Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

من ذكريات تأسيس وادوار الجيش العراقي - حرب اكتوبر 1973

 

القوة الجوية العراقية في حرب تشرين الاول (اكتوبر)1973

 كان دور القوة الجوية العراقية عظيماً كعادته قوياً بارادته عصياً بعناده في انتزاع النصر من الاعداء وكل اعداء الامة العربية ، تجسد هذا الدورفي حرب تشرين الاول ( اكتوبر) 1973  باشتراكها من جمهورية مصر العربية  ومن الجمهورية العربية السورية  ، ساتناول ذلك  تباعاً .

القوه الجوية العراقية في جمهورية مصر العربية

 يبدو وجود اتفاق مسبق بين الحكومة المصرية والعراقية على استضافة سرب او سربين من طائرات (هوكر هنتر) في مصر كنوع من التعاون الجوي  مابين الدولتين وهي بادرة جيدة  كانت قيادة القوة الجوية العراقية تسعى اليها  لكسب الخبرة والتعرف على ظروف الطيران الحربي  لكلا البلدين وهذا في حقيقة الامر احد اهداف معاهدت الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي لجامعة الدول العربية  تجنباً للمفاجآت الغير مرغوبة عندما يتطلب الامر اشراك قوات عربية مشتركة لمواجهة اي طارىء   يهدد الامن القومي العربي .

ففي اوائل آذار (مارس)1973 زار السيد رئيس جمهورية العراق  أحمد حسن البكر  ومعه وزير الدفاع حمادي شهاب وآمر قاعدة الحبانيه حميد شعبان السرب السادس المجهز بطائرات ( هوكر هنتر) وابلغ آمر السرب الرائد الطيار الركن يوسف رسول وطياري السرب قرار  الحكومة العراقية ارسالهم مع السرب التاسع والعشرون المجهز بنفس نوع الطائرات  الى جمهورية مصر العربية بناءً لطلب  قائد القوة الجوية اللواء الطياراركان حرب  حسني مبارك وذلك للتعرف على طبيعة  عمل اسراب القوة الجوية المصرية واحتمال مشاركتهم باي مهمه قد توكل اليهم من قبل القيادة الجوية المصرية ، اتخذت اجراءات السفر الى مصر وحدد يوم الجمعة 6 نيسان ( إبريل) 1973موعد  اقلاع طائرات السربين المذكورين باتباع   خط الرحلة ( الحبانية –  مطار النظائم الثانوي   –  قاعدة  تبوك في السعودية – جزيرة النعمان – عبور البحر الاحمر-  ميناء القصير –  مطار الاقصر- مطار قويسنا   ) ، اقلع التشكيل الاول المؤلف من ثمان طائرات في الساعه 1500 وفي الساعة1530 اقلع التشكيل الثاني المؤلف من ثمان طائرات أخرى  وهبط الجميع في مطار النظائم الثانوي  ، وفي اليوم التالي اكملت التشكيلات رحلتها الى مطار قويسنا في دلتا مصر واستقرالسربان فيه حتى عودتها الى ارض الوطن .

 

 كانت الفترة مابين نيسان(ابريل)لغاية 6 تشرين الاول 1973 عبارة عن تدريب اعتيادي  للطيارين وتعرف على طبيعة المهام المحتمل تكليفهم بها وقد اتضحت الصوره والغاية من قدومهم الى مصربعد حين وهو انتظاراً لليوم الموعود لاسترداد ارض سيناء التي اغتصبها  العدو الاسرائيلي في  حزيران 1967 بالمشاركه مع اخوانهم المصريين في الضربة الجوية الشاملة الاولى ضد الاهداف الاسرائيلية  وفي الوقت الذي تحدده القيادة المصرية ، لقد اطلق تسمية السرب (66) على الجهد الجوي العراقي في مصر ، كما الحقت اربعة طائرات اخرى اثنان منها مزدوجة يمكن استخدامها في المهام القتاليه واصبح المجموع الكلي 20 طائره هنتر و20 طيار هم كلا من (الرائد الطيار الركن يوسف رسول آمر السرب ،الرائد الطيار ناطق محمد على ، النقيب الطيار عماد احمد عزت ، النقيب الطيار وليد عبد اللطيف السامرائي ،الملازمين الاوائل الطيارين كلا من  سالم محمد ناجي ، باسم محمد كاظم ، سامي فاضل ،  دريد عبد القادر ، عبد القادر خضر ، اسماعيل ابراهيم الهايس ،  ابراهيم محمد علي ، هاشم القدو ،الملازمين الطيارين كلا من فهد عبد الباقي ، زهير عبد حسون ،ضياء صالح جواد ، صباح كشموله ، جبار حماد الدليمي ، ليث زاهد المدرس ،  عامراحمد القيسي ) بالاضافه الى الضباط الفنيين والمسيطرين الجويين والاداريين واعداد  من ضباط الصف الفنيين (100-120 فرد).

بعد استقرار السرب 66   وتعرفه على مناطق الطيران والقواعد الجوية  في مصر  واساليب التعاون مابين القوة الجوية والدفاع الجوي والكلمات الجفرية المحتمل استخدامها اثناء الحركات الفعلية ، أصبح جاهزاً لاي مهمه قد توكل اليه .

في آب (اغسطس) اطُلعت قيادة القوة الجوية المصرية  آمر السرب على الاهداف المخصصة لسربه ضمن الضربة الجوية الشاملة ضد الكيان الصهيوني بسيناء  في اي تعرض مقبل دون ذكر اية تفاصيل أخرى وهي اربعة اهداف تعالج ب 16 طائره هنتر( 1. موقع القياده والسيطره الاسرائيلي في الطاسه يعالج باربعة طائرات  2.موقع صواريخ ارض- جو هوك يعالج بثمان طائرات 3.مواقع مدفعية ذاتي الحركه 175 ملم يعلج باربعة طائرات ) ، وقد تم اعداد الخرائط  وخطط الطيران الازمه  لهذه الاهداف وتمت المصادقة عليها في قيادة القوات الجوية المصرية ثم جرى التدريب عليها باهداف مشابهة تقريباً ، بعد حين عُدٍلت الخطه واصبح التنفيذ ب12 طائره بدلا من 16 ولكن على نفس الاهداف السابقة  . اثناء تواجد السرب بمطار قويسنا  توالت زيارات المسؤولين في قيادة القوه الجوية المصرية للسرب ومنها زيارتين للسيد رئيس الجمهوريه انور السادات وكان لها اثراً معنوياً عالياً لكافة منتسبي السرب/ 66 العراقي .

 6 تشرين الاول ( اكتوبر) اليوم الموعود ، هذا اليوم الساعة 1200 تسلم آمر السرب مضروفاً مغلفاً كتب عليه لايفتح قبل الساعه 1230 ،وكان هذا المظروف عباره عن تاكيد لما خصص  للسرب 66 العراقي من اهداف في العمق الاسرائيلي ، سارع  الفنيين تجهيز 12 طائرة كلا منها اربعة مدافع 30 ملم بواقع 120 اطلاقه لكل مدفع +24 صاروخ (سورا) ، كان توقيت تشكيلات الطيران  مختلف الواحد عن الاخرى  باختلاف موقع الاهداف المخصصة لكل تشكيل  وعليه اقلعت التشكيلات على شكل رفوف اخترقت قناة السويس في توقيت واحد ضمن  الضربة الجوية الشاملة الساعة 1400 ،( يقول اللواء الطيار الركن سالم احمد ناجي احد المشاركين في التشكيل المخصص ضد موقع المدفعية ذاتية الحركه 175 ملم ،كان خط سيرنا بتوقيت الثواني وليس الدقائق واتجهت طائراتنا الاربع نحو منطقة قناة السويس وكنا نتوقع صدور أمر العودة قبل خط القناة لحتمال ان يكون ذلك تمرين كسابقاته من التمارين ... ولكن بعد عبورنا القناة اصبح يقيناً ان الحرب قد ابتدأت ، كان التشكيل يسير  بسرعة عالية وارتفاع منخفض اقل من 20 متر فوق سطح الارض ،باتجاه الهدف وبعد مسير حوالي 10 دقائق  اوعز لنا قائد التشكيل النقيب الطيار عماد احمد عزت بالسحب الى الاعلى والتهيىء للهجوم ، انقضت الطائرات تباعاً وفق ما مخطط لها  على مواضع المدفعية وتم معالجتها بالصواريخ بدقه متناهية ، ثم اوعز لنا مهاجمتها ثانيتاً  بالمدافع وتاكدنا  ان الاصابة  كانت دقيقه وتم تدمير الهدف تماماً ، عاد التشكيل الى المطار وتبعته الطائرات الثماني الاخرى بسلام  دون خسائر ، وعلى الفور تم تسليح الطائرات للطلعة الثانية  وكنا بالانتظار ولكن بُلغنا بعدم الحاجه لتكرار الضربة الثانية .

 في اليوم الثامن من  اكتوبر بعد الظهر اقلعت 12 طائره بمهمة معالجة القطعات الاسرائيلية المشتبكة مع القوات المصرية ، في هذه المهمه فقد كلا من النقيب الطيار وليد عبد اللطيف السامرائي والملازم عامراحمد القيسي بعد اصابة طائراتهما باسلحة ارض – جو .

في يوم 11 أكتوبر نفذ واجب باربع طائرات على احد مواقع القيادة والسيطرة الاسرائيلي وفي طريق العوده أُصيبت طائرة قائد التشكيل الرائد الطيار ناطق محمد علي ورقم 2 بالتشكيل الملازم الطيار ضياء صالح مما اضطرا الى القذف  من الطائره  ، في اليوم التالي  عَبَر الرائد ناطق القناة سباحه  بعد ان امضى ليلته على الساحل الشرقي من القناة وتم التعرف عليه من قبل القطعات المصريه وابلاغ سربه بذلك  ،اما الملازم ضياء صالح فقد قذف من الطائره غرب القناة وتعرض للضرب المبرح من قبل القوات البرية المصرية لعتقادهم بانه طيار اسرائيلي  اسقطت طائرته لولا ان تعرف عليه احد الضباط لكان في خبر كان ، وقد  اودع الاثنان المستشفى المركزي للقوات المسلحة .

 في يوم 13 اكتوبر كلف السرب بمهمتين  في مهاجمة القوات الاسرائيلية المتقدمة تجاه ثغرة( الدفرسوار التي تقع بين الجيشين الثالث والثاني الميدانيين  شرق قناة السويس ) كل مهمة من اربعة طائرات مجهزه بالصواريخ والعتاد ، اقلع التشكيل الاول وبعده التشكيل الثاني باتجاه الارتال الاسرائيلية المتقدمه باتجاه ثغرة الدفرسوار وتمت معالجتها باصابات مباشره ولكن  طائرتان من التشكيل الاول اصيبت اصابات بالغه اثناء الهجوم  احداها باتجاه قائد التشكيل الاول النقيب الطيار عماد احمد عزت تمكن من القذف بالمظلة في منطقة العدو وتم اسره ، اما رقم 3 من نفس التشكيل الملازم الاول الطيار سامي فاضل فقد استشهد بعد أصابة طائرته اصابه مباشره من قبل صواريخ ارض – جو في منطقة الهدف .

 في 14 اكتوبر نفذت اربعة  مهام كلا منها بطائرتين في عمق سيناء وفق متطلبات الموقف ولكن فقدت طائرتين مع طياريها وهم كلا من الملازم الاول الطيار عبد القادر خضر والملازم الاول الطيار دريد عبد القادر وتبين بعد حين انهما اسرى لدى العدو الاسرائيلي ،بعد يوم 15 اكتوبر  توقف طيران السرب بسبب تعقد  المواقف  الارضيه بعد تطويق الجيش الثالث الميداني من قبل العدو الاسرائيلي .

كانت حصيلة خسائر السرب 66 العراقي  مع العدو الاسرائيلي كما يلي(ثلاثة شهداء هم النقيب الطيار وليد عبد اللطيف السامرائي ، الملازم الاول الطيار سامي فاضل ، الملازم الطيار عامر احمد القيسي  ،ثلاثة طيارين اسرى هم النقيب الطيار عماد احمد عزت ، الملازم الاول الطيار عبد القادر خضر ، الملازم الاول الطيار دريد عبد القادر، اثنان قذفوا من الطائره هم الرائد الطيار ناطق محمد علي ،الملازم الطيار ضياء صالح ) اما خسائر السرب من الطائرات بلغت ثمان طائرات من مجموع عشرين طائره هنتر .

في نهاية تشرين الاول (اكتوبر) 1973 اوعزت قيادة القوة الجوية العراقية بعوده السرب الى العراق بحكم موافقة مصر وسوريا على قرار مجلس الامن 338 في 22 تشرين الاول ( اكتوبر) 1973  وهكذا اسدل الستار على دور الاسراب السادس والتاسع والعشرين في هذه الحرب بعد ان قاما  بالدور البطولي الذي اوكل لهما على اكمل وجه وقد اشاد بهذا الدور  كلا من السيد رئيس الجمهوريه انور السادات والسيد قائد القوة الجوية المصرية اللواء حسني مبارك بعد ان قلد ابطاله باعلى أوسمة الشجاعه المصريه ([12]) .     

القوة الجوية العراقية في الجمهورية العربية السورية

 يختلف دور القوة الجوية العراقية المساهمة في  تشرين الاول ( اكتوبر) من سوريا  عن دورها في مصر كون الاخيره كان لها فسحة زمنية مناسبة لكي تتعرف على طبيعة عمل سلاح الجو المصري الذي ستشاركه في الحرب وطبيعة الاهداف والسياقات المتبعة اثناء الحرب اهمها اساليب التعاون مع القوات المسلحة الاخرى  ولهذا اهميته القصوى في إنجاح اعمال الاستحضارات والتخطيط والتنفيذ  . هذا لم يتوفر للقوة الجوية العراقية المشاركة من سوريا حتى بالحدود الدنيا ، بل كانت هذه القوة أساساً في مرحلة إعادة تنظيم وتدريب ومعظم الطيارين والاختصاصات الاخرى  مشاركين بدورات حتميه لاغراض الترقية وأخرى تطويرية جوية وارضية ، وعليه أوعزت قيادة القوة الجوية لكافة تشكيلاتها ووحداتها الجوية  برفع حالة الاستعداد الى أقصاها  ( درجه/ ج) والغاء  كافة الدورات كما اوعزت التحاقهم  الى وحداتهم فوراً لتلقي اوامر التحاقهم الى الجبهة السورية .

الالتحاق في سوريا

 بعد إصدار القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية   ليلة 6/7 تشرين الاول ( اكتوبر) 1973 توجيهاتها الى تشكيلات القوات المسلحة والقوة الجوية للمساهمة في هذه الحرب  ، على الفور  اوعزت قيادة القوة الجوية  للسربين التاسع والحادي عشر متصديات  ميج/ 21وهم كلا من (المقدم الطيار محمد سلمان حمد والمقدم الطيار نجدت النقيب والرائد الطيار كوركيس هرمز والرائد الطيار نامق سعد الله والنقيب الطيار شهاب احمد محمود والنقيب الطيار كامل سلطان الخفاجي والنقيب الطيار خالد مسلط والنقيب الطيار صبحي الكبيسي والملازم الاول الطيار يلدرم حسن والملازم الاول الطيار فائز محمد باقروالملازم الاول الطيار اسعد حسين دكسن والملازم الاول الطيار غازي الجبوري  والملازمين الطيارين متعب حسن واحسان ورياض وعدي الخرساني ومعن رشيد الاوسي وآخرين لاأتذكرهم  الان ) بالالتحاق الى سوريا صباح يوم 7 /10 واستقروا  في قاعدة سيكال و الناصرية الجويتين وباشرا بعد وصولهم  مساء هذا اليوم المساهمة بطلعات الدفاع الجوي مع  الطيارين السوريين .

 اما اسراب المقاتلات القاذفة   الاول والخامس والثامن  سوخوي/ 7  والسرب السابع  ميج/ 17 فكان لها ان تتهيء حتى صباح يوم 8 /10  لتكامل التحاق كافة طياريها العاملين في وحدات خارج أسرابَهم وفي كلية القوة الجوية.

صباح يوم 8 تشرين الاول (اكتوبر) 1973أوجز طياري الاسراب الخامس في قاعدة الحرية ( كركوك) الجوية من قبل الرائد الطيارهشام عطا عجاج وهم  كلا من ( المقدم الطيار صباح صالح آمر جناح طيران المقاتلات القاذفة  الرائد الطيار سالم سلطان عبد الله والرائد الطيار حازم حسن قاسم والنقيب الطيار علوان حسون العبوسي و النقيب الطيار شامل سلمان القباني والملازمون الاولون الطيارون وهم كلا من   فيصل حبو شعيب ، احمد الجبوري ، محمد احمد مطلوب ، محمد عبد المحسن  السعدون ، حسن عبيد ، عماد لفته والملازمين الطيارين وهم كلا من علي راجي علي ، هيثم عبد المجيد العزاوي ، وليد يونس ، سعد الاعظمي ، شامل صالح وسام متولي  وهناك آخرون لاأتذكرهم )كما أوجز طياري السرب الاول من قاعدة ابي عبيده الجوية  ( الكوت ) وهم كلا من (النقيب الطيار خلدون خطاب الطائي والنقيب الطيار محمد عبد الاميرالرويشدي  والنقيب الطيار موفق العاني والملازمين الطيارين وهم  كلا من  سلام محمود ايوب ، عبد الستار الشيخلي ، هشام اسماعيل بربوتي ، نوبار عبد الحميد الحمداني ، محمد حميد طه ،  يوسف ، عصام جانكير ، رضا جميل ، قيس عبد الرحمن والملازمين الطيارين وهم كلا من  رمزي شاكر شعبان ، ابراهيم كاظم ، عزام عبود ...وآخرين لااتذكرهم الان ) ،  السرب الثامن من قاعدة ابي عبيده الجويه أيضاً وهم كلا من ( الرائد الطيار سامي حسين الالوسي والرائد الطيار موفق سعيد عبد والرائد الطيار صبري يعقوب والرائد الطيار غصون عبد الوهاب والرائد الطيار جودت النقيب  والنقيب الطيار مظهر محمد الفرحان والملازم الاول الطيار اسامه المهداوي والملازم الاول الطيار قيس باقر وتوت ...وآخرين لااتذكرهم ) وطياري السرب السابع في  قاعدة فرناس الجويه ( الموصل) وهم كلا من ( الرائد الطيار محمد لفته والنقيب الطيار عبد الهادي محمد والنقيب الطيارعلي حسين وآخرين لااتذكرهم أيضاً ) اوجزوا إيجازاً سريعاً بايضاح خط الرحلة لكلا منهما على أن يتم الهبوط في قاعدة الوليد الجويه للتزود بالوقود ومن ثم الانطلاق الى القواعد المخصصة لكل سرب في سوريا وكما يلي( السرب الاول في مطار دمشق الدولي ، السرب الخامس في قاعدة بلي الجوية (جنوب دمشق ) ، السرب الثامن والسابع  في قاعدة الضمير الجوية ) .

في الساعة 1800 مساءً تكاملت كافة الاسراب المشار اليها آنفاً في القواعد الجوية السورية ، وفي الساعة 1900 من نفس اليوم التقى ممثلي قيادة القوة الجوية السورية بآمري الاسراب والطيارين وتم ايجازهم  بالموقف العام على الجبهة السورية موضحاً الاهداف المحتملة للقوة الجوية العراقية  وطبيعة العمل واسلوب التعاون والتنسيق مع الدفاع الجوي السوري وغير ذلك  ، وتم توزيع نسخ من الخرائط  المؤشره للاهداف الاسرائيلية المحتمله في الجولان مع الكلمات الجفرية المستخدمة داخل كل قاعدة جوية ، وبغرض الايضاح اكثر وعدم توفر الفرص لاجراء طلعات تعريفيه او أستطلاعية لمناطق الطيران السورية وضيق الوقت  وزعت على الطيارين خرائط مجسمه تظهر طبوغرافية المناطق السورية والاسرائيلية ... تم تدارس كل هذه الامور ليلاً  بين الطيارين على أمل المباشره في الطيران القتالي  مع الطيارين السوريين صباح اليوم التالي .

 لايفوتني ذكر مساهمة  طائرات النقل نوع (انتونوف 12 و 24 ) والطيران السمتي بنقل مستلزمات كل  الأسراب المساهمه رغم ظروف الحرب الصعبة ،  كما ساهمت الطائرات السمتية بأعمال إعادة التمركزات لوسائل الدفاع الجوي والأسراب داخل القطر وفقا للموقف الجديد .

 لم يبق في العراق سوى السرب 14 لحماية بغداد وبعض مفارز من طائرات السوخوي 7 والميج 21 لاعادة تاهيل الطيارين المتواجدين في كليه القوه الجوية وكلية الأركان بغرض زجهم بالمعركة  بعد تلقيهم  التاهيل اللازم    .

موقف واجراءات تنفيذ القوة الجوية العراقية  مهامها في سوريا

 في 10 تشرين الاول (اكتوبر) أصبح موقف القوة الجوية العراقية في سوريا  ماياتي  (40طائره سوخوي 7  هجوم ارضي و24  طائره متصدية ميج 21   و8طائره ميج 17 ) ، نسبة الطيارين إلى الطائرات للاستعواض 2: 1 . اما تنفيذ الواجبات فكان كما ياتي (باشر السربان 9 ، 11  متصديات الطيران مع الطيران السوري بعد أيجاز بسيط  منذ اليوم الأول لوصولهم في 7 أكتوبر  واستمر حتى وقف إطلاق النار،  أستطاع كلا من الطيارين الاتيه أسمائهم اسقط ثلاث  طائرات اسرائيلية( المقدم الطيار الركن  محمد سلمان حمد والرائد الطيار الشهيد نامق سعد الله والنقيب الطيار  شهاب احمد  ، كما  باشرت أسراب القاذفات المقاتله  1 / 5 / 8  / 7  الطيران منذ التاسع من  أكتوبر وحتى  وقف إطلاق النار .

لقد واجهت أسراب المقاتلات القاذفة  ظروف صعبة أهمها أنعدام  الاستحضارات  وعدم  التعرف على المنطقة ولو بالحدود الدنيا ودخلوا المعركه  بشكل مباشر أدى ذلك  إلى وقوع خسائر غير مبررة  خاصة وان امكانية الطائرات الروسية القتالية  آنذاك لم تكن بالصورة  التي  عليها ألان فالطائرة تحتاج إلى طيار يقودها إلى الهدف على عكس الطائرات الغربية حيث الطائرة هي التي تقود الطيار إلى الهدف  بواسطة ما تحتويه من مساعدات ملاحية وقصف للطيران غاية في الدقة ، ولما كانت المعلومات غير متوفرة والطيارين لم يسبق لهم ممارسة الطيران في سوريا قبل هذا الوقت  لذلك كانت هذه الخسائر في المفهوم التعبوي غير مقبوله ، ومع ذلك  أعُجِبَ الطيارون السوريون  بكفاءة الطيار العراقي رغم كل الظروف التي أشرت إليها حيث أفادوهم في أمور أساليب الاستخدام القتالي  أثناء تنفيذ المهام  مما ساهم في تقليل نسب الخسائر بالطيارين عموماً  وأصبحوا يقولون (لو كنتم معنا قبل هذا الوقت لأبلينا بلاءً حسنا  معكم)  .

طبيعة واجبات القوةالجوية السورية

  • ·       التخطيط للواجبات لم يكن بمستوى تخطيط العدو الإسرائيلي  فقد تمكن من كشف الخطط السورية مبكرا ومن ثم نصب كمائن في طريق ذهاب الطائرات إلى أهدافها وإسقاطها بل العدو كان يعلم بالخطة أساسا (السبب أن خرائط الطيارين كان قد ثبت عليها كل الأهداف المعادية وأسلوب الذهاب والعودة إلى الهدف وعندما يضطر الطيار القذف  من الطائرة بسبب اصابة طائرته من قبل الدفاعات الجوية الاسرائيلية  يلقى القبض عليه ويستولي العدو على هذه الخرائط يستدل منها على الخطط التعبوية للاستخدام .

  • ·        اقتصرت ألخطط الجوية على عمليات الإسناد الجوي  القريب وبعض أهداف التجريد  لمواقع التحشد والتموين  وقد خلت الخطة من أهداف الحركات الجوية المقابلة لأهميتها القصوى في المعركة .

  • ·       الأهداف كانت ضمن المناطق الاتية  ( القنيطرة ،تل عنتر ، سعسع ، مجدل شمس ، منطقه طبريه ، جسر بنات يعقوب  ، تل الشعار ، كفر ناسج ، كفر شمس ، الصنمين ،  ارتال متقدمة ،  تجمعات القوات الاسرائيلية  ، إسناد القوات ألبرية السورية أثناء انسحابها من الأهداف التي احتلتها في بداية الحرب ، اسناد جوي للقوات العراقية المشتبكه مع العدو الاسرائيلي ..الخ ) .

  • ·       استمر زخم  طائرات المقاتلة القاذفة العراقية حتى يوم 10 أكتوبر .... بعدها أشتد زخم الطيران الاسرائيلي على الجبهة السورية لخطورة هذه الجبهة ( بعد ان انهت القوات المصرية مرحلتها الاولى وتوقفت على عمق 10- 15 كلم وبدأت بتهيئة مواقعها الجديده في سيناء -وقفة تعبوية-  للتتهيئ للمرحلة الثانية باتجاه المضائق )   بعد أن استعادت سورية كافة أراضيها التي احتلتها اسرائيل في 1967 ،  ففي الهجوم المقابل الإسرائيلي  كان العدو يقوم منذ الصباح الباكر واعتبارا من 10 أكتوبر شل  كافة القواعد  الجوية السورية  بعد تلغيمها بالقنابر الموقوتة  لكي تتفرغ في استكمال هجومها المقابل تجاه القوات السورية. كان الطيران العراقي والسوري يعانيان من ذلك كثيرا خاصةً وان القوات السورية بدأت بالتقهقر تحت ضغط الطيران والدروع الاسرائيلية الذي بدأ يحقق نتائج جيدة لصالحه ، وقد أوعز السوريين ذلك الى النقص بالقوات وتأخر وصول الجيش العراقي حتي 11 أكتوبر حيث كانت القوات السورية قد أكملت انسحابها من الاراضي التي احتلتها في  بداية المعركة  تقريباً .

قرار القيادة الجوية  العراقية في سوريا

 نتيجة للخسائر الكبيرة بالطيارين والطائرات السورية والعراقية  اقترحت القيادة الجوية  العراقية في سوريا المؤلفة من المقدم الطيار محمد جسام الجبوري والمقدم الطيار صباح صالح والمقدم الطيار نجدت النقيب وآمري الاسراب   وبعد استشارة قيادة القوة الجوية في بغداد حول  تعديل الخطة الجوية السورية بما ينسجم ومتطلبات الموقف الجديد ( وقد تزامن ذلك مع أكتمال وصول الفرقه  السادسة والالوية الاخرى المستقلة ومجاميع القوات الخاصة العراقية للفتره 11- 17 تشرين اول  ) تضمنت  على أهداف استراتيجية مهمة بغرض شل القوة الجوية الاسرائيلية والقيام بهجوم مقابل أخر بالمساهمة مع القوات البرية العراقية المشار اليها آنفاً ومهما كانت الخسائر  ، من حيث المبدأ وافقت القيادة العسكرية السورية  على الخطة ولكن وقف القتال في 22تشرين الاول ( اكتوبر)1973 حال دون تنفيذها ، من المهم ان اذكر ان الهدف من ارسال القيادة السياسية والعسكرية العراقية كل هذه القوات لم يكن بمثابة نزهه الى سوريا وانما كان بغرض انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي التي احتلتها عام 67 والذي لم يتحقق سوى عبور القوات المصريه لقناة السويس والتوغل بعمق 10 – 15 كلم في سيناء ، وعليه لقد انزعجت القيادتين السياسية والعسكرية العراقية  اشد الانزعاج بعد ان خسرت قواتها خسائر جسيمه دون نتنائج جيدة في هذه الحرب واطلقت عليها ( حرب تحريك وليس حرب تحرير) ولا تزال الجولان حتى هذا التاريخ ترزح تحت الاحتلال الاسرائيلي   .

خسائرالقوة الجوية العراقية  في سوريا   . بلغ إجمالي خسائرالقوة الجوية العراقية في سوريا فقط عشرة طيارين  وأسير واحد و 15 طائرة سوخوي 7  وطائرتان ميج 17 و5 طائرات ميج 21 ، كما بلغت عدد الطلعات ألمنفذة بطائرات المقاتلات القاذفة  حوالي 200 طلعة وضعف هذا العدد بالنسبة للطائرات المتصدية.

العودة إلى العراق

  في 14 تشرين الاول ( أكتوبر)  قرر الرئيس المصري أنور السادات تطوير الهجوم شرق قناة السويس باتجاه  المضائق وفق الخطة المعدة مسبقاً وقد عارضه في ذلك رئيس اركان القوات المسلحه المصريه الفريق  سعد الدين الشاذلي   مما أدى إلى تقدم  القوات المصرية ومعها وسائل الدفاع الجوي  باتجاه الشرق سبب ذلك من حدوث ثغره في الكشف الراداري  المصري استغلت  من قبل إسرائيل   تسللت عبرها العديد من التشكيلات الجوية    الاسرائيلية باتجاه الغرب وبالتالي وجدت لها  منفذ لعبور قواتها  غرب القناة في منطقة (الدفرسوار) وتطويق الجيش  الثالث وتهديد منطقة الاسماعيلية والسويس  مما أدى وقوع خسائر كبيرة بالجيش المصري.  قررت كلا من مصر وسوريا وقف القتال بناء على قرار مجلس الأمن 338 ،اقترح  العراق استمرار المواجهة إلا أن سوريا رفضت ذلك  .... عادت  القوة الجوية العراقية إلى قواعدها في العراق   بعد 23 أكتوبر وهي بذلك تسجل أروع صفحة من صفحات البطولة في تاريخها الحديث المشّرف تفتخر به على مر الأجيال ولا يجب أن ننسى هذا الدور لكون الذي حدث في ظروف غير طبيعية من السكون إلى الحركة مباشرة ثم الاشتباك مع العدو دون معرفة تفاصيل الخطط وقبل العراق  بالخسائر من اجل المبادىء  وإحياء اللحمة العربية  تجاه كيان غاصب متعجرف. 

وهكذا أسدل الستار على دور الجيش العراقي في حرب أكتوبر 1973   الذي أعطى درس لكل الأعداء  أن الوطن العربي وطن واحد مهما  حدث من مشاكل بين الأخوة  وان العراق يجب أن يبقى عصيا على الأعداء  قويا على مدى العصور ومهما حصل ولكل جواد كبوة  .... رحم الله شهداء القوة الجوية العراقية الأبطال في سوريا ( الرائد الطيار نامق سعد الله ، النقيب الطيار كامل سلطان الخفاجي ، الملازم الطيار متعب علي الزوبعي  ، الملازم الاول الطيار سلام محمود ايوب ، الملازم الاول الطيار عصام جانكير ، الملازم الاول الطيار رضا جميل ، الملازم الاول الطيار قيس عبد الرحمن ، الملازم الطيار ابراهيم كاظم  والملازم الطيار اسماعيل ) وشهداء وجرحى القوات البرية العراقية الأبطال( 323 شهيد وجريح )  الذين ابلو بلاءً حسناً  في هذه المعركه ، كان لنا اسير واحد في سوريا هو الملازم الطيار سعد الاعظمي من السرب الخامس  وطيار آخر قذف من السرب السابع وعاد الى سربه سالماً قبل أسره هو النقيب الطيار علي حسين ([13]) .

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech