Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

بطولات من حرب رمضان- الجزء الاول - الفصل الثالث

 

********************************

الفصل الثالث

البيان رقم 5

إلى البطل على أبو الحسن

 

فى الرابعة ، 6 دقائق بعد ظهر السبت 6 أكتوبر ( العاشر من رمضان ) أذاعت القيادة العامة للقوات المسلحة البيان العسكرى الخامس :

(( نجحت قواتنا فى اقتحام قناة السويس وقطاعات عديدة ، واستولت على نقط العدو القوية بها ورفع علم مصر على الضفة الشرقية  )).             

كانت أول الاعلام المصرية التى ارتفعت على أرض سيناء فى الساعة 1430 فى نطاق هجوم الجيش الثالث الميدانى ثم فى الساعة 1437 فى نطاق هجوم الجيش  الثانى الميدانى .

.. وسقطت اولى حصون العدو القلعة رقم (1)  فى منطقة القنطرة شرق فى الساعة 1446 واستمرت القلاع تتهاوى ، وبعد أربعين دقيقة من ساعة الصفر سعت 1445 – سقطت أول طائرة للعدو على معبر فى جنوب القناة .. وتوالى سقوط الطائرات بصواريخ الكتف من الأبطال .. ومع سقوط طائرات العدو على المعابر وأرتفاع أعلام مصر على حصون خط بارليف ، اندفع ثمانية آلاف رجل يعبرون كالسيل ويكتسحون جميع الموانع والعقبات اندفعوا يكبرون  .. الله أكبر .. الله أكبر  .. وارتفع اسم الله كبيراً إلى عنان السماء ليبث الرعب والهلع فى نفوس الاسرائيليين .. أنه رعب موروث فى قلوبهم منذ معاركهم مع  الصحابة كما أنها ايضاً مقترنة بالزحف العربي الذى لايصد .. وتشبع به الاسرائيليون من تراثهم وفلوكلورهم ..

وقال لى احد المقاتلين المسيحيين .. أن هتاف  ( الله أكبر  ) هو شعار حضاري يمثل مواجهة الشرق ، مواجهة العروبة للغرب ومشتقاته ..

وقد حدث فى احد المواقع تراشق مكثف بالنيران ، وصعد رجل العلم فوق البرج لينزل العلم الاسرائيلي إلأى غير رجعة وعلى صدره علم مصر ، كان عليه أن يرفعه مكان العلم الاسرائيلي .. فكثف العدو عليه النيران وتصاعدت حوله من كل مكان .. قال لى البطل  (( اقسم أننى لم أحس بكل هذه النيران ، كانت كل أحاسيسي متجمدة فى اصابعي التى تمسك علم بلادي  .. ولم أنس قبل أن انزل من فوق التبة أن أسوى العلم وافرده .. كانت لحظة هى كل عمرى... ))

وفى أحد المواقع بالقنطرة .. وصل المقاتل وعلم مصر على صدره وبدأ يتجه إلى مكان التبة  التى وقع عليها العدو علمه ، وفى هذه اللحظة التى بدأ يثبت فيها صارى علم مصر .. كان قتالاً عنيفاً  يدور فى موقع آخر قريب منه .. وجن جنون العدو .. وهم يشاهدونه ينزل علمهم .. صوبوا إليه دفعات متتالية من رشاشاتهم تفادى أولها وواصل مهمته لرفع الصارى وعليه علم مصر .. وتنهال عليه الدفعات المتتالية  من النيران  وتنفذ إليه دفعة كاملة  من كل ألأتجاهات  ويسقط البطل الشهيد على التبة الرملية  ويداه قابضتان على الصارى .. زميل له يشاهده وعلى الفور يطلق قنبلة دخان تحجب مكانه تماماً عن العدو ويتقدم زاحفاً حتى يصل إلى مكان شهيدنا ويفك قبضته من على الصارى  ويثبته  ... بينما خفتت الطلقات من حول البطل .. لقد استسلم الموقع الاسرائيلي .. وانطلقت صيحات التكبير مع رفرفة العلم المخضب بدم الشهيد .  

 

القائد أول موجات العبور :

وكان القادة والضباط على رأس موجات الهجوم الأول .. واستشهد على المعابر نائب مدير المهندسين كما استشهد قائد أحدى الفرق بعد 12 ساعة من بداية الهجوم ..  وكان قادة الكتائب قد عبروا الضفة الشرقية بعد 15 دقيقة من بدء الأقتحام أى حوالى الساعة 1435 كما عبر قادة الألوية ومعهم قادة المدفعية  المناظرين لهم فى الساعة 1505 أما قادة فرق المشاة وقادة مدفعيتها فقد عبروا بعد مضي ساعة ونصف من بدء الأقتحام أى الساعة 1550 وانتقل مكان القائد فى حرب 1973  من خلف الجنود إلى مقدمتهم وهذا يفسر أمرين على قدر بالغ من الأهمية .

أولهما :  أختزال الوقت اللازم لإعادة بناء الجيش واعداده للقتال إلى حوالى 6 سنوات فى حين أن التقديرات العالمية تتراوح ما بين 10 و12 عاماً على الأقل ولقد تحقق ذلك بالمعايشة اليومية للقادة مع جنودهم وضباطهم بالإضافة إلى وجود القدوة والدليل فى أى عمل يرونه كما أن وجود القائد فى العمل ينجزه فوراً ..

 ثانيهما : أن نسبة الشهداء والجرحى من الضباط والجنود فى أكتوبر 1973 هى 1 إلى 3  فى حين كانت فى يونيو 1967 واحداً للضباط مقابل 17 للجنود .

وقبل أن ينتصف ليل 7 أكتوبر كانت الفرقة 18 مشاة قد حررت مدينة القنطرة شرق واتمت احتلال جميع قلاع العدو وحصونه فى نطاق هجومها وعددها 7 قلاع ونقط قوية ..

وكان لابد أ يعبر الجندى المصرى أولاً ثم فى أعقابه تعبر ألمة العربة وهذا صحيح فقد قال سفير عربى لمحمود رياض ألأمين العام للجامعة العربية :

 (( لو عقدت ألف مؤتمر قمة عربى .. لما حصلت على واحد فى المائة من الدعم الذى حققه العبور المصرى  ))

وعبرت الأمة العربية فى أروع وأخلد أيام تاريخها المعاصر ..

الجندى المصرى الجديد :

وكان تركيز وكالات الأنباء والصحفيين والمعلقين العسكريين العالميين على نوعية الجندى المصرى الجديد الذى حطم الأسطورة الاسرائيلية التى نسجوها فى ست سنوات وأنفقوا عليها بلايين الدولارات دعاية وتسليح ومعونات من الصهيونية العالمية .

فقد قال أحد الصحفيين لأحد القادة فى مؤتمر صحفى  ..  لقد رأيت جندياً مصرياً بنظارة طبية  وعرفت أنه متخصص فى  اسقاط الفانتوم ..

 وعقب صحفى آخر بقوله :  إن تجنيد المؤهلات فى الجيش المصرى غير طبيعة القوات صحيح أن الفلاح المصرى ذكي وقادر على التعلم ولكن هذا  الفلاح يكون أسرع استيعاباً وفهماً اذا  ما كان يحمل بكالوريوس هندسة أو ماجستير فى الرياضيات او حتى اعدادية تمكنه من قراءة الحروف اللاتينية على السلاح .

وقال صحفى عربي لزميله الأجنبي :

(( لقد خفت الأصوات التى كانت تقول أن الحرب فعل غريزى  بحاجة إلى قيم غيبية  يصعب على المثقف تقبلها والأنفعال بها )) .

جندى المؤهلات ( 1 ) :

وفى مؤتمر قادة الجيوش قال رئيس هيئة العمليات :

(( اذا كانت محنة يونيو 1967 معروفة للجميع فإن آثارها وتأثيرها علينا نحن رجال القوات المسلحة كان قوياً وعنيفاً صممنا على أن نأخذ من هذه المحنة دروساَ متعددة  حتى لا يتكرر ما حدث ولهذا فإن الفترة الواقعة بين يونيو 1967  وأكتوبر 1973  تعتبر مرحلة عبور كبيرة ما بين ظلام الهزيمة إلى ضياء النصر   .. وكان أعظم هذه الدروس هو ضرورة  الأرتفاع بمستوى  الجندى  انسانياً وسياسياً  وثقافياً وتكتيكياً  إلى مستوى الصدام مع عدو قوى  وقادر  ومحتل شرس لأرض الوطن  مع ما يستتبع ذلك من تضييق الفجوة  التقليدية بين الجندى والضابط  إلى أقصى حد ..

وكان أول قرارات النصر لعام 1973 هو قرار تجنيد الشباب من خريجى الجامعات والمعاهد العليا والمعاهد الفنية والمتوسطة  للعمل جنوداً فى الجيش المصري ، وصار الجندى المهندس أو الجندى الكيميائى أو الجندى القانونى أو الجندى الطبيب هو ما يعرف  منذ عام 1968  باسم (( جندى المؤهلات )) .

وعلى مدى  السنوات الستة كان قد تم بالفعل تجنيد آلاف من جنود المؤهلات فى مختلف أسلحة الجيش ومنهم تكون العمود الفقرى  للقوة القتالية المصرية الجديدة ..

وعشت مع هؤلاء الجنود ارتدي زيهم ونحن نعمل أكثر من الطاقة ، كنا نعيش التجربة لنعطي  الأتجاهات العلمية والأفكار المنظمة إلى قلب الجيش عامة وواقع الجنود العاديين بصفة خاصة وكأنها رسالة  مقدسة يقتضيها الشرف والحق والواجب ..

وكان احتكاك جنود المؤهلات بالجنود العاديين احتكاك تفاعل  خصب ومثمر .

كان التحرك من خلال الذات  والواجب  أروع من التحرك من خلال لوائح  الأنضباط أو الحث على الحماس .. ونظموا حلقات دراسية ومحو أمية  وتربية قومية  وأمسيات فنية وترفيهية للجنود العاديين .. ةبالتالى  انطبع هذا الوعى  الموجه أو الغير موجه بالسلوك والأحتكاك والمعايشة إلى رفع المستوى الثقافي والتكتيكي للجنود ..  ويضيق هذا الأرتفاع من الفجوة الرهيبة التى كانت تفصل  بين الضابط والجندي فى الجيش المصري وتضعف من قوة تماسكه  وفاعليته وحركته وجرأة وحداته على المبادرة والمبادأة فى ميدان القتال ..

وفى نفس الوقت فإن جندى المؤهلات انشأ بتواجده فى القوات المسلحة  الجسور الأجتماعية بين الجيش والشعب على نحو ديناميكي ، أن وجود مئات الآلاف من جنود المؤهلات  فى الجيش ينتمون إلأى حوالى  أربعة آلاف قرية مصرية  وخمسمائة مدينة  صغيرة وكبيرة فى مصر  يعنى أن كل وحدة سكانية بالبلاد صار لها بالمتوسط 36 مقاتلاً من خيرة  شبابها المثقف ، وذلك علاوة على ابنائها من العسكريين العاملين بالجيش أساساً ، وأصبح جندى المؤهلات هو القوة الجديدة  فى شرايين الحياة المصرية التى أحرزت بكل شرايينها ونبضها نصر أكتوبر 1973 .

وهذا ما حدا بالعدو الاسرائيلى ان يركز فى سؤاله لأحد ألسرى عن نوع الحبوب التى سمع أن الخدمات الطبية المصرية  تصرفها للمقاتلين  ولها تأثير كبير  فى ادائهم للمعركة وشجاعتهم ..

وهو ما جعل جريدة لوفيجارو الفرنسية تقول يوم 9 أكتوبر "

(( أن الرئيس السادات يدرك بحق أن مصر وخلفها  سبعة آلاف عام من الحضارة  تشتبك فى حرب طويلة الأمد مع اسرائيل التى تكافح اليوم لكي تعيش غداً ، ثم لا تفكر ابداً فيما تصبح عليه بعد 25 عاماً مثلاً  . ))

 

الأسرى الاسرائيليون :

ومع الموجات الأولى للعبور أسرت القوات المصرية الضابط الاسرائيلى المنوط به اصلاح مواسير النابالم . ، وفى الساعة 1710 وقع اول ضابط للمواقع الاسرائيلية الحصينة أسيراً فى يد قواتنا فى منطقة  جسر الحرش  شمال الاسماعيلية .. وتوالت اعداد الأسرى .

وقد فوجئت اسرائيل فى حرب 1973 بالمعاملة الطبية والإنسانية للأسرى فى القاهرة .. وخاصة بعد المذابح والجرائم  التى ارتكبتها مع ألسرى المصريين فى حرب 1967 .. وكان هذا تركيز اسرائيل فى ايه تسوية على تبادل الأسرى ..

وقد زار مراسلو الصحف العالمية فى القاهرة الأسرى الاسرائيليون  وبعث أحدهم  ( ريموند اندرسون ) تقريراً لوكالته

 ( ن.ى.ت ) يقول : -

(( الأسرى كلهم يرتدون بيجامات زرقاء ويشغلون غرفاً ذات شرفات تطل على منظر بانورامي ساحر على النيل ، وإلى الجنوب الغربى ترتفع ألأهرامات من قلب الصحراء متجاوزة  أعناق النخيل  وحقول المزارع والأبنية  المنخفضة المتناثرة  عند مشارف القاهرة  ))

ويكتب المراسل عن بعض النماذج للأسرى الذين قابلهم فبقول : -

(( قابلت ايشاعى كاترين فى العشرين من عمره ويعمل طياراً على طائرة سكاى هوك القاذفة المقاتلة  وقد  اسقط بطائرته يوم 6 أكتوبر  ( اليوم الأول للحرب )

ويحكى كاترين : (( لا أعرف ما الذى أصاب الطائرة كنت اطير فى مهمة قرب قاة السويس عندما اصيبت طائرتي ونجحت  فى محاولة الهبوط  بالمظلة ولكت ذراعى اليمنى و ساقى كسرتا  وأنا الآن فى انتظار التئامهما ، معاملتى طيبة للغاية  )) .

ويروى  دافيد زايت  وهو طيار يعمل على طائرة فانتوم مقاتلة كيف تم اسقاط طائرته  ؟ قال زايت :  لقد كان صاروخاً طراز سام 6 أصاب طائرتي وأنا على أرتفاع 5 آلاف قدم  ثم يضيف بابتسامة  مقتضبة  .. لقد نجحت أنا ومساعدي فى الهبوط بالمظلات ولكني جرحت ولم يصب هو بسوء ...  واضاف الطيار زايت أنه قد سمح له بإرسال خطاب إلى  زوجته وولديه عن طريق الصليب الأحمر .

ولعل أشهر ألسرى الاسرائيليين ( عساف ياجوري ) قائد اللواء 190  المدرع الاسرائيلى _ الذى تم تدميره فى 20 دقيقة يكون قد وفى بوعد للمقاتل بخيت الذى أسره وقال له :

 ((  أعدك أننى حينما أرجع إلى بلادى سأستقيل  من الجيش الاسرائيلى  واتفرغ لإدارة فندقى الفندق الأزرق فى ناتانيا ))

وكان عساف حين اسره فى حالة يرثى لها من الأنهيار وأنه لا يكف عن البكاء ويرجو ان يقابل اللواء حسن أبو سعده قائد الفرقة الثانية مشاة التى اسرته ، ويرجو أن تكون المقابلة على انفراد .

وقابله القائد ..كان عساف  فى حالةمن النهيار إلى درجة  عدم القدرة على الوقوف على قدميه ، كان يتمايل على كتفى اثنين من الرجال المصريين .. وتأمله القائد المصري كضابط برتبة كبيرة  .. لكنه فوجىء به ينهار تماماً ويسأله عن مصيره وأخبره القائد وحضارة 5 آلاف عام تقف فوق رأسه :

(( إننا شعب متحضر ولسنا همجيين  .. ولسنا نحارب حباً فى الحرب أو رغبة فى العدوان ، ولكن دفاعاً عن الشرف والكرامة  )) ..

وهذا ما يجعلنا نروي من البداية – القصة الكاملة – لأسر عساف ياجورى أو قصة  اللحم ضد قطع الصلب ...


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech