Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللواء احمد رجائي - الجزء الاول - الناصيه الرابعة

 

الناصية الرابعة

فى هذه الفترة كان الحافظ هو الله .. والله خير حافظ.

إن موقفى الرافض لوقف القتال بعد معركة 67 .. كان موقف ككل المصريين .. ولكن مظاهرة عندى فيه شىء من الإيجابية والتى تعرضنى لخطر المواخذه والتى قد تصل للسجن.

وقد تمثل ذلك عقب 67 فى محاولة لتنظيم وتشكيل منظمة تخرج عن النظام وتقييم فى سيناء للعمل ضد العدو (منظمة سيناء العربية) والتى لازمنى فيها الصحفى (وجيه أبو ذكرى).

والأخرى بعد عام 71 بعد إيقاف النيران وأعمال معارك الاستنزاف عندما قمت بتنظيم انقلابى للأخذ بزمام الحكم للاستمرار فى العمل القتالى .. حتى تحرير كامل سيناء .. ولكن قرار الحرب فى 73 أشفى صدورنا .. وجانبنا الاستمرار فى ذلك التنظيم.

وقد اتسمت هذه الفترة باعتزازى بكونى مصرى وذلك لما شاهدته من كل المصريين وإصرارهم على حماية الأرض وطرد العدو .. سواء المواطن البسيط والذى اختار عن رضا أن يعيش على الكفاف لتوفير كل شىء لقواته المسلحة – أو للمجند الذى استمر بالخدمة لأكثر من ست سنوات كمجند .. حتى تحررت أرضه .. وخاصة الجندى ذا المؤهلات العالية.

وإلى المرأة المصرية للجنود والضباط والتى كانت تقوم بدور الرجل والمرأة فى تربية وإدارة شئون بيتها .. بدلا من زوجها المقيم تقريبا على الجبهة.

وأهم ما فى هذه الناصية هى التحالف الحقيقى لكل مقدرات الشعب مع جيشه استعدادًا لمعركة التحرير.

العودة إلى مصر

عندما وصل المركب التى أقلتنا من بيروت إلى الإسكندرية .. وكنا عليها حوالى 700 جندى وضابط مصرى من قوات الصاعقة .. كانت أوقاتنا حتى قبل الوصول إلى الإسكندرية عادية .. لأننا لم نكن نعلم بحجم الفجيعة حتى الآن .. اللهم إلا أخبارًا متفرقة عن انسحاب الجيش المصرى .. وكنا نستعجل العودة متوهمين أننا سنشارك فى المعارك الدائرة فى سيناء. ولكن بمجرد رسوٌ المركب على رصيف الميناء بالإسكندرية .. ثم تحركنا إلى القطار الذى سيقلنا إلى أنشاص حيث معسكرات الصاعقة .. شعرنا بحجم الهزيمة التى لحقت بنا وأن القتال توقف فى الحد الفاصل وهو قناة السويس .. رغم أننا سمعنا من قبل قبول مصر قرار وقف إطلاق النار .. إلا أن قلوبنا كانت لا تصدق ذلك .. أو أنه لأيام .. وأكيد سنعاود الاستمرار فى القتال .. أو أن ذلك للخداع ثم سنعاود.

لكننا شعرنا بخيبة الأمل فى وجوه كل من قابلناهم فى طريقنا من الميناء حتى القطار والذى كان بداخل منطقة الميناء .. شعرنا به دون أن ينطق أى منهم كلمة – وحتى ونحن راكبون القطار المتجه إلى القاهرة ثم أنشاص .. ورغم سرعة القطار إلا أن شعورنا وكأننا نسير خطوة جنائزية بطيئة على مارش الوداع المخصص للجنائز.

ووصلنا مقر قوات الصاعقة بأنشاص لنتقابل مع أقرنائنـا من قوات الصاعقة .. ورغم أننا كنا آلاف مؤلفه .. لكن شعورى كان يشبه وكأن معسكرات الصاعقة صوان جنائزى كبير – ومن العادة أن العزاء بالصوان هناك مفجوع واحد ومعزيين ولكن أول مرة أشعر أن الكل المفجوع ولا معزيين خاصة أن هذه الآلاف من قوات الصاعقة لم تأخذ الفرصة للاشتراك فى المعركة .. إلا حالات نادرة وتعتبر فردية أو بمجموعات صغيرة جدًا .. وكنا نحتضن بعضننا البعض لنرمى همنا الجاثم فوق صدورنا أو نحمل هموم البعض منا .. وهناك رغبة فى أن تطول الفترة .. فماذا سأقول لأخواتى أو أمى أو زوجتى .. أو الجيران وتعمدت فى هذا اليوم بالعودة للمنزل بالعباسية بعد حلول الظلام .. حتى لا أقابل على الأقل الجيران وأهل الحى. ودخلت المنزل لنتبادل الأحضان .. وكان أخى (هشام) والذى كان ضمن قوات الصاعقة قد سبقنى بساعات وأخبرهم بمجيئى.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لأن أسرتى كباقى الأسر .. والتى سمعت اسم أبنائهم فى إذاعة إسرائيل .. أنهم ضمن القتلى – وكان ذلك نتيجة كشوف الأسماء التى استولوا عليها من مركز القيادة برام الله .. وكان ذلك ضمن الحرب النفسية لإسرائيل. وكانت زوجتى والتى تركتها فى 30/5/1967 وكان المفروض أن تلد مولودنا الأول خلال أسبوعين لم تلد حتى الآن .. وفى الصباح الباكر لليوم التالى جاءها المخاض لتلد ابننا الأول (محمد) .. ورغم أن أخى الأكبر والأصغر لقبوا أبناءهم نفس الاسم إلا أننى سميت ابنى نفس الاسم .. وهو اسم والدى – وكان هذا من تقاليد العائلة .. أو معظم العائلات فى هذا العصر .. عصر الأصالة.

فى هذا اليوم بعد أن أوصلت زوجتى ومعها أمى إلى مستشفى غمرة العسكرى للولادة .. ذهبت إلى مدرسة الصاعقة بإنشاص .. وعندما علم قائد المدرسة من زملائى أن زوجتى بالمستشفى للولادة .. أمرنى بمغادرة المعسكر للاطمئنـان على زوجتى وكان ذلك يوم 22/5/1967.

وعشنا كقوات صاعقة كباقى القوات المسلحة فى حالة استكمال للأفراد والسلاح والتدريب .. وكأننا سنقاتل غدا .. وإن كانت قوات الصاعقة معدومة الخسائر تقريبا لأنها لم تأخذ أى فرصة للاشتراك فى المعركة وحياتنا المدنية منحصرة فى اللقاءات الاجتماعية فى المناسبات .. ورغم أنها مناسبات سعيدة سواء من أعياد ميلاد أو ولادة أو زواج .. إلا أن الابتسامة اختفت وإن ظهرت فلا معنى لها .. وإن كان هناك ضحك فإننى كنت أشعر به كهستريا أكثر منها ضحكات .. وكان ينتهى بنا الأحاديث إلى تحليل لمعركة 67 .. وقد ينتهى بورقة وقلم ووضع الخطط العسكرية خاصة إذا كان المجتمعون بينهم أكثر من رجل عسكرى – بل إنى شاهدت ذلك فى أشخاص مدنيين بالقهاوى فى المدن .. وعلى المصاطب بالقرى .. بل بين الناس فى المصايف – الكل رافض .. وقد تمثلت ذروة هذا الرفض وهذا الشعور .. عندما خرج شعب مصر عن بكرة أبيه فى المدن والقرى بدون اتفاق .. لتهتف (سنحارب) .. عندما أعلن عبد الناصر تنحيه عن الحكم – كنت أحس بصدق هذا الوعد يوم بعد يوم من خلال مشاعر الشعب المصرى وتصرفاته .. ولا تعلم هل هذا الشعار أو الصراخ إن أردت أن تسميه .. هو نـداء لعبد الناصر بألا يتركنا .. أم أننا سنحارب سواء كنت أو لم تكن .. أو هو تحدى للعدو الذى لم يتغلب علينا حيث كان عبد الناصر رمزًا للصمود والنصر .. وكان إسقاطه وإسقاط النظام المصرى هو أهم وأول الأهداف لهذه المعركة .. والتى ثبت بعد ذلك أن المعركة كان مُعد لها سواء أقدمنا نحن عليها أو لم نقدم .. والتى دلت عليها كافة الوثائق الدولية .. وقد خطط لها لكى يبدو أن النظام المصرى هو الذى بدأ .. والتقط النظام المصرى الطعم والذى شاركت فيه دول كبرى .. وعندما لم نبدأ بالهجوم .. بدأ العدو بالسير فيما خطط له.

فى أعقاب رجوع (ناصر) عن التنحى وعودته للحكم .. بدأت الخلافات والصراع بين (ناصر) والمشير (عامر) تأخذ فى الحدة .. والتى انتهت بانتحار المشير (عامر) والذى اختلفت فيه الأقاويل هل هو انتحر أم استنحر .. والذى فقدت الصاعقة جراء هذا الصراع مجموعة من اكفأ ضباط الصاعقة ورمـوزها أمثـال جلال الهـريدى وأحمد عبد الله وفاروق شكرى وعبد اللطيف البسيوني ومختار الفار وعلى عثمان وسعيد عثمان .. وغيرهم ممن اتصل بالمشير عامر والذى زُج بهم فى السجون دون جرم يذكر .. غير أن (جلال الهريدى) و(أحمد عبد الله) اتصلوا بالمشير كنوع من الوفاء .. أو المؤازرة .. والتى أرى أنها لا تستحق كل هذه الإهانات بمثل هذه الرموز .. وخاصة أن مصر كانت فى أشد الحاجة لكل يد تحمل السلاح .. وهى ليست كأى أيدى .. ففى سابقة لم تشهدها القوات المسلحة من قبل تم التنكيل بهؤلاء الضباط بالسجن الحربى من ضباط المفروض منهم أنهم زملاؤهم وعلى رأسهم العميد (إبراهيم سلامه) و(زاهر بسيونى) و(حمزة البسيونى) وغيرهم .. بل وصل الأمر إلى إشراك صف ضباط فى التنكيل بهم أمثال صفوت الروبى وغيره .. والتى انتهت حياتهم بما يقال .. اللهم لا شماتة .. بل إن الذين تسببوا فى ذلك بشكل غير مباشر لحقوا بهم بعد عدة سنوات قليلة بضباط الصاعقة فى سجن أبو زعبل .. ولا أحب أن أذكر أسماءهم هنا لأنهم أدوا خدمات جليلة لمصر .. أمثال الفريق أول (محمد فوزى) .. الذى لولاه لما تم إعادة بناء الجيش المصرى بهذه السرعة وهذه الكفاءة، لما تميز به من حزم .. وحكمة – إلا أن قوته والتى كانت مطلوبة لإعـادة بناء الجيش .. أفقدت الروح المعنوية للأفراد – وكأن القدر كان على ميعاد لبعث الروح المعنوية فى الجيش بتولى الفريق (محمد صادق) وزارة الحربية .. والذى كانت تهمه المعنويات قبل كل شـىء .. فهى إرادة الله لخـير مصـر لبناء الجيش ماديـا ومعنـويا ليوم الحسم فى أكتوبر 1973.

وقد قلت عن سابقة إهانه الضباط بالسجن الحربى لم يكن لها وجود فى الجيش المصرى .. فإذا ما قورنت بوقفة عرابى وزملائه أمام خديوى مصر .. ومحاربة جيش عرابى أمام قوات الاحتلال فى معارك انتهت بمعركة التل الكبير والتى هزم فيها عرابى نتيجة خيانة الاميرلاى (خنفس باشا) وبعض البدو والتى كانت ضمن قوات عرابى فإن قوات الاحتلال لم تنكل بهم .. بل تم نفى الزعيم .. عرابى إلى جزيرة سيشل وسبب ذلك النفى نشر الإسلام بالجزيرة .. و(أحمد باشا عبد الغفار) إلى لبنان .. و(سامى باشا البارودى) .. الذى رفض الاستسلام وتسليم سيفه إلى قوات الاحتلال .. وقال أنا فى منزلى ولا أذهب لتسليم سيفى .. إلى أن تم القبض عليـه ونزع سيفه وتم نفيه – ولم ينكل بهم ولا بمن كان معهم.

وأذكر أن رفيقى وزميلى الحميم (مختار الفار) تعمد بعد أحدى طوابير الرياضة الصباحية أخذنى إلى تراك ملعب كره القدم بوحدات الصاعقة .. ليعـرض على أن أنضم إليهم وقال لى أنا عرضت فكرة انضمـامك على المقدم (أحمد عبد الله) لكنـه رفض وقال له (أحمد عبد الله) سأذكر لك الأسباب بعـدين .. لكن (مختار) قال لى أنا مُصر أقولك لتنضم لثقتى فيك ..

(ولكنى قلت له يا مختار أنا لا أحمل السلاح إلا لسببين .. أما فى وجه العدو لتحرير مصر .. أو فى وجه من يستسلم لإنهاء الحرب .. وعبد الناصر لم يستسلم ولم ينه الحرب).

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech