأينا أن الصواريخ اعدت للإستخدام ووضعت علي منصات الإطلاق واكتشفنا بواسطة الإشارات الإلكترونية أنها في حالة تأهب للإطلاق ، ونوه التقرير إلي أن ما يحدث علي أرض الواقع ربما لم يكن يصل إلي حد إستخدام إسرائيل للسلاح النووي ولكن إسرائيل ارادت أن تعطى إنطباعا لدى المصريين والأمريكان أن هذا ما تنوي القيام به ، ويقول دكتور كيبنيس في هذا الصدد أن إسرائيل ارادت الضغط علي الولايات المتحدة للتحرك لإنقاذ إسرائيل عن طريق إقامة جسر جوي يوفر الدعم الذي تحتاجه إسرائيل وبالفعل نجحت هذه الخطة في تحقيق أهدافها .

تطرق التقرير أيضا إلي نقطة هامة وهي ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية علي مر السنوات الماضية : الجيش الإسرئيلي أنهي الحرب علي بعد حوالي 100 كيلومتر من القاهرة ، سقط في الحرب حوالي 15 ألف قتيل من الجيش المصري و8000 أسير فكيف يكون إنتصارا ساحقا لمصر ، وعلي مايبدو أن الحرب بالنسبه للجانب المصري انتهت في-14 من أكتوبر عام 1973 .

ومما سبق يمكننا أن نلاحظ أن هناك حالة من التناقض فيما يتعلق بتناول الإعلام الإسرائيلي لحرب أكتوبر فهناك ألفاظ دائما ما يستخدمها الإعلام الإسرائيلي لوصف هذه الحرب مثل : الصدمة ، الجرح والإنكسار ، وكذلك الحديث عن الأثار السلبية لهذه الحرب التي وصفها "موشيه دايان" بأنها "تدمير الهيكل الثالث" وهو ما يعبر عن حجم الكارثة علي المجتمع الإسرائيلي . ومن ناحية أخري نجد الحديث عن بطولات جنود الجيش الإسرائيلي ورفض الإعتراف

بالهزيمة وأن وقف إطلاق النار قد جاء في وقت لم تكن فيه إسرائيل في وضع حرج ، الهدف من وراء ذلك هو الرغبة في محو فكرة الهزيمة من أذهان مواطني إسرائيل والنظر إلي هذه الحرب علي أنها إخفاق من جانب القادة وصمود حتي النهاية من جانب الجنود في الميدان .

30/09/2013

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech