Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

أبطال مسيحيون فى حرب أكتوبر

-

 

مدحت قلادة صادق صاحب لقب »أفضل قائد قاعدة جوية .. والجندى صبحى ميخائيل يقرأ الفاتحة قبل العبور!

استمع الضابط مهندس باقى زكى يوسف إلى شرح المقدم طلعت مسلم عن كيفية القضاء على الساتر الترابى «خط بارليف» الذى أنشأته إسرائيل بعد نكسة 5 يونيو 1967 كأقوى خط تحصين دفاعى فى التاريخ العسكرى الحديث، شيدت إسرائيل هذا الساتر بارتفاع 7 أدوار وعرض 4 أدوار، ولم يقتصر هدف إنشائه على فصل سيناء عن مصر وفقط، وإنما بث الإحباط واليأس فى نفوس الجيش المصرى، كان يكفى جنودنا أن ينظروا إلى حجمه الهائل ليطرحوا أسئلتهم: «هل يمكن هدمه؟ كيف سنعبر إلى الضفة الأخرى وهو قائم بهذا الشكل؟ كان مجرد طرح هذه الأسئلة هدفا إسرائيليا فى حد ذاته على خلفية قناعة القيادات الإسرائيلية بأنه لا توجد إجابة «مصرية» على هذه الأسئلة، لكن الضابط باقى زكى ياقوت قدم الإجابة.

شرح «المقدم» طلعت مسلم فى الاجتماع قائلا: «القضاء على الساتر الترابى باستخدام المتفجرات، وستستغرق العملية من 12 إلى 15 ساعة، والخسائر البشرية ستصل إلى %20».

جاء الاجتماع كما يقول باقى زكى يوسف فى سياق يحدده قائلا: حينما صدرت إلينا فى مايو 1969 أوامر بالاستعداد للعبور فى أكتوبر فى نفس العام، اجتمعنا مع القادة ليعرض كل قائد فرقة خطته فى العبور بأقل الخسائر، وكنت جالسا أستمع إلى شرح اللواء طلعت مسلم «كان برتبة مقدم وقتها».

انزعج باقى زكى يوسف من حجم الخسائر فرفع يده طالبا الكلمة: «الحل فى خرطوم المياه، وسنحتاج إلى طلمبات مياه ماصة كابسة صغيرة تحملها الزوارق الخفيفة، وتمتص الماء من القنال وتكبسها وتصوب مدافع مياه بعزم كبير على الساتر الترابى فتتحرك الرمال، وميل الساتر الترابى سيسمح بانهيار الرمال فى قاع القناة، ومع استمرار تدفق المياه سنفتح ثغرات فى الساتر بالعمق وبالعرض المطلوب، وعن طريق هذه الثغرات يتم عبور المركبات والمدرعات إلى عمق سيناء».

كان قائد الفرقة هو سعد زغلول عبدالكريم فاجتمع مع الضابط «باقى» الذى طلب منه تسجيل فكرته باسمه، ليتصل به فيما بعد: «أنا مضيت النهارده على أشرف وثيقة، وأنت أديتنا مفتاح بوابة النصر».

استلهم الضابط فكرته مما كان يحدث فى بناء السد العالى، حيث كان من الضباط المهندسين الذين عملوا فى ملحمة بنائه الخالدة، تلقى جمال عبدالناصر الفكرة فى اجتماعه الأسبوعى بقادة التشكيلات بمقر القيادة العامة للقوات المسلحة، وأمر بتجربتها منذ سبتمبر عام 1969 ووصل عدد تجاربها إلى 300 مرة، وعلى ضوء هذه التجارب تم إقرارها، وتنفيذها فى خطة العبور.

كان عمر باقى زكى وقتها 35 عاما، أى أنه اخترع فكرته العبقرية التى أهدت النصر لمصر وهو شاب يافع، وحين تطل على سيرة هذا البطل العظيم لن تتوقف أمام أنه «مسيحى»، وإنما هو مصرى، هكذا تعامل معه قادته، وهكذا تعامل جمال عبدالناصر.

لا يمكن وضع تاريخنا الوطنى وفى القلب منه تاريخنا العسكرى فى سلة الطائفية، بمعنى إرجاعه إلى تصنيف المسلم والمسيحى، ولكن فى مواجهة «طيور الظلام» الذين يعملون على فرز التاريخ على نهج يعزز توجههم الظلامى لا يكون أمامك إلا ضرورة التذكير بأن الدفاع عن أرض مصر فى حروبها امتزجت لأجله دماء شهدائنا المسلمين والمسيحيين، ولعله من المفيد هنا التأكيد على أن جيش مصر العظيم هو بوتقة وطنية، لا مجال فيها للتمييز وفقا للديانة، فـ«الدين لله والوطن للجميع».

هناك عشرات الأسماء لأبطال مصريين حملوا فى خانة الديانة ببطاقتهم الشخصية تصنيف «مسيحى»، لكن وعلى قاعدة «الدين لله والوطن للجميع» ظلت الوطنية المصرية هى باعث عطاء الجميع فى الجيش «مسلم ومسيحى».

سدراك

خذ مثلا بطلا بقيمة اللواء «شفيق مترى سدراك» المولود فى أسيوط عام 1921، وأول ضابط شهيد فى حرب أكتوبر، جاء استشهاده يوم 9 أكتوبر وهو متوغل لمسافة كيلومتر فى عمق سيناء، وكان قائدا للواء 3 مشاة ميكانيكى الفرقة 16 مشاة، سيرة هذا البطل تعطيك كم كان عطاؤه عظيما منذ أن ترك دراسته بعد عامين فى كلية التجارة، ليلتحق بالكلية الحربية وتخرج منها عام 1948 ضابطا مقاتلا فى سلاح المشاة، ولما وصل إلى رتبة رائد أصبح مدرسا لتكتيك الحرب فى الكلية الحربية، ثم أصبح كبير المعلمين فيها، وهو الموقع الذى يعنى تدريب مئات الذين تخرجوا منها على يديه وأصبحوا فيما بعد ذخيرة للجيش.

خاض «شفيق مترى سدراك» حروب مصر فى أعوام 1956 و1967 و1973، وكان بطلا فذا فى معركة «أبوعجيلة» عام 1967 وتعد من أرقى معارك الجيش المصرى، كان وقتها قائدا لكتيبة مشاة، وكبد إسرائيل خسائر فادحة نال بسببها ترقية استثنائية من جمال عبدالناصر.

سمير عزيز

من «المجموعة 73 مؤرخين» المكونة من شباب مصرى مدنى بسيط يقوم على تسجيل بطولات الجيش المصرى، تقرأ عن البطل الفذ الطيار سمير عزيز، وفى سيرته البطولية تقرأ آراء مثل: «كسر العديد من النظريات العلمية حول عمل الطائرات المقاتلة»، وحسب رأى العميد طيار أحمد المنصورى: «قمم الأشجار تئن من طائرته التى تطير ملامسة لها بسرعة كبيرة جدا، طائرة سمير عزيز لابد أن يكون بطنها مشوه الطلاء بفعل قمم الأشجار التى تمسح الطلاء من عليها»، و«قادر على تطويع الطائرة لتلبى ما يريده».

تقول «المجموعة 73 مؤرخين»، كان الموت رفيق الطيار سمير عزيز خلال فترات حياته فى الخدمة العسكرية بعد تخرجه عام 1963 وحتى حرب أكتوبر عام 1973، حتى وإن كانت طائرته على الأرض، ومما يدل على ذلك قصص مدهشة كثيرة، منها حسب ما ذكره «مجموعة 73» : «اختصت طائرة إسرائيلية مطاردته على الأرض يوم النكسة المشؤوم، لأنه وبسبب أنه مقاتل أفرغ خزانة مسدسه الضعيف فى جسد تلك الطائرة التى كانت تطير على ارتفاع منخفض جدا، ورغم أن الطائرة لم تتأثر بطلاقاته إلا أن الطيار عاد مطاردا سمير عزيز الذى نجا من الموت ومن طلقات الطائرة المندفعة تحت أقدامه بفضل رد الفعل الغريزى السريع».

أما أثناء حرب الاستنزاف فأقلع بمفرده من مطار الغردقة وبدون أوامر وبدافع الغيظ تجاه أحد مطارات العدو جنوب سيناء «رأس نصرانى - شرم الشيخ حاليا» كى يبث الرعب والفزع فى نفوس الإسرائيليين، القابعين فى أرض مصر، ودرس بطلنا الموقف تماما ورسم لنفسه خط سير ليفاجئ الإسرائيليين مفاجأة تامة، ويعود لقاعدته بدون أن يخبر أحدا عن ذلك حتى أفضى بهذا السر لـ«مجموعة 73 مؤرخين».

مجدى بشارة

أعيد مرة أخرى ما كتبته قبل أيام عن البطل النقيب مجدى بشارة ابن الـ27 عاما حين قاد معركة «الجزيرة الخضراء»، والجزيرة كانت عبارة عن كتلة صخرية مرتفعة وسط البحر، وكانت موقعا للدفاع الجوى الذى يحمى مدينة السويس، وأرادت إسرائيل احتلالها قبل حلول ذكرى ثورة 23 يوليو لـ«كسر أنف جمال عبدالناصر»، واستعدت لتنفيذ مخططها بتدريب كتيبة صاعقة، وسرية ضفادع بشرية فى أمريكا 3 شهور، وكان الموعد المحدد لتنفيذها هو لحظة هبوط أول إنسان أمريكى على سطح القمر.
بدأت العملية فى الساعة الثانية عشرة ليل 19 يوليو، كانت قواتنا نحو مائة جندى و5 ضباط، و30 صندوقا لقنابل يدوية بالإضافة إلى قذائف لهب وذخائر وألغام بحرية تم زرعها تحت المياه لمواجهة ضفادع إسرائيل البشرية.

واجهت هذه القوات إنزال حوالى 800 جندى إسرائيلى حاولوا التسلل بصمت لذبح كل الجنود المصريين، لتبدأ مواجهة عنيفة عجز الإسرائيليون خلالها عن دخول الصخرة بدماء شهدائنا.

استنفدت الذخيرة، وأصبح عدد جنودنا 24 فقط، وطلب مجدى بشارة إمدادا من قائد الجيش الثانى، فأرسل له 40 جنديا عبر لانش بحرى لكنهم استشهدوا بغارة إسرائيلية قبل وصولهم، وبعدها رفض قائد الجيش تكرار الإمداد قائلا لـ«بشارة»: «حارب بما هو موجود لديك»، فقال له بشارة: «أرجوك بعد 10 دقائق افتح كل مدفعية الجيش الثانى على الموقع لإبادة كل من فيه»، فرد قائد الجيش: «أنت مجنون»، فقال بشارة: «نموت أفضل من سقوط الموقع»، أعطى بشارة أوامره لجنوده بنزول المخابئ، وتم فتح النيران ليحدث ما توقعه، فالقوات الإسرائيلية لم تتحمل وانسحبت، وأثناء الانسحاب طاردهم أبطالنا بمدفعين فأغرقوا لنشات إسرائيلية، وقتل 62 وأصيب 110 إسرائيليين، وهذا ما أعلنته إسرائيل، وبشارة يتوقع عددا أكثر، وفى الساعة السادسة صباحا حطت 3 طائرات إسرائيلية على سطح المياه لانتشال خسائرهم.

أعطى بشارة أمرا لجنوده بعدم الرد على أى غارة أخرى، لكن العريف محمد إبراهيم الدرديرى كان على مدفع رشاش يطلق 3600 طلقة فى الدقيقة، فشاهد طائرتين إسرائيليتين «ميراج» قادمتين، وفور وقوعهما فى دائرة التنشين فتح النيران فأوقعهما، فجنت إسرائيل لتكثف غارتها بالطائرات يوم 20، فواجهها أبطالنا العظام، لتخسر إسرائيل «17» طائرة.

لم يستطع البطل مجدى بشارة أن يحبس دموعه، وهو يروى هذه الملحمة الخالدة للإعلامية منى الشاذلى، متذكرا شهداءنا العظام، وبلغت الدراما بذكره بطل العسكرية المصرية الفذ العقيد الشهيد إبراهيم الرفاعى الذى جاءه فى إحدى ليالى الحصار الثمانية، وكان الجندى محمد زكى عبده يرقد وأحشاؤه خارج بطنه، وذراعه تحت صخرة تبلغ نحو 20 طنا، وبشارة ينظر إليه بألم وهو عاجز، فلما شاهد «الرفاعى» هذا الجندى طلب آلة حادة ليدق بها على ذراع الجندى حتى فصل ذراعه وحمله فى لنشه وبعد شهور فوجئ بشارة بالجندى يدق على بابه بعد علاجه.

نصرى وقلادة وبباوى وصليب

فى قائمة البطولات أسماء مثل اللواء مهندس نصرى جرجس الذى قاد أثناء حرب أكتوبر وحدة الرادار المسؤولة عن اكتشاف الطائرات المعادية والإبلاغ عنها، واللواء طيار مدحت قلادة صادق صاحب لقب «أفضل قائد قاعدة جوية»، والعميد ميخائيل سند ميخائيل الذى كان مسؤولا ضمن قوات الردع الصاروخى، وكانت مسؤوليته المحددة هى سحب الصورايخ الموجودة على الناقلات الموجودة على الناقلات الخلفية بالقصاصين، واللواء فكرى بباوى الذى أصيب فى حرب أكتوبر إصابة بالغة فصمم زملاؤه المسلمون ومنهم زكريا عامر ومحمد مصيلحى أن يحملوه رغم المخاطر الهائلة لمسافة 3 كيلومترات، واحتموا بستار حتى وصلوا به إلى موقع الإسعاف، وهناك أبطال آخرون مثل اللواء أركان حرب طيار جورج ماضى عبده الذى وصل إلى منصب رئيس أركان الدفاع الجوى واللواء طيار نبيل عزت كامل، واللواء نعيم فؤاد وهبة أحد قيادات الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر، واللواء أركان حرب صليب بشارة رئيس هيئة البحوث العسكرية فى مايو 1971 وحتى أكتوبر 1973.

فؤاد عزيز غالى

فى القائمة بطل فولاذى حين تأتى سيرة حرب أكتوبر يقفز اسمه على الفور هو اللواء فؤاد عزيز غالى الذى حصل على رتبة فريق بعد الانتصار، قاد «غالى» الجيش الثانى أثناء الحرب، وكان صدى صوت وزير الحربية المشير أحمد إسماعيل يرن فى أذنه: «مكتوب على جبهتك القنطرة، وأتركك الآن حتى تحررها، وسوف تعود إلى قيادة الفرقة 18 مشاة»، وفعلها غالى، وقام بتأمين منطقة شمال القناة من القنطرة إلى بورسعيد، ومعه فرقته وجيشه الثانى بمسلميه ومسيحييه، ومنهم اللواء ثابت إقلاديوس رئيس غرفة عمليات مدفعية الفرقة الثانية.

كانت حروب مصر هى بطولات لكل المصريين، مسلمين ومسيحيين، فى بوتقة واحدة ينصهر الجميع فيها، يتحدث عن ملمح لها اللواء حاتم عبداللطيف «النقيب أثناء حرب أكتوبر»: كنت قائد المجموعة الرابعة اقتحام، وتضم 58 جنديا مسلما ومسيحيا، وكان الشاويش نصحى ميخائيل ضمن جنود المجموعة، وعندما طلبت المجموعة لإخبارهم بموعد الحرب، وقراءة الفاتحة، طلب منى ألا تكون قراءتها فى صمت، وإنما أقوم أنا بقراءتها بصوت مرتفع والرد وارءه، فسألته : «ليه يا صبحى؟»، فرد: «لكى أقراها معكم»، وقد كان، ويستكمل اللواء حاتم عبداللطيف: «فى 9 أكتوبر استشهد صبحى ميخائيل وإصبعه مرفوعة إلى السماء، ووجهه أبيض يشع منه النور

 

المصدر اليوم السابع

http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=1286670

».

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech