Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

عميد مهندس احمد رفعت - كبير مهندسي السرب 25 مقاتلات



(( مهندسوا  الطيران تعتبر الخدمة الخاصة بهم مساوية تماما للخدمة العسكرية  ))

كان ممنوع لنا الانضمام للقوات المسلحة بأختصار شديد و حصلنا على هذا القرار الجمهورى بأن ننضم  للقوات المسلحة

سافرنا الاتحاد السوفيتى تدربنا على هندسه طائرات الميج 21 و السوخوى 7 كنا 30 مهندس فى جميع التخصصات الخاصة بالطيران ثم بدأ توزيعنا فورا على التشكيلات كان ذلك فى 68 و كان فى اول الاشتباكات الجوية الموجودة فى ذلك الوقت
 اول توزيع لي كان فى اللواء 225 حيث اصبح اللواء 102 بعد ذلك
   (السرب 25 ) الذي كان (السرب 11) قبل 1967

فى ذلك الوقت الاشتباكات كانت فى الحرب الجوية بتسير فى صالحنا تماما وكان الطيار مصطفى شلبى الحناوى  قائداً للقوات الجوية
و تقريبا الفترة من يوليه 67 الى منتصف 69 او اوائل 69 الاشتباكات الجوية كانت لصالحنا تماما
و من اوائل 69 الى نهاية الحرب فى 70 كانت الحرب الجوية ضدنا تماما لكن فى جميع الاحوال سواء كانت الفترة الاولى كنا متفوقين على القوات الجوية الاسرائيلية  و دا بسبب تكتيك  و ليس بسبب اى شئ اخر كان قائد القوات الجوية رجل مقاتلات  و كان اسلوبه هجومى و كان موقفنا افضل لآن الهجومى كان بيحضر مسرح المعركة

اسر لنا فى احد الاشتباكات الطيار محمد عبد الباقى ، بعد هذا الاسروجدنا قرار سياسى اننا لا ندخل سيناء مرة اخرى و بدأ الاسرائيلين يأخذوا مباردة الهجوم فى ذلك الوقت كانوا بيجهزوا الاشتباكات و كانوا بيجهزوا الكمائن الجوية و كانت معظم  الاشتباكات نتائجها ليست فى صالح القوات الجوية المصرية لكن فى جميع الاحوال استفدنا استفادة كبيرة من خبرات القتال
تقريبا كل يوم  كان فيه اشتباك أو كمين فى العين السخنة او الزعفرانة بسبب الكشف الجوى الضعيف من جهتنا بسبب جبال عتاقة و كانت منطقة ممتازة جدا للكمائن الجوية  لانها لا تكتشف بالردارات المصريه فكنا دائما نقلع على الطائرات المهاجمة ثم  الكمائن الجوية الغير مرئية على الردارات التى كانت تهاجم و هى التى تتحقق الخسائر الكبيرة التى كانت تلحق بالقوات الجوية المصرية .
بعد حرب الاستنزاف و تولى الرئيس محمد انور السادات المسئولية اعاد للخدمة كثير من الطيارين من الذين كانوا فى السجون او  طردوا من الخدمة لأسباب سياسية
ثم اتى بعدها اللواء نبيل شكرى الذى كان قائد اللواء هناك  فى حرب 73 و كان قائد سربى انا شخصيا هو المقدم علاء شاكر الذين  طردوا من الخدمة و هذان الطيارون كانوا من ذوى الاوزان  الكبيرة و الثقيلة فى القتال و الاستعداد له
انا لا انكر ان اللواء نبيل شكرى و المقدم علاء شاكر كان لهم فضل كبير جدا فى المساهمة فى الاستعداد لحرب 73 بشكل هائل جدا

 كثير من الناس لا تعرف ان المهندسين هم الملاصقون للطائرات ليلا و نهارا لان الطائرة لها اطقم دائمة من الفنيين يتولوا التجهيز من صواريخ و ذخيرة  و وقود و اكسجين و ضبط اجهزة التنشين و عمليات الاصلاح و عمليات انقاذ فى حالة حدوث اى شئ و عمليات المساعدة فى الجو لو حدث اى طارئ للطائرة فى الجو و عمليات خدمة الطائرات لو نزلت طائرات مقاتلات بالقطع لازم تهبط اضطراريا فى المطار الخاص بك و ممكن تهبط فى ارض نزول و ممكن تهبط فى اى مكان فهذه العمليات ان تقوم بدعم فنى قتالى فى عملية كبيرة مثل حرب 73 فهى عملية شديدة التعقيد لأنها حلقة متكاملة من المهندسين والعمليات و الطيارين و الفنيين و الموجهين التى هى العناصر الاساسية
صحيح الطيار هو المهاجم الرئيسى فى هذه الحلقة لكن باقى الحلقات لا تقل اهمية و لا قوة فى رأيى انا شخصيا
 انا مررت بمواقف صعبة كثيرة كان اهمها الهجوم الجوى الاسرائيلى الذى ضرب مدرسة الصاعقة بأنشاص .

وقتها كل طائرتنا فى الجو و كانت عائدة ليس بها وقود و نحن كنا نعتقد ان قاعدة انشاص الجوية هى التى كانت تتعرض للهجوم لأن مدرسة الصاعقة و القاعدة الجوية كانا متلاصقتين تماما و الطائرات على ارتفاع 3 كيلو لا تعرف اذا كانت تهاجمك ام تهاجم جارك و كان اول مرة هجوم بقنابل الف رطل و شعرنا بالأنفجارات الهائلة لهذه القنابل و لكن الحمد لله
وفقنا الله على ان ندخل جميع الطائرات سالمة  و نبتعدها عن الممرات و كان من اصعب المواقف العملياتية الصعبة اللتى قابلتنى

بالطبع  انا أتذكر طاقم السرب و لا اريد ان انسى احد و ايضا اقدر على قول اسماء السرب 25 بالترتيب تماما
علاء احمد شاكر
حسين احمد عصمت البيومى 
احمد عاطف عبد الحى
محمد اسماعيل عويس
محمد احمد كمال الجندى
حسين ثابت عبد المعطى
محمد جمال الدين القاضى
صفاء نصر
ضياء الحفناوى
جمال لويس
مشرقى فوزى مشرقى 
بهاء فريد
مجدى خالد

انا أتذكرهم تماما بسبب كانت ايام شديدة البأس و كنا فى حالة  تواصل  روحى و انسانى كبير جدا

انا خدمت فى معظم المطارات و كان يوجد لوائين مقاتلات فقط اللواء 102 و اللواء 104 كانوا غير كافيين مطلاقا على التمركز و عمل غطاء للحدود المصرية بالكامل
ثم حدثت مشاكل الزعفرانة و رادار الزعفرانة الذى سرق ثم اتنقلنا الى بنى سويف لكى  نعترض أمام الزعفرانة وايضا ايام  شدوان .

 مما يعني أن  المهندسين بيطيروا مع السرب لم يمكثوا فى المطار كل السرب كتلة واحدة  المهندس و الفنى و الطيار كتلة واحدة مع السرب الخاص به  
بمعنى اخر ان سرب المقاتلات يتكون من مجموعة من الطيارين و مجموعة من المهندسين و مجموعة كبيرة من الفنيين متلاصقين لا ينفصلوا تماما .

 حياة المهندس اليومية داخل المطار من الاستيقاظ الى النوم  

كنا نستيقط فى الثالثة صباحا في وقت حرب الاستنزاف لتجهيز الطائرات لتكون جاهزة فى اول ضوء لآننا كنا لواء نهارى و ليس لواء ليلى و كانت عملية مجهدة جدا  و لنستمر فى الطيران و كنا نقوم بعمل Complete Check  على جميع الطائرات لآننا كنا فى حالة حرب (و متستحملش انك تقول ان الطائرة من امبارح كانت كويسة هذا التعبير غير وارد عندنا ) احنا لازم نعمل Complete Check  على الطائرة كاملة
و كنا بنحارب اثناء النهار و كنا بنتدرب طيران ليلى .

في  1967 انضربنا بنفس الطريقة بالضبط الذى قام الطيران الاسرائيلى بضرب الطيران المصرى على الارض سنة 56  بنفس الأسلوب اللى ضرب بـ 67 بالضبط و هى من الاحداث التى يجب تاريخيا انها تظهر و هناك اشخاص تقول انها انتصارات و هى غير حقيقية و لم تقع و اعظم حدث فعلناه كانت حرب استنزاف و حرب اكتوبر 73 و هذه الحرب كانت اعظم حرب فى تاريخ مصر الحديث من 200 سنة .

 المعارك اللى حضرتها مع السرب 25 معارك كثيرة جدا فى البداية كان يوجد ابطال كثيرين التاريخ العسكرى لم يذكرهم مثل فوزى سلامة و يحيى بدر و اناس كثيرين جدا الله يرحمهم و سامح مرعى الله يرحمه الذى سميت ابنى الكبير على اسمه و هؤلاء كانوا ابطال لهذة المرحلة يقينا . 

اللواء طيار احمد عاطف عبد الحى  الله يرحمه اسقط اول طائرة فانتوم و كان من السرب 25 كانت فى يوم الوقفة فى العيد الكبير سنة 69 و كان صديق حياتى كنا نعيش فى غرفة واحدة لمدة ست سنوات و نحن رفاق
يوم استشهاد سامح مرعى عصيب فى حياتى كنت احب هذا الرجل حبا شديدا و لكن  الايام  المضيئة فى السرب 25 كانت كثيرة و لكن يوم الهجمة الجوية الاولى فى 73 كان يوم لا ينسى فى تاريخ حياتى و فترة الثعرة بالكامل من يوم 14 اكتوبر ليوم 24 اكتوبر هى امجد فترة على الاطلاق فى تاريخ القوات الجوية  و هى لم يؤرخ لها عسكريا لآنها هى الفترة الحقيقية التى حافظت على النصر الذى تحقق فى اول الحرب لأن لم تكن هذه العملية البطولية الشديدة التى تمت فى ظل تفوق واضح للقوات الجوية الاسرائيلية تمت بكفاءة عالية جدا اعتقد كان مصير الحرب كان سيؤرخ لها بشكل اخر تماما انه هزيمة عسكرية حدثت لمصر.



  - حرب أكتوبر

 عرفت ميعاد الحرب بالصدفة كنا منقولين لمطار الغردقة لتجهيز الضربة الجوية الاولى الموكل لنا لضرب مطار رأس نصرانى و كان لدينا تشكيل ميج 17 يطير في  حماية الميج21  MF اللى اقلعت من وادى قنا فى ذلك الوقت لضرب مطار رأس نصراني أيضا.
الميج 21 مقاتلة قاذفة و كان دورها القصف الجوى  و كان وحدة الميج 17 كانت وحدة تدريب و كان فيها شباب صغير جدا و انا قلبى كان ينفطر عليهم لأشتراكهم فى العمليات فكانت فى اشياء غير متاحة استكملنها فيما بعد.
  و اعطيت الاوامر فى غرفة العمليات لتبليغ قائد المنطقة بأننا مستعدون لآى اوامر لآن محدش كان يعرف و فوجئت طائرة اليوشن-14 و معاها مظروف و بدأ يراودنى الشك ان هذا المظروف فيه ميعاد امر القتال .

وقفت بشكل كان فضولى شديد جدا لآننى كنت اعلم بفتح الظرف و اجد الميعاد و تم فتح الظرف قائد المنطقة الجنوبية و انا لاحظت موعد الضربة لم يكن عندى شك مثل  كثير من زملائى لآن كثيرا منهم عندهم شك ان هذا احد مشروعات الحرب لآننا كان لدينا مشروعين كل سنة مشروع فى الخريف و مشروع فى الربيع فكانوا بيعتبروه مشروع و انا كنت بعتبره العملية الحقيقية لأسباب انا مقدرش اقولها لآنها تعتبر اسرار للقوات الجوية المصرية

رأيت ميعاد الحرب بالمصادفة او بالفضول و حتى قائد المنطقة ارتبك و كان متعجل بفتح الظرف ففتح الظرف و قام بطيه بسرعة خشية معرفة ميعاد الضرب .


و بعدها  قالى لي (( يا احمد فى اى حاجه تانية جهزت متاكد انك جهزت و قالها بشكل حاد لآن العملية مش لعب عيال بكرة  قولتله جهزت يا فندم ))
عندما خضنا الحرب مع انور السادات كان كل لواء و كل وحدة عسكرية لها امر القتال الخاص بها تعرف ( هاتحارب مين و فى المكان الفلاني و ايه اللى معاها و ايه اللى ضدها و ايه كل مستلزمات هذه الحرب ماتمتش مجهلة و كل لواء عارف هايعمل ايه بالظبط انما الحرب المجهلة دى حرب وهمية نتيجتها الهزيمة المؤكدة احنا عرفنا يعنى ايه حرب مع انور السادات و المشير احمد اسماعيل و المشير الجمسى الله يرحم الجميع عرفنا الحرب الجوية النظامية و الحرب العسكرية النظامية )) .

 انا لا اكتم الخبر على قائد السرب (علاء شاكر)  ( انا قولت مقدرش اشيل الخبر ده لوحدى و كان اول مرة فى حياتى اشعر ان الحمل ثقيل جدا فرحت لقائد السرب قولتله فى كذا كذا كذا حصل انى انا عرفت ميعاد الحرب قالى متقولش الكلام ده لحد لآن الناس دى مش هتنام طول الليل هايبقوا بكرة مجهدين جدا  فمن فضلك متقولش الكلام ده لحد ))
(( قالى ايه رأيك يا حمد نروح للجماعة بتوع الميج 17 و نصلى العشاء سوا و تأمنا لأن العيال دى صعبانة عليا جدا العيال دى عيال صغيرين و كانوا هايشتبكوا و القديم فيهم كان ساجى لاشين و محمد على العيال دى هما اللى فاكرهم كله كان ولاد صغيرين و نصلى العشا سوا و نقعد سواه لأن بكرة محدش عارف  مين الحى و مين الميت روحنا و قعدنا كلنا فى الميز و كان ليه تراس كبير و انا امتهم جميعا فى صلاة العشاء و بكيت فى صلاة العشاء فهو بعد الصلاة قالى كنت هاتتكشف بما معناه اهدا انا تأثرت جدا من الموقف بتاع الولاد الصغيرين اللى كانوا هايخشوا الحرب بكرة فالليلة دى كانت ليلة مؤثرة جدا ))


ليلا  كتبت على كل الطائرات و كل الخوذات الايات القرآنية
بسم الله الرحمن الرحيم  "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ"  صدق الله العظيم

و الجميل فى الامر انى كان معي اتنين طيارين مسيحيين جمال لويس و مشرقى فوزى مشرقى
و مشرقى كان صديقى جدا  فقال لى مازحا  الايات دى بتجيب نتيجة ؟

قلت له - اه
قال لي -  اكتبها -  ثم اضاف-   على ضمانتك الايات دى بتجيب نتيجة ؟
قلت له على ضمانتى الايات هاتجيب نتيجة بأذن الله

جمعنا الطيارين صباحا  و أبلغناهم بالضربة الجوية الاولى و كان هدفهم ببدء الضربه الجويه بضرب مطار رأس نصراني ( شرم الشيخ )  فى جنوب سيناء

وبدأت الضربه الجويه المركزه وابلي السرب 25 بلاءا حسنا
(( و مكنش عندنا خساير زى ما راحوا زى ما رجعوا كان موضوع شديد السهولة و بعدها القوات الجوية الاسرائيلية غادرت جنوب سيناء تماما طلع للشمال او طلع لسوريا معرفش راح لفين بالظبط ))
لكن ظل السرب 25 في قنا ست ايام يطير فوق جنوب سيناء بدون اى اعتراض من اى طائره اسرائيليه  على الاطلاق و كنا نحس بالغيظ جدا لأن القتال فى اتجاه المحور الاوسط و الاتجاة الشمالى كان
وعندما سألنا عن حقيقة ابعاد السرب 25 في الجنوب  قالوا ان قيادة القوات الجوية قالت ان السرب 25 هو افضل اسرابها على الاطلاق و ان الحرب طويله بين الفريقين لاستنزاف البعض ومن يجىء  بدم جديد دم قوى للمعركه سيقلب الموازين .



وتحركنا  للشمال من يوم 13 اكتوبر مع بداية الثغرة
فالحقيقة تحمل السرب 25  الثغرة اللى بعتبرها اهم من الضربة الجوية الاولى 100 مرة ، كان معانا سرب الاستطلاع بقيادة اللواء طيار سيد كامل عبد الوهاب الذى تولى بعد ذلك رئاسة اركان القوات الجوية و كان فى طيار اسمه ممدوح حشمت كان جلب صور كاملة لعملية اختراق من اتجاه الشمال و الاتجاه الاوسط  (( و للأسف البيانات اللى جابها ممدوح حشمت متحللتش كويس و معرفناش نواياهم  كويس )) .

وكان من الذي صوره ممدوح حشمت  كان  الكوبرى الاسرائيلي  وهو يتحرك علي المحور الاوسط (( و احنا محللناش كويس و كنا عارفين ان فى حاجه هاتحصل بس ايه الحاجه دى مكناش قادرين نجمع ))

فترة الثغرة كانت متزامنة مع حصول اسرائيل على ثلاث اسلحة متزامنة
فى القتال الجوى كان الصاروخ AIE9 SideWinder  القتال الجو القريب اللى قلب المعارك الجوية تماما

و فى الهجوم الجو ارض كان  القنبلة التلفزيونية المافريك او الصاروخ الجوى الذي كان ينضرب من 35 كيلو او 40 كيلو و كان الموضوع ده يؤدي لاحباط للقوات البرية  بشكل مزعج جدا

و كذلك وصل لاسرائيل  الصاروخ التو Tow المضاد للدبابات و الذي كان مداه اكبر من الصاروخ المولوتيكا K11 Malyutka    و كان متفوق عليه فى مواصفتا كثيره و كان بيضرب الدبابات المصريه  من مسافه ابعد مما نتوقع  .


فالذي قلب الحرب كان الذخائر و لم يكن اسلحة فهو تطور نوعى فى الذخيرة المستخدمة و ليس تطور فى الاسلحة و هذا التطور كنا مؤهلين تماما اننا نتعامل معه كالسرب 25 لآنى انا بعتقد اننا كنا اساتذه القنص الحر فى القوات الجوية و احنا تعاملنا معاهم بالقنص الحر و عملنا لهم ازعاج فى الثغرة غير طبيعي حتى أننا  كنا نصد الهجمات الجويه علي  الجيش الثالث فى عقر سيناء

عندما كنا فى وادى قنا كان الكشف الردارى  ضعيف جدا فكان كل اعتمادنا على القنص الحر ففى هذه الفترة كانت فترة مفيدة لينا جدا فهى نمو موهبة القنص الحر لدى السرب 25
حتى الطيارين كلهم كانوا اصدقائى و يقولولى  (( هو انت يا احمد يا رفعت عايز ترجعنا للسيف و انا بقولهم يا جماعة انتوا اتقدمتوا جدا ))

 كنت أرصد تقدم فى مستوهم جدا فى القنص الحر فالقنص الحر فى التعامل مع الطيران الاسرائيلى بعد ما احدث هذا التفوق النوعى اننا كنا نحارب بأسلوب القنص الحر و نجحنا فى هذا الاسلوب نجاحا شديدا و لو كنا بنحارب بطيارة تانية غير Mig21 F-13  كانت كمية الخسائر اللى احدثناها فى القوات الجوية الاسرائيلية كانت ( اتسجلت فى التاريخ ) لأننا كان عندنا يقينا ان هناك 17 طائرة اسرائيلية ميراج و فانتوم فى وضع قتل مؤكد 100 % و الاصابات اللى فيها يا اصابات بالغة يا اصابات طفيفة جدا لأن المدفع بتاعنا  كان مدفع ماسورة واحدة ومعدل الضرب  Rate Fire كان ضعيف جدا مع خزينه طلقات ل 60 طلقه فقط عيار 30 ملم .

الصاروخ المافريك بالذات اثر على الجيش الثالث جدا و اثر على المعنويات  و قد زرت الجيش الثالث و كانوا من زملائي لهم مدافع دمرت  و كانوا منزعجين  لآنه لا يري  العدو اللى بيقاتلوه وفجأه ينقض عليه موت من السماء  يدمر المدفع ويقتل الطقم الموجود فيه

لكن الحل لم يتأخر كثيرا بالعلم والملاحظه ، فقد بدأوا  يتعاملوا مع الوضع بأسلوب و طريقة بدائية و هو براميل الاسفلت
ففي البدايه  كانت طلعات الضرب تسبقها طلعات استطلاع لآنه يجب الحصل على صور للموقع المراد ضربه ، و الصور تسجل فى القنبلة التليفزيونية المافريك و يتم التعامل بعد ذلك  مع الهدف فكانت المواقع اللى يتم عندها الاستطلاع تشعل براميل الزفت و الاسمنت فتقوم بعمل دخان شديد جدا كان يحجب الرؤية التلفزيونية الخاصة بالقنبلة و هذا كان التعامل الوحيد اللى كانوا يسيطعون فعله في هذا الوقت وادي هذا الي تقليل معدل الخسائر في الوحدات المصريه ،

أما بالنسبه للسرب 25 في تلك الفتره  فكنا بنقوم بطلعات و كنا بنعمل مجهود اضافى  فقمنا بعمل  1186 طلعة طيران فى الفترة من 14 الى 24 اكتوبر و هذا بالنسبة لنا رقم هائل كسرب مقاتلات

 من الاشياء التى اثرت فيا جدا طيار صغير اسمه مؤمن احمد مؤمن عياد  رحمه الله  استشهد فى الهجوم الجوى اللى حدث على مطار شبراخيت كان طيار مقاتلات فى السرب عندنا الميج 21 و انا كنت متوقع لهذا الولد ان يكون بطل هذا الحرب بلا منازع

فى 73 كان ممكن يكون نقيب كنت متوقع له انه يكون علامة فارقة من علامات هذه الحرب و للاسف الشديد بداية اتجاهنا للشمال هو اليوم اللى مات فيه لأننا فى الجنوب لم نحارب بعد ما اشتركنا فى الهجوم على مطار راس نصرانى يوم 6 أكتوبر لكن  بمجرد اننا تحركنا  على شبراخيت يوم 13 أكتوبر حدثت هجمة جوية مات فيها ظابط الامن و مات فيها مؤمن احمد مؤمن عياد ولم يمت بها عدد كبير و لكن انا بعتبر ان موت مؤمن كان بموت فرقة كاملة لو قالوا ماتت اهون عليا من خبر استشهاده ، وهذه الهجمة تصدينا ليها ببطولة و بسالة غير طبيعية

كانت  احد ابداعات العبقرية المصرية هى فكره  المراقبة بالنظر لكي يبلغوا عن الطيران المنخفض  وتم التبليغ بهجمه جويه علي ارتفاع منخفض وكان عدد من  الطائرات خرجت من باب الدشم وطائرات مصريه أخري حول الممرات فى المطار وكان الهجوم الاسرائيلي علي وشك الوقوع فقرر عدد من الطيارين الدخول للدشم مره اخري للوقايه من الهجمه الاولي ثم الاقلاع فورا وعدد اخر من الطيارين قرر الاستكمال نحو الممر والاقلاع معرضا نفسه للموت المحقق في وضع ضعيف جدا للطائره علي الارض في اول الممر  

الشهيد طيار محمد اسماعيل عويس و الطيار مجدى على خالد كانوا من الذين  طلعوا  وقفوا على الممر وهجمت طيارتين سكاى هوك وفتحوا الرشاشات علي الطائرات علي الارض مبكرا بحيث عندما يبدأوا الاقلاع تكون طلقات الرشاشات قد وصلت لهم  
و كانت من المشاهد شديدة الغرابة ان اخر طلقة فى الرشاشات  سكاى هوك انتهت من على بعد 2 متر من طيارة محمد اسماعيل عويس 
و الممر أصبح كله حفر صغيرة و الطائرةبترتج ارتجاج شديد جدا و كان اول مرة نهاجم بقنابل (بلى) فالمطار لا يوجد به تدمير  و لكن جميع الريداترات الخاصه  بالعربات ثقبت و جميع تانكات البنزين و السولار ثقبت و كان هناك طائرة خارج الدشمه لسبب ما (  خدت 189 خرم من البلى ده ، الطيارة  اتشلفطتت والاجهزة اللى فيها كلها فيها بلى هنا و هناك )
لكننا احططنا من  قنابل البلى  وعرفنا نتعامل معها وطلبت منا القياده خلال ايام الحرب اننا نكتب خبرتنا في تقرير و انا كتبت تقرير من اكبر و اطول تقارير خبرات القتال عن تلك الايام وفيه  كل شئ وكل ملاحظه عن كل ما رأيته حتي ولو لم يكن من اختصاصي 
من المواقف الطريفه خلال الحرب

كان عندنا طيار من اصل سورى اسمه حليم كان طيار هليكوبتر فكان يلبس 3 سلاسل سلسلة فيها نجمة اسرائيل و سلسلة فيها صليب و سلسلة فيها مصحف هو مسيحى اساسا
ايه يا حليم الموضوع ؟؟
يقولى اى حاجه فيهم تلطش المهم انا اطلع من الموضوع على خير
و كان اسمه حليم بلاعيم لانه كان موكل اليه ضرب ابار بترول فى بلاعيم


 

الختام .
اهم تكريم هو اننى اشتركت فى الحرب لم اكن اتخيل ابدا بأننى انا بهذه الوطنية الجارفة اللتى تنتابنى فى هذا السن ( ان انا ازاى هاكون بتفرج على هذه الحرب من مقاعد المتفرجين لم اكن اتخيل الموضوع ده خالص فربنا اكرمنى ان اشتركت فى هذه الحرب و ده كان اعظم تكريم اتكرمته )

و لكن اللواء 102 اتظلم ظلما كبيرا  احمد انور و علاء شاكر و كل الناس القائمين المحترمين لم يأخدوا حقهم و احنا الحمد لله اعظم تكريم اننا اشتركنا فى هذه الحرب

و الله ما كنا باصين بشكل شخصى انا اول مرة اتكلم فى الموضوعات دى
انا قولت ايه انا نذرت هذا العمل  فى اعمال كبيرة عملتها نذرتها لله سبحانه و تعالى و كان من ضمن الندر ان لا اتكلم به لا من قريب و ولا من بعيد و لكن بما ان الموضوع علمى و تأريخى يبقا لازم نتكلم.

دلوقتى الاسرائلين بينسبوا النصر ليهم و مسميين الحرب بــ Yom Kippur   و عايزين نعرف الشباب الصغبر اللى بيقرا على النت.


 حرب اكتوبر من يوم 6 الى يوم 14 اكتوبر و من بعد ما جتلهم هذه الذخائر  احنا لم ننهزم بفضل الله احنا فى بعض القوات اللى كان تدريبها عالى جدا جدا جدا زى السرب 25 استطاع ان يحارب هؤلاء الناس حربا شرسه ضارية احنا الـ Score  بتاعنا فى حرب الاستنزاف كان فى صالحنا مكنش فى صالحهم اطلاقا و لكن انا بقول يقينا مش تعصبا يعنى اننا كان عندنا اداء متميز جدا جدا جدا و اللى يشهدلنا اللى مش ممكن شهدتهم تكون مجروحة هما الطيارين اخواتنا و حابايبنا اللى رفقناهم طوال فترات حرب الاستنزاف و فترات حرب اكتوبر .

و انا الحمد لله ان ربنا هدانى انى اعمل حاجات كويسة و انا شاكر ربى كتير مش منتظر من اى حد اى حاجه وانا خرجت من الخدمة فى 1/1/1991 م .


 

 

 

 

 

 

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech