Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللواء عاطف منصف قائد ك 85 مظلات - بدايه الكفاح

 

بدايه الكفاح

كانت بدايتي مع العمل الوطني سنه 51 ، فقد عاصرت الغاء معاهده 1936 في تلك السنه وكنت اعيش في مدينه السويس الباسله وكان عمري وقتها خمس عشر عاما ، وكنت شغوف جدا للانضمام الي عناصر المقاومه لمقاومه الاحتلال البريطاني في القناه ، فأنضممت الي جمعيه الشباب المسلمين والتي كانت تدرب كوادر المقاومه بالتعاون مع الجيش تحت ستار التربيه البدنيه ، واذكر ان من دعاني لتلك التدريبات كان اسمه الصفتي بيه ، وبدأت في الانخراط وسط مجموعه للتدريب العسكري ضمن مجموعه ، وكان الاشتراك بمبلغ رمزي عباره عن قرشين صاغ ، واخبرني بأن مكان اللقاء للتوجه الي التدريب سيكون بجوار سينما سانت كلير بالسويس ، وبعدها نتوجه الي سفح جبل عتاقه للتدريب العسكري هناك .

فتقابلت هناك مع زملاء لي في الحي ، ولم اكن اعرف انهم منخرطين في التدريبات العسكريه ايضا ، وكنا كلنا طلبه مدراس .

في المعسكر وجدنا رجالا ترتدي ملابس عسكريه تقوم بتدريبنا ولم نكن نعرف هويتهم ، فبدأنا التدريب علي الاسلحه الخفيفه مثل المسدسات والرشاشات الخفيفه ، وبعدها بدأنا تعلم كيفيه عمل عبوات ناسفه صغيرة ومتوسطه ، وكيفيه نسف خطوط سكه حديد لتعطيل عمل قوات الاحتلال البريطاني في القناه ، من خلال فترة التدريب ايقنا ان من يقوم بتدريبنا هم رجال قوات مسلحه بصورة غير رسميه .

خلال فترة التدريب لم اتمكن من الاشتراك في اي عمليه من عمليات المقاومه المستمرة في تلك الفترة ، سواء عمليات كمائن او تخريب او اختطاف لجنود بريطانيين .

بعد قيام الثورة تطورت التدريبات الي مستوي اعلي تحت مظله منظمه الشباب التي انشئتها الثورة ، وكنت وقتها في الثانويه العامه ، وتحت قياده ضباط الاحتياط بدأنا في الارتقاء بمستوانا التدريبي ، حتي تقابلت صدفه مع صديق اخبرني بأنه منضم للحرس الوطني وطلبني للانضمام معه ، فتساءلت عن ماهيه الحرس الوطني ، فاخبرني بانه تنظيم رسمي يقوم علي التدريب فيه ضباط وضباط صف من القوات المسلحه ويقومون بعمليات فدائيه بأستمرار .

قابلت الملازم علي سلامه وكان موفدا من الضباط الاحرار وكان مسئولا عن قياده المعسكر ، وتم تقسيمنا الي مجموعات بأسماء الخلفاء الراشدين وكل مجموعه تتدرب علي حدا .

حتي استشهد احد طلبه جامعه القاهرة وكان اسمه المسيري ، (له قاعه في جامعه القاهرة بأسمه حاليا ) فتم تنظيم عمليه ليليه للرد علي استشهاد المسيري ، وتم اختياري من عناصر التنفيذ كفرد مساعد لفردين يحملان رشاشين براوننج ودوري هو تغذيه الرشاشات بالذخيرة.

يوجد علي ترعه السويس بالقرب من كفر احمد عبده خزان مياه كبير ،فخططنا ان تقوم مجموعه بالسباحه في ترعه السويس وتتقدم لنسف الخزان بينما فردي الرشاشات وانا معهم نقوم بحمايه وستر تلك المجموعه لو تم اكتشافها .

قاد عمليه نسف الفنطاس شاب اسمه محمد الفلسطيني وهو فلسطيني الجنسيه وكان محبوبا من الجميع ، ومعه فرد اخر لا اتذكر اسمه حاليا .

وقت التنفيذ تم اكتشاف تقدم مجموعه النسف وتم اضاءه المنطقه بالكامل وتحولت العمليه الي عمليه صاخبه واطلاق نار متبادل ، استشهد محمد الفلسطيني بالقرب مني وكنا وقتها قرب الفجر .

وجدت عربه فلاحين تتحرك تجاه الحقول ، فصرخت طالبا النجده ، لانقاذ محمد الفلسطيني ، وقمنا بوضعه علي العربه وهرعنا الي المستشفي الاميري بالسويس ، ولم اكن اتحمل ان اتوجه معه الي المستشفي من صدمه ما رأيت .

دخلت المنزل وملابسي مغطاه بالدم ، فوجدت والدتي امامي تتساءل عما حدث لي ، فاخبرتها بأننا قد تشاجرنا مع بعض الصبيه في الشارع ، ولم يكن ردي او منظري مقنعا لها ، لكنها تسترت علي واخبرتني بسرعه تغيير ملابسي قبل ان يلاحظ والدي ، وان اتوجه الي المدرسه فورا .

تلك الواقعه اثرت علي حياتي تاثير كبير ، حيث انها قد زادتني اصرارا علي الدفاع عن وطني وان اخذ بثأر كل من سقط شهيدا من اصدقائي

في حرب 56 كنت وقتها علي وشك  الانتهاء من دراستي الثانويه ، كان لدور منظمات الشباب دور كبير جدا لتأمين الاهداف الحيويه في السويس ، وكنا كلنا تحت سيطرة صلاح سالم خلال فترة القتال ، وقد لاحظت ان صلاح سالم يتحرك بيينا لبث العزيمه ورفح الروح المعنويه وهو يحمل معه دائما كتاب معركه ستالنجراد ، وكلما سمحت  له الفرصه ، كان يجلس ويقرأ فيه ، مما لفت انتباهي الاهتمام بالقراءه في ظل تلك الظروف .

وبدأنا في توزيع السلاح علي الشعب وعلي المقاومه ، وكان الصحفي محمود السعدني مرافق لنا في السويس ونشر صور توزيع السلاح علي الشعب وكانت روح لا مثيل لها في حب الوطن والرغبه في الدفاع عنه امام قوي الاستعمار واسرائيل

وبعد فترة هدأت الامور وتم السيطرة علي الموقف في بورسعيد ، مما جعلنا نتذوق طعم الراحه قليلا وبعد الحرب كان لابد من اعاده جمع السلاح من الشعب مرة اخري لكي لا تسود الفوضي ، فتقدم صلاح سالم بفكرة جميله وهي عمل مسابقات بين الاهالي في دقه التصويب ، والفائز في تلك المسابقات يحصل علي رخصه سلاح فورا ، وكانت فكرة ذكيه لمعرفه من يحمل السلاح وخصوصا انه يكون قادرا علي استخدامه جيدا ، وفي نفس الوقت جمع السلاح من غير الفائزين .

شاهدنا خلال الحرب تحركات القوات المسلحه المرتده من سيناء ، وشاهدت مدي التفاف اهل السويس حول الضباط والجنود وتقديم كل المعونه للجنود ، وهي مشاهد تعبر عن ترابط الجيش والشعب خلف الرئيس عبد الناصر في تحرير مصر من الاستعمار

الكليه الحربيه وسوريا

بعد الانتصار السياسي المصري في حرب 56 ، حصلت علي الثانويه العامه والتحقت بكليه الزراعه ، وكان طموحي في الكليه الحربيه ، فقدمت سرا بدون علم والدي ، وانتظمت في كليه الزراعه وفي نفس الوقت كنت اجتاز اختبارات الكليه الحربيه وكانت صعبه ، مما اصابني باليأس من نجاحي ، فقررت عدم دخول امتحان كشف الهيئه ، يوم الاختبار كنت في كليه الزراعه بالمعمل ، فمر علي صديقي سيد كامل  والذي اصبح رئيس اركان القوات الجويه فيما بعد حرب اكتوبر  ، فوجدني في المعمل اقوم بتشريح ضفدعه ، فاندهش من انني لا اريد التوجه للاختبار لكنه اصر علي واقنعني بالذهاب للاختبار لانني لن اخسر شيئا ، وفعلا توجهت الي الاختبار ، ودخلت الامتحان وقد نسيت علبه السجائر في جيبي ، فسألني اللواء محمد فوزي مدير الكليه الحربيه عما اذا كنت سأشرب سجائر لو دخلت الكليه الحربيه فأجابته بالنفي ، وسألني هل تعدني بذلك فأجبته بالايجاب ، فسألني مره اخري – ما هي واسطتك فأجبته بعدم وجود واسطه ، فأمرني بالانصراف ولم يكن لدي شك من رسوبي في القبول نظرا لعلبه السجائر وعدم وجود واسطه .

وفوجئت بقبولي بالكليه الحربيه ، وكان خبرا سعيدا علي جدا ، فغادرت الي السويس واخبرت والدي والذي قابل الخبر بهدوء وحاول اقناعي بالبقاء في الزراعه ، وعندما وجد اصراري علي الكليه الحربيه ، اخبرني بأن انتظر قدوم اخوتي الاكبر مني لاخذ رأيهم لانه كان رجلا ديمقراطيا بمعني الكلمه ، ووافق اخوتي ووعدني والدني بتدبير مصروفات الكليه الباهظه والتي كانت تصل الي 300 جنيه وهو مبلغ كبير جدا في تلك الايام ، لكنه اوفي بوعده وتكفل بالمصروفات

انضممت الي الكليه الحربيه في نوفمبر 57 وعاصرنا الوحده المصريه السوريه عام 58، وجاء الينا طلبه سوريين شاركونا الدراسه وتخرجوا معنا عام 60 .

وكان درجاتي المؤهله تؤهلني الي سلاح المشاه او المدرعات فأخترت سلاح المشاه – ساده المعارك - وعند ملئ رغبات مكان الخدمه ، طلبت ان اخدم في سوريا ، وهو ما حدث فعلا ، فسافرت الي سوريا بعد تخرجي مباشرة لكي احصل علي دورة اساسيه متخصصه في المشاه وكنا مصريين وسوريين مختلطين ، لا يفرق بيننا اي شئ ، فقد اصبحنا شعب وجيش واحد في تلك الفترة .

ولمده سته اشهر حصلت علي الدورة المتخصصه في سلاح المشاه وزارنا الرئيس عبد الناصر في سوريا وكان معه المشير عبد الحكيم عامر واهم ما قاله لنا الرئيس عبد الناصر

(( مصر امانه في رقبتكم – كلكم مصر هنا – لو عملتوا عمل كبير هيقولوا مصر كبيرة ، عملتوا عمل صغير هيقولوا مصر صغيرة – كل واحد فيكم جمال عبد الناصر وكل واحد فيكم سفير لمصر ))

وبعد الدورة التحقت علي اللواء الرابع مشاه كقائد فصيله ، وبعد فترة تم حشد قوات اردنيه في منطقه درعه قرب الحدود نظرا لعدم تجاوب الاردن مع فكرة الوحده ومعارضتها للوحده ، فتحرك اللواء لتأمين الحدود السوريه الاردنيه ، وكانت فصليتي تحتل موقعا علي الطريق الرئيسي المار علي الحدود ، مما جعل قائد الكتيبه دائم الزياره والمرور علي قواتي للتاكد من تفهمي المهمه وقدرتي علي التصرف .

بعد انتهاء فترة الطوارئ هذه ، رشحني قائد الكتيبه للانتقال الي سريه استطلاع اللواء ، فأنتقلت الي الاستطلاع ، وعملنا جهد جيد في تلك الفترة ، وشهدنا بعض الصراعات القبليه المحدوده والتي زادتنا خبره في التحرك الجبلي .

وبعد الانفصال عام 61 ، عدت الي مصر حزينا علي فراق سوريا والشعب السوري المحب لمصر وللشعب المصري حتي النخاع ، ويجب الاشاره ان جموع الشعب السوري كان رافضا الانفصال بشده وان من قام بالانقلاب هم ضباط اقل ما يوصفوا بالخونه للعروبه ولسوريا ، لان انفصال سوريا عن مصر اضعف البلدين وافاد اسرائيل .

عند عودتي الي مصر في نوفمبر 1961 الحقت علي الكتيبه 77 مظلات وكانت نواه قوات المظلات في مصر والتي مازالت تحت التشكيل ، وكنت مازلت برتبه ملازم .

وكان قائد الكتيبه اسمه ماهر بدر ويعتبر من اعظم قاده المظلات في مصر ورئيس عمليات الكتيبه عبد الرحمن بهجت وتم تعييني كقائد استطلاع وامن الكتيبه ، وتوطدت علاقتي مع عبد الرحمن بهجت والذي تعلمت منه الكثير عن الرجوله والتضحيه والفداء والانضباط .

وكان دورنا في تلك الفترة هو التدريب فقط ، وكان تشكيل الكتيبه كله من المتطوعين المتميزين في المظلات ، فساهم ذلك في سرعه وصول الكتيبه الي مستوي عال من التدريب والانضباط والكفاءه .

وكانت الكتيبه 75 مظلات هي الكتيبه المنافسه لنا وكانت كتيبه لها سمعتها في حرب 56 وقامت بمشروعات كبيرة امام الرئيس والمشير ، وبدأنا في التنافس مع الكتيبه 75 وبدأت كتيبتنا في الظهور كمنافس حقيقي ، وهي روح ساعدت في رفع مستوي الكتيبتين التي تشكلان كل قوات المظلات في هذا الوقت .

وكانت كتيبتنا تتمركز فيما اصبح يسمي الان مدينه نصر مكان دار المدرعات المجاور لاستاد القاهرة وبانوراما حرب اكتوبر

 

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech