Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

بالفيديو - أشهر التحصينات النازية العملاقة

 

سيطرة الالمان علي فرنسا و الرغبة في السيطرة علي الاطلسي:

 

في 22 يونيو 1940 نجحت قوات المانيا النازية في احتلال فرنسا و فرض سيطرتها علي كامل غرب اوروبا و تمت السيطرة علي كامل ساحل الاطلسي من النرويج الي خليج بيسكاي و صار كامل ساحل الاطلسي باوروبا المانياً.

و بينما كان الالمان يحتفلون بهذا النصر وقف الجنرال كارل دونتز قائد سلاح الغواصات بالبحرية الالمانية علي الساحل الفرنسي يفكر فيما سيفعله في المهمة الموكلة اليه و كيف يمكن ان يستفيد من تلك الاراضي المحتلة حديثاً.

ان بريطانيا كدولة لم يكن لديها اي مواد خام من تلك اللازمة لقيام الصناعات الاساسية...لذلك كانت تستورد بريطانيا كل ما يلزمها من مواد خام و كانت كلها تاتي عن طريق المحيط في القوافل القادمة من امريكا و كندا...و علي هذا عزمت البحرية الالمانية علي قطع ذلك الشريان الذي يمد بريطانيا بكل ما تحتاجه و ضرب حصار حول كل خطوط الامداد بالاطلسي لاجبارها علي الاستسلام و عهدت بتلك المهمة الي الجنرال دونتز قائد الغواصات و كان كل ما لديه في ذلك الوقت هو 22 غواصة U-boat عابرة للمحيطات قادرة علي تنفيذ تلك المهمة.

 

 

 

قواعد الغواصات بالاراضي الالمانية

 

و لكن الوضع الان قد اختلف...فلم يعد لزاما عليه ان يبحر من القواعد الالمانية البعيدة عن مسرح العمليات و ها قد توفر له قواعد اكثر قربا بالساحل الفرنسي و لذلك اتجه الي هناك بحثا عن افضل الاماكن لاقامة قواعد لغواصاته بالاضافة لمركز لقيادة العمليات من هناك يكون خاصا به.

اختار دونتز ميناءاً هادئاً علي الاطلسي بمدينة لوريان...كان هذا هو افضل الموانئ المقترحة نظرا لقربه من مسرح العمليات و لوجوده خلف بروز ارضي لا يجعل من السهل رصد الغواصات لحظة دخولها و خروجها من القاعدة.

 

 

 

بدء تجهيز الميناء و الرغبة ملحة لبناء المزيد من الغواصات:

بدات عمليات تجهيز ميناء لوريان لاستقبال الغواصات ال U-boat بانشاء مخبأين مبدئييا لصيانة الغواصات و كانا بارتفاع 16 متراً و سماكة سقفها 1.5 متر و كان سقفها علي شكل قوس مدبب الراس (اي ان القوس ليس جزءاً من دائرة واحدة بل مشكل من اقواس لدائرتين او اكثر) و ذلك لان هذا الشكل يستطيع تحملاحمال اكبر بسماكة خرسانة اقل و تمت تسميتها Dom--اي الكاتدرائية باللغة الالمانية لان هذا الشكل في البناء تميزت به الكاتدرائيات في القرون الوسطي....و تمت عمل الجدران شديدة الانحدار بزاوية ميل تكاد تكون راسية حتي اذا قصفت بالقنابل تسقط عن الاجناب و لا يتاذي المنشأ في شئ....و تم انشاء هذين المخبأين في 4 شهور فقط.

 

مخبأ Dom

 

لتحقيق السيطرة الكاملة علي خطوط الامداد البريطانية وجد الجنرال دونتز انه لابد ان يكون لديه 300 غواصة U-boat جديدة و مع تواجد ثلث تلك القوة بالبحر فان الاطلسي سيكون في قبضة يديه و سوف يستنزف بريطانيا حتي تركع امام هتلر...و لكن كيف سيقنع هتلر بضرورة بناء هذا العدد الضخم من الغواصات...انه يحتاج الي نصر يثبت تفوق غواصاته.

كان هتلر مولع بالاشياء الضخمة فكان يري ان السيطرة علي الاطلسي لن تتحقق الا بالمدمرات و السفن الحربية الضخمة...و لكن كان لدونتز رجالاً اصروا علي اثبات النقيض و ان الغواصات حتي و ان كانت صغيرة الحجم مقارنة بمدمرات هتلر فانها فتاكة و قادرة علي تنفيذ المهمة.

ففي 19 اكتوبر عام 1940 نجح القبطان جانثر بريان و معه تشكيل من 6 غواصات U-boat في اغراق قافلتين محملين بالامدادات لبريطانيا....43 سفينة غرقوا في قاع المحيط علي يد رجال الغواصات U-boat في خلال 48 ساعة...لقد صار للجنرال دونتز الان ورقة رابحة لمحاولة اقناع الفوهرر بامكانيات الغواصات و الضرورة الملحة لبناء المزيد منها.

 

بدء بناء K1 & K2:

 

في 25 اكتوبر 1940 حصل الجنرال دونتز علي موافقة الفوهرر ببناء 300 غواصة U-boat جديدة و كذلك بناء حظيرتين للغواصات لتكون مركزا للصيانة و اعمال الاصلاح و التزود بالوقود و الطوربيدات...و وقع اختيار الجنرال علي شبه جزيرة تسمي كيرومن Keroman بجوار ميناء لوريان مباشرة لتبدأ بها عملية انشاء المخبأين.

في فبراير 1941 بدا انشاء اولي الحظيرتين و قد عمد المهندسون الي جعلهما غاية في المناعة و الحصانة و الضخامة بحيث يستوعبا حجم و عدد الغواصات الهائل فكان المخبأ الواحد منهما بطول 100 م و عرض 100 م و ارتفاع 18 م و سماكة السقف 3.5 م و هي سماكة مهولة في عالم الهندسة يندر ان تجد مثلها و لكن تم جعلها بهذا الشكل حتي تكون مضادة للاختراق باي نوع من القذائف.

تكلف انشاء المخبأين 2.6 مليار دولار باسعار اليوم و استهلكا حوالي ربع كمية الاسمنت المنتج في فرنسا في ذلك الوقت و قدرت كمية الخرسانة بهما بمليون م3 و وزنهم يصل الي 2.5 مليار كجم هذا غير وزن حديد التسليح الموجود بهم.

واجه المهندسون مشكلة معقدة و هي انه عند بدء اعمال الحفر ظهر ان التربة غير مستقرة و لن تستطيع ان تتحمل كل هذا الوزن الهائل فوقها و لذلك و لدعم وزن المنشأ الهائل...قاموا بغرس اعمدة حديدية بشكل راسي في الارض بالدق عليها حتي الوصول لعمق تكون به طبقة التربة قادرة علي احتمال وزن المنشأ بالاضافة الي ان هذه الطريقة تعمد الي تثبيت التربة في الطبقات القريبة من سطح الارض.

 

 

التربة بالموقع غير مستقرة و تثبيتها باستخدام اعمدة حديدية بالدق الي اعماق كبيرة

 

في ديسمبر 1941 انتهي بناء المخبأين K1 & K2 و صارا بحق الحصن المنيع لغواصات U-boat و القلعة التي سعي دونتز من خلالها السيطرة علي الاطلسي.

و كان نظام العمل بالحظيرتين يتم كالاتي...اولا تدخل الغواصة من المياه الي داخل حوض جاف بالمخبأ حيث يتم تفريغ المياه و تستقر الغواصة علي مصعد مائل بمقدار 10 درجات يرفعها الي مستوي التصليحات الذي يتم خارج الحظيرة في مكان مكشوف و تستغرق عملية الصيانة 90 دقيقة لتعود بعدها الي داخل المنطقة المغطاة في الحظيرة الاخري و تخرج بعدها الي البحر....و برغم من ضخامة المنشأ و مناعته الا ان عملية الصيانة التي تتم في الهواء الطلق كانت عيبا من الناحية العسكرية لانها مكشوفة و قنبلة واحدة كفيلة بان تحول النظام الي شئ عديم القيمة....و لكن بما ان الحلفاء لم يكتشفوا هذا الامر بالاضافة الي تكنولوجيا الطيران الموجودة وقتها و تكنولوجيا تسليح الطائرات القاذفة لم تكن تتيح دقة تصويب لاصابة المنطقة المكشوفة بين المخبأين...فبالتالي لم تكن تلك النقطة مؤثرة بالشكل الكافي.

 

 

دخول الغواصة الي الحوض و اتجاهها الي منطقة الصيانة

بدء بناء K3:

قرر المهندسون ان يتلافوا العيب العسكري الموجود بالمخبأين K1 و K2 و ذلك ببناء مخبأ جديد اسموه K3 و تكون كل عمليات الصيانة التي تتم علي الغواصات به تكون داخل الغطاء الخرساني و ليست في مكان مكشوف كما حدث سابقاً.

في العام 1942 بدء العمل علي بناء K3 و كانت اعمال البناء اكثر صعوبة لانها كانت تتم بالقرب من الشاطئ و لابعاد المياه عن موقع العمل قام المهندسون ببناء سدود لحجز المياه عن موقع العمل و كذلك دق ستائر معدنية داخل التربة حتي اذا قاموا بالحفر لا يجدون المياه تدخل اليهم.

لجعل البناء قادرا علي تحمل اعتي انواع القذائف لم يكتف المهندسون بجعل السقف بسماكة 3.5 م بل اوصلوه لسماكة 7-7.5 م و ذلك بصب السقف علي جزئين كل منهما سماكته 3-3.5م و جعل مجموعة من العوارض الفولاذية بينهما و بذلك يعمل السقف كله كوحدة واحدة سماكتها 7-7.5 م و تكون كفيله بمقاومة اي نوع كان من القذائف.

 

كان العمال و المهندسون يسابقون الزمن من اجل اتمام هذا العمل فكان العمل متواصل 24 ساعة يوميا 7 ايام بالاسبوع و استنزف هذا المشروع كل موارد الالمان في غرب اوروبا حتي انهم لم يعودوا يجدوا رمال لخلط الخرسانة فاضطروا لجلب الرمال من الشواطئ و غسلها بالماء العذب في مناخل عملاقة حتي تتخلص من كميات الاملاح الموجودة بالرمال لانها ستؤثر علي تفاعل الماء مع الاسمنت و لن تحصل علي المقاومة المطلوبة و لن تحقق التماسك المطلوب للخلطة الخرسانية كما ان التركيز العالي للاملاح بالخلطة سيسرع من صدا الحديد مما سيجعل المنشأ هشا بدرجة مخيفة لن تجعله يصمد امام الزمن و ليس امام قصف الحلفاء.

و بالرغم من كل المعوقات تم بناء المخبأ الثالث و تم افتتاحه في يناير 1943 بتفجير السدود الحاجزة لمياه البحر و تم تجهيز الموقع بكل ما يحتاجه طاقم التشغيل به من وسائل الحياة فكانت هناك محطات تنقية المياة و توليد الكهرباء و خطوط سكك حديدية و حتي طابعات الصحف....لقد جعلوا المكان اشبه ما يكون بالوطن.

 

 

 

 

 

المخابئ تواجه الاختبار الصعب:

مع زيادة حجم العمليات المنفذة من قبل الغواصات ضد سفن الحلفاء في الاطلسي اصبح من الضروري ضرب قاعدة الغواصات بميناء لوريان و هو ما امر به رئيس الوزراء البريطاني تشرشل قادة سلاح الجو الملكي...فبدات القوات الجوية الملكية بتكثيف طلعاتها في بدايات عام 1943 علي قاعدة الغواصات.

كان القصف عنيفاً ولكن التحصين الهندسي الذي تمتعت به المخابئ اتي بثماره...فبالرغم من كمية القنابل التي القيت علي المخابئ لم يتاثر العمل بهم اطلاقا و استمر خروج الغواصات في دورياتها بدون اي عائق و كأن لا شئ يحدث في السماء فوقهم.

 

لذلك اتجه الحلفاء الي استخدام قنبلة tall boy و هي قنبلة تزن 5 طن و بها متفجرات بحمولة 2 طن و قاموا بالقائها من علي ارتفاع 6000 م حتي تصل الي سرعة الصوت عند ارتطامها بسقف القاعدة المنيع حتي تحدث اكبر قدر من الضرر به وقاموا بالقاء 11 قنبلة منها علي المخابئ و لم تحدث اي منها بالقواعد اي خسائر عدا واحدة....واحدة منهم فقط حققت اصابة مباشرة.

علي رغم من شدة الانفجار الذي تحقق بواسطة تلك الاصابة المباشرة....الا ان حجم الضرر لم يكن كبيرا بما يكفي لايقاف العمل بالقاعدة او الحاق الضرر باي من الغواصات الموجودة....لذلك اتجه الحلفاء الي استهداف الغواصات في البحر سواء بالطيران او بالمدمرات.

نتيجة لنجاح البريطانيين في كسر شفرة الاتصالات الالمانية و استهدافهم للغواصات في البحر فقد بلغت خسائر الالمان في مايو 1943 243 غواصة U-boat و اصدر الجنرال دونتز اوامره الي قادة الغواصات بالعودة الي القاعدة و خفف من حدة تواتر العمليات في الاطلسي و ادرك حينها انه لم يعد بمقدورهم الاستمرار بالمعركة.

لكن في النهاية يجب علينا ان نرفع القبعة لكل من شارك بالتصميم و التنفيذ بهذا المشروع العملاق...الذي وفر الحماية الكافية لكل الغواصات بداخله و لم تكن اطلاقا فريسة سهلة المنال لطيران الحلفاء.

 

الفيديو

 

 

ان الهندسة جزءا اساسيا و حيويا في اي عملية عسكرية يقوم بها اي جيش علي مستوي العالم علي مدار التاريخ....و لقد قدمت الهندسة النازية خلال الحرب العالمية الثانية اروع الامثلة علي ذلك.

 

و استكمالا لما بدأناه في الجزء الاول من الحديث عن قاعدة الغواصات سنتطرق في هذا الجزء الي مثال اخر من روائع الهندسة النازية و مثال متطرف علي عبقريتهم في التخطيط و التنفيذ.

 

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech