Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللواء احمد رجائي - الجزء الثاني - العمليه رجائي 1

 

استطلاع منطقة رأس نصرانى

(العملية رجائى1)

العملية رجائى: سُميت بذلك عندما عدت من المأمورية من قبل اللواء (صادق) حيث كانت العملية (رجائى2) هى استطلاع مطار الطور والتى قام بها الرقيب (محمد عبده) .. والتى قمت بالتخطيط لها وتجهيزها ودفعه إلى منطقة الطور. كان علىّ أن أدبر المبلغ الذى سوف أجهز به إداريات الدورية وهى عبارة عن المأكولات المطلوبة واللبس البدوى حيث قمت بشراء جلباب وأخذت جاكت قديم من أخى الأكبر (سـيد) واشتريت صندل من النوع الذى يرتديه البدو .. وكذلك مبلغًا مناسبًا سوف أعطيه للدليل لإعطائه لأهله للإنفاق منه خلال فترة المهمة وكان فى حدود خمسة وعشرين جنيهاً وكذلك عشرين جنيهًا أخرى لمركب الصيد عن ليلة الإسقاط وليلة الالتقاط – فقابلت شقيق صديقى المقرب لى وهو الرائد (عادل فؤاد) قائد مكتب بورسعيد والذى شارك فى إزعاج العدو بعدد هائل من العمليات الخاصة خلف الخطوط تجاوزت المائة عملية سواء من خلال مكتبه ببورسعيد أو مكتب مخابرات القنطرة التابع له وكان قائد مكتب القنطرة النقيب (مدحت مرسى) .. لقد كانوا أبطالا قاموا بأروع العمليات التى أوجعت العدو الإسرائيلى .. ولكن التاريخ نسيهم .. ولكن الله لن ينساهم.

شرحت للرائد عادل الأمر فصرف لى مبلغ ستين جنيهًا فحجزت مبلغ 40 جنيهًا لكل من الدليل والمركب الذى سيقلنا وفصلت جلباب بيج سادة بمبلغ جنيه ونصف وصندل بخمسين قرشاً واشـتريت معلبـات من سـردين وتونـة ودقيق بمبلغ 6 جنيهات ولم أنسَ برطمان السمن البلدى والذى أحضرته من منزلى .. والذى أوصانى به البدوى (الدليل) وكذلك الدقيق والذى قام بصنع فطيرة منها أثناء الدورية على الحجر والتى كانت القطمة منها تشبعنا لعدة ساعات.

وقد تبقى معى اثنى عشر جنيهًا حيث قابلت الرائد عادل بعد عودتى لأرد له الباقى والذى أخبرنى أنه لا يمكن ردهم للخزنة مرة ثانية – الأمر الذى صار يؤرقنى لمدة طويلة وشعورى أنى مدين للجيش بهذا المبلغ لقد كنا فى هذا الجيل من العفة - وإن كنت صرفتهم .. بل أضفت عليهم من جيبى الخاص لخروج الدورية الثانية (رجائى2) وهى استطلاع مطار الطور.

سير العملية: فى إحدى ليالى الشتاء القارس عام 1968 تحركت من الغردقة وبصحبتى الدليل العربى (سليمان أبو سالم) والذى تعدى سن الخمسـين بفـترة وذلك فى أحد مراكب الصيد المتواجـدة بالغردقـة وكان ريس المركب شاب اسمه (حسين عايد) ومعه ميكانيكى للقارب – وقد قام بتجهيز المركب لهذه الرحلة رئيس شركة المصايد بالغردقة اسمه الأستاذ (محمد عوض) وهو بورسعيدى الأصل ومن العائلات التى هجرت من بلادها بسبب الحرب .. وقد كان له دور فيما بعد فى المشاركة فى الخدمة الوطنية للدوريات التى قامت من الغردقة وتوطدت الصداقة بعد ذلك بيننا عندما خدمت بعد عدة سنوات بمكتب مخابرات الغردقة وقد لمست خدماته الجليلة للوطن والمساهمة للأعمال الحربية .. وقد تولى فيما بعد رئيس مجلس مدينة الغردقة ثم رئيس مجلس محلى البحر الأحمر لما تمتع به من شعبية بين أهل الغردقة. تحركنـا من منطقة نائية من شمال مدينة الغردقة مباشـرة وتسمى منطقة جبل أبو شعر (وهى الجونة الآن) بمركب الصيد إلى الجانب الشرقى لخليج السويس حيث تم إنزالنا بمنطقة (رأس جارة) وهى جنـوب مدينة الطور بحوالى 40 كم تقريبا .. حيث توقف قارب الصيد قبل الشاطئ بحوالي 200 متر ونزلنا فى قارب صغير يسمى فيما بينهم (الدنجى) حيث رسى بنا على الشاطئ ثم رد بالدنجى مرة أخرى لقارب الصيد.

ولم أنسَ فى حياتى لحظة وصولى إلى الشاطئ .. وعندما رقدنا لاستطلاع الأرض أمامنا حيث لمست يدى رمال سيناء .. ووجـدت نفسى أضع يدى والعالق فيها من الرمال على صـدرى من خلال الجلباب ثم أدلك صدرى ورقبتى بتلك الرمال وبعد مسافة حوالى 1 كم وجدنا طريق الطور شرم الشيخ فعبرناه بطريقة معينة لكى نخفى أى أثر لأقدامنا .. وتحركنا إلى أن وصلنا إلى مدخل وادى تعالبى عند الفجر تقريبا .. وبحث الدليل الذى معى على مغارة بجانب بئر مياه كان على علم بها ومكثنا بتلك المغارة النهار كاملاً .. حيث كان مقررًا أن نسير ليلا ونختبئ بالنهار وكان على مقربة من المغارة مضيق (طريق رملى) .. كنا قد عبرناه بطريقة تخفى أثر أقدامنا .. واتجاه السير – وفعلا عندما مرت داورية مكونه من عدد أثنين عربة جيب لاقتفاء أى أثر للأقدام .. وتوقفت فترة متشككة فى أن أحد قد مر من هنا .. ولكنها لم تهتدى لشىء .. وحمدنا الله أن طريقة عبورنا للمضيق كانت موفقة .. وكنت قد أعطيت قائد لنش الصيد (حسـين عايد) دوباره .. وقلت له مع بداية كل نهار تعقد الدوبارة عقـدة وفى العقدة التاسعة تحضر ليلا لالتقـاطنا من نفـس المكان عند منطقة (رأس جارة) .. حيث قدرت لخط السير أربعة أيام ذهاب وأربعة عـودة ويوم احتياطى.

وفى الليلة الثانيـة تحركنـا من وادى (تعالبى) إلى وادى (العاط الغربى) حيث أختبأنا طوال النهار .. وفى الليلة الثالثة تحركنا من وادى (العاط الغربى) إلى وادى (العاط الشرقى) من خلال نقب العاط (والنقب عبارة عن مكان خانق بين الجبلين) ولكن ما أن عبرنا نقب العاط ودخلنا فى وادى العاط الشرقى .. فوجئنا بخيمة على الجانب الأيسر وتبعد عن المدق بحوالى عشرة أمتار .. بجانبها أربعة جنود إسرائيليين حول راكية نار وبقرب المدق بخطوات جنديين يتحدثان مع بعضهما – وكنت أسير فى الأمام والشيخ سليمان خلفى مباشرة وكان القمر فى ليلة 14 وساطعاً .. فأستمريت فى السير بنفس الثبات .. ورغم الظلام إلا أننى أكاد المح بياض أعينهم .. وبنفس الثبات ألقيت السلام (شالوم) .. ولم يرد أحد منهم ولم التفت إليهم بعد أن عبرتهم .. ولكن فى خلال الخطوات حتي صرت بحزاهم .. كنت قد أخرجت من جيب الجاكتة قنبلة يدوية كنت قد احتفظت بها عند تجهيزى حيث أنى أرفض فكرة الأسر وكنت أنوى أن أنزع التيلة لتنفجر فينا جميعاً فى حالة حدوث أى مشكلة .. ولكن مر الأمر بسلام واستمرينا فى السير عبر الوادى إلى نهايته ووصلنا نهاية منطقة جبال (العاط الغربى) وهى منطقة مرتفعة تطل من بعد علي خليج العقبة وكان المفروض أن نستمر فى السير إلى جبل الجعيدة والذى يطل على خليج (العاط) حيث منطقة (رأس نصرانى) .. والتى من المفروض أن نستطلع منها هل كان هناك مطار من عدمه. إلا أن الدليل أخبرنى أن المسافة طويلة وأن النهار سيطلع علينا ونحن فى أرض مكشوفة فمكثنا فى منطقة جبل (لعاط الغربى) على قمة جبل مرتفع داخل إحدى الخيران .. وعند طلوع النهار بعد ساعتين اكتشفت أن جبل (الجعيدة) قريب منا على مسافة مسيرة ساعة .. أى كان من الممكن الوصول إليه أثناء الليل لتنفيذ المهمة .. وهنا أحسست أن الدليل يخشى الاقتراب أكثر من ذلك .. والذى أكد لى ذلك أنه عندما تبادلنا كالعادة النوم والحراسة .. اكتشفت أنه فى أثناء حراسته ونومى أنه قد أفرغ المياه التى كانت معنا حتى أضطر للتصوير والاستطلاع من بعيد .. حيث أن مكوث يوم آخر سوف يعرضنا للعطش ثلاثة أيام بدون مياه .. وكانت إمكانيات الكاميرا التى معى لا تسمح بذلك والتصوير من هذا البعد .. وقد رأيت من هذه المسافة أن منطقة رأس نصرانى والمحيطة بخليج العاط بها مبانى مما يدل على أن هناك مطارًا .. خاصة بعد أن شاهدت إقلاع وهبوط طائرات مقاتلة من هذه المنطقة وهنا قررت أن أقطع هذه المسافة المفتوحة إلي جبل (الجعيدة) فى عز النهار وكان قرارى هذا فى الساعة الواحدة ظهرًا .. وكانت المسافة حوالى 5 كم .. أى ممكن قطعها فى ساعة زمن .. ورفض الدليل هذه المخاطرة فذهبت وحدى حيث وصلت جبل الجعيدة فى الساعة الثانية والنصف لأراقب حركة المطار من بعد حوالى 1 كم تقريبًا .. وبدأت فى تصوير المطار وعمل بانوراما كاملة له وتصوير حركة هبوط وإقلاع الطائرات .. وفى وقت المغيب صـورت

 


سيارة مكروباص تحمل أفرادًا وتخرج بهم خارج المطار فى اتجاه شرم الشيخ والتى كانت تبعد حوالى 20 كم من المطار وعندما حل الليل عدت إلى مكان الدليل والذى قابلنى عند العودة فى منتصف الطريق بالصدفة .. حيث كان يسير على آثار أقدامى وكان على أن أواصل السير فى نفس الليلة للعودة عند نقطة البداية والتى تركناها منذ أربعة أيام .. وفى نفس الوقت يجب قطع العودة فى يومين بدلا من أربعة على الأكثر وذلك لعدم وجود نقطة مياه معنا – وبالتالى يجب السير نهارًا مجازفاً بعنصر الأمن .. كذلك قررت تغيير خط السير حيث تعرضنا لخيمة الحراسة الإسرائيلية عند نقب العاط .. كل هذه القرارات اتخذتها بعد نجاحى فى تصوير مطار رأس نصرانى بثلاثة أفلام والفيلم 36 صورة.

وفى أول ليلة للعودة لم أعتمد على الدليل وبدأت السير بالاتجاه العام باستخدام النجوم والجبال متجنبا الوديان .. ومن المعلوم أن السير فى الجبال ليلا فيه صعوبة ومجازفة – ومع بداية ظهور أول ضوء أخذنا راحة فى أحد المغارات لكى نعاود السير فى النهار .. ولكننا استيقظنا على صوت طائرة هليكوبتر تجوب الجبال وهنا أيقنت تماما أن الإسرائيليين شعروا بوجودنا وأنهم يبحثون عن أى تحركات بالمنطقة. وعندما هدأت حركة الهليكوبتر بدأنا فى السير نهارًا عبر الجبال وفى الاتجاه العام لأول مغارة كنا قد مكثنا بها والتي بها بئر مياه .. وعندما كنا نسمع صوت الطائرة الهليكوبتر كنا نعاود الاختفاء بين الصخور – واستمر الحال على هذا المنوال طول النهار وأكملنا السير ليلاً إلى أن وصلنا إلى وادى تعالبى حيث المغارة الأولى وكان علينا أن نظل بها يومين بدون حراك حتى يأتى اليوم التاسع وهو يوم الالتقاط مع لنش الصيد.

لقد كان نشاط الهليوكبتر المعادى على أشده .. لدرجة أنه فى أحدى المرات وقفت الهليوكبتر محلقة على ارتفاع موازى للمغارة التى نختبأ بها .. ولكنها لم ترانا لأن الظلمة داخل المغارة تمنع الرؤية.

وقـد مـر اليومين فى انتظـار ميعاد اللنش بين القلق والملل .. لدرجـة أنه تربت صداقه بينى وبين بعض الفـئران الجبليـة الحمـراء .. فقـد كانت فى آخر يوم تأخـذ الطعـام من يدى مباشرة.

ومع العقدة التاسعة للدوبارة .. أى اليـوم التاسع هبطنا من الجبل ليلا إلى الأرض المكشوفة ولمسـافة 27 كم حيث منطقة (رأس جاره) المطلة على خليج السويس .. وعندما اقتربنا من المنطقة رأينا اللنش وكانت المفاجأة حيث شاهدت تجمع ما يقرب 12 – 15 فردًا قبالة اللنش وسمعت أصواتًا عالية .. فانتظرت فى مكانى وبدأت فى الاقتراب مستخدما كوديى الحشائش .. علاوة على أن طبيعة الأرض فى هذه المنطقة قرب الساحل بها مرتفع طولى رملى يشبه الجدار .. إلى أن وصلت لمسافة قريبة جدًا من هذا التجمع محاولا سماع أصواتهم لمعرفة هل هم بدو أم إسرائيليين .. فسمعت أن كل المتكلمين من البدو .. وكان صوتهم العالى فى محاولة لتوضيح ريس اللنش (حسين عايد) أنهم بدون أى عدو معهم .. وهناك ظهرت لهم وقابلونى بالأعناق وقال لى أحدهم أنا كنت عارف أنك موجود فى سيناء وذلك من أثر القدم اللى تركته على الرمال عند نزولى فى الذهاب .. وأنه يعلم أثر قدمى جيدًا أيام أن كنت شبه مقيم فى جنوب سيناء وقت أن كنت معلمًا بالمدرسة بجناح الجبال وكنا نتدرب فى جنوب سيناء .. المهم أنى طمأنت (حسين عايد) وأمرتـه بإرسـال الدنجي لكى نستقله إلى اللنش.

وعندما غادرنا الشاطئ وبعد ساعة تقريبا شاهدت مركب إسرائيلى عن بعد وكانت زاوية ظهور القمر على سطح المياه تساعد على إظهار المركب الإسرائيلى ..  فأمرت (حسين عايد) بإبطال موتور اللنش لعلمى أن حركة الموتور تجعلنا مكشوفين علي رادار مركب العدو .. وفعلا ضل العدو الطريق إلينا.

وبعد أن اطمأننت لذلك عاودنا التحرك فى اتجاه الغردقة .. وهنا أحب أن أذكر أن قائد اللنش (حسين عايد) أراد أن نتجه إلى جزر أبو طويلة القريبة من البر الغربى لخليج السويس .. وهى قريبة من جبل الزيت وذلك بعد أن ضل العدو طريقة إلينا .. وذلك لقربها والاختباء ضمن مراكب الصيد المصرية المنتشرة هناك – ولكنى رفضت بشدة .. ووصلت إلى استخدام العنف معه .. وفى صباح وصولنا للغردقة جاءت إشارة إلى مكتب مخابرات الحدود أن العدو هاجم الصيادين فى جزر أبو طويلة وأسر بعد الأفراد المشتبه فيهم – وهنا حمدنا الله وأيقنت أن العدو كان فى ترصد لنا منذ أن قابلت العدو الإسرائيلى فوق الجبال عند نقب العاط .. وذلك بعد تحركات هيلوكبتر العدو ومراكب حراسته فى خليج السويس.

وفى نفس اليوم تحركت بالعربة الجيب رقم 527 ملاكى السويس إلى القاهرة حيث إدارة المخابرات الحربية – وهناك تم تحميض الأفلام التي قمت بتصويرها وكتبت تقريرى والذى قدمته للواء (محمد صادق) والذى أرسلنى بالتقرير إلى رئيس فرع المعلومات المقدم جمال بركات .. حيث شرحت له كل شىء .. وتحدد تماما أن العدو نقل مطاره إلى منطقة رأس نصـرانى بدلا من مطار شرم الشيخ الذى سبق أن استولى عليه .. ويشـرف هذا المطار على خليج العاط والذى استبدلوه باسم خليج نعمـة .. وهذه قصة أخرى أحب أن أسـردها .. حتى يعلم المسـئولون مدى ما ننساق إليه من أخطاء أدبية وقومية .. وعسى أن تصحح الأجيال القادمة هذا الخطأ.

 

خليج العاط (نعمة)

    كما ذكرت من قبل أن خط سير المهمة إلى مطار رأس نصرانى كان من منطقة رأس جارة على خليج السويس إلى وادى العاط الغربى ثم نقب العاط إلى وادى العاط الغربى .. إلى أن ينتهى عند خليج العاط بخليج العقبة واسم العاط يقال أنه نسبة إلى العاطى وهو الله .. وفى قول آخر نسبة إلى قبيلة بنى عطية الموجودة على الجهة المقابلة على الشاطئ السعودى بمدنية تبوك وهى أحد القبائل العربية الكبيرة.

إلا أن الإسرائيليين غيروا اسم العاط باسم نعمة .. ونعمة هذه لها قصة .. وهى أن بنى إسرائيل بقيـادة (بن نون) وبعد وفاة سيدنا موسى .. قادهم (بن نون) إلى أرض الميعاد .. وكان العاصمة فى ذلك الوقت هى بلدة أريحا .. فضربوا خيامهم حول المدينة لرعى الأغنام وممارسة بعض الحرف مثل أى قبائل غجرية موجودة بجانب المدن – فأرسلوا بعضًا من نسائهم وكان أشهرهم سيدتين على جانب كبير من الجمال وهم رحاب ونعمة .. وقد أنشأو حانة فى بلدة أريحا يقام فيها السهر والرقص وشرب الخمر.

وقد أصبح سادة أهل أريحا وقادتهم من الحكام والمحاربين من زبائن هذه الحانة – وبعد فترة وفى مناسبة لأحد الأعياد أقاموا بالحانة حفلاً كبيرًا .. وسهر فيها هؤلاء القادة الفلسطينيين من أهل أريحا حتى الثمالة وهم فى حالة سكر ومجون مع هؤلاء الغوانى الإسرائيليات .. اللاتى أمعنوا فى مجونهن .. حتى فقد هؤلاء القادة السيطرة على أنفسهم.

وفى الفجر هجم قوم إسرائيل على الحانة وقاموا بقتل كل من فيها واستيقظ أهل المدينة ليجدوا أن بنى إسرائيل استولوا على البلدة .. ومن هذا التاريخ يمجد بنى إسرائيل هاتين السيدتين وغيرهن بإطلاق أسمائهم على المستعمرات والأماكن .. فقد سميت مستعمرة باسم رحابوت ومستعمرة باسم نعمـاتيات – وقد بدلوا اسم خليج العاط باسم خـليج نعمة ونحن بجهالة مازلنا نشـاركهم .. وصدق قول الشـاعر: (يا أمة ضحكت من جهلها الأمم).  تماماً عندما سـميت أسـماء الشركات التى أقامها مصـريون مثل مصانع ياسين للزجاج وشركات عبـود للملاحـة وطلعت حرب وبدلنـاها باسـم مصانع النصر للزجاج وشـركة النصر للملاحـة .. وغـيره .. وغـيره. وفى نفس الوقت تركنا اسم (بنزيون) أى (أبناء صهيون) على المتاجر والمحلات من الإسكندرية حتى أسوان .. ومن المعروف أننا نحارب الصهيونية.

أننا لم نكتفى بأن إسرائيل أطلقت اسم هذه المرسى على قطعة غالية من ارض الوطـن .. بل أطلقنـاه نحن على أماكن أخرى سياحية .. وفى إعلامنـا .. ووصـل الأمر بأنه تم أخراج فيلم لهذا الاسم.   

 

مطار الطور

     من المخطط أن يتم استطلاع فاعلية مطار الطور .. وهو أحد المطارات المصرية القديمة .. ولكن كان علينا أن نتأكد من درجة استعداده من قبل إسرائيل – وبذلك يكون تم تغطية القوة الجوية المؤثرة فى منطقة جنوب سيناء.

بعد أسبوع من العودة من مهمة استطلاع رأس نصرانى – رجعت إلى منطقة الغردقة وعن طريق مكتب مخابرات الغردقة والذى أنشئ فى خلال هذه الفترة الوجيزة تم التجهيز لهذه المأمورية والتى تولت التخطيط لها وقد اخترت أحد أبنائى بالصاعقة وهو الرقيب (محمد عبده موسى) لهذه المهمة وهو من الأفراد القـلائل الذين قابلتهم ويتمتعون بالذكاء والشجاعة والحماس والمبادرة فى آن واحد. وقمت بتلقينه خط سير الدورية والأماكن المحيطة بمطار الطور حتى يتمكن من أداء الاستطلاع بشكل وافٍ.

وتم دفعه من منطقة شمال الغردقة وهي منطقة الجمشة فى لنش الصيد الذى كان يقوده (محمد المبروك) المشهور بلقب (المجرم) ومعه دليل من قبيلة (المزينة) ويدعى سالم بريك وهو ابن شيخ (قبيلة المزينة). وكان المخطط أن يرسو اللنش قبالة قرية الصيادين جنوب مدينة الطور والتى أعلم أن الإسرائيليين قد دمروها وهجروا من فيها .. ثم التحرك ليلا إلى منطقة الجبانات والاختباء فيها وهى على بعد عدة كيلومترات من القرية .. وقضاء طوال النهار فى الجبانة لتصوير المطار .. ثم الانتقال ليلا إلى منطقة (الكرنتينا) حيث يتم الاختفاء فى مواسير المجارى المهجورة بمنطقة (الكرنتينة) وقضاء نهار كامل ليتم التصوير للمطار ورصد التحركات .. على أن يرجع فى الليلة الثالثة إلى منطقة قرية الصيادين ليتم التقاطه والعودة إلى منطقة الجمشة بخليج السويس. وقد تمت المأمورية بنجاح واستقبلته لأعد تقرير بما شاهده وما ظهر بالصور – وثبت أن المطار لا يستخدم كمطار حربى ولكنه يستغل كمنطقة إدارية وأن ما يهبط بالمطار هو طائرات النقل للتشوينات بالمنطقة بالإداريات اللازمة لمنطقة جنوب سيناء .. حيث ثبت أن مدينة الطور هى مركز للشئون الإدارية لمنطقة جنوب سيناء .. ابتـداء من رأس سدر حتى شرم الشيخ وأن بها قاعدة إدارية كبيـرة .. وقد تم تسليم التقرير إلى فرع المعلومات بعد أن عرضته على اللواء (محمد صادق) مدير المخابرات.

وقد ساعدت هاتين المأموريتين على إعادة نشاطى بالاتصال ببدو سيناء ومعرفتهم عن قرب .. وكذلك ببعض من أصحاب لنشات الصيد .. وقد أفادنى هذا كثيرًا فيما بعد فى المأموريات التى قمت بها فى جنوب سيناء وخاصة عندما خدمت بمكتب مخابرات الغردقة عام 1971 – وكذلك فى الأعمال الحربية على جنوب سيناء فى معركة أكتوبر 1973 حيث قمت أثناء خدمتى بمكتب مخابرات الغردقة بحوالى 24 عملية خلف الخطوط فى الفترة بعد إيقاف النيران عام 1970 – كما قمت بإعداد وتدريب مجموعة من البدو تقدر بحوالى 13 فرد من الشباب .. وتم تدريبهم على الاستطلاع والمراقبة والتصوير وزرع الألغام والضرب بالصواريخ .. وقد قامت هذه المجموعة بأعمال سيتم ذكرها فيما بعد.

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech