Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

من ذكريات تأسيس وادوار الجيش العراقي - حرب الخليج الثانية والحصار الشامل 1990-2003

 

 

حرب الخليج الثانية والحصار الشامل 1990-2003

لقد اعطى انتصار العراق في حربه مع إيران (1980- 1988 ) العديد من الدلائل والمؤشرات على تفوقه العسكري والاقتصادي والسياسي والعلمي وانعكاسه إيجاباً على أمنه القومي ، وهذا اقلق  الدوائر الامبريالية والاستعمارية  بسعيها الحثيث على تقوية مصالحها في المنطقة العربية عموماً والخليج خصوصاً وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية . فبعد شهر واحد من أحتفال العراقيين بهذا النصر أقر الكونكرس الامريكي في ايلول(سبتمبر) 1988مشروع القرار الخاص بفرض الحصار على العراق وتدمير اسلحته وفرض الرقابة عليه ، قدم هذا المشروع السناتورالامريكي (كلايبورن) تضمن القسم الاول والثالث من مشروع القرار إجراءات فرض العقوبات على العراق مصنفة الى عقوبات اولية تشتمل على امتناع الولايات المتحدة بيع أياً من المعدات العسكرية ، ، مشروع القرارهذا لم يصادق عليه الرئيس ريغان في حينه بسبب ضغوط  الشركات الامريكية التي لها تعامل تجاري مع العراق ولكن صادق عليه الرئيس بوش بعد مصادقة الكونكرس عليها في تموز(يوليو)1990  .

 كما تابعت الولايات المتحدة الامريكية فصول الحرب مع ايران حتى نهايتها ، فكانت تقف الى جانب العراق أحيانا لتمرير أجندة معينة والى جانب إيران تارة أخرى وكانت  تنظر لانتصار العراق بعين الريبة والتهجس والخوف من المجهول خاصة أن معدلات التفوق العسكري  العراقي أصبح متعادل تقريبا مع معدلات التفوق  العسكري الإسرائيلي  وهذا يشكل خطراً على مصالحها في الخليج والوطن العربي ، ففي نهاية عام 1989 أعدت ألمخابرات المركزية الامريكية تقريرها الذي تضمن ان  العراق  ينوي مهاجمة إسرائيل والتوسع على دول الخليج العربي و يقترب من انتاج الاسلحة النووية والبايولوجية والكيمياوية وركز التقرير على  موضوع المدفع العملاق و الصواريخ بعيدة المدى ونهج العراق نحو الوحدة العربية من خلال إنشاء  مجلس التعاون العربي بين العراق والاردن ومصر واليمن ، مما  سيشكل خطراً جسيماًعلى مصالحها في منطقة الشرق الاوسط  ،  وكانت ردود فعل  الادارة الامريكية حيال هذا التقرير و بعد التشاور مع بريطانيا  ألبدء  بمرحلة التخطيط الهادىء  لاستدراج العراق وادخاله في مشاكل أو خلق مواقف  يصعب على قياداته ألتنصل منها أو أهمالها لكونها تشكل تهديداً لاْمنه القومي  .

كان العراق بعد حربه مع ايران قد  تفرغ للتخطيط  من أجل بناء أقتصاده والتوجه الى عمليات إعادة الاعمار والتطوير لبناه التحتية التي تضررت طوال سنوات الحرب والتوجه الى الحياة الطبيعية أسوة بدول العالم الا أن  الاعمال الاستفزازية المخطط لها جيداً اوقفت ذلك  ، ومما زاد من توتر القيادة السياسية العراقية  أيضاً هو أنخفاض أسعار النفط بسبب  زيادة الانتاج النفطي لدولتي ألكويت والامارات العربية المتحدة ،  نتج عنه خسائر كبيرة في الاقتصاد العراقي ناهيك عن تجاوز الكويت على آبار النفط القريبة من الحدود العراقية الكويتية ومطالبتها العراق تسديد ديونه لها أبان حربه مع إيران وكان العراق يشكو من ضائقه مالية شديدة ، كل هذه الامور خططت  لها الادارة الامريكية لأستدراج العراق لفخ الكويت ثم القفز لتطوير ستراتيجتها باستخدام القوه والهيمنة على منطقة الخليج العربي  .

من الاسباب الرئيسة لهذه الحرب ومن وجهة نظري ثلاث اسباب ,الاول الضغط الامريكي على الرئيس صدام حسين واعطائه الضوء الاخضر بل تشجيعه لدخول الكويت بعد لقائه مع السفيره الامريكيه في العراق (ابريل كاترين كلاسبي )في اشاره تفهم بهذا المعنى  ,الثاني القرارات السياسية الخطيرة والتوازنات الاستراتيجية والسياسية احيانا  التي جعلت الجيش النظامي على حافة الهاوية ولم يكن له خيار فيها لكونه لم يشارك في اتخاذها  او مناقشتها .

مع الاسف ان اقول حدوث تداخلات كثيره في مبدء القيادة  والسيطرة نتيجة فصل فيلقي  الحرس الجمهوري والحرس الخاص عن الجيش النظامي واستحداث ادارات ورئاسة اركان خاصه به نتج عن ذلك خلل في التخطيط الاستراتيجي المشترك سواء للعمليات الدفاعية او الهجومية والمفروض تشمل  عموم الجيش في خطة واحدة  تحت ظل وزارة الدفاع بل اصبح هذا الجزء المهم من حيث التسليح والتجهيز شبه غريب عن الجيش النظامي ولا تربطه به اية روابط  مشتركه سواء من حيث التنظيم او التخطيط او الادارة او اتخاذ القرار كما ان وزير الدفاع لاعلاقة له بهذا التنظيم بل لاعلم له  ماذا يهدفون.... وضعت كل هذه الجيوش ذات التسليح الجيد والكفوء تحت قيادة قصي صدام حسين الشاب المندفع  في قراراته و الغير مناسب لمثل هذه الامور,الثالث استشهاد عدنان خير الله وزير الدفاع بحادث الطائره المشؤوم يوم 5 ايار (مايو )1989 ..(عدنان خير الله قائد كفوء ومهني ومتدرج في المناصب القيادية والسياسية وكان يملك القدره في التاثيرعلى الرئيس صدام حسين و هوالكل في الكل تقريبا باتخاذ معظم القرارات السياسية العسكرية الناجحة والمهمه المتخذه من مجلس قيادة الثورة  وكان يعتبر صمام الامان لها و بدأ تاثيره واضحا بعد استشهاده في الكثير مما اتخذ من هكذا قرارات  اهمها قرار  احتلال الكويت الذي وضع العراق في موقف لايحسد عليه بين الدول العربيه والعالم  أتخذت بحقه أقسى العقوبات بقيت ساريه بحقه منذ احتلاله للكويت في 2 اغسطس 1990 حتى احتّل من قبل الولايات المتحده الامريكيه في 9ابريل 2003 .

 

 لكي ننصف الجيش العراقي اقول لم يتدخل الجيش النظامي الذي يقوده وزير الدفاع ورئيس اركانه وكافة صنوفه وقادته وامريه  في مسالة احتلال  الكويت  بكافة مراحلها بدءا من تحديد المهمة واعداد تقادير الموقف  والتخطيط والتنظيم والتنسيق والقيادة والسيطرة والتنفيذ  وانما تم زجه بها بعد التنفيذ واستقرار الاوضاع على الارض وصدور قرارات مجلس الامن التي تهدد باستخدام كافة بنود الفصل السابع تجاه العراق اذا لم ينسحب من الكويت ...وهذه امور اقولها للتاريخ لكوني احد افراد الجيش النظامي ان قرار احتلال الكويت اتخذمن قبل رئيس الدوله باستشارة عدد محدود من القاده السياسيين والعسكريين لايتجاوز اصابع اليد الواحدة ، اما القوه الجويه وطيران الجيش فقد تم تبليغهم بالمهمة قبل 24 ساعه وبسرية شديدة لذلك كان تنفيذهم للمهام دون المستوى المطلوب ادى الى تكبد خسائر جسيمه في طيران الجيش خلال خط رحلتهم الى الكويت قبل فجر يوم 2 اب ...ومن المثير للدهشه وغير قابل للتصديق ان وزير الدفاع الفريق الاول الركن عبد الجبار شنشل ورئيس  اركانه الفريق الاول الركن نزار الخزرجي علموا باحتلال العراق للكويت من المذياع أثناء الدوام الرسمي وقد دهشوا لذ لك كونهم  المسؤولين عن القوات المسلحة ولا علم لهم بذلك مما ترك لديهم شعور بعدم ثقة رئاسة الجمهوريه  بقادة الجيش النظامي .

  في ايلول 1990 كلفت رئاسة اركان الجيش النظامي بطلب من رئيس الجمهورية أعداد  تقدير موقف حول المواجهة المحتملة  مع قوات التحالف المزمع  ارسالها من قبل مجلس الامن وفق البند السابع لاجبار العراق على الانسحاب من الكويت والذي اتخذ صيغة تقدير موقف سياسي عسكري  شارك فيه عدد من القادة العسكريين  والمدنيين ناقشو فيه  العديد من العوامل العسكرية والمدنية في القطر والمستوى المحتمل لاداء قواتنا العسكرية تجاه القوات الامريكية والقوات المتحالفة معها اضافة للعوامل الاقتصادية والسياسية ، وتوصل القاده في تقديرهم للموقف ان هذه المواجهة ستلحق تدمير كبير في البنا التحتيه  للعراق وقواته المسلحة وبالتالي ستجبرقواتنا على الانسحاب من الكويت وتركوا  تقدير ذلك للقائد العام للقوات المسلحة في اشاره الى ضرورة الانسحاب من الكويت قبل تطبيق ما تبقى من بنود الفصل السابع ...ولكن لم يؤخذ بهذا التقديرولم يناقش ، بعده أحّيل رئيس اركان الجيش الذي كان يتراس لجنة اعداد تقدير الموقف على التقاعد وعين بدلا عنه الفريق الاول الركن حسين رشيد وأصرصدام حسين على  المواجهه مع القوات الامريكيه وعدم الانسحاب من الكويت واشرك مع قوات الحرس الجمهوري والحرس الخاص الموجوده في الكويت  كل الجيش النظامي بفيالقه الخمسة وصنوفه المختلفه التي واجهة القوات المتحالفه بصبر وعزيمه في عاصفة الصحراء .

 لقد استخدم العدوا قواته الجوية بشكل مكثف استطاع من خلالها ترتيب اوضاع قواته البرية على الارض تمكنت من تحقيق نصر سريع حاسم بعد ان تكبدت قواتنا  خسائر كبيره في امكانياتها  القتالية والفنية وهذا محسوب نتيجة الفارق الكبيربنسب الكفائه النوعيه بينه وبين الحلفاء التي بلغت اكثر من 1 : 20 لصالح قوات التحالف...   ناهيك  عن  التدمير الحاصل في البنا التحتية  الارتكازية العراقية  اما القوات الجويه العزيزه فقد دمر  حوالي50% منها على الارض رغم ذلك تمكنت متصدياتنا اسقاط اكثر من 10 طائرات معادية في القتال الجوي واكثر من 100  مقذوف (كروز توماهوك) وطائرات مقاتله بواسطة وسائل دفاعنا الجوي هذا  رغم التفوق النوعي للقوات الامريكيه ، لقد  اضطرت  القيادة العراقية التنسيق مع ايران لايواء حوالي 140 طائرة قتال وطائرات نقل استراتيجي وطائرات أنذار وسيطرة طائر  للحفاظ عليها من القصف الامريكي  كبادرة حسن نيه واعادة بناء جسور الموده مجددا مع العراق وتبين بعد ذلك وكعادة ايران اللعب على الحبلين انه بمثابة خدعه انخدع بها القادة العراقيين في المسعى الايراني الغير متوقع بعد ان بينوا لهم انهم ضد امريكا ومع العراق في حربه ضدهم  .

لقد كانت الفترة المبتدئه بعد انسحاب القوات العراقية من الكويت وحتى احتلاله في 9 نيسان (ابريل )2003 من اصعب الفترات التي مر بها الجيش العراقي عبر سفر تاريخه الطويل فبعد  انسحابه الغيرمنظم والمرتبك تطارده القوات المتحالفه رغم وقف اطلاق النار تزامن مع هذا الانسحاب اعمال عنف وغوغاء جراء دخول عناصر مسلحه من ايران بدعم امريكي منظم احدثت فوضى عارمه في معظم المحافظات الجنوبية تمثلت باعمال تخريب وحرق  وسرقه  لمنشآت الدولة المختلفه وقتل الكثير من ابناء الجيش المنسحبين العزل من السلاح  مستغله انقطاع المواصلات مع المركز وفقدان القيادة والسيطرة والارباك الحاصل في عملية الانسحاب ، وقد  تدخلت القيادة العراقية بشكل سريع بعد علمها بهذا الامر وتم اعادة تنظيم القوات والسيطرة على الموقف العام وتم القضاء على هذه الاعمال بسرعة واعادة السيطرة على المحافظات التي تاثرة بها   وتم القبض على معظم هذه العناصر وفرّ الباقي الى ايران ، ولا مجال لمناقشة ذلك  في هذا الايجاز القصير.

 

كما اشرت انفا ان حرب الخليج الثانيه (ام المعارك )كما اطلق عليها  احدثت تدميرها واضحا في قواتنا المسلحة بلغ حوالي 50 %واعطاب حوالي 25 %...اضافه ان نصف المتبقي من قوتنا الجوية  الصالحة للاستخدام موجودة في ايران ، ونتيجه للحصار الشامل المفروض على العراق من قبل مجلس الامن وعدم السماح باستيراد المواد التي تدخل في الصناعة  وعدم السماح بالتبادل التجاري والصناعي مع الدول المستورد منها الاسلحه كافه ادى ذلك الى شبه توقف للآلة العسكرية عندها شمرت القوات المسلحه عن سواعدها بالاعتماد على قدراتها الذاتية وبما متيسر لديها من كفاءات علمية وفنيه بالتعاون مع وزارات الصناعة والتصنيع العسكري والنفط والمعامل المتوفره في القوات المسلحه في اعادة تصنيع وتطوير وادامة معظم المعدات والاجهزة و الاسلحة الثقيلة في كافة صنوف القوات المسلحة من خلال حمله واسعه اظهرت قدرة العراقيين في المطاوله تحت ضغط الظروف الصعبة اضافه الى استخدام مبدء مضاعفات القوه المهم الذي اضاف قدرة اضافية للاسلحة والافراد ادى ذلك الى ارتفاع مستوى الكفاءة النوعية لقدراتنا القتالية واصبحت بمستوى يمكنها من ادارة عمليات دفاعية ناجحه تجاه التهديدات الايرانية المحتملة وبعض التهديدات الامريكية  كالتهديد الجوي وغيرها.

.نتيجة لنسب التدميرالمشار اليه انفا في قواتنا المسلحة جرى تقليص 40% من اجمالي القوات المسلحة (البريه والجويه والدفاع الجوي )اما القوه البحريه فقلصت الى 70% .

نتيجتاً للحصار الشامل المفروض على العراق انخفضت نسب المستوى القتالي والفني للجيش العراقي   لكنه أستطاع الحفاظ على نسبة منها  بما يتيسر لديه من الاسلحه والمعدات  للفتره من 1991 ولغاية عام 2000كحد اقصى يمكن ان تتحملها بسبب تقادم اعمارها وخروج البعض الاخر من الخدمه ( كان يعتقد ان الحصار لم يستمر ابعد من هذا التاريخ لكنه تجاوز ذلك وفق مختلف الحجج التي كانت تختلقها الولايات المتحدة الامريكيه اهمها اسلحة الدمار الشامل التي صورة للعالم امتلاك العراق لها وفق اساليب وطرق خبيثه عبر فرق التفتيش المسخره لاغراضها....بعد هذا العام اعتبرت القوة الجوية خارج الخدمه بسبب تقادم اعمار طائراتها رغم الجهود الخيرة المبذولة  في رفع صلاحياتها وتمديد اعمار طائراتها الى الحدود القصوى المسموح بها واحيانا كان يتم  تجاوزها أضطراراً   لذلك اصبح من المتعذر استخدامها  كقدره قتاليه  محسوبه كما لا يمكن استخدامها كأحد الاسلحه المؤثره في القوات المسلحة انعكس هذا الامر على الدفاع الجوي وتهالك اجهزته ومعداته وكذلك طيران الجيش وباقي صنوف القوات المسلحة عموماً  ...هذه الامور باعتقادي كانت محسوبه جيدا من قبل الولايات المتحده الامريكيه بحيث كان توقيت هجومها في اذار 2003 مناسب جدا وقواتنا المسلحة في اضعف مستوياتها القتالية.

 

تحديدا بعد عام 2000 م بدء العد التنازلي لقدرات وامكانيات وادوار الجيش العراقي والقوات المسلحه عموما لاسبات عديدة كما اوضحت انفا واهمها الحصار الشامل لكل مستلزمات الدفاع الوطني للدولة (السياسية ,الاقتصادية ,الاجتماعية ,العسكرية ,المعنوية ) اصبحت  القوة الجوية وفق المفهوم التعبوي  العلمي  خارج الخدمة وقبلها كانت القوة البحرية بعد هيكلت معظم وحداتها واصبح معظم منتسبيها خارج الخدمه  اما القوات البرية التي تعتمد على المتطوعين والمكلفين تقادمت بسبب عدم استقبالها لاي متطوع بعد عام 1991 مما ادى الى ايقاف التسريح منها حتى لمن تجاوز العمر الاقصى  للخدمة ادى الى اعتمادها على المكلفين الذين اخذوا يتهربون من الخدمة العسكرية بشتى الاعذار تبعهم  المطوعين ثم بعض الضباط  وهنا اصاب الجيش طاعون الفساد المالي والاداري الذي بدءا ينتشر رغم شدة العقوبات التي تطبق بحق مرتكبيها كل هذه الامور وغيرها اعطت دلائل حتى للمواطن العادي  بضعف المنظومة العسكرية والامنية الداخلية  التي تحملت اكثر من طاقتها في مثل هذه الظروف ... كاجراء علاجي لموازنة ضعف الكفاءة النوعية بالعددية اصدر رئيس الجمهوريه في 1998م قرارتدريب الشعب عسكرياً واعادة الضباط والمراتب المتقاعدين للخدمة العسكرية واستحدثت لهم دائرة خاصه ارتبطوا بها هي دائرة النخوة وتم الايعاز الى القيادات الحزبية التنسيق مع هذه الدائرة  ودائرة المحاربين ووزارة الدفاع  للمباشرة في تدريب عموم الشعب العراقي على حمل واستخدام السلاح وقد نجح هذا الاجراء في زيادة الوحدة واللحمة الوطنية بين ابناء الوطن الواحد الا انه لم يعالج  المشكلة الرئيسة وهي ضعف القدرة القتالية عموما وانما اضاف عليها عباً جديدا هو تداخل في مبدء القيادة والسيطرة وضعف الادارة مابين المنظمة الحزبية ووزارة الدفاع...الاجراء الاخر الذي اتخذته القيادة السياسيه هو استحداث تنظيم جديد خارج وزارة الدفاع  سمي ( بجيش القدس )  غرضه الضاهري الدفاع ضد العدوا الاسرائيلي ولكن الواقع غير ذلك بل  لتعزيز قدرات الجيش العراقي   وقد فتح باب التطوع لهذا الجيش عندها التحق الى مراكز التدريب الملايين من ابناء الشعب العراقي رجالا ونساءً منهم الطلبه والموظفين والكسبه والمتقاعدين وحتى ممن بلغ السن القانوني ومن لديه الرغبة في التطوع  للقتال مع الجيش العراقي وقد وضعت للملتحق بعض الامتيازات شجعتهم على الالتحاق به .

الاجراء الاخر الذي اتخذته القيادة هو استحداث تنظيم آخر جديد خارج وزارة الدفاع هو جيش فدائيو صدام الذي اشترط  الانتساب اليه من فئة الشباب بغرض تدريبهم على العمليات الخاصة وبرواتب مجزيه  ، ونُسب لقيادته  عدي صدام حسين...الحقيقه التي لايمكن انكارها ان هذه التنظيمات اثقلت من مشاكل وزارة الدفاع التي تقود جيش نظامي مدرب وفق ضوابط وغايات واهداف  معروفه يجري التدريب عليها... خاصة انها لاتتدخل فيما تخطط له هذه التنظيمات الجديده ولا يربطها تنسيق مشترك.

 كاجراء صحيح استحدثت عدد من الدوائرهي ( دائرة المحاربين / دائرة الاحتياط القريب / دائرة النخوة / دائرة خدمة الاحتياط / ودائرة خاصة بمعاقي الحرب ) ارتبطت بديوان رئاسة الجمهورية لاستيعاب من تم اخراجه من الضباط بسبب تقليص الجيش كاحتياط استراتيجي للمستقبل  يتم سحبه منها عند الحاجه فبدلا من احالته على التقاعد يتم نقله الى هذه الدوائر ويبقى محتفظاً براتب الخدمه الذي كان يتقاضاه مع مخصصاته وكافة امتيازاته فيها  .ولهذه الدوائرفروع في المحافظات تسهل استدعائهم عند الحاجه ..ولكن لم يستدعى اياً منهم حتى عند بدء التعرض الامريكي للعراق في 19 اذار 2003 بينما التحق القاده والضباط في مقرات هذه الدوائرمنذ فجر هذا اليوم وهم  في شوق للالتحاق بتشكيلاته  لمقاتلة العدو ولكن تم الايعاز اليهم الالتحاق بمقرات الفرق والشعب لحزب البعث العربي الاشتراكي وحسب تنسيبهم  دون تحديد مهامهم فيها وهذه بدورها لم تتمكن من قيادتهم بالصورة المرجوة واخذت تكلفهم بمهام الحراسة والدوريات والانقاذ نتيجة القصف المعادي وهم برتب كبيره مما احجموا عن تنفيذ مثل هذه المهام التي لاترقى الى مستوياتهم القيادية وطالبوا القيادات الحزبية مفاتحة القيادة العسكرية استيعابهم ضمن تشكيلات الجيش لاخذ دورهم الصحيح ولكن هذا لم يحدث وتصرفوا بشكل كيفي لحماية المناطق التي يسكنوها من عبث الغوغاء والسراق التي انتشرت بشكل كبيرجداً لنهب وسرقه مؤسسات الدوله ودور المواطنين ابان الاحتلال الامريكي للعراق .

اما تفاصيل الحرب الامريكية البريطانية على العراق فتحتاج  الى شرح وافي ومفصل ولكن اذكر بعضاً من تداعياتها واسبابها فهذه الحرب بدأت   بقرار أمريكي – بريطاني خارج الإرادة  والشرعية الدولية ، كان له إنعكاساته من قبل المجتمع الدولي من معارض ورافض ، وقد بنت الدولتان دوافعهما لشن هذه الحرب  على عدة إدعاءات لم تؤيدها  معظم دول العالم ، كامتلاك العراق لأسلحة دمار  شامل  قادر على استخدامها في خلال دقائق وإدعائهما ان العراق يهدد الامن الدولي وأمن الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص وغير ذلك من إدعاءات ومسوغات وأكاذيب  باطلة صادرة من دولة تدعي الديمقراطية ، فبعد احتلال العراق وتوقف العمليات لم يثبت سلامة وصحة أي إدعاء من هذه الإدعاءات بل أتضحت  هناك  أطماع اقتصادية  منها احتكار لانتاج النفط العراقي والاستفاده من عائدات إعمار العراق وأهم من ذلك الاهداف السياسية والجيوسياسية  لتحقق الهيمنة على هذه المنطقة الحيوية وإعادة تشكيلها بما يخدم ألمصالح الامريكية ويفرض الوجود الإسرائيلي  وزيادة امنه ، كما ان إسرائيل لعبت دوراً مؤثراً في حث الولايات المتحدة الامريكية  لشن  الحرب على العراق  لتدمير قوته العسكرية وأخراجها من حسابات القوى العسكرية المؤثرة على استمرارها في قلب عالمنا العربي .

لقد قاتل الجيش العراقي النظامي  وجيش الحرس الجمهوري وجيش الحرس الخاص والقوات شبه العسكرية  من مقاتلي جيش القدس والفدائيين ومقاتلي تنظيمات  حزب البعث العربي الاشتراكي ، والدفاع الجوي القوات الامريكية والبريطانية  في معركه قل نظيرها  في التاريخ الحديث  للفرق الشاسع في ميزان القوى العسكرية  يمكن ان  اشبهها بقتال شجعان مزودين باسلحة بسيطة  ضد قوات معاصرة تقاتل  باحدث الاسلحة والمعدات التي تعمل  عن بعد ،  لقد  خُطط  للعراقيين  ان يقاتلوا بهذا الشكل اعتمادا على شجاعتهم  وغيرتهم والتزاماً باوامر وتوجيهات  قياداتهم السياسية  وكانت  نتائجها معروفه مسبقاً ولا تحتاج الى تحليل  ، ومن ثم ضياع  جهود حثيثه مضنية بذلها قادة العراق عبر سفر تاريخ هذا الجيش العظيم ، لينتهي نهاية مأساوية اليمة ومؤسفة ([15]) .

سلطة الاحتلال وتاسيس الجيش العراقي الجديد

 في سابقه خطيره هي الاولى في التاريخ الحديث ان يُحتل بلد من قبل قوة غاشمة بأسم الديمقراطية ويسلب أمنه الوطني وتدُمَر  قواه  وبناه التحتية وكل ماله  صله في دفاعه الوطني سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً ومعنوياً  ثم تنهب خيراته بشكل مبرمج  و يُشرد شعبه ويُكتب دستوره من قبل هذه القوة ويفرض عليه ، ثم تُسّير أمور شعبه وفق أسس ومبادىء لاتمت للواقع الانساني والقانوني والشرعي والحضاري بصلة  وبأسم هذه الديمقراطية ،  فالمحتل في  أول خطواته حل الجيش العراقي رمز الامن والسياده الوطنيه  وحاضن قوى الدوله الاخرى ، ذو التاريخ  العريق بأدواره  الوطنية والقومية المعروفة وحَلّ معه كافة  الدوائر الامنية والسياسية والوزارات المهمة  في خطوه لانهاء كل ذي صله  بمفهوم الدولة العراقية  بدل الاستفاده منها على اقل تقدير في العهد الجديد الذي أقره  واستعاض عنها بجيش ودوائر أمنية ومؤسسات  بداياتها  مليشيات ونهاياتها طائفية عرقية   لغايات خبيثه لخدمته  وإحكام السيطرة عليه من خلال  عناصرغريبة لايهمها سوى مصالحها الخاصة ومصالح الاحزاب والفئات المنتمية اليها  بعد تغيير تنظيماته التي اعتاد عليها  بتنظيمات أمريكية بعيده كل البعد  عن العقائد الوطنية والقومية  والدروس المستفاده من الملاحم البطوليه التي خاضها وطنياً وقومياً  لتتماشى مع الاهداف التي يسعى لها هذا  المحتل واعوانه   ومحاولة تاسيس ركائز جديده بدأ من الصفر  .

في منتصف أيار(مارس)2003 نسب الرئيس الامريكي جورج بوش السفير (بول بريمر)  حاكماً مدنياً لسلطة الاحتلال ، والذي اصدر في 23آيار ( مايس) 2003  الامر رقم (2) لادارة التحالف تحت عنوان  (حل مؤسسات) والذي شمل وزارة الدفاع وكل الهيئات التابعة او المرتبطة بها وكل التشكيلات العسكرية بما في ذلك الحرس الجمهوري والحرس  الخاص ومليشيات حزب البعث وفدائيو صدام وجيش القدس ، كما شمل الامر قرار تشكيل جيش جديد  يكون هذا الجيش بمثابة الخطوه الاولى  وذو مهنية  فعالة عسكرياً وممثله لكل العراقيين (هذا كما يدعي الامر) ، وقد عارض كبار قادة الجيش السابق هذه القرارات  وحرروا دراسة شامله اوضحو فيها  سلبية  هذا الامر ومدى انعكاساته السلبية المستقبلية على مستوى الامن القومي العراقي  ، سُلمت الدراسة  مباشرة الى ( بول بريمر)  لكنه برر إصداره للامر بانه جهة منفذة  للاوامر الامريكية ولا علاقه له بذلك  في إشارة الى صدوره  من الحكومة الامريكية وهذا غير صحيح  ففي كتاب مذكراته عامي في العراق يشير بول بريمر في الصفحه 25 ماياتي ((في التاسع عشر من مايو، أرسلت مذكرة الى الوزير رامسفيلد تتضمن شرحاً تفصيلياً لتوصياتنا بحل وزارة الدفاع العراقية والهيئات التابعة لها بما في ذلك المخابرات والأمن والجيش والوحدات العسكرية وشبه العسكرية الأخرى، وقلت في مُذكرتي ان هذه الخطوة ستكون حاسمة في سعينا الهادف الى تدمير اسس نظام صدام وإظهاراً للشعب العراقي ان لا عودة لصدام وعصابته ، وقبل إرسال هذه المذكرة الى البنتاغون ناقشتها مع كبار القادة المدنيين والعسكريين في ادارة التحالف ومع القيادة المركزية في قَطر ، في البنتاغون ظل الناطق باسمي ( دان سنيور) ينسق صياغة البيان طوال الليل مع مدير مكتب رامسفيلد( لاري دي ريتا). وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، حين أعطاني رامسفيلد التفويض بالمضي قدما في هذا الموضوع ، أبلغت الرئيس بالخطة من خلال رابطة تلفزيونية بالفيديو)) . وفي حينها ظهرت تبريرات  مفادها  ان وزير الخارجية الامريكي كولن باول وكوندليزا رايس لايعلمان بهذا الامر واعتبروه خطوة غير صحيحة حيث كان المفروض الاستفادة من الجيش العراقي السابق لحفظ الامن والنظام ، لم تهتم الاداره الامريكية وحاكمها الاداري في العراق  لما سيجري سبب خطوتها الخطيرة هذه ، وما سيترتب من فراغ أمني مقصود  استمر  حتى اب ( اغسطس) 2003 حيث نُهبت كل مقرات واسلحة وتجهيزات ومعدات الجيش العراقي برعاية المحتل وباشرافه وتخطيطه.... وكان لمليشيا الحزبين الكرديين  حصة الاسد بعد ان استولت على اسلحة الفيلقين الاول والخامس وجزء من اسلحة الفيلق الثاني كاملة غير منقوصة بحجة غنائم حرب حصلوا عليها بعد قتال مع هذه الفيالق  ، وما تبقى من اسلحة ومعدات الجيش ومنها القوة الجوية والدفاع الجوي وطيران الجيش نهبت وبيعت كحديد خردة الى إيران ودول الجوارمن قبل اعوان المحتل  ، اما مقرات الجيش والقوة الجوية والدفاع الجوي والقوة البحرية بعد نهبها أصبحت عباره عن سكن لمقرات الاحزاب القادمة مع المحتل والغوغاء والعوائل الفقيرة التي كانت تامل تملكها لاحقاً .

 

  يذكر بول بريمر أيضاً  بمذكراته في الصفحه 23 مايلي( وبينما كنت أناقش المستشار- سلوكومب- حول موضوع الجيش، اتفقنا على عدم استدعاء الجيش القديم الذي كان يخضع لهيمنة السُنة لان ذلك سيثير حفيظة الغالبية الشيعية وسوف يعتبرونه عودة للصدامية دون صدام ، وكذلك عَبَر الاكراد الذين يتمتعون بقدر من الحكم الذاتي والحماية الاميركية من قوات صدام ، عن رفضهم القاطع لاعادة الجيش السابق، وهكذا كان الشعور بعدم الثقة في الجيش السابق ، في أعمق ما يكون، سواء الشيعة او الاكراد، ولا يَسع الولايات المتحدة المجازفة بفقدان تعاون هاتين الفئتين من ابناء الشعب العراقي معها وواجهتنا كذلك ، صعوبات عملية مهمة تعترض استدعاء افراد الجيش السابق!!!!، فكل جيش يحتاج الى ثكنات وقواعد ومعدات، فقد تم تدمير كل القواعد والثكنات عقب اختفاء افراد الجيش عام 2003، كما اختفت كل المعدات العسكرية الخاصة بهم،  لم تبق وحدة واحدة او ثكنة واحدة على حالها، وهكذا فان المسألة لا تتعلق باعادة تشكيلة عدة كتائب من الجيش، وحتى لو تمكنا من استدعاء افراد من الجيش، فانه لا مكان لهم ولا معدات ) .

 

تشكيل الجيش العراقي الجديد

 بعد صدور أمر إلغاء الجيش العراقي جرت العديد من المحاولات لإلغاء هذا الامر  لكنها لم تنجح وقد حاول بعضاً من قادته المساهمه الفعلية  في الجيش الجديد بعد قناعتهم  ان المحتل مصر على الالغاء ولا رجعة في ذلك  والسبب من أجل بناء جيش  يرتكز على أسس ومبادىء وعقيدة سليمة  ، احدى صيغ  هذه المحاولات إجراء عدد من اللقاءات مع بعض السياسيين في مجلس الحكم امثال أياد علاوي وعدنان الباججي وجلال الطلباني ومسعود البرزاني وغازي الياور وقائد القوات الامريكية في العراق اللواء شانشيس وغيرهم طرحت عليهم العديد من وجهات النظر في هذا السبيل ولكنها ايضاً لم تفلح ، وقد اتضح اخيراً ان غاية  الولايات المتحدة الامريكية بناء جيش يرتكز على مرتكزات امريكية وعليه كانت قد ارسلت بعد احتلال العراق مباشرة   عدد من  القادة العسكريين العراقيين المؤشرين لديها الى واشنطن في معهد الدفاع الوطني بغرض ارشادهم للاسس المطلوبة في بناء الجيش العراقي الجديد لكي يسهل التعامل معه طالما ان بقاء القوات الامريكية في العراق بات شبه دائمي وسيكون الجيش العراقي الجديد جزءاً من جيش الولايات المتحدة الامريكية  .

 

في كانون الاول 2003  استدعي معظم قادة الجيش العراق السابق من رتبة مقدم فما فوق وأجريت معهم العديد من المقابلات  في منطقة الاعظمية ببغداد لاختيار من يصلح منهم وفق ضوابط المحتل ، استمرت هذه المقابلات اكثر من خمسة عشر يوماً ،  اختير بعدها عدد منهم حيث اجريت مقابلة أخرى نوعية   للنخبة المختاره سُئل القاده فيها اسئله تمس الشرف العسكري والمؤسسة العسكرية السابقة نعتوها بالمكروهه والغير نزيهه والمسلطة على رقاب الشعب العراقي مما ولد رد فعل لهؤلاء القادة  إحتجوا على طبيعة هذه الاسئلة الغير صحيحة  وكان هذا هو المقصود من المقابلة  ولم يقبل احداً منهم سوى ضابط واحد هو العميد الركن عبد القادر محمد العبيدي الذي عُين بمنصب قائد القوات البريه ثم  وزيراً للدفاع  بحكومة نوري المالكي عام 2006 ، باقي منتسبي الجيش الجديد ُقبلوا من خلال الاحزاب التي انتموا اليها بعد الاحتلال أو بتوسط من له نفوذ في سلطة الاحتلال  ، وقد بدأت نواة تشكيل الجيش العراقي الجديد في اوائل عام 2004 .

 

توغل المليشيات داخل الاجهزة الامنية الوطنية

   قبل أن يغادر الحاكم المدني (بول بريمر) العراق بانتهاء مهمته  وكبادرة حسن نية كما يدعي  وبغرض سد  الفراغ الامني  والحفاظ على الامن والاسراع بتشكيل الجيش الجديد   أصدر أمره المشؤوم ذي الرقم 91 في الاول من  حزيران (يونيو) 2004  سمح فيه لتسعة مليشيات  كانت تعمل بصفة معارضه داخل و خارج العراق في الجيش الجديد  بشرط عدم إشراك اي عنصر من الجيش السابق  ولا اياً من حزب البعث العربي الاشتراكي وكافة الاجهزة الامنية الاخرى  .

الامر 91 .  جاء في الامر91 مايلي( إنشاء  القوات المسلحة والمليشيات، التي يسعى قانون إدارة الدولة للمرحلة الإنتقالية ، والأمر رقم 91 لسلطة الأئتلاف المؤقتة للسيطرة عليها، لخدمة اهداف جيدة ونبيلة  لحماية الناس من إرهاب نظام صدام... توصل مسؤولو الائتلاف الى إتفاقية مع مليشيات وقوات مسلحة مختلفة وسيتم تفعيل سياسة سلطة الائتلاف المؤقتة حول تحول وإعادة اندماج القوات المسلحة والمليشيات وسَيُشرح تأثيره على رجال المليشيات في العراق.    نحن نتعامل مبدئياً مع تسعة أحزاب لديها قوات مسلحة /أو مليشيات - وهم الحزب الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني ومنظمة بدر وحزب الدعوة وحزب الله العراقي والحزب الشيوعي العراقي والحزب الإسلامي العراقي وحركة الوفاق الوطني العراقي والمؤتمر الوطني العراقي عدد الافراد الذين نتعامل معهم هو حوالي( 100000 الف) مقاتل من المقاومة السابقة.من هؤلاء، حوالي(90%) سينضمون لعملية التحول وإعادة الاندماج ،   وسينضم أقل من 60% فقط الى أجهزة الأمن العراقية والبقية سيتم إعادة دمجهم في المجتمع المدني ، لم يعد لجيش صدام وجود، لكن التهديدات الخطيرة الأخرى لا تزال موجودة. يمكن الاستفادة من خبرات ومهارات مقاتلي المقاومة التي اكتسبوها على مدى السنين !!! لجعل العراق أكثر أماناً وأزدهاراً. بينما نحن في حاجة الى تحويل وإعادة اندماج هذه المنظمات المسلحة، نحتاج أيضاً أن نعامل مقاتلي المقاومة السابقين بإحترام لتضحياتهم في الكفاح ضد طغيان صدام ،  إن سياسة التحويل وإعادة الاندماج للقوات المسلحة والمليشيات هي سياسة عادلة وشريفة لأولئك المستعدين للعمل ضمن العملية السياسية  ، يميز الذين قاتلوا ضد صدام ، بكونهم فعلاً، جنود العراق الموثوق بهم ،  وستمد المساعدة لهم وللمحاربون القدامى الأخرون، من ماضي العراق الدامي، ويعاملون على حد سواء. للقيام بذلك، يعين رسمياً مقاتلي المقاومة السابقين كمحاربين قدامى ...) ،كما جاء في هذا الامر ( يوفر للذين مدة خدمتهم تلبي متطلبات التقاعد من الجيش نفس الراتب الذي كانوا يتقاضونة لو كانوا في الخدمة ، السماح لهم وإعطاؤهم الوقت الكافي للأختيار بين الألتحاق بالدوائر الحكومية أو أحدى دوائر الأمن العراقية وعلى سبيل المثال الجيش والشرطة ، و يجعلهم مؤهلين لجميع مميزات المحاربين القدامى، كاختيارهم في برامج التدريب الوظيفي والتوظيف التابعة لوزارة العمل والشؤون الأجتماعية... انتهى الامر 91 ).

 ثم تلى هذا الامر بعض القرارات والاوامر اتاحت لمن شمله غبن من منتسبي الجيش السابق تقديم طلبه معزز بشهود لكي يسترد حقوقه ، وقد أتاحت هذه القرارات فرصه ذهبيه للكثير ممن ادعوا الغبن تقديم طلباتهم المفبركة مع شهود زور حصلوا على رتب ومناصب عالية وعالية جداً  لم يكونوا يحلموا بها واصبح من كان قد أحيل على التقاعد  او طرد لاسباب عدم الكفاءة اوغير شرعية وفق القانون  يحتل مناصب مهمة في هذا الجيش  وهكذا اصبح الجيش الجديد يضم بالاضافة الى المليشيات الحزبية  مجاميع من العاطلين وغير الكفوئين لم يستطيعوا أعادة بناء هذه المؤسسه المهمة كسابق عهدها حتى هذا اليوم.

 

الخاتمة

في عجالة موجزة  بمناسبة الذكرى 93 لتاسيس الجيش العراقي وددت ايضاح بعض الادوار المهمة لهذا الجيش العريق لكي يعي ذلك البعض من  ابناء العراق ممن لم يعايشوها بعد سعي  امريكا المحموم وايران واعوانهم من طمس هذا الدور المشهود والمعروف لكل الشرفاء والمنصفين من ابناء العراق ، ان مايجري اليوم من اعمال يقوم بها الجيش العراقي الجديد في بعض المحافظات الغربية والشمالية من خلال اجراءات سياسية انعكست ادوارها على الواقع العسكري يندى لها الجبين بعيدة كل البعد عن تاريخه النظالي في مواجهة اعداء العراق لهي دليل دامغ على تبعيته وسوء ادارته المتسمة بالطائفية والعنصرية ...عاش العراق وعاش جيشة المقدام ، وما النصر الا من عند الله .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


[1]  عبد الرزاق الحسني (الثورة العراقية الكبرى)

([2] نفس المصدر السابق

[3]) . تاريخ القوات العراقية المسلحة : الجزء الاول 1986

[4]) مذكرات الفریق أول ركن صالح صائب الجبوري رئیس أركان الجیش العراقي 1944- 1951 تحقیق ومراجعة اللواء الركن

علاء الدین حسین مكي خماس 2011

 

[5] ) . تاريخ القوات العراقية المسلحة : الجزء الثالث : الطبعة الاولى 1991

[6] ) .نفس المصدر السابق

[7]  ). القوات العراقية المسلحة : القوة الجوية : الجزء 17 .

[8] ). تاريخ القوات العراقية المسلحة : الجزء الثالث : مصدر سابق

[9] ) .الواء الطيار اركان حرب محمد عبد المنعم عكاشة : صراع في السماء

[10] ) . الفريق الركن رعد مجيد الحمداني :معارك الجيش العراقي الكبرى من عام 1973-

[11] )اللواء الطيار الركن الدكتور علوان حسون العبوسي : القدرات والادوار الاستراتيجية لسلاح الجو العراقي للفترة 1931- 2003.

[12] ) . اللواء الطيار الركن سالم محمد ناجي : دور القوة الجوية في حرب تشرين 1973 من جمهورية مصر العربية .من موقع 73 مؤرخين في مصر العربية.

[13] ). اللواء الطيار الركن الدكتور علوان حسون العبوسي : مصدر سابق

[14] ) .اللواء الطيار الركن الدكتور علوان حسون العبوسي : مصدر سابق

[15] ) . اللواء الطيار الركن علوان حسون العبوسي : مصدر سابق .

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech