Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

نقيب محمد ياسين الصولي - شئون إدارية اللواء 11 ميكانيكي

تاريخ الميلاد: 27 أغسطس 1949

مسقط الرأس: الإسماعيلية، ثم نقلنا القاهرة، في فترة من 20، 30 سنة.

الوالد كان يعمل في هيئة قناة السويس ولذلك كنا نعيش في الإسماعيلية فترة، ومن بعد 1967 طبعا التهجير ومثل ذلك ، الوالدة توفت وأنا طفل، إخواتي ستة، الحمد لله،

دراستي الإبتدائي، مدرسة "عمر بن الخطاب" - الإسماعيلية، ثم مدرسة الأميرية الإعدادية،

مدرسة السادات الثانوية،

كان عندي 7 سنين في 1956 أيام العدوان الثلاثي، كنا في الإسماعيلية، ناس كثيرون راحوا المقاومة الشعبية، حاولت أن أحصل على بندقية لكن لم أقدر، للدفاع عن المنطقة،...هاجرنا فقط، إلى محافظة الشرقية، هذه كانت بدايتنا في الشرقية، وبعد فترة وانتقل عمل الوالد في الزقازيق.

في 1967، كنت في ثانوية عامة، بيتنا اتضرب بصاروخ أو مثل ذلك، كنا على وشك الامتحانات، بعدها في خمس أيام في يونيو، تأجلت الامتحانات أسبوعين أو ثلاثة، رجعنا الإسماعيلية مرة ثانية نؤدي الامتحانات في نفس اللجان التي درسنا حسب أرقام جلوسنا، امتحنا ثانوية عامة وعدنا مرة أخري،

نزلت الإسماعيلية كذا مرة لكن آثار الضرب كانت محزنة جدا،

البيت، حالة من عدم التركيز، مابين الشغل، والدراسة، الامتحانات، ناس مقيمة في الشرقية، في الزقازيق، فكانت صعبة جدا، لم تكن سهلة،

بعد ثانوية عامة قدمت في كلية شرطة، وطبعا هناك نصيب في القبول أو عدم القبول، جاءتني كلية التجارة جامعة الاسكندرية، سافرت الاسكندرية، قعدت في المدينة الجامعية، 4 سنين، لدينا في العائلة حوالي أربع عسكريون، فيه منهم شهداء، الرائد يحيى محمد الصولي، كان في الفرقة 16، منطقة الثغرة، رحمه الله رحمة واسعة...

وله أخ، عميد، ويعيش في مصر الجديدة، اسمه يوسف محمد الصولي،

رحمه الله، محمد عبد العظيم الصولي، كان عقيد صاعقة ، تلقى فرقته في الصاعقة،... الحربية، بلبيس ، أخو زوجتي، الشهيد "سيد محمد سليمان بخيت" كان طيّار، دفعة 25 طيران، وكان في سرب عاطف السادات، (الذي عاد مرة ثانية عندما وجد الدبابات وأصابهم،...)

الحرب أخرت امتحانات الثانوية العامة أسبوعين ثلاثة،... خلصت الثانوية العامة ، وجاءني نتيجة التنسيق، جامعة الاسكندرية، وأنا خريج كلية التجارة جامعة الاسكندرية ، دفعة 1971 التقدير العام جيد، (يسمونه جيد مرتفع، أنا أقول جيد فقط).

أربعة سنوات، المدينة الجامعية، مظاهرات الاسكندرية عشان نحارب، دخلت الجامعة سنة 1968، مراراة الهزيمة منها تذوقنا حلاوة النصر في أكتوبر، والله يعلم،

مظاهرات 1968 كنت في سنة أولى، مظاهرات شديدة جدا، الناس عايزة تحارب، القوات المسلحة حاصرت المدينة الجامعية وحاصرت الجامعة في الشاطبي، وكانت المدينة الجامعية في سموحة،... كله أجازت، " تأخذ شنطتك وتتوكل على الله "،

كانت هناك طلبة تسافر في الخارج، عينهم مكسورة، دولة صغيرة كيف تضرب ثلاث دول،

1968، 1969، 1970، 1971، كان هناك بعض الطلبة (والعياذ بالله) يقصرون لا يدخلوا القوات المسلحة لأن من يدخل لا يعرف يخرج متى، هناك حرب الاستنزاف،

المدينة الجامعية بعيدة عن البحر، الطلبة، عدم رضا، عدم إطمئنان، وأين كانت القوات المسلحة، ربنا من يحاسب سبب الهزيمة في 1967 كان المشير عبد الحكيم عامر، سبب رئيسي، فترة أربع سنين الجامعة، فترة كلها مظاهرات، عدم رضا، عدم إطمئنان،

تخرجت، مايو 1971، دخلت الجيش في شهر أكتوبر 1971، ترشحت ضباط احتياط،

شهر نوفمبر، كلية ضباط احتياط "إسنا"، أخذنا فرقة أساسية، فرقة ضباط احتياط، فرقة أساسية في "إسنا"، ظللنا بها 40 يوم، بالضبط.

من الحياة المدنية للحياة العسكرية، من يشعر بمرارة الهزيمة (كنت في الإسماعيلية وشوفتها) فكان عندي حافز، لازم نفعل شيء، فدفعني ذلك للميل للحياة العسكرية،

نستيقظ في الخامسة والنصف صباحا، نعطي تمام الساعة السادسة، اختراق ضاحية، وجري، ثم تبدأ التدريس،

الأول في تلك المنطقة كان تعليم أساسي، كلية ضباط احتياط ( كانت في إسنا أولا، لم تكن في فايد بعد) 40 يوم، يسمونها مرحلة التعليم الأساسي للقوات المسلحة، تعليم أساسي، خطوة معتادة، فك وتركيب سلاح، ضرب نار،...

دفعة ضباط احتياط كبيرة جدا، الواحد تخرج حس أن " عوده نشف " (لياقة بدنية وجري،...)

في شهر ديسمبرتخرجنا، لنعرف أين نتوزع، تقسمنا مدفعية، صواريخ،... ربما لأمور تتعلق باللياقة والجسم والطول والعرض، وكشف أطباء. ترتيب ربنا في الأول والآخر،...

كنت مفوض أمري لله، أحب أن أكون قوات جوية، نقضي عليهم جميعا مرة واحدة.

الترشيح جاء، دفاع جوي، ذهبنا الي الاسكندرية على أساس أن فيه مدفعية ثقيلة، ومدفعية خفيفة، وصواريخ سام 7 (يسمونها الحية، أو الأستريلّا). الحية أولا كانوا يسمونها "أولاد خِضر"،

تخصصنا مدفعية، كنا على المدفع الـ 37 مللي، وفي تلك الفترة ذهبنا الي "مرسى مطروح"

وقالوا المدفعية الثقيلة في الاسكندرية، المدفعية الخفيفة (يسمونها المدى المتوسط) أو المدى المنخفض في مرسى مطروح،

ظللنا في مرسى مطروح 4 شهور، كانت في 1971 وقف إطلاق نار،

في 1972، أخذنا 4 شهور في مدرسة المدفعية الخفيفة، والصواريخ سام-7، والأستريلّا، في مدرسة مرسى مطروح، تبعد عن مرسى مطروح البلد حوالي، 15 - 20 كيلو، كنا نأخذ معلومات عن تكتيك عسكري، طبوغرافيا. فرقة تخصصية،

الأولى كانت أساسية، والثانية تخصصية (فرقة الدفاع الجوي)،

معنا مدرسون متخصصون في مجال التعليم العسكري، درسنا شيء اسمه "تمييز عدو"، طيران العدو، الهليكوبتر، فانتوم، سكاي هوك،... تمييز طيران،

تعليم الغُرَف، غرفة الإشارة، تبلغك (عن طريق اللاسلكي) الأهداف القادمة نحوك،

أربعة شهور ليست سهلة، في منطقة ليس فيها مياه حلوة، كنا نحصل على مياه روماني، كان هناك آبار رومانية، وآبار قديمة، كنا نطلع منها المياه،...

 

أحيانا منا من يذهب للقطار، يحضر المياه التي في القطار، مياه حلوة تأتي من القاهرة والاسكندرية

كنا في مرسى مطروح حوالي 400، كان معنا في المدرسة ضباط خريجين الاسكندرية، كنت أعرفهم، كانوا موجودين معنا في مرسى مطروح، مدفعية خفيفة، كل منهم توَزع على الجيوش والفِرَق والألوية،

تخرجنا وعلي أكتافنا رتبة ملازم، جاء توزيع مِن هناك، هذا جيش ثاني، وهذا جيش ثالث، توزعت جيش ثالث - ميداني، فرقة 7 مشاة، لواء 11 (مشاة ميكانيكي)،

كنا كتيبة 342 دفاع جوي، الملحقة على اللواء 11، تشكيلات برية،

عبارة عن ثلاث كتائب دفاع مدفعية خفيفة، وفصيلة حية إستريلا

من مرسي مطرح للقاهرة أجازة ومن القاهرة إلى السويس،

أول يوم علي الجبهة

الجيش الثالث في منطق اسمها "عجرود" قيادة الجيش الثالث،

يعطونك جواب، فحضرنا مبكرا، من وقت الظهيرة. كان يوم صعب علينا جدا،

ذهبنا الي السويس، عند تقاطع الكيلو 109، ننزل، تدخل إلى المدق 12، هذا طريق الفِرقة،

روحنا الأول قيادة الجيش، يأخذ جواب المدرسة ويعطيك جواب ثاني، إلى الفرقة،

ومِن الفِرقة نأخذ جواب موَجّه للواء، يوجهك للمنطقة التي تذهب إليها،

وجّهني للواء 11، وصلنا بالليل حوالي الساعة العاشرة والنصف، إيقظنا الضباط لنأخذ جوابنا إلى الكتيبة 342 دفاع جوي، تابعة للواء 11، تشكيلات بريّة.

وصلنا الكتيبة، منهكي القوى، طريق الأسفلت من عند الكيلو 109 يدخلك على نفق الشهيد أحمد حمدي، كان اسمه قبل ذلك المدق 12، لم يكن أسفلت من قبل.

مركز قيادة اللواء 11 ميكانيكي عند نقطة شرطة عسكرية اسمها الكيلو 30، منها تتمشى توصل إلى قيادة اللواء، استُقبِلنا ثاني يوم الصبح، وصلنا الكتيبة، معي زميلنا "حسني محمد محمد شلبي" هو توجة للسَريّة الثالثة، وأنا السَرِيّة الثانية،

قائد الكتيبة 342 كان "سند رمزي بسطا" كان من القاهرة، ورئيس العمليات رحمه الله "عبد الغني الجويلي" من المنوفية،

قابلنا قائد الكتيبة قبل أن نتوزع على السرايا، في أول يوم لنا على الجبهة أنهم سعداء بنا، بالتوفيق، أمامنا مشوار طويل، والفرج سيأتي بإذن الله،

 

 

أربعة أشهر، وأربعين يوم، خمسة أشهر قبل شهر أكتوبر... كان ذلك في شهر مارس أو إبريل، 1972،

تم توزيعنا شؤون إدارية، وهناك ملاجيء حديد، مكسوة شكائر رمل،... جلسنا في الرئاسة أولا، اليوم التالي قابلنا رئيس العمليات، ورئيس الكتيبة، أخذوا فكرة عما درسناه ، وزعونا على السرايا، " ربنا يوفقكم وإن شاء الله الفرج آت، هناك تدريبات تتم،... "

نزلت السرية، تعرفت على ملازم "أحمد فرحات" من القاهرة (ناحية رمسيس) كان ملازم أول وترقى نقيب، كان قائد سَريتي. ذهبت عليهم برتبة ملازم وبعد حوالي 6 شهور ترقيت ملازم أول.

بينك وبين القناة مسافة حوالي 10 - 12 كيلو، ونحن عند قيادة اللواء مباشرة، على أساس أننا دفاع جوي، مدفعية مضادة للطائرات، بالإضافة إلى الصواريخ الإستريلّا، المضادة للطائرات.

لا أقدر أن أوصف الشعور بالسعادة، من ناحية، ومرارة الهزيمة من ناحية، وأننا نريد أن نفعل شيء،...

اليوم الأول، قضيناه في رئاسة الكتيبة،

أول يوم شغل، برتبة ملازم أول، قائد فصيلة، كل ما تعلمته في كلية ضباط الاحتياط، ليس تعليم أساسي ولكن تعليم تخصصي، فك وتركيب المدفع، 37 مللي، توجيه جهاز التنشين، كيف تصيب أهدافك،

العساكر منهم مَن يقول ملازم جديد، وكان معي ناس من 1964، 1965 كانوا في اليمن، رجعوا ليخرجوا من الجيش ولم يحدث بسبب نكسة 1967،

ناس قعدت حوالي 14 سنة، لهم أولوية الخروج، أكبر مني في السن، خبرة أكثر على المدفع، ولكن طالما متمكن من معلوماتي...

كل ماتدربنا على المدفع فترة ليست كبيرة،

طاقم المدفع ستة (توجيه أفقي، وتوجيه رأسي، جهاز تنشين، يعمر، يحصل على ذخيرة)

مدفع على قاعده ثلاثية،

أول يوم لي في الكتيبة، متوتر قليلا، أي تبليغ طيران كنت أنظر في التلسكوب مباشرة على السماء. طبعا كانوا يعرفون تلك الأمور، لم أكن آلفها بعد ، هذا سنه 1972

أخذنا تدريبات مكثفة، مشروع سَرية، مشروع كتيبة، ومشروع لواء، ومشروع فِرقة،

مشروع فرقة أربعة أيام، من ضمنها عبور مانع مائي واقتحام خط بارليف، حفظنا المعركة حفظا تاما، وكل يوم ننتظر متى يمكن ان نجهز على العدو.

ومنهم من قضى فترة طويلة في الجيش، وكانت دَفعة قوية لإنجاز المهمة أولا وهي القضاء على العدو، كنا في غرب القناة، تدريبات عنيفة جدا، ونذهب قريب لمطار بلبيس، فيها رماية، نضرب نار، تطير طائرة وراءها بالون منفوخ ونضرب عليه، أخذنا أكثر من دورة تدريبية ضرب على الطيران، بالمدفعية،

أنتهينا من فترة التدريبات، وإلى مشروع الفِرقة، 4 أيام في الجبل لم نرَ النوم، هذا في مشروع الفِرقة، خلص تقريبا في 1973،

في شهر أكتوبر 1973، قبل 6 أكتوبر في شهر رمضان، جمعَنا قائد الكتيبة، الساعة التاسعة مساءا، 9 رمضان، يوم 5 أكتوبر، جاءتنا تعليمات القتال ... فرحة شديدة،

كنت أعرف أن هناك حرب من قبل ذلك، كيف؟

جميع مخازن القوات المسلحة، أولا، إيقاف أجازات ، فتحوا جميع مخازن القوات المسلحة، استكمال جميع خطوطك... من مواد، ذخيرة، بنزين، مهمات الفرد، وبالذات القناع (لأنهم يعرفون أن هناك نابالم، غازات، وما إلى ذلك)،

كان هناك نقيب إستريلا، اسمه "الحسيني فرجاني" من المنصورة، و صديقي الرائد "جمال المناخلي" كان صواريخ سام 6، وبجانبنا لواء صواريخ، أعتقد سام 2 وسام 3،

فيقول لي ليس هناك حرب، طبعا هو حضر حرب 1967، النقيب الحسيني فرجاني، صواريخ حية قلت لا، هناك حرب.

وهذا قبلها بأسبوع، استدعوا جميع الأسلحة الموجودة في ورشة الصيانة، ان كانت مدافع، سيارات،... استكمل كل خطوط إمدادك، من أول الفرد، للمُعِدّة، للسيارة...

قبل أسبوع، وإلى سبتمبر، نأخذ بنزين، وقود، عربية مياه، عربية تعيين، بقدر مايكفي، فقط. عربيات القتال ممنوع أنها تتحرك.

جمعَنا قائد الكتيبة ليلا يوم 5 أكتوبر، عرفنا ساعة "س"، ونحن الآن ساعة س ناقص كذا، ساعة "س-" تبدأ تعد تحركاتك الزمنية، التسلسل الزمني، أين ستكون موجود، نحن نتحرك مع قيادة اللواء.

في 6 أكتوبر كنت برتبة ملازم أول، مساعد قائد السَريّة الثانية، في الكتيبة 342. وكان معنا زميلي حسني محمد محمد شلبي، من بورسعيد، وكان في السرية الثالثة،

جاءتنا ساعة س - 16 (يَبقى 16 ساعة)، تبدأ من الليل تجهز نفسك، تحمل أغراضك، على أساس أن تكون جاهزا للتحرك، وتصل في هذا التوقيت للنقطة كذا والتوقيت بعده في نقطة كذا...

على الورق (قبل 6 اكتوبر) على الخريطة، ومع الخطة التي تم تنفيذها أن نتواجد في الأماكن التي تم تخطيطها، ومدافعك جاهزة تم تعميرها، معك طاقم مدافع 6، يمكن أن يضرب بالمدافع والعربية متحركة ، الطاقم راكب في العربة ، إن جاءت تعليمات فينتشرون يمين وشِمال، الطريق ، وينزل طاقم الـ 6، يوجهون مدافعهم على الطيران الإسرائيلي.

 

مهمتنا فقط حماية قيادة اللواء، وحماية المساحة التي نحن فيها، بارتفاع المدفع حوالي 6 ، 7 كيلو متر.

تعطي تعليمات تحرك، جهّز عربيتك، مدفعك،... لم نقل لهم أن هناك حرب، فقط نعرفهم جاءتنا تعليمات... ننفذ التعليمات إلى أن تأتي ساعة "س"، لم نقل لهم متى.

وتحركنا، مقبلين على مرحلة طيبة إن شاء الله، وربنا يقوينا، والله أكبر... ترفع معنوياتهم، وكانت أصلا مرتفعة،

سريتي كنت 6 مدافع، (6 لكل طاقم)، 36 فرد، قائد السرية كان ترقى نقيب، النقيب "أحمد فرحات" من القاهرة، أنا مساعدة

تُجَهّز أفرادك للتحرك، تحركنا من الفجر.

مرت الساعات، ترَقُب، أعرف ساعة الصفر، وهم لا يعرفون،

تجهز عربيتك، ومدافعك، يتم قطرها، طاقم المدفع موجود في العربية، جاهر للاشتباك، كل في مكانه، في دقيقتين أو ثلاثة، ويبدأ يوجه حسب التعليمات التي تأتيه من قائد السرية، ومساعد قائد السرية.

دور الكتيبة حماية قيادة اللواء، بالكتائب والمشاة.

اللواء عبارة عن ثلاث كتائب مشاة تقريبا وكتيبة دبابات وسرية نقل كبيرة،

فصيلة الحيَة بالذات ملاصق لقائد اللواء العقيد فاروق الصياد.

بدأنا نتحرك من الفَجر يوم 6 أكتوبر، إلى طريق القناة، يعطيك دور، أولويات للعبور، وثبات، تقف فن مكان، وثبة... وهكذا،

على أساس أن قائد اللواء يعبر أولا بالعربات البرمائية البي-كيه BK ، والدبابات البرمائية، وأفراد صاعقة تم إبرارهم خلف خطوط العدو.

نتحرك خلف المشاة (مع قيادة اللواء) يقول لك انت مع كتيبة 32، انت كتيبة 34، كتيبة 35. كانوا ثلاث كتائب. وكتيبة الدبابات تعبر أولا (المركبات المدرعة تعبر أولا) نحن أسلحة دعم، نتأخر بعدهم قليلا.

الفجر، تحركنا، الوثبة الأولى، قربنا في اتجاه قناة السويس.

وصلنا منطقة التجمع، تبعد عن القناة حالي 5 - 10 كيلو، بلغت جنودي في هذا التوقيت ساعة "س" هي... ودورنا... وكنت قد علّمت الجنود تمشي على أي سرعة بالضبط، والدوائر، ألوان كي يتم فهمها بسهولة، علامة خضراء وعلامة صفراء وعلامة حمراء،...

أقصى فترة صعبة، مرت بعد ذلك، بعدما تركت السرية الثانية، كان قائد الكتيبة كلفني وقال أن رئيس شؤون الكتيبة قد مرض فجأة وأن أتولى مكانه.

وصلت مع السرية 10، 12 كيلو من خط القناة، وأعطاني أوامر بهذا فبدأت أتحرك من السرية،... وقال " انت تعرف تتصرف وملحلح شوية ".

كان بالنسبة لنا أي دور تقوم به لك فخر انك تشترك في تلك المعركة. نعرف بعض جيدا، في الكتيبة كل يوم نتقابل...

بالنسبة للشؤون الإدارية، أهم شيء تسليح مضبوط،... كنت شديد الأول معهم، معك كبار أربعينيات وخمسين سنة، باشويش، صول،... من فضل ربنا سبحانه وتعالى علينا عرفوا شخصيتي وأنا في الكتيبة وعرفوا أني منضبط، الحمد لله.

تعيينات، مجهود،... نستكمل كل هذه الأشياء، في الفترة ننقل ونجهز عربيات الشؤون الإدارية، كي تحمل جزء تعيين، جزء وقود، (ساعات قبل الحرب) هذا الأمر نزل، بُلِّغت به من رئيس العمليات بعدها بساعات.

هناك عاملون بالقوات المسلحة شاويش، أو باشاويش،... يتابع تلك الأمور، قعدت معه ودرسنا، وتممت على التعيينات، والوقود... أكمل دور قبل الحرب ساعتين.

من الليل، أخذت الأمر، أطلع مع السرية، وتقابل أفراد الشؤون الإدارية في هذه النقطة...

لم أنتظر، أخذني الحماس الشديد وهذا الله يعلمه، أخذت العربية وطلعت إلى ضفة القنال، أرى منظر العبور، لأن كانت المسافة صغيرة، ليست كبيرة، أخذت عربية يونيماك - الألماني،...

كان هناك سرية رشاشات 12.7 ملم ، وجدت البراطيم ( اجزاء الكباري ) يتم فرشها، والخراطيم الناحية الثانية لتفتت الرمال لفتح ثغرات، سلاح المهندسين، منهم من توفى في هذا الموضوع. يدخلون مواسير ديناميت، أولا يبطلوا مواسير النابالم، ويضعوا مفرقعات من تحت أسلاك الشائكة، يفجرونها، تصنع فتحات... (طوربيد البنجلور)

لهم دور كبير جدا، فرشوا حصائر حديدية في الأماكن التي فيها غرز للسيارات ،...

كنت سعيد جدا، ترى سماء النصر، الساعة 2 ظهرا، الطيران 4 طائرات ذاهبة، 4 آتية،... طوال الوقت، وضربة مدفعية، جميع أنواع المدفعيات كانت تضرب، هاوزر، مدفعية ثقيلة،...

التسلسل الزمني، وصلنا الظهر، مع الشؤون الإدارية وصلت إلى نقطة قريبة من القنال لأن كان هناك كتائب مشاة كانت عبرت مع البرمائيات، وبدأت عربية قائد اللواء تعبر من فجر يوم 7 ، وصلت للساترالترابي، رأيت الدبابات ، العبور، الكباري يتم إنشاءها، الخراطيم تعمل،

دوري كضابط شؤون إدارية، الفرد معه على الأقل تعيين يوم، ومعنا عربية توزع على السريا كلها، عربية تعيينات تلف على السرايا الثلاث، ترسل لكل منهم علبة تعيين،

معي زمزمية مياه، وهناك عربة مياه، وجراكن مياه، وعربة تعيينات معنا في السكة.

عبرنا ثاني يوم، يوم 7 تقريبا، لابد أن يكون هناك تنسيق، واتصالات بين قائد الكتيبة، ورئيس العمليات، والكتائب، والشؤون الإدارية، كي تعرف أين نحركهم، الآن توزع تعيين، مياه، ذخيرة، تخلي جرحي، عندنا عربة إسعاف،

عبرنا يوم 7، كان قائد الكتيبة متوسط ثلاث أو أربع سرايا، يتقدموا للأمام ونحن وراءهم، لأن "الجيوش تمشي على بطونها" (هذا صحيح جدا، وقودها التعيينات)

وما يفرحك وينشرح صدرك لها، أنك تجد طيران إسرائيلي يتجه نحوك تضربه صواريخ وتطوحه إلى الأرض.

فكرة الخطة التي تم وضعها أن تعبر، تعمل رؤوس كباري، على مستوى مجال الصواريخ التي لديك، فيكون تم تغطيتك من السماء.

يوم 6 أكتوبر معي اللاسلكي، أسمع التبليغات، معي عربية مُجَهَّزَة، فيها استطلاع طيران،...

الشؤون الإدارية، تأخذ موقع معين، متوسط بين السرايا، تسمع تعليمات قيادة الكتيبة فقط، إنما قيادة اللواء مع الكتائب،

فاتني أن أقول، نقيب الحسيني فرجاني يقول لي ليس هناك حرب أقول له لا، هناك حرب، لأن كل الإجراءات كانت تتم في وقت واحد، وهذا ليس سهلا، تعيينات بكميات كبيرة، مياه بكميات كبيرة، وقود،... احمل ماتقدر عليه، خطوط إمداد سرايا، ذخيرة، إستدعاء أجازات، كل ما يتم تصليحه في الورش، فقابلته هناك يوم 7، كنا مستعدين نستشهد، وهذا أمر وارد جدا.

ضُرِبَ علينا من مدفعية إسرائيلي، نتفرق كي لا نكون هدف سهل (منطقة انتشار) حتى لا تصيب عدد كبير،

عبرنا يوم 7، وأنا أعبر على الكوبري، المدفعية تعزف طلقات الفرحة، تزداد فرحتنا لسماعها، الطيران من يمر من فوق رؤوسنا ونراه، بعيننا المجردة، يضرب ويرجع،

عندما عبرنا رأينا في طريقنا ونحن ماشيين (سلاح المهندسين له دور كبير جدا) شباك السلك يضعها على المناطق التي بها غرز،...

أنت في قلب المعركة، ترى المدفعيات تضرب، تسمع صوتها لأن صوتها عالي، دبابات عبرت وأنت تعبر وراءها،

المشكلة في الشؤون الإدارية أن تعرف كيف توصل للسرية، وهي كانت هنا، بعدها بكم ساعة تحركوا... (عبرنا الأول ثلاثة، أربعة كيلو، ثم 6 كيلو)،

تبدأ تبحث عن سراياك كي تصل إليها وبالوصف وهناك طبوغرافيا لدينا، نصل السرايا نرى احتياجاتهم،...

الوحدات المقاتلة تحفر مباشرة وتنزل تحت الأرض، أما الشؤون الإدارية تتخذ ساترا، وراء تبة،...

شؤون إدارية الكتيبة 342، (معي) تتكون من حوالي خمس عربات،

 

عربة مياه، عربة ذخيرة، عربة أكل،...عربة المياه تخلص، ترجع تحضر مياه وتعود مرة ثانية، ونفس الحال بالنسبة للذخيرة والأكل، وكان معنا ذخيرة وفيرة،

الأكل والمياه في المرتبة التالية بعد الذخيرة مباشرة، فكنا نبحث عن السريا كي نعطيها أكلها

ملحوظة: المدفع 37 مللي، استُخدِم في الحرب العالمية الثانية. وكان صعب جدا أن تصوبها على مجال طائرة فانتوم أو طائرة سكاي هوك،

وما كان فعال جدا صواريخ سام 7، توقع لك طائرتين، والصواريخ بها موجه حراري ولذلك قصة،...

من بعد يوم 16 ، بدأنا نحس أن هناك أشياء تحدث، لا نعرف ما هي، الطيران بعد ذلك كان يعطي نبضات ساخنة مما يجعل الصاروخ ينفجر قبل أن يصل للطائرة ( فليرز لتضليل الصواريخ ) وما رأيته الطيران الهليكوبتر الإسرائيلي كان يدور طوال الليل، يبحث عن طياريهم الذين وقعوا،...

بالليل يكون الضرب أخف من النهار، تلك الفترة الحيوية في الحرب كلها، من أول خيوط الفجر لغاية آخر خيط المغرب أو العشاء (من أول ضوء، لآخر ضوء).

تبدأ تسمع طلقات فيكرزات، طلقات رشاشات، تأمين مواقع وما إلى ذلك، وخدمات...

وصلنا تقريبا حوالي 16 كيلو في الداخل، وأمامنا حوالي 4 إلى 6 كيلو، كتائب المشاة، وقيادة الكتيبة،

العشرة أيام، من يوم 5 إلى قبل تطوير الهجوم، (اتخندق، وأتوقف)، وبدأ عمل خنادق، وشكائر رمال... تجهيزات هندسية.

كنا ننام ساعة، ساعتين، تحت عربة، في كابينة عربة، أي شيء، بملابسك كاملة لا تخلعها. تسليحك الشخصي، زمزمية مياه ان احتجتها.

وتعيين إضافي لليوم التالي، معك واحد اليوم، والثاني للغد... وصلنا حوالي 16 كيلو، عمق، من شاطيء القنال،

تطوير الهجوم (وهذا سمعته من قيادة اللواء، وقائد الكتيبة،... وقائد كتيبة الدبابات) وتلقوا تأنيبا، الآن طيرانك أصبح مكشوف، دخلت إلى الحد الذي لا يغطيه طيرانك، أهم مشكلة استراتيجية حصلت في الحرب، أن غطاء الصوارخ لم يكن مغطي تطوير الهجوم.

من يوم 6 إلى يوم 13 (تطوير الهجوم) كنا نتنقل، رأيت بالعين المجردة صواريخ مصرية تضرب طيران العدو.

كان هناك في الخلف منطقة تجمع خسائر، ذهبت رأيتها... الشهداء بسم الله ما شاء الله ، كأنهم نائمون

ومما رأيت تلك الفترة (ونحن ننتقل من نقطة لنقطة)، تبدأ تستكشف تلك المنطقة الجديدة، لأن الطيارين الإسرائيليين يضربوا قنبلة تنفجر أولا تطلق قنابل الجوافة، قنابل صغيرة تنطلق في كل مكان وكل اتجاة

في فترة دورية الاستطلاع أحضروا أسرى إسرائيليين، بيننا وبينهم مسافة ليست كبيرة، حوالي 5 كيلو،

رأيت دبابات إسرائيلي مضروبة لأنك تمشي مسافة 16 كيلو هناك طبعا حروب دبابات،...

السلاح المؤثر، الصاروخ السلك (المالوتِكا) مُوَجَّه لاسلكيا، والآر-بي-جيه عددها ما شاء الله، تصطاد دبابات العدو، آثار الحرائق لازالت موجودة، في دبابات وما إلى ذلك.

أما عن النقاط القوية، أول واحدة ضُرِبَت، مكثنا قليلا نذهب لنقاط قوية ورأيتها من الداخل.

رأيت أَسرَى، قالوا أن تحركوا بهم للواء 11، المواقع الخلفية، تم تقييد أيديهم من الخلف، جالسين، فرحة عمرك أن ترى مثل ذلك.

كنا نحضر التموين، ونرجع، نعبر مرة ثانية، على تلك البراطيم، أعبر بنفسي، ذهاب وعودة،

وعندما وجدت المدفعية تضرب في الخلف، هذا من يوم 16 (بعد الثغرة) لم نكن نعرف أن هناك ثغرة، نعرف فقط أن هناك سحابة رمال... من نقطة الفرقة 7 كان بينها وبين أبو سلطان وفايد مسافة ليست كبيرة، فكنت ترى غبار شديد وطيران كثيف في القطاع الأوسط، وكان استشهد فيها لواء "يحيى محمد الصولي" في الفرقة 16،...

أكثر شهدائنا كانوا في فترة تطوير الهجوم، في اللواء كله.

كتيبة الدبابات رأت كل هذا الضغط، رجعت ، نيران من كل اتجاه، لا توجد تغطية صواريخ تحمي من احتمال ضرب طيران.

بداية من يوم 16، كنا نرجع قيادة الكتيبة، نحضر مستلزماتنا (التي في الغرب) ونرجع مرة ثانية للشرق،...

السرايا كانت تنقل (في تلك الفترة) من أول شاطيء القناة، إلى 16 كيلو، أكثر من 6 وقفات،

تعرف أين السرية الأولى، الثالثة،... وهكذا، بالسؤال ليس باللاسلكي (حجارة اللاسلكي تفضى، لا تعرف أن تشحنها)...

من يوم 6 لـ 16 ، ليس هناك صعوبات إلّا أن تجد الناس لتوصل لهم مايلزمهم من تموين.

والإمداد من قيادة الكتيبة (مخازن الكتيبة في الغرب). في الكتيبة، تم تخزين مايكفي شهر.

من بعد يوم 16، بدأنا ندرك الثغرة، ان قوات عبرت من القطاع الأوسط، الفواصل بين الجيش الثاني والجيش الثالث، عند أقصر مسافة للقنال، تم رمي صخور... وكنا نرى الغبار من بعيد واتجهوا لطريق الإسماعيلية يمين، وطريق السويس، شِمال، في الغرب.

كنا نحضر نشرات التوجيه المعنوي، نسمع إذاعة "مونت كارلو" بدأت تتكلم عن تفاصيل ما حصل.

المؤخرة عادت للخلف في اتجاه القاهرة القاهرة والسويس.

بعد الحرب ذهبت ورأيت الدبابات في الإسماعيلية، منطقة "أبو عطوة" وإلى السويس (مدخل السويس فقط، لم يقدروا أن يدخلو السويس)، وتصدت لهم المقاومة الشعبية،

بدأنا لا نذهب للغرب من يوم 16، عندما طورنا الهجوم (بدون غطاء جوي) وكنا عرضة لضرب الطيران، ضُرِبَت السرية الثالثة، راح منها طقم أو اثنان،

التموين في الغرب. لن تحصل على تموين،

كنا حصلنا قبلها على إمداد وصّلناه لسيناء، هناك حفرة كبيرة جدا بها تعيينات، وحفرة ثانية بها وقود، وحفرة ثالثة بها ذخيرة،...

تصرف غريزي، أننا في الشرق، وأن أعمل حسابي على التموين، الذخيرة، والمياه، والأكل، وعلى قدر ما استطعت كنت اخذ عربيات (وعربيات من القتال ان كانت مستقرة) نحضر تعيينات نخرنها في الحفر،

وعملنا مخزن في الشرق، توفيرا لمشوار كل يوم، لابد أن تخزن في مخزن قريب منك.

مع تطوير الهجوم، أكبر خسائر كانت في كتائب المشاة، وكتيبة الدبابات، والدفاع الجوي، وكانت السماء انكشفت، فتطوير الهجوم (الذي بدأ يوم 13) لم يحقق غرض.

( ملاحظة من المجموعة 73 مؤرخين – اللواء 11 ميكانيكي قام بتطوير الهجوم بمفردة يوم 13 أكتوبر لعدم وصول تعليمات له بتأجيل التطوير ليوم 14 أكتوبر مع بقية لواءات الجبهة كما كان مخطط )

اتحرك مع كتيبتي، كانت متأخرة قليلا عن كتائب المشاة والمدرعات (نسق ثان)، لا اعرف كيف حصل هذا، أرى مشكلة استراتيجية حربية.

الفرقة 7 والفرقة 19 عندما تتحرك للشرق كيف لا تتحرك الفرقة الرابعة المدرعة تغطي وراءهم،

قالوا أن الفرقة الرابعة المدرعة كُلِّفَت بمهام قتالية أخرى.

تسأل عن نسق ثان الجيش، لا تجد، إلا لو نزلت قوات مسلحة من المنطقة المركزية في القاهرة.

كان هناك الفرقة السادسة ميكانيكي (النسق الثاني)، تم تفكيكها.

من الأشياء الجميلة، ونحن في الشرق هناك عين مياه بينها وبين قوات اليهود حوالي 250 متر والعين قريبة منك، في قطاع الفِرقة السابعة، في يمين الفرقة السابعة وشمال الفرقة 19، وكان هناك نبطشيات، كل كتيبة لها دور، ومقطورة، خمسة، ستة جنود ، يذهبون يحضروا المياه، لتزويد مخزون المياه.

رحمه الله نقيب سيد ياسين بدوي شودف من المنوفية، (كان خرج واستُدعي مع الاحتياط)، ذهب معي لاحضار المياه وكان معروف أن من يخرج مشوار يمكن ألّا يعود، وكان لابد أن اعمل حساب انه خلص جيش من فترة وعاد مرة ثانية، وكان معنا "حسين" أيضا تم استدعاءه ولم يتم تكليفه بأمور كبيرة،

الدور على كتيبتنا، أَقسَم ان لابد أن يذهب يحضر المياه، فقلت أن أخرج أنا، فخرجنا نحن الاثنان، وكتب الله له أن يخرج معي، لهدف ما، ذهبنا ناحية العين، نقف عند نقطة معينة، معروفة، العساكر تبدأ تأخذ الجراكن، يعبيء من العين ويعود ليفرغها في المقطورة، تمشي على ضوء القمر،

وجدنا صوت "ششششش"قلت لسيد ما هذا الصوت؟

"لا أعرف"

استمر الصوت، يعلو ويعلو،

وجدنا أقدامنا تمشي في مياه، العين انفجرت ومشيت المياه وجاءت المياه عند أقدامنا، مختلطة برمال،

فقال لي "يلا بينا" قلت له كيف، لم نملأ إلا نصف المقطورة، قال لي قدّر الله وماشاء فعل، يلا بينا نرجع (أن تزيد المياه عن ذلك، وأن هذا الصوت ينتبه له العدو)، بينك وبينهم حوالي 150 متر،

ركبنا ومعنا العساكر، عدنا للكتيبة. أعرف بعد ذلك ( تلك عين المياه التي انفجرت) أن المياه مشيت حوالي 15 ، 16 كيلو متر، ملأت الحفر البرميلية للعساكر (فترة الحصار كنا نتخندق، وعملنا حفر برميلية) ملأتها المياه فننزل فيها لأغراض النظافة، هذا من فضل الله.

تم تسميتنا قوات بدر شرق القناة ، وعندما رجعنا في أول أجازة بعد توقف القتال، وأنا أتذكر هذا التاريخ في 31 يناير 1974، الشرطة العسكرية استقبلتنا بضرب النار، الكيلو 4.5، طريق السويس، حاجة تفرح، الناس كانت فرحانة أوي، مبسوطة جدا.

الشيء الثاني، أهالي السويس (ونحن في رمضان) فقلت نحضر شوية حلويات، للعساكر، نرفع الروح المعنوية، فذهبت للسويس (في الفترة التي يمكن أن تتحرك فيها) بيننا والسويس مسافة صغيرة، 15، 20 كيلو، " روحنا لقينا شوية حلويات " وعدنا، هذا كان قبل يوم 16. ونحن في العربية تقود بدون إضاءة، واحد يمين، واحد شمال، كي ترى طريق السويس الذي تمشي عليه،

لا تعرف كيف حصلت حادثة، "خطبت عربيتنا في عربية ثانية، وقعنا من العربية ، على الرمال، ننادي على بعض كي نطمئن "، وبدأنا نتمشى إلى الكتيبة، كنا اقتربنا،

فترة الحصار، الثغرة حصلت، قوات الجيش الثالث أصبح اسمنا قوات بدر، وحدنا شرق القناة، معنا الفرقة السابعة، فرقة 19، تم تسميتنا قوات بدر،

قائد الفرقة عندنا، العميد أحمد بدوي (عليه رحمة الله) رأيته ونحن في الحصار، أيامها والعميد قدري عثمان بدر (محافظ السويس بعد ذلك) ترى قائد الفرقة معك في الداخل، ورئيس عمليات الفرقة، قلبك يطمئن ، يمشون في الكتيبة ينشرون الطمأنينة،

تم حصارنا ثلاثة شهور تقريبا، 134 يوم، أنا آخر دفعة أجازات، الدور عليا أنزل أجازة، لم أنزل. كنت أول من نزل أجازة، بعد فك الحصار.

اتفاقيات الكيلو 101، هناك موقف أرى لابد أن أقوله،

تمت بيننا وبين العدو، تلك الواقعة، ليس هناك أحد لم يرها، على مستوى الجيش الثاني والجيش الثالث، والجيش الثالث ربما أزيد، أول ما سمعنا أن تم توقيع اتفاق فصل القوات، وبدء توريد تموين للجيش في سيناء، من الغرب،

كانت حوالي 10 بالليل، أول ما سمعنا، وكل معه راديو (توجيه معنوي) نضعه على بطارية، ونسمع "وتم توقيع الاتفاق..." كمية ضرب نيران أسلحة خفيفة، طبنجات، رشاشات (وبها طلقات كاشفة)، على امتدادا كبير جدا ترى تلك الطلقات في السماء، ومن الجانبين، وهو جبناء جدا، الإسرائيليون جبناء جدا، والدليل على ذلك " أنهم جريوا ".

من المواقف الصعبة، ان تسمع عن من توفى، قنابل الجوافة (كنا نسميها قنابل البِلي)،

نعمل نبطشيات للواء ليستلم التعيينات التي تأتي من الغرب، وكنت من الشؤون الإدارية تذهب للشاطيء عند الشرق، وتأتي التعيينات من الغرب، تحت إشراف الصليب الأحمر تعبر للغرب (ترى العدد، وما إلى ذلك، ننقلها لعربة) وتعود بها مرة ثانية،

وفي غرب القنال قابلت واحد إسرائيلي جزائري المولد ، (كنت أحسبه يتكلم الإنجليزية، فوجدته يعرف عربي، وهو من الجزائر) قال ياريتني ماروحت إسرائيل، سألته لماذا، قال الحياة والعادات والتقاليد، مختلفة تماما، الأطفال يعلمونهم أشياء غريبة. هو يهودي عربي،... وكانوا يميزون اليهود الغرب، عن اليهود الشرق. ويعلمون الأطفال أن يكرهوا العرب، مصر،...

في النقاط القوية ترى اليهود مرفهين كثيرا، بواقي عصير، علب فاكهة وكومبوت، النقطة القوية بناء هندسي عجيب، تحت الأرض، غرف أسمنتية،...

كيف تغلبنا على فترة الحصار، 134 يوم، ليس هناك طعام، مياه، إلّا ما نحضر ونخزن للكتيبة،

أول تعليمات تلقينا من الفرقة واللواء والكتيبة (التعليمات من أعلى لأسفل) كل عسكري له زمزمية مياه في اليوم، وعلبة تعيين واحدة.

أذكر شيء طيب، جيهان السادات، أرسلت لكل ضابط، علبة بلاستيك (تم قفلها بسوستة) بها غيار داخلي ، زجاجة كولونيا... وكان أثر ذلك علينا كالفاكهة.

من الأمور الصعبة، بعد ذلك نصف علبة تعيين وزمزمية واحدة، لليوم كله،...

ومن الطرائف حاجة ظريفة يعرفها كل من كان في الكتيبة عندنا: نحن في الجبهة، لم ننزل أجازة بعد، في العيد الكبير عملتلهم رز بلبن (أفكار تحضرك ترفع روحنا المعنوية)، كانوا فرحانين وسعداء به جدا، لدرجة أن بعض الكتائب كانت تطلبه،

قبل يوم 16، كنا نأكل تعيينات جافة، كنا نروح نستلم الجراية والمياه، من غراب المياه، فطلعت في مرة أرى ماهي الأحوال في الغرب (هذا قبل يوم 16)، ونحن بجانب الفرن، نستلم الجراية ولد ظريف ذهب لمزارع الشلوفة أحضر شوية فول أخضر، وعلى أقراص الوقود، وبعض زيت من الفُرن، يهرسهم بعلبة، وعمل لنا طعمية، مر من عندنا عقيد عجبته فكرتنا وفتحت شهيته،

الأكل الجاف تمُر عليه فترة تخزينية معينة، فعندما تحصل على طعام طازج تكون سعيد.

أول ما رجعت، ذهبت لأختي، في القاهرة في مدينة نصر، أول شيء فعلته فتحت الثلاجة وأخذت طبق سلطة، هذا نعمة،...

العساكر كانت تبحث عن "خشبسكو" علبة البسكويت الجاف، هي علبة بسكويت مملح، طيبة،

أصعب المواقف أثناء الحصار، المعنويات هبطت، نصف علبة تعيين لكل جندي، قبل اتفاقية الكيلو 101،

ومن الطرائف، أحدنا (اخترع) أحضر الحشائش الجافة في الجبل، يشعلها، يضع مياه مالحة، ويتم تقطيرها (أي تتبخر وتصنع قطرات مياه عذبة)، وإن صنعت نصف زمزمية.

وفي البرد، الشرابات الرمادي، الصوف، يغزلونها وتصنع طاقية،

وفي يدك مشط كبريت (ليست علبة) تقسمه اثنين، كي يتم إشعالة مرتين،من يقول له أنه يريد أن يأكل.

كان عندنا سائقين يضبط العربية على 10 و 20 كيلو ويجري بجانبها، العساكر صنعت حلول من أفكار بسيطة،

كنا نزلنا أجازة في 31 يناير، كانوا فاقدين الأمل أن أرجع،

كان معي لاسلكي متعدد 120 كيلو (للاتصالات) ، كنا نعمل نبطشيات، كل كتيبة تذهب يوم، اثنان ضباط يكلمون أهلهم، لكن الإسرائيلي يتداخل معنا علي الخط كان يصنع ضوضاء على التردد لكي يشوشر علي اتصالاتنا ..

أديت خدمتي في القوات المسلحة آخر شهر يونيو 1976، على وشك رتبة نقيب،

أهم الدروس المستفادة ليس هناك اسمه مستحيل، ما يقولون عنه خط بارليف المنيع وانه أقوى من خط ماجينو، كنا نعبر ارتفاع شاهق في وسط حوالي 25 متر الساتر الترابي على امتداد القنال،

سبحان الله،

أقول أولا لكل الناس، لا تشكك في حرب أكتوبر، ونصر أكتوبر، بثغرة حصل فيها خلاف بين السادات، وسعد الدين الشاذلي وسعد مأمون، كانوا الاثنان ضد تطويرالهجوم، أنه دخل معركة على أساس تغطية الصواريخ (تحمي السماء) ونطاق التحرك،

كان ضرب الطيران ثلاثة أو أربعة أيام، متواصل، من الفجر إلى المغرب، نتلقي ضربات الطيران، ليس هناك غطاء صواريخ. هذا بعد الثغرة،

حجم الثغرة، ضئيل جدا بالنسبة لنصر أكتوبر، هم دخلوا مصيدة، أنت محيط بهم، يمكن ضربهم بالمدفعية من الخلف، وطيران تم تغطيته بالصواريخ، ويتم تصفيتهم، (وعقيدتنا النصر أو الشهادة) فما صدقوا أن حصلت اتفاقيات الكيلو 101،

كلمة للشباب، لا تصدق من يقلل من نصر أكتوبر،

هناك شهود عيان، من أرض المعركة، ورأى من أولها لآخرها، من يقدر أن يقول لك أين الحقيقة، ومهما أصف لك، عن صور المعركة التي حضرناها، لن يستطيع أحد أي يوفي تلك الانتصارات حقها،

الحمد لله، قواتنا المسلحة بخير، ليس هناك مستحيل، بفكرة صغيرة (عملنا فتحات في الساتر الترابي)،

إسرائيل لن تنسى نصرنا في أكتوبر، مات منهم كثيرون. لدرجة أن تقول إذاعة مونت كارلو أن جولدا مائير تناشد أمريكا أن إسرائيل وقعت،

في 6 ساعات، الفترة من الساعة 2، مراكز السيطرة لديهم تم ضربها،

كان نفسي نروح لممر الجدي وممر متلا، على بعد 90 كيلو من القنال،

وما حققنا، وإن كان عمق 25 كيلو، هذا إنجاز، في ظروف صعبة،...

مصر بخير، طوال ما أنتم أقوياء، العمل أفضل من الكلام، كنا نرى عن طريق الميكروسكوب في سيناء، يعملون مستوطنات، الطيران الهليكوبتر (نراه) يرمي خطوط كهرباء، خطوط مياه، يصنعون البيوت السريعة، ويبدءوا يصلحوا أراضي، ويزرعون، في العريش مزارع لُوز، زرعها الإسرائيليون، ولما يتركوا مستوطنة يدمرونها بالكامل،

آخر شيء، قلنا الله أكبر، ربنا نصرنا، عندما توكلنا على الله، روح معنوية عالية، عرفنا الله

أخذنا بالأسباب، والتوكل على الله،

 

 

7 نوفمبر، 2020،

البطل - محمد ياسين الصولي

تم التسجيل في مقر المؤسسة

في حضور: "خالد" ابن ابطل، وأحمد زايد،

قام بالتفريغ علي سعيد،

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech