Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

أسرار القتال الجوي في السماء اللبنانيه - تعليقات الباحث

 

تعليقات وحواشي على شهادة الطيار:

** استفاد الامريكان من التجربة الاسرائيلية في حرب لبنان 82 فيما يخص الطائرات الخداعية المسيرة بدون طيار Decoy UAV في خداع و تحديد اماكن رادارات الدفاع الجوي , و طبق الامريكان هذا التكتيك في الاجهاز على الدفاع الجوي العراقي في عملية عاصفة الصحراء و كان لدى البحرية الامريكية نسخة مطورة من النسخة سامسون صنعتها نفس الشركة الامريكية التي صنعت السامسون لحساب سلاح الجو الصهيوني , بينما كان لدى سلاح الجو الامريكي نسخة من الطائرات بدون طيار استخدمها لنفس الغرض.

[1]  حسب شهادة الطيار م.ز يكون هناك 4 طائرات إسرائيلية مأهولة أصيبت في المعارك الجوية وكلها بطائرة الميج 21 , إثنان منها مقاتلتي إف 15 يجهل مصيرهما وطائرة كفير وطائرة فانتوم متأكد من سقوطهما.

وقد حاولت البحث في الموضوع ووجدت تأكيدا لكلامه حول طائرتي الفانتوم والكفير , فقد ذكر الباحث يفيم جوردون أن السوريين حقوا إنتصارين جويين في تلك الإشتباكات (Gordon, Yefim. MiG-21 (Russian Fighters).  --- Earl Shilton, Leicester, UK: Midland Publishing Ltd., 2008).

ويبدو أن جوردون يقصد الفانتوم والكفير كون مقاتلتي الإف 15 لم يتأكد أنهما سقطتا نتيجة الإصابة.

كما أورد ديفيد نيكول في الصفحة 77 من كتابه (وحدات الميج 19 والميج 21 في المعارك) صورة لطائرة فانتوم أسقطتها مقاتلة ميج 21 سورية يوم 10 حزيران (Arab MiG-19 and MiG-21 Units in Combat by David Nicolle (2004) p.77).

هذا وقد وجدت أن الموقع الإلكتروني لسلاح الجو الإسرائيلي يذكر في قسم (التاريخ) في قسم (يوميات الأحداث) في (13-6-1982) يذكر أن طائرة كفير إسرائيلية أصيبت يوم 13 حزيران عام 1982 بصاروخ سام 2 سوري وأن الوقود بدأ يتسرب من جناح الطائرة التي حاولت العوده للقيام بهبوط إضطراري في قاعدة رامات دافيد (وهي أقرب قاعدة جوية إلى لبنان) وأن الطيار أثناء الهبوط الإضطراري فقد التحكم بالطائرة وقفز بالمظلة.

يذكر أن مجلة سلاح الجو الإسرائيلي (العدد 146 , حزيران 1985 , الصفحة 6) حين أوردت حصيلة خسائر سلاح الجو الإسرائيلي من المقاتلات والمروحيات في الفترة ما بين 6 إلى 16 حزيران عام 1982 لم تذكر أي طائرة كفير ضمن الخسائر , مما يعني أن الإسرائيليين تأخروا لسنوات طويلة حتى إعترفوا بسقوط تلك الطائرة بما أنهم لسبب لا يعلمه إلا الله لم يستطيعوا إخفاء حقيقة فقدانها أو تسجيلها ضمن حوادث تحطم طبيعية أو نيران صديقة ... إلخ فما كان منهم إلا اختراع قصة إسقاطها بصاروخ أرض-جو من طراز سام 2 (لأنه من الصعب على إسرائيل أن تعترف بسقوط طائراتها في معارك جوية إلا مضطرة) وفي تاريخ مختلف عن تاريخ سقوطها الأصلي في يوم 9 حزيران (طبعا حتى يحافظوا على سمعة عملية تدمير الدفاع الجوي بأنها كانت عملية نظيفة ودون خسائر سواء بمعارك جوية أو بنيران أرضية).

هذا وقصة سقوط طائرة الكفير في ذلك اليوم مضحكة جدا وقد نفاها الطيار صاحب الشهادة نفيا قاطعا وقال: "لا أعلم عن سقوط أي طائرة كفير بنيران دفاعاتنا الجوية في ذلك اليوم , ثم نحن لم نكن نملك أي بطاريات صواريخ سام 2 في لبنان , وعدا عن ذلك فأن الدفاع الجوي السوري المتواجد في البقاع قد دمر في يومي 9 و 10 حزيران , وأستطيع أن أؤكد أننا لم ندخل أي بطارية سام 2 إلى لبنان بعد ذلك التاريخ.".

عدا عن ذلك أضيف أن صاروخ السام 2 ذو رأس متشظي متفجر كبير جدا (بحدود200 كيلوغرام) ولا يعقل أن يؤدي إنفجاره إلى مجرد تسرب وقود من طائرة مثل الكفير , وبعد ذلك تتابع طيرانها حتى تصل لقرب قاعدة جوية.

أما بالنسبة لطائرتي الإف 15 فوجدت ما يؤكد كلام الطيار في كتاب (Israeli F-15 Eagle Units in Combat. Osprey Publishing, 2006) الذي ألفه شلومو ألوني ولكن ألوني إعترف فقط بإصابة طائرة واحدة بصاروخ إنطلق من ميج 21 سورية , أما الطائرة الثانية فزعم أنها أصيبت من حطام طائرة ميج 21 قامت بإسقاطها من مسافة قريبة.

ففي الصفحة 49 من الكتاب وخلال حديثه عن يوم 10 حزيران يزعم ألوني أن المقاتلة الإسرائيلية باز 955 (باز هي تسمية طائرة الإف 15 في إسرائيل أما 955 فهو الرقم التسلسلي للطائرة التي يتحدث عنها ألوني) يقودها الطيار الإسرائيلي ليف أسقط طائرة ميج 21 سورية بصاروخ بيثون 3 من مسافة قريبة جدا , ويزعم ألوني أن ليف لم يتمكن من الإبتعاد في الوقت المناسب عن حطام الطائرة التي تفجرت فأصاب الحطام طائرته وأصاب مقصورة الطائرة بأضرار.

أما في الصفحة 46 من الكتاب واثناء حديثه عن يوم 9 حزيران يزعم ألوني أن المقاتلة الإسرائيلية باز 686 كان يقودها الطيار الإسرائيلي رونين شابيرا أصبحت وجها لوجه أمام مقاتلة ميج 21 سورية وأن مقدمتا الطائرتين كانتا متقابلتين وتسيران بسرعة عالية نحو بعضهما وأن المسافة صارت 200 متر بين الطائرتين حتى أن كل طياري المقاتلتين نظرا إلى بعضهما , ويزعم ألوني بعدها أن رونين شابيرا تلقى أمرا بالإنسحاب لينضم لمقاتلات الإف 15 التي كان يشكل معها مجموعة واحدة , وأنه حين حول طريقه لينضم للمقاتلات الثلاثة قام الطيار السوري بتنفيذ مناورة دوران كاملة وأصبح خلف مقاتلة شابيرا , ثم يكمل الزعم بأن شابيرا أبطأ سرعة المقاتلة حتى صار خلف المقاتلة السورية وأطلق عليها صاروخين أصابها الثاني منهما ولكنها لم تنفجر في الجو إنما بدأت تفقد إرتفاعها وتتصاعد منها سحب الدخان , ويزعم ألوني أن شابيرا بعدها بقي يتابع المقاتلة السورية ليتأكد من سقوطها وأنه استمر يتتبعها وهي ساقطة حتى شاهدها تنفجر , وبعد انفجار الطائرة بثوان أصاب صاروخ جو-جو إنطلق من مقاتلة سوريا أخرى لم تكن مرئية بالنسبة له المحرك الأيمن لطائرته , وبعد ذلك وجد شابيرا نفسه على ارتفاع منخفض بمحرك واحد وبين نيران المدفعية السورية المضادة للطائرات , وقام حينها بتشغيل محركه الأيمن (المضروب) وواصل الإرتفاع ببطء متفاديا نيران المدفعية المضادة للطائرات حتى وصل لإرتفاع 1700 قدم فعبر جبال لبنان نحو البحر المتوسط وكانت تحرس طائرته المصابة 3 طائرات إف 15 التي كانت تشكل مع طائرته مجموعة واحدة , يقود الطائرة التي على يمين طائرة شابيرا الطيار يورام بيليد والطائرة التي على اليسار الطيار إيتان بن إلياهو , بينما خلفهم كانت طائرة يقودها أوران هامبل. ( الطيار ايتان بن الياهو اسقطه الطيار المصري سمير عزيز في معركه جويه في ابريل 69 فوق سيناء )

ويزعم ألوني أن الطائرة وصلت إلى رامات دافيد (أقرب قادة جوية إسرائيلية إلى لبنان) وهبطت هبوطا إضطراريا , وأنه بعد فحص الطائرة تبين أن المحرك الأيمن محطم بينما يعاني المحرك الأيسر من بعض التشققات , وأن جنيحات الذيل الأفقية والعمودية كان بها مئات الثقوب , ويزعم ألوني أن الطائرة تم إصلاحها وعادت بعد شهرين للعمل.

ومما يزعمه ألوني أن تلك الطلعة لم تكون الأولى في ذلك اليوم للطيار شابيرا وأنه أسقط أيضا طائرة ميج 23 في طلعته الأولى في ذلك اليوم.

وبسؤال الطيار م.ز عن رواية ألوني أجاب: "بالنسبة لقصة أنها لم تكن طلعته الأولى في ذلك اليوم فلست مطلعا على سجلات الطيران الإسرائيلي لأعرف , وبالنسبة لكونه أسقط طائرة في أول طلعة له فهذا أنفيه تماما لأن كل خسائرنا الجوية في ذلك اليوم حدثت في المعارك الجوية التي جرت أثناء محاولاتنا لإعتراض الطائرات التي كانت تقصف مواقع الدفاع الجوي في البقاع أي بعد الساعة 14:00 في ذلك اليوم وقد إستمرت الإشتباكات حتى الساعة 16:00 . وقبل الساعة 14:00 لم نخسر أي طائرة في ذلك اليوم ولم تحدث أي معركة جوية أصلا لأن القيادة كانت تريد تجنبها حيث أنها سعت قدر الإمكان للتهدأة في ذلك اليوم تجنبا لدخول الحرب مع إسرائيل حيث كان كلام بيجن وتطمينات الأمريكان  يخدرونها , وبالنسبة لكونه أسقط طائرة ميج 21 في نفس الطلعة قبيل إصابته من مقاتلة ميج 21 سورية أخرى فهذا لا أستطيع تأكيده أو نفيه , أما بالنسبة للرواية التي تقول بأن مقاتلة الميج 21 السورية التي أصابته قامت بذلك مستغلة متابعته لمقاتلة ميج 21 أخرى حتى إنفجرت وأتته من الخلف فهذا أنفيه تماما , بل أقول أن ألوني قد عكس الموضوع مع بعض التعديلات حين تحدث عن مناورة شابيرا التي أسقط بها المقاتلة الأولى , لأن تلك المناورة هي ذاتها التي إستعملتها مقاتلة الميج 21 التي أصابته , ذلك أن مقاتلة الإف 15 هي التي أرادت مهاجمة الميج 21 من جانبها الأيمن وكانت تنقض عليها من الأعلى باتجاه جناحها بسرعة عالية , وقد إلتفت الطيار إلى جانبه ولمحها وهي تقترب نحوه وحافظ على مساره مدة معينة قبل أن يستدير بشكل خاطف نحو اليمين بزاوية 45 درجة , ويرتفع فجأة نحو الأعلى بمناورة حادة قام فيها بإبطاء سرعته حتى كادت تصل للصفر , وحينها صارت الإف 15 على يساره وهو خلفها فاستدار مجددا بزاوية 135 درجة نحو اليسار وفي ذلك الوقت كانت الطائرة المنقضة قد إنعطفت نحو الأعلى وبدأت بإبطاء السرعة فارتفع طيار الميج 21 نحو الأعلى وزاد من سرعته حتى صارت الإف 15 على مسافة مناسبة للإطلاق بحيث لا تستطيع الإفلات من صاروخ الـ (R60 AA-8 Aphid) فصوب باتجاه مؤخرتها صاروخا وأصابها.".

وبسؤال الطيار م.ز عن سبب عدم قيام طيار المقاتلة ميج 21 بضرب الإف 15 بصاروخ آخر لكي يتأكد إسقاطها أجاب: "طبعا كان عليه القيام بذلك , ولكن ما حدث أنه رآها تهوي نحو الأسف وقدر الموقف بأنها لا يبدو حتى الآن بحاجة لصاروخ آخر وفجأة لاحظ تقدم طائرتي إف 15 نحوه إحداهما أمامه على يسار خط نظره والأخرى من الأعلى قليلا على خط نظره المباشر , فلم يجد بدا من الإنسحاب سريعا من معركة كتلك , ولكنه بعد إنسحابه ألقى نظرة سريعة أخيرة على ضحيته ووجد الحريق الذي إندلع فيها ظاهرا له رغم بعد المسافة , وكانت تتجه بصعوبة نحو الجنوب (أي بإتجاه الكيان الصهيوني) , ولكنها كانت تفقد إرتفاعها تدريجيا , وهذا آخر ما عرفناه عن تلك الطائرة وقتها.".

وقد عرفت منه أن طيار الميج 21 الذي أصاب طائرة الإف 15 في ذلك اليوم هو النقيب نافع سلمي من مواليد دمشق عام 1957 , وكان رصيد خبرته وقتها 700 ساعة طيران.

وبعد البحث وجدت أن مجلة كراسنايا زفيزدا (النجمة الحمراء) وهي مجلة عسكرية كانت تصدر في العهد السوفيتي كانت قد تعرضت لذلك الطيار في أحد منشوراتها حول الحرب في لبنان عام 1982 , والمقال بعنوان (مقاتلي الجو في حالة تأهب) (Воздушные бойцы начеку) ومنشور في المجلة بتاريخ 30-8-1982 وكاتبه هو العقيد ج.كاشوبا.

وقد وجدت أن المعلومات التي ذكرها المقال عن الطيار نافع سلمي مطابقة للمعلومات التي قالها الطيار م.ز , وإضافة لذلك فقد وجدت أن هذا الطيار كان في سرب يقوده وقتها مقدم طيار إسمه موريس جرجس , كما وجدت معلومة بأن والد هذا الطيار يعمل سائقا وأمه ربة منزلة.

أما بالعودة لطيار الإف 15 التي أصيبت وهو رونين شابيرا من السرب 133 (وكان ذلك السرب هو السرب الوحيد وقتها لطائرات الإف 15 في إسرائيل ويتمركز في مطار نل نوف) فقد ذكر شلومو ألوني أنه تخرج من مدرسة الطيران عام 1974 وصار بعدها طيارا حربيا , وأنه قبيل الحرب أنهى دراسة في مدرسة البحرية الأمريكية للطيران التجريبي , وصار بعد حرب لبنان طيارا تجريبيا في الجيش الصهيوني وأنه في العام 2004 صار الطيارا التجريب الرئيسي.

كما ذكر أن أباه دانييل شابيرو كان أيضا طيارا حربيا كان يطير على طائرة الميتيور حين ولد إبنه رونين , وطار منذ 1948 حتى 1958 على طائرات السبيتفاير والميتيور والبي 51 والموسكيتو والأورغان والميستير , وصار بعد العام 1958 طيارا تجريبيا في الجيش الصهيوني ثم صار الطيار التجريبي الرئيسي حتى العام 1984 , و هو أول طيار إسرائيلي يضع قدمه داخل المقاتلة العراقية ميج-21 اف-13 التي هرب بها الطيار العراقي منير روفا الى اسرائيل , و قد اختبرها شابيرا و درب طياري الميراج-3 على افضل السبل للانقضاض عليها.

وهذه صورة من الكتاب ملتقطة لرونين شابيرا إلى جانب أبيه دانييل عام 1987 .

 

 

بالنسبة لمصير الإف 15 المصابة في ذلك اليوم فلا يعرف مصيرها إلا الله ثم الجيش الصهيوني ولكن ما لفت نظري أن شلومو ألوني يذكر في الصفحة 88 من كتابه (والذي ألف عام 2006) أن إسرائيل لم تفقد أي طائرة إف 15 منذ عام 79 (وهو بالمناسبة تاريخ بداية وجودها في سلاح الجو الصهيوني)  حتى العام 87 وهو تاريخ أول حادثة تحطم لطائرة إف 15 إسرائيلية يذكرها بعد عام 1979.

ولكن بعد رجوعي إلى هذا الرابط

http://www.ejection-history.org.uk/Aircraft_by_Type/f-15.htm#idfaf

 

والذي يوثق حوادث طائرات الإف 15 عند البلدان المستعملة لها , وجدت في القسم الخاص بإسرائيل أن هناك 4 حالات مسجلة لحوادث لطائرات الإف 15 بين 1979-1987 بينها حالتي تحطم بغير إصلاح إحداها في 4 كانون الأول 1983.

وتلك الحادثة هي الأكثر غموضا على الإطلاق فلم يذكر لا سبب الحادث ولا الرقم التسلسلي للطائرة ولا إسم الطيار إنما ذكر فقط أن الطيار نجا.

ويبقى السؤال: هل يعقل أن يكون قسم من حوادث التحطم أو حادثة 1983 على الأقل مجرد حوادث تم إختلاقها في وقت متأخر للتستر على سقوط مقاتلات إف 15 في معارك جوية (سواء في حرب 1982 أو في الإشتباكات المتفرقة الأخرى في لبنان) ؟ وهل يعقل أن تكون طائرة رونين شابيرا سقطت فعلا ولكن تم إختلاق قصة أنها استطاعت الهبوط في رامات ديفيد وفيما بعد تم اختلاق حادثة تحطم لتغطية خسارتها في معركة حربية؟ لا يعلم ذلك إلا الله ونترك الأمر للتاريخ.

للإستئناس نورد أيضا رابط حوادث التحطم (أو هكذا يقال) لطائرات الإف 16 الإسرائيلية.

http://www.ejection-history.org.uk/Aircraft_by_Type/ISRAEL/F-16.htm

 

أما بالنسبة لما ذكره الطيار م.ز عن إسقاطات الطائرات من دون طيار فهذا أمر يصعب توثيقه بدقة , فالمصادر الإسرائيلية والغربية تورد أمثلة وحوادث متفرقة بشكل مقتضب على فقدان طائرات إسرائيلية من دون طيار في حرب 82 دون أن تحدد أن كانت أسقطت من قبل مقاتلات سورية أو نيران أرضية سورية أو فلسطينية أو حوادث تحطم لأعطال ميكانيكية , وحين كانت تذكر حالات طائرات من دون طيار فلم كن تدعي أنها الوحيدة , ولذلك قال رالف ساندرز بأن عدد الطائرات من دون طيار التي فقدتها إسرائيل في سهل البقاع عام 1982 وعمليات أخرى غير معروف (Ralph Sanders. UAVs  "JFQ", Winter 2002–03, p.117-118).

وبسؤال الطيار م.ز إن كانت هناك إسقاطات أخرى تلك الحرب غير الإسقاطين للفانتوم والكفير وغير إصابتي الإف 15 أجاب بالقول بأن هناك بعض الحالات التي أعلن فيها طيارون أنهم أسقطوا طائرات إسرائيلية لكن لم يكن هناك وسيلة للتأكد من كلامهم بسبب عدم العثور على حطام الطائرات الإسرائيلية التي أعلنوا أنهم أصابوها أو أسقطوها ولا على جثث طياريها ولا تم أسر طياريها بعد الهبوط المفترض بالمظلة , إضافة إلى أن طائرات أولئك الطيارين سقطت في نفس الطلعة (وبعضهم إستشهد بعد إسقاط طائرته ولم نعرف بإعلانهم عن إسقاط طائرات إسرائيلية إلا عبر اللاسلكي قبل إسقاطهم) وبالتالي تم فقدان التسجيل الخاص بكاميرا مقدمة الطائرة , ولم يكن هناك شهود من طيارين آخرين يؤكدون رؤيتهم للإسقاط.

ونتيجة لذلك فإن الطيار م.ز روى لي فقط الإسقاطات والإصابات التي كان متأكدا منها.

======================

 

[2]  تتضارب المصادر الإسرائيلية زيادة ونقصانا في تقدير الخسائر السورية في يومي 10 و 11 حزيران ولكن الأرقام كلها قريبة من شهادة الطيار وبعضها يتطابق مع شهادته , وتكاد المصادر الإسرائيلية تطبق على تقدير الخسائر السورية في يوم 9 حزيران بـ 29 طائرة (أي بزيادة طائرة واحدة عن شهادة الطيار) , وقد وجدت المصادر أيضا تقول أن 28 إسقاطا منها تمت بطائرات الإف 15 والإف 16 (مع بعض التفاوت بين المصادر في العدد الذي أسقطته كل مقاتلة منهما) وأن إسقاطا واحدا قامت به طائرة فانتوم ضد طائرة ميج 21, وقالت المصادر أن هذا الإسقاط كان الوحيد لطائرة الفانتوم في تلك الحرب وهو الإسقاط الأخير لها في تاريخ خدمتها في سلاح الطيران الإسرائيلي.

وبسؤال الطيار حول وجود إسقاط لإحدى الطائرات السورية بطائرة فانتوم في أي يوم من أيام تلك الحرب أجاب: "لا يوجد أي إسقاط قامت به الفانتوم ولكن في يوم 9 حزيران وبينما كانت مجموعة من طائرات الميج 21 تتقدم نحو تشكيل من طائرات الفانتوم لمهاجمتها أصيبت طائرة منها من قبل مقاتلة إف 15 فصارت طائرة الميج 21 تسقط في مسار قوسي نحو الأسفل وإلى الأمام كما لو أنها تقوم بانقضاض وحين صارت قرب طائرات فانتوم وابتعدت عن مقاتلات الإف 15 (حيث كانت مقاتلة الإف 15 تطير باتجاه معاكس لاتجاه سقوط الميج 21 بعد إصابتها) قامت طائرة فانتوم بضربها بصاروخ فجرها في الجو , هذه الحادثة الوحيدة التي أعرفها.".

ويبدو أن طائرات الفانتوم قد ظنتها مقاتلة ميج 21 تنقض في مناورة لمهاجمتها فقامت بإطلاق صاروخ عليها , وعلى الأرجح فإن الصهاينة ظنوا بأن إسقاط الطائرة بالإف 15 وضربها بعد ذلك بالفانتوم وهي تسقط إسقاطين مختلفين لطائرتين ولم يعرفوا أنها طائرة واحدة تم ضربها مرتين في الجو.

وبسؤال الطيار عن عدد الطيارين الشهداء في المعارك الجوية في حرب عام 82 في لبنان قال أن المعارك أدت إلى إستشهاد 24 طيار وأصيب ما يفوق الـ 10 طيارين آخرين إستشهد منهم 3 فيما بعد نتيجة الإصابة , أي أن هناك 27 طيارا قد إستشهدوا.

قال أحد الطيارين الإسرائيليين المشاركين في المعارك الجوية في حرب 82 عن الطيارين السوريين بأنهم ((كانوا يعرفون أن طائراتهم لا تملك أي فرصة للصمود أمام طائراتنا , ومع ذلك إستمروا في الطلوع وكأنهم يطلبون أن يسقطوا , لقد أظهروا شجاعة وتفانيا , وإنني لا أكن لهم سوى الإحترام والإعجاب.)) مجلة (Flight International) عدد 21-آب-1982 الصفحة 404 .

 

[3]  حسب شهادة الطيار م.ز يكون هناك 4 طائرات إسرائيلية مأهولة (منها مروحيتين هجوميتين) أسقطت بنيران أرضية سورية خلال حرب عام 1982, كما ذكر أيضا إسقاط طائرة سكاي هوك إسرائيلية بنيران أرضية فلسطينية خلال تلك الحرب أثناء حديثه عن دور السكاي هوك وطبعا لم يقل أنها الطائرة المأهولة الوحيدة التي سقطت بنيران أرضية فلسطينية.

بالنسبة للطائرات المأهولة التي ذكرها بأنها أسقطت بنيران أرضية سورية خلال الحرب فقد وجدت تأكيدات لكلامه.

فقد ذكرت المصادر الإسرائيلية إصابة مروحية MD.500 (ديفندر) بنيران الدبابات السورية في منطقة عين زحلتا وإضطرارها للقيام بهبوط إضطراري في المنطقة , وذكرت أن المروحية الإسرائيلية التي أخلت الطاقم هي مروحية Bell 206 والتي يسميها الصهاينة (سيفان) , راجع مجلة سلاح الجو الإسرائيلي (العدد 169 , أيار 1989 , الصفحة 54-57) وراجع أيضا الصفحة 633 من كتاب (السماء ليست حدودا) الذي صدر عام 1990 للمؤلف أليعازر كوهين , وأيضا الصفحة 191 من كتاب (50 عاما تفوق جوي) الذي صدر عام 1998 للمؤلف داني شالوم.

أما مروحية الكوبرا الهجومية التي أصيبت بنيران الدبابات السورية وهبطت إضطراريا في كفركوك وحاولت اليسعور رفعها ثم قامت برميها وتحطمت فقد إعترفت بها المصادر الإسرائيلية ولكنها ذكرتها هذه المرة ضمن حوادث النيران الصديقة وإدعت أنها أصيبت بنيران الدبابات الإسرائيلية , راجع مجلة سلاح الجو الإسرائيلي (العدد 130 , تشرين الأول 1982 , الصفحة 23) و (العدد 169 , أيار 1989 , الصفحة 54-57) و (العدد 186 , حزيران 1992 , الصفحة 18-21) و (العدد 233 , شباط 2000 , الصفحة 29) وراجع أيضا الصفحة 187 من كتاب (50 عاما تفوق جوي) لداني شالوم.

بالنسبة لطائرة الكفير التي أسقطت بتاريخ 24-حزيران-1982 بصاروخ سام 7 فقد إدعى الإسرائيليون أنها أصيبت بالصاروخ ولكنها لم تسقط وعادت إلى قاعدتها بتلك الحالة راجع أيضا الصفحة 173 من كتاب (50 عاما تفوق جوي) لداني شالوم.

وبسؤال الطيار م.ز عن الموضوع قال: "كذب , لقد شاهدت قواتنا في تلك المنطقة الطائرة وهي تهوي وشاهدو الطيار وهو يهبط بالمظلة , وشاهدو الطائرة من بعيد وهي تحدث إنفجارا بعد سقوطها على الأرض.".

أما بالنسبة لسقوط طائرة الفانتوم أثناء محاولة تدمير بطاريات صواريخ الأوسا في 24-تموز-1982 فمع أن شهرة القصة تغني عن إسنادها , ولكن يمكن مراجعة مجلة سلاح الجو الإسرائيلي (العدد 141 , تموز 1984 , الصفحة 10-11 , 14) و (العدد 218 , تشرين الأول-تشرين الثاني 1997 , الصفحة 24-30).

يذكر أن طيار تلك المقاتلة وهو النقيب جيل فوجل وقع في الأسر اما ضابط أنظمتها وهو الرائد أهارون كاتس قتل وقد تمت إعادة الأسير فوجيل ورفات كاتس إلى إسرائيل في 28-حزيران-1984 ضمن تبادل للأسرى.

يذكر أن ضابط أنظمة الطائرة الرائد أهارون كاتس (ورقمه العسكري 2059962) كان من أمهر ضباط سلاح الجو الصهيوني وشارك في الغارة الإسرائيلية على مبنى رئاسة الأركان السورية في دمشق في حرب أكتوبر عام 1973.

 

وهذه صورة للنقيب جيل فوجل في الأسر.

 

وهذه صورة له بعد العودة إلى الكيان الصهيوني.

 

أما بالنسبة لطائرة السكاي هوك التي أسقطها الفلسطينيون بصاروخ سام 7 في 6-حزيران-1982 فمع أن شهرتها تغني عن الإسناد أيضا ولكن يمكن مراجعة راجع مجلة سلاح الجو الإسرائيلي (العدد 130 , تشرين الأول 1982 , الصفحة 7) وراجع أيضا الصفحة 607 من كتاب (السماء ليست حدودا) لأليعازر كوهين.

يذكر أن قائد تلك الطائرة التي أسقطت في منطقة النبطية النقيب أهارون أحياز وقع أسيرا بيد منظمة التحرير الفلسطينية بعد هبوطه بالمظلة وأطلق الفلسطينيون صراحه في 20-أب-1982 ضمن ترتيبات وقف إطلاق النار النهائي الذي غادروا بموجبه لبنان , وفي الأسفل صورة له بعد عودته من الأسر.

 

ومن باب الإنصاف سأذكر حوادث سقوط المروحيات الإسرائيلية التي أسقطها الفلسطينيون في تلك الحرب ولم يذكرها الطيار م.ز في شهادته:

ففي يوم 5-حزيران-1982 أسقط الفلسطينيون مروحية كوبرا قتالية بنيران المدفعية المضادة للطائرات من عيار 23 ملم أثناء مهاجمتها لقواعد مدفعية فلسطينية كانت تقصف مستعمرات الجليل وقتل طاقمها المكون النقيب يوسي كيلير والنقيب أميحاي بيكتر (وتمت إعادة رفاتهم إلى الكيان الصهيوني بعد الحرب في ترتيبات وقف إطلاق النار النهائي) ولم يعرف الإسرائيليون في البداية سبب السقوط إن كان بفعل حادثة أو بصاروخ محمول على الكتف أو قذائف مدفعية إلى أن تبين في النهاية أن السبب في نيران مدفعية مضادة للطائرات عيار 23 ملم راجع مجلة سلاح الجو الإسرائيلي (العدد 131 , كانون الأول 1982 , الصفحة 22-24) و  (العدد 146 , حزيران 1985 , الصفحة 58) و (العدد 225 , كانون الأول 1998 , الصفحة 46) و (العدد 232 , شباط 2000 , الصفحة 28) وراجع أيضا الصفحة 629 من كتاب (السماء ليست حدودا) لأليعازر كوهين , وأيضا الصفحة 187 من كتاب (50 عاما تفوق جوي) لداني شالوم.

وفي يوم 6-حزيران-1982 أسقط الفلسطينيون بنيران أرضية أسلحة خفيفة (بنادق رشاشة) مروحية بحث وإخلاء من نوع  Bell 212 UH-1N  (والتي يسميها الصهاينة عنافا) أما الإسرائيليون فيقولون أن المروحية سقطت بنيران أرضية دون تحديد نوع السلاح الذي أسقطها , وقد قتل طاقم المروحية المكون من القائد الرائد أليعازر صهيون والطيار الثاني الملازم أول إسرائيل شختر والرائد الطبيب ستيفان لاندز ومحاربين من وحدة الإخلاء والإنقاذ 669 التابعة لسلاح الجو الصهيوني وهما الرقيب أول هيرتزل كيلاي والرقيب ديفيد يعقوب راجع مجلة سلاح الجو الإسرائيلي (العدد 246 , حزيران 2002 , الصفحة 44).

أما الطائرات من دون طيار فكما قلنا لا يمكن معرفة العدد الدقيق لما سقط منها وحصر حوادث سقوطها.

 

 

[4] حسب شهادة الطيار م.ز تكون خسائر سلاح الجو السوري الناتجة عن نيران أرضية إسرائيلية هي: مقاتلة إعتراضية من نوع ميج 21 بنيران مدفع فولكان 20 ملم السداسي المواسير ذاتي الحركة ومقاتلة هجوم أرضي من نوع ميج 23 بي إن بصاروخ ريد آي المحمول على الكتف و 4 مقاتلات هجوم أرضي من نوع سوخوي 22 بصواريخ شابرال المحولة على عربات ومروحيتي جازيل (1 بنيران مدفع فولكان السداسي المواسير ذاتي الحركة و1 بنيران دبابات ميركافا 1 الإسرائيلية) ومروحية واحدة من طراز ميل 8 (مدفع 20 ملم مقطور).

وبالعودة لكتاب مقاتلات فوق إسرائيل ((Lon Nordeen , "Fighters over Israel" , London , 1990.) في الصفحة (200-201 ) نجد أن الكتاب ذكر أن 7 طائرات سورية مأهولة سقطت في حزيران 1982 بنيران الدفاع الجوي الإسرائيلي أو القوات البرية الإسرائيلية (مع أن الخسائر تصل إلى 8 تشمل مروحيتي جازيل) و3 في حوادث تحطم (على الأرجح الكلام عن طائرات السوخوي 22 الثلاثة التي سقطت بإنفجار القنابل التي ألقتها) , ويذكر أنه عدا عن الطائرات التي أسقطت في معارك جوية سقطت طائرة سورية مأهولة واحدة سقطت بنيران أرضية بعد حزيران 1982 (على الأرجح الكلام عن مروحية الميل 8) وواحدة بحادثة تحطم لأسباب غير معروفة (ولا يمكنني أن أعرف الطائرة المقصودة خاصة أن طلعات الطيران السوري في لبنان إستمرت بعدها لسنوات وقد كانت سنة 1985 هي آخر سنة تسقط فيها طائرات سورية في معارك جوية مع الصهاينة فوق لبنان حيث سقطت طائرتي ميج 23 في إشتباك مع الإف 15).

كما يذكر الكتاب في الصفحة (175-176) أنه في يوم 10-حزيران-1982 سقطت 3 مروحيات جازيل سواء في المعارك الجوية أو بنيران أرضية (مع أن العدد هو 4 في ذلك اليوم واحدة من إف 15 وأخرى بصاروخ من مروحية كوبرا وأخرى بقذائف دبابات وواحدة بمدفع فولكان المضاد للطائرات).

ولكن يبدو أن هذا الفرق الصغير في الأرقام راجع لكون مروحية الجازيل التي أصيبت في 10- حزيران بنيران مدفع الفولكان المضاد للطائرات لم يشاهدها الصهاينة وهي تنفجر في الجو أو تقوم بهبوط إضطراري قريب حيث أنها تابعت الطيران نحو مطار المزة العسكري وهناك قامت بهبوط إضطراري صعب وبعد ذلك تم إحتسابها ضمن الخسائر لعدم إمكانية إصلاحها.

وفي النت الإسرائيلي عرفنا أن إسقاط مقاتلة الميج 21 بمدفع الفولكان السداسي المواسير ذاتي الحركة في 10-حزيران-1982 قامت به بطاريتان يقودهما الملازم أول دوبي عميتاي والملازم أول روني كوبرتوفسكي).

كما عرفنا أن مقاتلة الهجوم الأرضي من نوع ميج 23 بي إن التي أسقطت بصاروخ ريد آي محمول على الكتف قامت به وحدة رماة صواريخ كتفية للدفاع الجوي بقيادة الملازم أول رامي تريجير كانت تقوم بمهمة الدفاع الجوي عن كتيبة مظلات.

وقد ذكر موقع سلاح الطيران الإسرائيلي في قائمة الإسقاطات الناجحة للدفاع الجوي الصهيوني إسقاطا قامت به مدفعية مضادة للطائرات من عيار 20 ملم لطائرة حربية سورية مأهولة ولكن دون ذكر أي تفاصيل عن الحادث (كيف وأين ومتى وما نوع الطائرة التي أسقطت وهل هي نفاثة أو مروحية) ولذلك فالكلام على الأغلب عن مروحية الميل 8 التي أسقطت في شهر تموز عام 1982 والله أعلم.

[5]  المصادر الإسرائيلية لا تتحدث عن الغارة التي حدثت على جبل الباروك (رغم سقوط 7 طائرات سورية فيها 4 منها بنيران الدفاع الجوي).

ولكن توم كوبر في موقعه (acig.org) نقل في مقاله  (Syrian Tank-Hunters in Lebanon, 1982) على لسان الطيار الإسرائيلي الذي أسقط طائرة السوخوي 22 بطائرته الإف 16 يوم 11-حزيران-1982 وهو صاحب الإسقاط الجوي الوحيد ضد طائرة السوخوي 22 بين الطيارين الإسرائيليين مايلي:

Of all the four kills I made, downing the Su-22 gave me the greatest satisfaction because I saw the horrendous results of a Sukhoi attack on our ground forces a day earlier.

والواضح من كلامه أنه يتكلم عن الغارة على جبل الباروك إضافة للقصف المؤذي الذي قامت به السوخوي 22 ضد القوات البرية الإسرائيلية في ينطا يوم 10-حزيران-1982 .

[6]  كان للجازيل نتائج طيبة في تلك الحرب , وقد إختلفت الأرقام حول تقدير الخسائر التي ألحقتها بالقوات البرية الإسرائيلية , فبينما يقول طلاس في كتابه مرآة حياتي أنها دمرت 95 هدفا بريا (71 دبابة، 5 عربات مصفحة، 3 شاحنات، 2 مدفع، 9 آليات مختلفة، 5 صهاريج وتجمع أفراد) وطبعا طلاس ليس بالثقة , فإن توم كوبر ينقل في مقاله (Syrian Tank-Hunters in Lebanon, 1982) أن طواقم الجازيل السورية أبلغت عن 30 حالة قتل ضد الدبابات الإسرائيلية , إضافة لعدد آخر من الآليات الأخرى , مقابل خسارة 5 مروحيات.

الإسرائيليون من جهتهم يزعمون أن الجازيل لم تدمر إلا 7 دبابات بينها دبابتي ميركافا 1 (قتل إثنين من طاقم أحدهما) حسب ما ينقل عنهم أنتوني كوردسمان في كتابه (دروس في الحرب الحديثة) الصادر في لندن عام 1990, ويزعم كوردسمان أن خسائر الجازيل بلغت 12-14 مروحية , وهذا رقم مبالغ به ولم يسبقه إليه أي مصدر (حسب علمي المتواضع) ولا أدري إن كان كوردسمان قد نقله فعلا عن مصادر إسرائيلية أم تخرص ذلك الرقام تخرصا أو سمعه من أصدقائه الإسرائيليين ولم يقرأه في مصادر , ولم يورد كوردسمان أين وكيف ومتى أسقطت تلك المروحيات وبأي وسيلة ولم يذكر حوادث الإسقاط , بينما بيننا بشكل مفصل فوق في الحاشية [4] حوادث إسقاط الجازيل , فلو تكلمنا عن الإسقاط بالطيران فمعظم المصادر الغربية والإسرائيلية التي سجلت الإنتصارات الجوية الإسرائيلية وفصلت فيها ذكرت إسقاطا لها بالإف 15 يوم 10-حزيران-1982 وإسقاطا ثانيا بالإف 16 يوم 11-حزيران-1982 , أما عن الإسقاطات الأخرى فعدا عن حادثة الإسقاط بصاروخ تاو مضاد للدروع إنطلق من مروحية كوبرا (بعض المصادر تقول من وسيلة إطلاق أرضية ولكن الأغلب وما يتوافق مع شهادة الطيار م.ز تقول مروحية كوبرا) وحادثة الإسقاط بنيران دبابات ميركافا 1 لم أجد ذكرا لأي حادثة إسقاط أخرى في المصادر الغربية وحتى الإسرائيلية (هذا ما استقر عليه بحثنا في تلك المصادر فإن أصبنا فبتوفيق من الله وإن أخطأنا فمن أنفسنا ومن الشيطان) , وهكذا لا نجد ذكرا لحوادث إسقاط لها إلا 4 حوادث نضيف إليها المروحية التي أصيبت بنيران مدفع الفولكان المضاد للطائرات ذاتي الحركة والتي هبطت إضطراريا في مطار المزة ولم يمكن إصلاحها يصبح العدد 5 فعلا.

ووفقا لكينيث مايكل بولاك فقد ذكر في الصفحات 530 و 538 من كتابه (Arabs at War: Military Effectiveness, 1948-1991. University of Nebraska Press, 2002) أن الجازيل كانت فعالة في إبطاء تقدم القوات الإسرائيلية , ولكنه يزعم في الصفحة 544 أن أثرها على القوات الإسرائيلية كان نفسيا أكثر منه عمليا وأن الخسائر التي ألحقتها بالقوات البرية الإسرائيلية لم تكن كبيرة.

أما روجر سبيلر في كتابه (Combined arms in battle since 1939. U.S. Army Command and General Staff College Press, 1992.) فيذكر في الصفحات 37-39 أن حالة من الذعر إنتشرت بين أطقم الدبابات الإسرائيلية نتيجة أول الضربات التي قامت بها مروحيات الجازيل , ويذكر في الصفحة 39 أنه وعلى الرغم إنخفاض فعالية الجازيل فيما بعد نتيجة السيطرة التدريجية الصهيونية على سماء المعركة مما جعلها أكثر عرضة لمطاردة المقاتلات الصهيونية , فإنها إستمرت في توجيه الضربات الناجحة بفعالية حتى وقف إطلاق النار.

ويذكر سبيلر أن تلك الحرب سلطت الضوء على أهمية دور المروحيات في حروب المستقبل على ضوء إستخدامها من قبل جانبي الصراع في الحرب , ويضيف أن أعداد المروحيات الهجومية السورية تضخمت بشكل كبير بعد تلك الحرب.

وعلى ذكر حالة الذعر التي أصابت القوات الإسرائيلية منها فإن توم كوبر يذكر في مقاله السالف الذكر أنه في إحدى المرات أطلقت مدافع الفولكان الإسرائيلية المضادة للطائرات نيرانها على مروحية MD.500 (ديفندر) والتي للوهلة الأولى تبدو شبيهة بمروحية الجازيل , وفسر ذلك بالحالة العصبية التي أصابت القوات البرية الإسرائيلية من مروحية الجازيل.

وبالعودة للطيار م.ز قال: "لا أستطيع أن أعطيك رقما لما دمرته الجازيل من أسلحة برية صهيونية فلم يكن هذا مجال عملي , ولكن ما أؤكده لك أن خسائرنا منها كانت 5 , وما أؤكده أنها قامت بدور طيب , ولكن سلاح المروحيات الهجومية السورية قبل الحرب كان مهملا ومهجورا من قبل القيادة السورية ولم يكن هناك اهتمام كافي هناك بتدريب طياريها بشكل جيد , أضف لذلك أنه لم يكن هناك تعاون وتنسيق بين مروحيات الجازيل والقوات البرية السورية بل كانت القيادة ترسل المروحيات لتجمعات قوات صهيونية محددة لها سلفا , وفي كثير من الأحيان كان يتم إرسالها فيما يشبه رحلات الصيد الحر فكان عليها هي أن تطوف في سهل البقاع وتبحث عن قوات برية إسرائيلية لتهاجمها , ولا يمكن أبدا أن نقول أن السبب كان في تشويش الإتصالات اللاسلكية فالإتصال الذي تقوم به المروحيات عادة مع القوات البرية معظمه على الموجات UHV  , أضف إلى ذلك أنها كانت على إرتفاعات منخفضة جدا وبالتالي لا يكاد يوجد أي تأثير للتشويش على إتصالاتها اللاسلكية عكس المقاتلات , برأيي لو كان هناك تدريب أفضل لطياريها ولو كان هناك تعاون أكثر بينها وبين القوات البرية في إطار معركة الأسلحة المشتركة لكانت النتائج جد مدمرة على القوات البرية الإسرائيلية.".

[7] حدثت تلك الحادثة في 4-كانون الأول-1983 حين هاجمت طائرات أمريكية تابعة للبحرية الأمريكية أقلعت من حاملة الطائرات نيوجيرسي (كانت تتمركز قبالة السواحل اللبنانية ضمن القوات الدولية المكلفة بعد الغزو الإسرائيلي بمساعدة حكومة أمين الجميل على بسط السيطرة على لبنان) لقصف مواقع عسكرية سورية في جبل لبنان فتم إسقاط طائرتين بصواريخ سام 9 القصيرة المدى المحمولة على عربات , إحدى الطائرتين هي طائرة هجوم أرضي أمريكية من نوع A-6 Intruder , سقطت في كفر سلوان في قضاء بعبدا شرقي بيروت , وقد قتل طيارها الملازم مارك لانج بينما أسر ضابط أنظمة الطائرة الملازم روبيرت جودمان وبقي في سوريا حتى 3-كانون الثاني-1984 حيث تم إطلاق سراحه بعد وساطة قام بها القس الأمريكي جيسي جاكسون.

أما الطائرة الثانية فكانت من نوع A-7 Corsair , وقد حاولت بعد إصابتها العودة إلى حاملة الطائرات للهبوط ولكن الطائرة سقطت فوق البحر وقفز منها قائدها الطيار المقدم إدوارد أندروز حيث تم إنقاذه من قبل صيادين لبنانيين وأعادوه إلى قوات المارينز.

ومع أن شهرة الحادثة تغني عن إسنادها ولكن يمكن مراجعة (Dorr, Robert F. "A Plus for the Corsair". Air International, Vol. 33, No. 2, August 1987, pp 63).

وهذه صورة للطيارمارك لانج قبيل موته وحوله جنود سوريون ومدنيون لبنانيون.

 

 

يذكر أنه قبل الحادثة بحوالي أسبوعين في 20-تشرين الثاني-1983 أسقطت القوات السورية بالمدفع المقطور المضاد للطائرات (S-60) من عيار 57 ملم طائرة كفير حين كانت تقوم بقصف ميليشيا لبنانية حليفة لسوريا (ربما حركة أمل أو ميليشيا وليد جنبلاط أو حزب الله) شمال طريق بيروت-دمشق الدولي , وقد حاول طيارها المقدم ميكي ليف التوجه بطائرته المصابة نحو البحر ولكنه فقد التحكم بها وهبط بالمظلة حيث إلتقطه الجيش اللبناني وأعاده في المساء إلى الإسرائيليين , راجع مجلة سلاح الجو الإسرائيلي (العدد 137 , تشرين الثاني 1983 , الصفحة 7-8) و (العدد 141 , تموز 1985 , الصفحة 12) و (العدد 225 , كانون الأول 1998 , الصفحة 36-37). يذكر أن تلك الطائرة هي آخر مقاتلة حربية إسرائيلية تسقطها الدفاعات الجوية السورية حتى كتابة هذه السطور

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech