Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

البطل علي محمد أحمد - سلاح الاشارة

 

 

اسمي: علي محمد أحمد، من مواليد جنوب سيناء، وأسكن في مدينة الطور،

ولدت في عام ٢١ مايو عام ١٩٥٢، ثم انتقلت إلى السويس حتى أتلقى تعليمي الابتدائيحيث لم يكن هناك مدارس في طور سيناء، وبعدها انتقلت للمحلة وبعدها تقدمت للتجنيد في الزقازيق في فترة وموعد تجنيدي العادية، ومنه إلى مركز التدريب في الجبل الأحمر بالقاهرة سلاح الإشارة، ثم انتقلنا إلى دمنهور، وبعدها انتقلت إلى الكتيبة التي خدمت بها حتى نهاية خدمتي في المنصورة بالقرب من مطار "شاوة" لحماية المطار.

 

عندما أنضممت للقوات المسلحة ، كانت الروح المعنوية منخفضة جدًّا بعد النكسة، وكان الرئيس جمال عبد الناصر قد توفي، وكان لوفاته أثر نفسي سلبي على المصريين وعلى الوطن العربي كله، وبعدها جاء السادات وكان دائمًا يقول إننا سوف نحارب ويكررها بدون أن تحدث الحرب، وأيضا انعكس بالسلب على الشعب الذي كان في كل مره يصدق أننا سوف نحارب ولا تحدث الحرب،

 

وعندما انضممت للكتيبة وكانت "الكتيبة 409 - اللواء 102" في منطقة أجا حماية لمطار "شاوة"، لأنها كانت قاعدة صواريخ في الأساس وكانت كتيبتنا داخل أرض زراعية، وكانت تحيط بنا الترع، وكانت حركة الحيوانات والقوارض ليلًا مصدر قلق بالنسبة لمن يقفون بالخدمة، وخصوصًا بعد حادث جزيرة "شدوان".

 

ولم يكن يوجد بالنسبة لي ما يشير إلى أننا سوف نحارب، والحياة كانت حياة عادية، فمثلًا كنا نستيقظ صباحًا إلى الطابور ونقوم بعمل الخدمات المكلفين بها ونتناول التعيين الذي يتم صرفه لنا وننام، وكان كل شيء عاديًّا جدًّا.

كان سلاحي الشخصي عبارة عن جهاز إشارة رصد طيران ويرتبط بالكابينة الأم في الكتيبة، وأقوم برصد الطيران في الجو وأقوم بتبليغ الكابينة لَحْظيًّا بالبلاغ، وكل فترة كانت تقوم كتيبة الصواريخ التي نتواجد بها بعمل تدريبات ومناورات إلى جانب تدريبهم على سرعة فك وتركيب الأدوات والأجهزة والصواريخ المرتبطة بهم.

 

على المستوى الشخصي كنت أرى أن الجهاز الذي أخدم عليه سهل وبسيط، لأنني كنت أقوم بتسجيل الرصد يدويًّا في كشكول بعد أن أتلقى المعلومات التي على الجهاز وأحولها إلى الكابينة والتي كانت تقوم بالتسجيل إلكترونيًّا على لوحة،

 فمثلًا كنت أقوم بتبليغ عدد الطائرات وأنواعها وارتفاعها وسرعتها إلى الكابينة، والتي تقوم برصد الهدف والتقاطه ومتابعته حتى يتم إطلاق الصواريخ على الهدف والتعامل معه في حالة إذا كان الهدف معاديًا.

 

تعرضنا في مرة لغارة إسرائيلية أثناء بناء كابينتين، وكأن هذه الغارة كانت مقصودة وبناء على معلومات، وكان عدد تلك الطائرات 16 طائرة، وأسقطنا منها ثلاث طائرات عن طريق الصواريخ، وكانت القاعدة دائمًا مستهدفة من قبل العدو، وفقدنا الكثير من الشهداء.

 

أتذكر أثناء هذه الغارة كان يوجد في دشمتنا باش شاويش سعيد، وكان صعيديًّا من سرية النيران، وعندما حدثت الغارة أراد أن يخرج من دشمتنا ليذهب إلى سرية النيران ويقوم بالاشتباك، ولكن بكل أسف أصابه صاروخ بإصابة مباشرة لدرجة أن الصاروخ خلَّف وراءه حفره كبيرة، ولم نستطع أن نخرج جثته،

 

وكلما جاء اللودر حتى يقوم بإخراج الصاروخ لإخراج جثة الشهيد بعدها كان يصاب اللودر بعطل فأمرنا قائد الكتيبة بإيقاف محاولات الحفر وطلب منا أن نجعل المكان قبرًا لهذا الشهيد بداخل الكتيبة.

 

أحد الضباط كان قد أسقط طائرتين بصاروخ واحد وقد حصل على ترقية وشهادة تقدير، وأتذكر أنه كان من أبناء شبرا الخيمة واسمه محمد، وكان ما زال ملازمًا أول وقتها

 

 مع العلم أن الطبيعي أن يطلق على الطائرة ثلاثة صواريخ، وكانت الطائرات تسقط في الأراضي الزراعية، وغالبًا كان الأهالي يتوجهون إلي الطيارين الاسرائيليين بعد القفز ،  ويقومون بضربهم، بل ويكادون يفتكون بهم حتى تصل إلى المكان بعض القوات أو تصل إليه المخابرات، وكنا نقوم بمعاملة الأسرى منهم معاملة حسنة

 

علمًا أن الطيار الأسير صيد ثمين، ولذلك كنا نتجنب إيذاءهم بأي شكل، وكنا نقدم لهم ما يطلبونه من طعام وشراب.

ولم يكن بيننا وبين العدو مواجهات مباشرة إلا عند الغارات، وكانت حياتنا غالبًا عادية، وغالبًا لم يكن لنا خدمات، وكنا 6 أفراد: اثنان صباحًا، واثنان مساءً، واثنان إجازة، وكان لنا طابور تمام في الصباح، لأننا دائمًا يجب أن نكون مرتبطين بجهاز الرصد، وأتذكر أن التعيين كان عاديًّا جدًّا، وعندما قامت الحرب تغير التعيين وتحسنت جودته إلى جانب صرف سجائر لدرجة أننا كنا نرى الجبن الرومي واللانشون وحتى الأسماك لأول مرة أثناء فترة الحرب!

 

كان قائد الكتيبة المقدم "عزت عبد الله راشد" يسكن بجوارنا في المحلة مما جعل فترة خدمتي أسهل، وكان يعاملني معاملة حسنة لاعتبارات الجيرة، بالإضافة إلى حسن أخلاقه بصفة عامة مع أي فرد أو جندي.

 

في يوم السادس من أكتوبر أتذكر أني كنت نائمًا، وجاءني أحد الزملاء ليوقظني من النوم، ويقول لي: استيقظ، لقد بدأت الحرب! وتعجبت جدًّا لأن الطبيعي أن تقوم الحرب إما مع أول ضوء أو آخر ضوء!

 

 كان عندنا جهازان أحدهما أساسي والآخر احتياطي، وكنا نقوم بتشغيل أحدهما في مهمة الرصد، أما الآخر فكنا نقوم بتشغيله كراديو ونستمع إلى الاذاعة عن طريقه بعد أن نفصله عن الكابينة، وعن طريقه كنا نتابع البيانات التي تذاع في الإذاعة، وطبعًا بالنسبة للطلعات الجوية كنا نعتقد أنها طلعات تدريبية عادية.

 

أصبحنا في وضع استعداد بالشدة الكاملة وبالذخيرة الحية والسلاح حيث كان سلاحي الشخصي "كالروكوستاف" "البوسعيدي"، ولم يكن سلاحًا مفضلًا، بل على العكس كان يؤدي إلى حدوث الكثير من الحوادث، وكنا نتجنب وضع الذخيرة الحية أو الخزنة في الرشاش تجنُّبًا لأي حوادث، حيث قد حدث وأصيب أحد زملائنا وهو نائم في مكانه بعد نزول جندي آخر من سيارة خارج مكان نوم الجنود وتعلق السلاح بباب السيارة وأطلق دفعة طلقات في تجاه نوم الجندي فأصيب إصابات بالغة وتم نقله إلى مستشفى المعادي ولم نره مرة أخرى، وجندي آخر أثناء وقوفنا بأرض الطابور خرج من سلاحه دفعة طلقات على الرغم من أننا كنا نقوم جميعًا بتأمين السلاح، وقبل الحرب بفترة ليست بكبيرة تم سحب هذه الأسلحة وبدؤوا في تسليمنا رشاشات آلية روسية حديثة.

 

في وقت المعركة كنا لا ننام، وكنا دائمًا في وضع الاستعداد، وكانت تحيط بنا ثلاث كتائب مدفعية "سام 3" من جميع الاتجاهات، وكانت الطائرات الإسرائيلية تحاول اختراق منطقتنا ولكنهم فشلوا مرة بعد أخرى.

وقد سمعنا عن معركة المنصورة الجوية ولكننا لم نشترك فيها، وذلك يرجع إلى:

 

أولًا: إلى أن الاشتباك الصاروخي أو المدفعي يكون مُقَيَّدًا في حالة وجود طائرات لنا في الجو.

ثانيًا: أن الاشتباك كان بالأمر للكتيبة المعنية بالأمر المباشر وتصبح باقي الكتائب في حالة استعداد.

 

كنا نسمع أخبار المعركة يوميًّا في الإذاعة، كما أنها كانت تذاع في أرض الطابور صباحًا، وكانت مصر تعيش في حالة فرحة عارمة بعد بداية الحرب، وخصوصًا بعد أن أصبح وعد السادات حقيقةً وحاربنا بالفعل، وظهر لنا أن كل ما سبق كان إعدادًا جيدًا للحرب، وكانت خطة خداع استراتيجية محكمة.

 

وكنت أتمنى أن أشترك فعليًّا في حرب مباشرة مع العدو على الجبهة، ولكن كان لنا دور آخر.

وعندما بدأت تصل لنا أخبار الثغرة حدث عندنا موقف غريب جدًّا حيث قامت سيارة جيب يستقلها أفراد شرطة عسكرية بالوصول إلى نقطة في مكان قبل المنصورة مباشرة وتم القبض عليهم حيث اتضح أنهم إسرائيليون وقاموا بارتداء زي الجيش المصري واستقلوا إحدى سيارات الجيب المصرية، وقاموا باختراق كل هذه المسافة من الثغرة إلى المنصورة على الرغم أنها مرت على كثير من الكمائن.

 

كنا الكتيبة الوحيدة في مصر التي رصدت وأبلغت عن الطائرة التي مرت على مصر لمدة 20 دقيقة وقد أبلغنا بها، وأعتقد أنها هي التي قامت بتصوير الثغرة، وكانت بعيدة عن المدى المؤثر لنا.

أعتقد أنه لولا المقاومة الشعبية في السويس كانت قد سقطت السويس، ولكن دعم المقاومة الشعبية أدى إلى رفع الروح المعنوية للقوات التي كانت محاصرة في الثغرة.

 

بعد عدة أيام وبعد البدء في مفاوضات وقف إطلاق النار ومباحثات "الكيلو 101" كانت الأمور بدأت في الهدوء، ولكننا كنا على نفس مستوى الحذر لأننا من الممكن أن نتعرض لأي هجوم في أي وقت.

بعد ذلك أنهيت خدمتي حيث كنت قد استغرقت ما يقرب من خمس سنوات في الجيش.

 

أحب أن أقول إن الروح والهدف الذي أحارب وأقاتل من أجله عامل مهم جدًّا، فعلى الرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي وتَفَوُّق السلاح الإسرائيلي على السلاح المصري إلى جانب التحصينات الكبيرة التي كان الإسرائيليون يتحصنون بها إلا أننا تَفَوَّقْنَا على كل هذا بالإيمان بالقضية والروح العالية.

 

بالطبع قد اختلفت نظرة الشعب للجيش قبل الحرب وبعد قيام الحرب لدرجة أننا كنا نقوم بتموين السيارات الخاصة بالكتيبة من منطقة "الزنكلون: بالشرقية في رمضان وبعد المعركة كنا هناك في أحد الأيام أثناء وقت المغرب، وعند أذان المغرب شارك كل الأهالي في إطعامنا، وكانوا ينادون علينا لنأكل، ويقولون: "اتفضل يا بطل"، وكانوا يصرون أن نأخذ لباقي الزملاء من الجنود طعامًا مُشَارَكَةً منهم.

 

في الأول والأخير هذه خدمة وطنية إلزامية، فكونك تقوم بمهمة الدفاع عن أرضك وعرضك في حد ذاته هذا شرف،

 

وشرف كبير.

 

 

ادار الحوار وقام بالتفريغ  / يحيى مصطفى محمد حبيب ( عضو بالمجموعه 73 مؤرخين ) بمنزل البطل بالسويس منطقه الاتكه .

مراجعه لغويه / همام عرابى 

مراجعه تاريخيه / المجموعه 73 مؤرخين

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech