Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

البطل مصطفي احمد شحاتة

 

 

 أضغط للمشاهدة فيديو من قلب الفرقة الثانية مشاة 

 

 

من قاهرة المعز تبدأ الحكاية .........

حيث ولدت و نشأت وترعرعت، وبعد نكسة 1967 وبالتحديد في سنه 1970 توجهت لمنطقة تجنيد حلمية الزيتون حيث أننا كنا كشعب قد وصلنا لمرحلة من الضيق لان حقنا مغتصب و كانت الناس تنظر الى الجيش بشىء من اللوم و كانت نيتى و انا أقدم نفسي للتجنيد هي الجهاد ضد العدو الصهيوني وكان حبي للبلد هو الشيء المميز لهذه الفترة،

وبعد تجنيدي تم إلحاقي بمركز تدريب 1 مشاه بالهايكستب بجوار مركز المدرعات و الجنزير و ظللت هناك لمده شهرين و كنا نرى صف الضباط ( الخدمة الاساسية ) و نحن ان نتمنى ان نكون مثلهم و هم يرتدون الخوذات و الشدات في مشاريع الحرب وكنا سعداء بما يفعلونه أثناء المناورات و نتمنى ان نفعل مثلهم و كان التعيين ( الطعام ) فى مركز التدريب جيد جدا وبعدها انتقلت إلى قيادة عز الدين فى الفرقة الثانية مشاه بالاسماعيلية و تم توزيعنا على الكتائب و استقريت في اللواء الرابع مشاة

وكان كل التركيز في فترة التدريبات على العبور و كنا نتدرب فى ترعة الاسماعيلية و منطقة أخرى تسمى "البعالوه" وكان التدريب في البداية على قوارب خشبية حتى يتم رفع قدراتنا البدنية و العضلية إلى جانب قدراتنا على التحمل لأنه من المفترض أن نحمل القارب إلى القناة ونجدف إلى الضفة الشرقية منها و كان عدد من يحمل القارب الخشبى 10 افراد و ببساطه كنا حريصين جدا اثناء التدريبات و يقظين لأنه إذا سقط القارب سوف يؤذى او حتى يؤدى إلى وفاه احد الأفراد و لذلك كان التدريب على اصعب مستوى و طبعا كان التدريب على العبور فى مياه الترعة اصعب وكل ذلك مع الشده ( البطانية و التعيين و ملابس داخلية وسلاح وذخيرة ) و كان التعيين عبارة عن وجبه بها ارز و كيسين شاى و كيس لبن و 3 باكو بسكوت و 3 قرص وقود الى جانب التنوع ارز او فول او بلوبيف، و كان هذا التعيين لليوم كله بالاضافة الى السلاح و كان تسليحى الشخصى بندقية اليه

و كنا أثناء خدمتنا على القناه نجد ان من الاسرائيليين من يعرف العربية و اعتقد انهم اساسا كانوا يعيشون فى مصر و كانوا يحاولوا ان يستفزونا بالكلمات و الشتائم لهدم روحنا المعنويه و كنا نرد عليهم و لكن كان ذلك ضد تعليمات المخابرات

وفى إحدى المرات وأنا في الخدمة ليلاُ على القناة مباشرة قامت القوات الاسرائيلية بعمل مناورات كبيره لدرجة انى اعتقدت انها بداية حرب وان اليهود يفكرون فى العبور وفجأة وجدت بالقرب مني شخصين في الظلام الحالك فقمت بتثبيتهما وطلبت منهما كلمة السر فقالاها واكتشفت حينها أنهما قائد الجيش و قائد اللواء وطلبوا منى أن اعرفهم بنفسي فعرفتهم بنفسي فأشادوا بيقظتي و شجاعتي و قالوا لي انه لا قلق من المناورة الإسرائيلية وأننا كجيش كنا نعرف انها مناوره حسب إفادات قوات الاستطلاع وفى صباح اليوم التالي فى طابور الهتاف تم تكريمى و تشجيعى على ما حدث في الليلة السابقة.

كان النظام المتبع حينها أن يتم عمل مشروع حرب في أخر السنة وكنا نتدرب على مهمة معينه تحاكى المهام الحقيقية أثناء الحرب المنتظرة "حرب أكتوبر" حيث كانت مهمتنا هى الاستيلاء على " تبة السبعات " وكانت على بعد 1800 متر وكانت محسوبة بالمتر حسب ما وفرت لنا قوات الاستطلاع من معلومات

و كانت الروح السائدة بيننا كجنود وقتها هى روح الاخوه و لم يحدث اى مشاكل تعكر صفو هذه العلاقة الطيبه و قد شعرنا بالحرب قبل حدوثها بـ 10 أيام و قاموا بسحب الملابس الزائدة ولم يتركوا لنا إلا الافارول وبطانية واحده و مهمات الوقاية واعتقدنا حينها أن ما يحدث عبارة عن مشروع حرب ولكننا فوجئنا بأن سلاح المهندسين قد اقترب بالكبارى الى خط المواجهة على قناة السويس وكانت شركة عثمان احمد عثمان قد أنشأت جبال عاليه لتكون ساتراً لنا وكنا نستخدمها للاستطلاع فى نفس الوقت و كنا نختفى ورائها

و فى يوم 5 اكتوبر كنا نبنى ملاجىء للقوارب و كل فصيلة مشاه لها ثلاث قوارب و كان لابد لكل قارب من ملجأ و فى الليل تم سحب فصيله الى الخلف و بدأت حركة قدوم القوارب وجاءت تعليمات بنفخ القوارب و تجهيزها و استلم كل جندى منا ذخيرته، وفى صباح يوم 6 اكتوبر بدأ يومنا بداية عادية جداً و مارسنا نشاطنا الطبيعى و ذهب كل منا الى مهمته المعتاده حتى ان المطبخ كان يعمل وكأنه يوم عادى تماماً وقد كان يومها التعيين بصاره بدون خبز " و على الرغم من انه يوم من ايام شهر رمضان الا انه قد جاءت اوامر بأفطار الجنود من التوجيه المعنوي " وكان الضباط قد تسلموا خطابات مع تعليمات بعدم فتحها قبل الثانية ظهرا و كانوا يمزحون معنا بأننا سوف نعبر ونصل إلى قلب إسرائيل و سنحصل على الذهب كنوع من انواع المزاح إلى جانب أننا لم نتخيل ان تبدأ الحرب فى الثانية ظهرا فكلنا يعلم ان من تكتيكيات الحرب انها تبدأ اما مع أول ضوء أو مع أخر ضوء وفي تمام الثانية ظهرا بدأ الطيران فى ضربته الجوية و من بعدها بدأت المدفعية بقيادة أبو غزاله ( قائد مدفعية الجيش الثاني الميداني ) وكانت المدفعية تعزف سيمفونية عظيمه ومع الأسف لم يتم تسجيل و توثيق هذا الحدث و بعد انتهاء الضربتين الجوية و ضربة المدفعية بدأنا الهجوم، حيث كنا نتمركز أمام نقطة معدية نمره 6 وكانت مهمة كتيبتنا هي احتلال "تبة السبعات" وكتيبة أخرى بجوارنا كانت مكلفة بالنقطه التى تقع امام معدية نمره 6 و لكل منا مهمة محددة وكل كتيبه منا تعرف تماماً كل الاحتمالات حيث أن مهمتنا كانت تقتضى ان نعبر و نصل إلى "تبة السبعات" ونحتلها في مده لا تتجاوز ثلث ساعة من وقت العبور لان هناك لواء مدرع اسرائيلى يتمركز فى مطار المليز و كنا يجب أن نصل إلى التبة قبله وكانت قوات الاستطلاع تراقبه وافادت ان الزمن المستغرق للواء المدرع الاسرائيلى من مطار المليز إلى التبة هي نصف ساعة و لذلك تدربنا على الزمن الاقل و الخطوات السريعة لكى نتمكن من احتلال التبة لأنها كانت ذات اهمية استراتيجية حيث كان يوجد بها مرابض دبابات وهذه النقطة حسب موقعها كانت تمثل خطوره على مدينة الاسماعيلية اذا ما تم احتلالها من قبل العدو.

وأحب أن انوه إلى انه قد تم الانتهاء من مرحلة انشاء الكبارى مع الليل حيث ان هذه المهمه استغرقت وقتا طويلا وذلك لإزالة السواتر الترابية و تجهيز الكبارى الى جانب انى احب ان الفت الانتباه الى انه جاءت لنا علب تعيين القتال بعد ثلاثة ايام من مرور المعركة و قد تم تأريخها بتاريخ 1971 مما يعنى ان الحرب كان مخطط لها فى عام 1971 و لكن تأجلت لسبب ما

و فى الثانية والنصف تقريبا انطلقنا الى مهمتنا و قد عبرت على سيارة برمائية و لم نجد اى مقاومة تذكر حيث كانت النقطه الحصينه فى معدية نمره 6 قد اغلقت المزاغل بعد ضربة المدفعية و التزموا حصنهم وكنت قد صعدت الساتر لاكثر من 7 مرات حيث كان معى الغام م. د. "مضادة للدبابات" وكان لابد من تواجد هذه الالغام معنا حتى نتعامل مع الدبابات التى قد تتواجد فى طريقنا فكنت اصعد بلغمين و انزل لاخذ لغمين اخرين و هكذا ثم انطلقنا الى نقطة تبة السبعات وكانت المسافة كما ذكرت 1800 متر وقمنا بتأمين الموقع بالألغام و قمنا بحفر الحفر البرميلية لنبدأ التمركز وفى تمام السادسة مساء بدأ اللواء الاسرائيلى فى هجومه علينا متأخرا ثلاث ساعات عما كنا نعتقد، وانقسمت كتيبتنا لنسقين نسق اول ونسق ثانى و كان النسق الاول فى المواجهه و كنت فى النسق الثانى ولم تنجو من دبابات العدو بعد معركتها مع النسق الاول الا بعض الدبابات و توجهت دبابه منهم حيث اتواجد و اصبحت المسافة بينى وبين الدبابه 5 متر تقريبا و تحدث معى جندى برج الدبابة الاسرائيلية قائلا لى " غدا لا يعود عليك يا مصرى " بكل ثقة و غرور و كان بجوارى جندى يحمل ار بى جى و اخبرته الا يطلق اى شىء تجاه الدبابة لان القذيفة لن تعمل لقرب الدبابه منا و لان الحركة الميكانيكية للقذيفة لن تعمل وهنا بدأ الجندي الإسرائيلي يطلق نيران مدفعه الرشاش النصف بوصه بأتجاهنا و هنا تحركت فى اتجاه الدبابه حتى أغلق زاوية إطلاقه للنيران لان الطلقات جاءت من خلفي و بعدها تحرك فى اتجاه الشرق و بدأ يتركنا و توجه ناحية كوبرى الفردان و لكننا بدأنا في التعامل معه وقمنا بإطلاق الرصاص حتى نستطيع ان نقتنص اى فرد منهم و بدأ احد الجنود الزملاء بالتعامل ووجه له صاروخ فهد "مولوتكا" وأصاب الدبابة إصابة مباشره وبدأنا التعامل مع طاقم الدبابة فقفز السائق من الدبابة فطلبنا منه أن يستسلم ولكنه رفض وقاوم فلقي مصيره المحتوم وتبقى ثلاثة قفز اثنان منهم من الدبابة لخوفهم الشديد بعد أن اشتعلت النيران في الدبابة أما الأخير فبدأ فى التخلص من سلاحة وذخيرته بألقائها فى نيران الدبابة المشتعله ثم استسلم لنا ، ولم تعبر أو تفلت منا أية دبابة أخرى، وفى الصباح الباكر علمنا أن كتيبتنا قد قضت على ثمان دبابات إسرائيلية ورأينا حطام هذه الدبابات من حولنا ثم علمنا أن الكثير من النقاط الحصينة قد استسلمت و سقطت بين ايدى قواتنا المسلحة حتى ان زملائنا كانوا قد حكوا لنا ان نقطة كوبرى الفردان الحصينة رفضت التسليم فقام الجنود بألقاء جراكن السولار داخل النقطه واطلقوا النيران عليها لتشتعل وتسقط بعدها النقطة بين أيدي رجالنا، ظللنا في تبة السبعات وهى منطقة رأس كوبري حتى استكملنا الذخيرة والعدة والعتاد ثم استطلعنا موقفنا في المنطقة التي نواجهها لان طلقات الار بى جى قد نفذت منا وتحتم علينا أن نعيد تزويد أنفسنا بالطلقات اللازمة

و فى يوم 9 أكتوبر جاءتنا الأوامر بتطوير الهجوم و اصبحت مهمتنا التالية هي "تبة الشجرة" و لم نلق أي مقاومة تذكر بل على العكس كان الإسرائيليون يهرولون من إمامنا و كانت "تبة الشجرة" على بعد 25 كيلو متر من قناة السويس على ان يتم تدعيمنا بفرقتى مدرعات من الجيش الثاني والثالث ولكننا أوقفنا ذلك التطوير الجديد لان بحسب ما علمنا ان الرئيس السورى حافظ الاسد كان قد اتصل بالرئيس السادات ليطلب منه ان يساعده فى تخفيف الضغط عن الجبهة السورية وهو ما حال دون تطوير الهجوم مره اخرى وحتى ذلك اليوم كان الرد الاسرائيلى عبارة عن غاره أوغارتين بالطيران على الأكثر فى اليوم و لكن من يومها بدأ العدو فى زيادة أعداد الغارات علينا وطبعا كان ما حدث هو سبب الثغرة لانه قد تم الدفع بالفرقتين المدرعتين الفرقة الثانية والفرقة الرابعة مدرعة ورأينا مدى الخسائر التي لحقت بالفرقتين فقد تم تدميرهم تدميراً كاملاً ورأينا بعد فض الاشتباك الاول اكثر من 200 دبابة مصرية مدمره و اكثر من 300 دبابه اسرائيلية مدمره في القطاع الأوسط.

 

 

 

أما في تبة الشجرة فقد كنا نتعرض لهجوم بالدبابات والمدرعات وكان العدو دائما مايختار اضعف المناطق في خطوطنا لاختراقها مثلا الفواصل بين الفرق أو الكتائب لان انتشار الكتيبة في الدفاع يكون من 150 متر إلى 200 متر كانتشار عرضي لعشرة أفراد أما في الانتشار الهجومي تكون المسافة اقل و كنا نتعامل مع الدبابات و هي على بعد 1000 متر و لم نكن نرى أية قوات مشاه إسرائيلية إلا نادرا جدا وفقط لمجرد إنقاذ أي جنود أحياء من الإسرائيليين و ليس للاشتباك مثلا أو غيره،

وكنا نقاوم الدبابات مقاومة عنيفه جدا لدرجة ان العدو اصبح يتجنب الهجوم بأتجاه الفرقة الثانية لكثرة خسائره في منطقتنا مع هروب الناجيين وكان قائدنا هو العميد حسن ابو سعده و كان اللواء 117 مشاه ميكانيكى هو اللواء الذى اسر عساف ياجورى حيث انهم قاموا عن طريق سلاح الاشاره بعمل كمين بعد معرفة ترددات العدو و تم اسر عساف ياجورى.

وفى إحدى المرات أخبرتنا قوات الاستطلاع بإختباء ثلاثة من الجنود الاسرائيليين تحت سيارة مدمره منذ 1967 بعد ان تم تدمير دبابتهم و انهم فى انتظار الليل حتى يتمكنوا من العوده الى وحدتهم فقام مجموعه من الزملاء بالذهاب إليهم والاشتباك معهم و تصفيتهم و استولوا على اسلحتهم وباقى متعلقاتهم واتذكر احد زملائى المقاتلين الشهيد عبد النبى وكان قد جمع اكثر من 22 ساعة يد ( للذكري ) من الجنود الاسرائيليين الذين قد تعامل معهم و قام بتصفيتهم و لكنه استشهد في يوم 17 اكتوبر اثر القصف الاسرائيلى العنيف في ذلك اليوم.

كان الطيران الإسرائيلي يشن غاراته يوميا علينا بطائره أو اثنين وبعد يوم 14 أكتوبر جاءت دبابة سنتيريون صناعة فرنسية و يتم حماية الجنزير بجوانب واقية و تعطلت أمامنا وتركوها الجنود و بسبب هذه الدبابة اكتشفنا ان امريكا بدأت فى الجسر الجوى و بداية تدخلها لمساعده اسرائيل لانها كانت دبابه جديده و لم تكن قد سارت الا عدد قليل من الكيلو مترات و كانت على بعد كيلو متر من المنطقة التى نتمركز بها كما افادت قوات الاستطلاع و تم تكليفنا بإحضار الدبابة فتحركنا ليلا وأحضرنا الدبابة بعد ان تم قطرها عن طريق دبابه اخرى و واير صلب و وضعناها امامنا فى منطقة تبة الشجره و فى نفس اليوم تم تحميل الدبابة الى القاهره و بدأت الغارات تأخذ شكل اكثر كثافة بعد ان بدأ الدفاع الجوى المصري وحائط الصواريخ في السقوط بسبب هروب الدبابات الاسرائيلية الى الثغره لان الفرقة 16 قد سقطت و فقدت لوائين وكانت سببا مباشرا فى حدوث الثغره و بالتالى قامت الدبابات بتدمير مواقع الدفاع الجوى و تبقى اللواء 112 فقط وكان عن يميننا الفرقة 16 مشاه بقياده عبد رب النبى و الذى تم تعيينه رئيسا للأركان وكانت الفرقة 18 بقيادة فؤاد عزيز غالى و بعد تدمير لوائين من الفرقة 21 اصيب اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثانى بأزمة قلبية

و كانت هذا الاحداث بداية الهجوم الكثيف للطيران على مواقعنا و كانت اصعب هذه الايام يوم 17 اكتوبر حيث قام العدو بضرب شديد ومكثف لتدمير المدفعية م.ط. "مضاد للطائرات " و استشهد يومها منا 27 جندي إلى جانب الكثير من المصابين و كان انتقاماً رهيباً من الإسرائيليين على ما كنا نفعله معهم و كنا ندفن الشهداء بجوارنا الى ان تقدمنا فتم نقل الشهداء الى منطقة الشهداء في الإسماعيلية، كانت تبة الشجرة بالنسبة لنا هي تبة الموت و جاء الينا قائد الجيش الثانى ليرفع من معنوياتنا وكنا نبكى ليس خوفا من الموت و لكن حزنا على فراق زملائنا فقد استشهد زميلاي عن يميني وأيضا عن يساري "محمد يوسف" وكان يحمل ار بى جى وهو من دمنهور وكان السادات يومها سوف يقوم بإلقاء خطابه وقال لي الشهيد محمد يوسف انه سوف يتحرك ليحضر مياه لكى نقوم بعمل شاى أثناء استماعنا للخطاب وكان القدر المحتوم واستشهد و هو يحضر المياه و بعد انتهاء ضربة الطيران نظرت عن يسارى فوجدت ان طريقة استشهاده و هو يحضر المياه اهون من لو كان ظل فى مكانه حيث ان مكانه قد اصيب بأكثر من عشر قنابل بللى و كانت حفرته مازالت مشتعله بسبب طلقتى الار بى جى و قمت بأطفائهما بالرمال بعد فك الخرطوش.

كانت أمامنا تبة تسمى تبه عفان و تبعد عن تبه الشجرة بنحو كيلو متر واحد وجاءتنا أوامر بالسيطرة عليها لانها كانت تكشف الجيش الثاني لارتفاعها الكبير وكانت محاطة بألغام مضادة للافراد و كنا نخترق حقول الالغام و نميز بين الألغام الحقيقية والوهمية عبد مدقات قد انشأناها وأصبحت خط سير لنا اثناء اشتباكاتنا معهم وكان ذلك بسبب اننا كنا نريد ان نوفر الوقت لو كنا قررنا أن ندور حول المكان، ظللنا في تبة الشجرة فترة وعلما خبر الثغرة من الإذاعة ولم نشعر بأن الإسرائيليين قد نجحوا في الثغرة لأننا كنا مسيطرين على منطقتنا وقطاعنا و مع التعليمات كنا اذا رأينا اى دبابات للعدو على مسافات بعيده وخارج نطاق التعامل كنا لا نتعرض لها طبقا للأوامر.

كان عندنا يقين أن الثغرة سوف يتم القضاء عليها لذلك لم نتأثر نفسيا وفى نفس الوقت جاءت تعليمات بتشكيل فصيلة قوات خاصه لكى تذهب الى منطقة الجناين فى السويس و التعامل مع القوات الاسرائيلية و لكن اعتراض قائدنا كان سببا لالغاء هذا القرار و تطبيقة على جنود الفرقة الثانية مشاه حيث انه رأى أننا قد أبلينا بلاءاً حسناً وأتممنا واجبنا بنجاح حتى هذه المرحلة، وبعد توجه الإسرائيليين إلى الجيش الثانى تمهيدا للدخول الى الاسماعيلية تعاملت معهم مجموعتين من الصاعقة والمظلات المصرية و قضوا على كتيبتين اسرائيليتين بمدرعاتهم و عبر منهم الباقون ثم توجهوا إلى ابو عطوه لدخول الإسماعيلية ولكن هناك واجهوا مقاومة شديدة مما دفعهم لتغيير وجهتهم إلى الجنوب نحو السويس.

كان الشاذلي على ثقة بأنه قادر على تصفية الثغرة في أي وقت وكان الإمداد بالرجال هو وسيلة استعاضة القوات للجنود التى يتم استشهادها او اصابتها و كان الرجال او الجنود الجدد لم يأتوا بأي أسلحة معهم وكنا نعطيهم الأسلحة التي تبقت من بعد استشهاد اصحابها او حتى الاسلحة التى نستولى عليها من العدو وظللنا في مواقعنا حتى جاء توقيت الفصل الأول للقوات وتقدمنا إلى نهاية نقطة الفصل ثم الفصل الثانى و كانت على بعد 20 كم من تبة الشجرة وقمنا بعمل التحصينات اللازمة بها و نقط حصينة وكل نقطه حصينة كان بها فصيلة مشاه واستغرقنا لمده عام و نصف العام و بعد مرور عامين و كنت قد حصلت على ترقية اثناء احداث المعركة من قائدى " الرائد طلبه " من السيده زينب – و كان يحبنى جدا و ذهبت الى مدرسة المعركة الخاصة بالجيش الثانى لكى يتم تأهيلى للحصول على الترقية وبعد شهرين عدت لموقعي و بعدها بشهور قليلة تمت ترقيتى لشاويش فذهبت مره أخرى لأخذ فرقة وأصبحت مسئولا عن نقطة حصينة ولكنها كانت تختلف عن نقاط العدو الحصينة حيث كانت فى مناطق الجبال

و كانت الاتفاقية تنص على تواجد اعداد معينه من قوات المشاه فقط ، في بعض الأوقات كانت توجد محاولات من العدو الاسرائيلى لاستطلاع الموقف فى المنطقة الخاصة بنا وكان يقوم سلاح المهندسين الاسرائيلى بصنع ثغرات في مناطق حقول الألغام التي كنا قد انشأناها للتأمين وكنا نشتبك معهم لتحذيرهم من دخولهم إلى منطقتنا وكانت الفرقة دائما تجعل لوائين فى العمق و لواء فى الوحده و كان الرئيس السادات قد حضر عندنا عرض عسكرى و رأى القوات و ظللنا على عهدنا القديم بعمل مشروع للحرب سنويا و كان تدريبنا هو الاستيلاء على ممرات متلا و الجدي.

من الاشياء التى لا انساها هى انه عند اقتراب شعور الجندي الإسرائيلي من إحساسه بالموت كانوا يتخلصون من متعلقاتهم بإحراقها وإتلافها وان تم قتلهم قبل أن يفعلوا يتم الاستحواذ على متعلقاتهم للذكرى و فى احدى المرات كنا نحاصر دبابه و قام احد زملائنا بفتح الدبابه من اعلى ووجد تفاح و كان يريد ان يأخذ واحده و قام الجندى الاسرائيلى المصاب بأطلاق النار عليه ولكن الطلقة اصابت شحمه اذنه. لم نكن نخاف و كنا نحارب بدون القميص الواقي وكنا نسير أحيانا في الجبال وفى يوم كان بجواري 7 جنود اسرائيليين و كنت بدون ذخيره و مررت بجوارهم بدون ان يشعروا

كنا نفرح عند إصابة أي طائرة إسرائيلية وقد أسرنا اثنان من الطيارين الاسرائيليين وقعوا في نطاقنا وتم تسليمهم لأنهم يعتبروا كنزا ثمينا ولا أنسى أبدا ما حييت عندما قام احد زملائنا الجنود بالاذان لصلاة الفجر فى يوم 7 أكتوبر وما يزال صوته في أذني وكأني اسمعه ألان وكنا دائما نعتمد على القمر فى الايام التي يظهر فيها وفى الأيام التي يغيب بها الامر كنا نعتمد على الطلقات الكاشفة ولا أنسى انه قد تم صرف 4 جنيهات اثناء العبور كمرتب ولكن لم يتم صرف هذا المبلغ مره أخرى واكرر لا أنسى أبدا الضربة الخاصة بالمدفعية فقد كانت سيموفونية رائعة و كنت اتمنى ان يتم تسجيلها و توثيقها الى جانب تسجيل و توثيق العبور.

افخر بشدة بأنني انتمى للفرقة الثانية والتي تعتبر من أقوى الفرق في الجيش المصري في حرب أكتوبر وكان قد تم تصوير فيلم الرصاصة ما تزال فى جيبي في فرقتنا واستعانوا بنا في عمل بعض مشاهد المعركة في الفيلم.

انتهت فترة تجنيدي في عام 1977 وكانوا قد عرضوا على ان اكمل خدمتى و لكنى فضلت ان اعود مره اخرى الى حياتى المدنية و حصلت على شهادة عبور و لكن مع الاسف فقدتها مع باقى اوراقى التى فقدتها.

 

قام بالتسجيل والتفريغ / يحيي مصطفى محمد

مكان التسجيل / السويس بجانب شركه المعمل

مراجعه لغويه / ايمن حسين حافظ (عضو متطوع )

مراجعه تاريخه / المجموعه 73 مؤرخين

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech