Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

العميد طيار حسين القفاص

حوار المجموعه 73 مع البطل - ويرجي عدم نشر الموضوع في اي موقع او صفحه بدون الاشاره للمجموعه 73 مؤرخين كحق ادبي لها 


الالتحاق

التحقت بالكلية الجوية في 26 نوفمبر 1966 . و انا اصلا من عزبة البياسيني مدينة الإسماعيلية. والدي كان رئيس عمال في قناة السويس . كنت اريد أن اكون ضابطا بحريا, لكني كنت أري الطيارين يأتوا إلي الإسماعيلية الذين كانوا في مطار ابو صوير. و كان منظرهم جميل و كان عندهم طيار من الإسماعيلية اسمه مصطفي درويش و كان صديقا لي. و كان لي ابن خالتي محمد صلاح يونس و هو شهيد و قد رأيته بزي الطيارين المميز فأحببت الطيارين.  و عندما ذهبت لكي احضر حفل تخرج اخي من الكلية البحرية سنة 1966  اشتريت استمارة الكلية الحربية و تقدمت. نجحت في الاختبار الرياضي و لكن المشكلة كانت في الكشف الطبي و في نقس الوقت كنت قد قدمت في كلية التربية الرياضية . و ظهرت النتيجة  اني قد رسبت في اختبار النظر و قررت ان ارجع الي الإسماعيلية مرة اخري حيث اني رسبت في اختبار النظر في كلية التربية الرياضية فكيف سأنجح في كشف الحربية و اكون طيار. و كنت مقيم عند ابن خالتي وقتها و كان نقيب في المخابرات. فقال لي لماذا ستسافر و نصحني بالذهاب إلي كشف الطيران  عسي اني يوفقني الله .

ذهبت إلي مستشفي الطيران في العباسية. و استمريت في الكشف الطبي و ربنا كرمني و نجحت في الاختبارت و دخلت الكلية الجوية سنة 66 دفعة 21 طيران . و كانت دفعتنا اول دفعة يطبق فيها نظام الترم المضغوط حيث اتخرج في 14 شهرا فقط مع ان الكلية الجوية مدتها ثلاث سنوات. و بعد اربعة شهور دخلنا الامتحانات و في ذلك الوقت حصلت طوارئ 14 مايو 67 و لم نكن نعلم حينها معني حالة الطوارئ و كيف نتصرف. ظهرت النتيجة و كنت من المقصرين و رسبت في الامتحانات . و كنا نبني الخنادق و كنا نسمع عن إسرائيل و عن المؤتمرات كنا نعيش في وهم كبير . و عندما كنا في الطابور  اغارت علينا بعض الطائرات فركضنا إلي الخنادق فقالوا لنا في الميكروفون انها غارة تجريبية لصف الضباط . و بعدها بنصف ساعة و إذا بغارة أخري تضرب بالذخيرة الحية فركضنا إلي الخنادق مرة اخري فقالوا انها غارة لبعض الضباط ايضا لكننا سمعنا صوت اطلاق نار و رأينا الطائرات تطارد بعضها حينها علمنا أن الحرب قد بدأت فرجعنا إلي الخنادق  و كنا نسمع و نتابع الاخبار عبر الراديو. و للأسف كل الطيارين و المدرسن ذهبوا إلي اسرابهم و تشكيلاتهم و لم يبق اي طيار في الكلية الجوية. و كانت هذه هي السنة النهائية للدفعة 19 التي كان بها المنصوري و مجدي رفعت و نبيل و عماد. فجاء لهم قائد الكلية الجوية يلقي لهم خطبة لكي يحمسهم علي القتال مع ان الطيار عندما يتخرج يحتاج علي الاقل لسنة تدريب اخري علي القتال.

 . و عندما كنا في الخنادق تم ضرب مطارات الكلية الجوية كلها في نصف ساعة. و في الظهيرة كان الإسرائيلين يرسلوا الطلبة كي يدمروا ما تبقي في الكلية الجوية. و في ذلك الوقت كنا قد جمعنا اشيائنا ثم ذهبنا إلي مدرسة بلبيس الثانوية التي كانت تحت الإنشاء و كانت مأساة حيث أن الكلية تضرب و كل يوم كنا نسمع عن خسائر جديدة حتي تحطمت نفسيتنا . و لم نفيق من هذه الصدمة إلا و نتفاجئ بقرار تنحي عبدالناصر و عندها شعرنا بالهزيمة المؤكدة.

و عندما رجعنا إلي الكلية شعرنا بالذل حيث ان العساكر كلهم قد رحلوا و كنا نحن نقوم بالتنظيف و الحراسة و لم يكن هناك طيارين حقا كانت مأساة. و لكننا و لصغر سننا حينها لم نشعر بكبر هذه المشكلة لكن شعرنا بها عندما اخذنا الإجازة حيث عندما رجعت إلي الإسماعيلية و جدت دمارا علي دمار. و لم يشعر احد بهذا الدمار إلا في دول القناة " إسماعلية – بورسعيد – السويس " كانت المحافظات الاّخري في نعيم بالمقارنة مع محافظات القناة. و لقد انتشر اليأس و الإنكسار في دفعتنا لأننا لم نكن نعلم ماذا سيكون مصيرنا. و في يوم من الأيام كان هناك ضابط يبدو عليه صفات الوجاهة و القوة يمشي في الطابور الصباحي و كان يسئل علي شخص في دفعتنا بقوة و بصوت عالي علمنا في الليل انه حسني مبارك و كان هذا اول يوم أصبح في هو مدير الكلية الجوية. و بلا نفاق هذا الرجل انشأ جيلا لم يكن له مثيل من الطيارين كنا نشعر انه مثل والدنا و يربينا. في هذا الوقت كانت معنوياتنا صفر و كنا مدمرين نفسيا و لم نأخذ إجازة منذ فترة كنا في حال يرثي لها. و في مرة اخذنا حبس مفتوح  و ذلك لأننا كنا مقصرين في دراستنا و كانت اغلب الدفعة راسبة. و اذكر كنا في محاضرة فدخل علينا حسني مبارك ووبخنا بشدة لانه علم أن أغلب الدفعة راسبة و عندها سأل عما سيفعله المدرسين فقالوا انهم سينتظرون دفعة 22 عندما تأتي , لكن هذا الرجل كما قلت كان قدوة في كل شيئ  قال لهم لن ننتظر و سوف نعطي هذه الدفعة فرصة اسبوعين و سندخلهم الإمتحانات و إذا رسب احد فسيفصل و سنفصلهم ليكونوا دفعة 21 و 22 و دخلنا الإمتحانات و رسب منا ثلاثة و كان عددنا وقتها 71. عندما كنت في المستوي المتوسط كان حسني مبارك يكرهنا بشدة و ذلك جعلنا نتعب نفسيا كان شديد كل يوم في الطابور كان يدربنا علي التكتيك الرياضي و بعض التمرينات العنيفة كنا في الصباح ندور حوالي 25 لفة حول التراك ثم في الظهيرة حوال 60 لفة و في مره كنا نجري فأمرنا محمود عبدالله مدرب الرياضة ان نمشي معتدل مارش و حينما لمحه حسني مبارك تضايق و جازاه و حبسه.

و في يوم جمعونا في أرض الطابور و ذهبنا للمحاضرات و دخل علينا حسني مبارك و قال لنا أن منظرنا ليس منظر طيارين و أن منظرنا حربية. ثم أعطانا إجازة حتي نأتي بمصاريف و من يأتي بعد الساعة 12 سينضم إلي الدفعة 22 كان يبغضنا بشدة لكننا كنا نعلم أن هذا الرجل يريد أن يساعدنا . عندما رجعنا الكلية ذهبنا إلي إمبابه كي نطير بعد القيام بالكشف الدوري لكن حسني مبارك وصي أنه لا يريد احدا منا ان يطير إلا المتفانين و كانوا قلة حوالي 3 او 4 طيارين لكننا و لحسن حظنا سمعنا انهم سيجعلونا نسافر إلي روسيا و من يقلع منفردا بالطائرة الجمهورية سيسافر فورا.

و كان مدرسي وقتها هندي الجنسية اسمه ابورا و كان مستواي في اللغة الأنجليزية ضعيف فكان ابورا يشرح لحسين و حسين يشرحلي لكني لم استطع ان افهم من حسين, فقمت بكتابة رسالة إلي ابورا محتواها كان اني اريد ان اكون طيار و ان  بلدي مدمرة و ارجو منك ان تساعدني في الموضوع فجاء لي في يوم مبتسما و قال لي أنت ستكون طيار و ألا اقلق و طرت و طلعت جواز السفر.


 

سافرنا إلي روسيا فبراير 68 و كان عددنا حوالي 18 شخص أما الباقيين فذهبوا إلي سلاحهم. كنا دفعة 22 و دفعتي الأصلية 21 و طرنا 14 ساعة علي طائرة الجمهورية و سبب ذلك مشكلة بين مصر و روسيا حيث لم يكن علينا ان نطير علي طائرة نفاثة و الجمهوريه لم يكن بها عدادات لكن ربنا اكرمنا. عندما انتهينا من الجمهورية طرنا علي اللام29 و عندما انتهينا منها كان مستوي دفعتنا عالي .

بعد ذلك قسمونا إلي قسمين قسم للميج 17 و جزء للسوخوي.   و كان هناك طائرات ميج و سوخوي و لم يكن التقسيم حسب الكفاءة . كنا طلبة مشاغبين و ذلك أثر في التوزيع حيث كانوا يقسمونا حسب رضي المدرس. اخذوا 3 للسوخوي و الباقي جعلوهم ميج 17 لكننا كنا نعشق السوخوي لأننا كنا نراها في مطار بلبيس و كنا نتمني ان نطير عليها.

فحزنا كثيرا لأننا لن نطير علي السوخوي و اصدقائنا سوف يفارقوننا. بعد ان انتهينا من الميج 17 طلبنا ان نأخذ اجازة لكن الروس رفضوا لكن بإصرارنا اعطونا الإجازة لكي نرجع إلي مصر. عندما رجعنا اخذنا فرقة تدريب في بني سويف و رجعنا إلي روسيا إلي ان انهينا دراستنا و رجعنا في 20 يونيو 69 و كان المفروض ان نتخرج في يناير وجدت ابي و ابن خالتي بإنتظاري في المطار و اتذكر كانت هناك مشكلة في الجمارك و لم يكن معي كثيرا من المال فكلمت عاطف السادات ان يقرضني بعض المال فأعطاني حوالي 300 جنيه -حوالي 3 مليون الان - و كنا حوالي 7 طيارين ميج 17 و 7 ميج 15 و 5 سوخوي و كان عاطف السادات من اقدم الطيارين و كان طيار كفء . بعد ذلك قررت المبيت عند خالتي في القاهرة حتي ارجع للكلية بعدها و عندما ركبت الباص كي اذهب لخالتي وجدت نقيب جيش و جلسنا نتكلم لكن عندما علم اني طيار قال لي ان الطيارين هم السبب في النكسة لكننا تراضينا فبل ان انزل و عندما رجعت إلي الكلية و جدتهم يسئلون عن الشخص الذي ركب باص 500 فشعرت أنهم يقصدونني و لكني لم اتكلم و عند انتهاء المحاضرة ذهبت لكي اسأل عن المشكلة فعلموا انه انا فقال لي عبد الرحمن اني سوف افصل  فسألني عن الذي فعلته فقلت له لا شئ و في اليوم التالي و جدتهم ينادوني و علي ان احضر عند قائد السرية فوبخوني علي ما فعلتة حيث لم يهمني و تشاجرت مع نقيب و لم اكن قد تخرجت بعد و حولوني إلي قائد الطلبة و بعدها إلي مدير الكلية شاكر عبدالمنعم فشرحت له انه اتهمني في هزيمة 67  و بناء عليه قام محمد فوزي مدير الحربية بإصدار قرار بفصلي من الكلية الجوية فجاء حسني مبارك و اعترض و هنا يظهر فضل مبارك علي شخصيا فرد عليه محمد فوزي قائلا اني طائش و اني تكلمت في اسرار البلد فرد علية مبارك و قال اني قد رجعت من روسيا من يومين فقط كيف لي ان اتكلم في اسرار البلد و انه لو اخطاء فيجب علي ان اقومه و اعاقبه لكن ليس بالفصل و اني ايضا كلفت الدولة 2 مليون جنيه استرليني فرفض محمد فوزي و وصلت المشكلة إلي جمال عبد الناصر الذي اقتنع بكلام مبارك و اعطوني اكبر عقاب  في الكلية و اذكر مرة كنت في الحبس و سمعت انهم يريدون عاطف السادات و كان اخوه انور السادات هو الذي طلبه فسأل عاطف عن احواله و قال عاطف له أنه مر قرابة الشهر لم نطير و لقد نسينا الطيران فتعامل انور السادات مع الموقف بعد ان وكله جمال عبدالناصر بذلك و في الساعة الواحدة صباحا ايقظونا و اعطونا بدلا جديدة و كان البغدادي هو قائد القوات الجويه وقتها ،  و تخرجنا و ذهبنا بعدها إلي بني سويف و كنا 7 طيارين ميج 17. تخرجنا و بعدها ذهبنا إلي أسوان و كانت هناك  حالة طوارئ عادية و كان التدريب عادي  و بالمناسبة هناك رجل انا اعتبره من اعظم رجال مصر و هو عثمان أحمد عثمان حيث عندما كنا نسأل عن من بني الدشم و الممرات و منصات و محطات الصواريخ كانت الإجابة عثمان احمد عثمان. كنت في السرب 89 في اللواء 306 لكن بعدها بفترة قصيرة جاء الروس إلي مصر مصر بطائرتهم الميج 25 فتركنا هذا المطار و ذهبنا إلي دراو ثم إلي الاقصر. عندما كنا في دراو في اسوان وجدت انه جاءت اوامر لنا بالسفر إلي سوريا و كان هناك سرب يقاتل مع السوريين.

عندما كنا هناك كنا نعترض بعض الطائرات اليهودية و كان السوريون يغارو من مستوانا في الطيران و لأننا كنا علي الجبهة كانت معظم الطائرات ميج17, لم نحتاج إلي الميج 21 لأنها تحتاج لمطار ابعد لأنها ذات مدي ابعد.

ظللت هناك قرابة ستة اشهر و كان السوريون يقومون بطلعات دفاعية فقط و كانت مهمتنا في سوريا هي الدفاع الجوي ايضا. و للأسف لم نشتبك مع طيارين إسرائيلين حيث كانوا يتخفوا وراء الجبال كانوا بضربونا و يرحلوا بسرعة و عندما كنا نشعر بوجودهم يكون الاوان قد فات.

كانت علاقتنا مع السوريون قوية و كانت لديهم روح قتال عالية.

قبل ان اعود إلي مصر هيئت نفسي و جمعت مستلزمات الزواج و رجعت في مصر في اكتوبر كي اتزوج. ذهبت بعدها إلي مطار ابو حماد في لواء اللواء عكاشة ( يقصد اللواء طيار محمد عكاشه الاب الروحي للمجموعه 73 مؤرخين وكان وقتها برتبه نقيب ) و عكاشة اخذ مكاني في سوريا و كان معي وقتها مجدي كامل لكنه اصيب بحادث و هو يطير في سوريا.

لم يعجبني السرب الذي ذهبت إليه حيث كانت عسكريته شديدة للغاية لدرجه اني اختلفت مع ماهر قاسم. قال لي كلمة لن انساها قال لي انه يجب ان انزل إلي طيار مواصلات قد يعتبرها البعض عادية لكن في عالم الطيارين تعتبر شتيمة.

و في الإجازة ذهبت إلي اللواء عبدالمنعم الشناوي و كان كبيرنا وكلمته فلم اهبط لطيار مواصلات. بعدها رجعت للسرب مرة ثانية في ابو حماد.

وفي  يوم كنت امشي و انا حزين فسألني اللواء سمير فريد فسألني عن حالي فأجبته اني اريد ان اتزوج فقال لي و ما المانع فقلت انه لا يوجد معي المال الكافي لذلك فأخذني معه و كان هناك واحة تدريب في ليبيا فأراد ان يسجل اسمي فيها لكني فضلت ان اذهب إلي سوريا.

ذهبت إلي سوريا في اكتوبر 72 و كنت رقم 3 في السرب كنت صغيرا في السن لكن كبير في المركز.

و نحن هناك وجدنا المشير احمد إسماعيل قد جاء فسألناه عن سبب الزياره فأجاب أن الرئيس قد أصدر اوامر بطرد الروس من مصر و هذا ما اعتبره اعظم قرار في تاريخ مصر و برأيي كان الروس هم اكبر جواسيس.

فعندما كان الطيارين المصريون يقلعون و بعلم الروس كانوا يجدون الميراج الإسرائيلي في انتظارهم لكن عندما كانوا يطير بسرية بدون علم الروس لم يجدوا احدا كان ذلك في حرب الاستنزاف. 

عندما جاء الفريق احمد إسماعيل فقال القائد احمد شلبي و معه الشربيني و احمد عامر أن القفاص

وضعه كبير لكن رتبته صغيرة فتم ترقيتي إلي نقيب و قد اعطيت لي شقة و كانت وقتها فترة حرجة في سوريا.

بعد ترقيتي أكملت لوازم الزواج و بدأنا ندخل في مشاريع تدريب صعبة و قد استفدنا منها كثيرا ووصلنا لدرجة ممتازه في الطيران ثم قمت بتسليم نفسي الي سرب 62. و كان قائد اللواء حسن فهمي و قائد سربنا الأصلي أسامة حمدي و قد زارنا اللواء المسيري رئيس اركان القوات الجويه .

حدثت بعض المشاكل للواء حسن لطفي فحوله المسيري إلي ليبيا و بدلة بأسامة حمدي كان معنا أسامة عبد العزيز و الدريني و شوقي. و كانت مشاريع التدريب مفيدة.

و اذكر في اخر مشروع تدريب لنا جاء لنا رئيس شعبة التدريب اللواء حلمي رياض ووبخني بشدة امام زملائي و اتهمني اني اطلق قنابلي بطريقة خاطئة و لا اصيب الهداف, مع اني كنت  أصيب اهدافي بدقة حاولت ان اتهرب منه لكني لم استطع الرد لأن في القوات المسلحة كل قائد له احترامه.

في ذلك الوقت كنت مستعدا كي اتزوج و كان قائدي حسن فهمي شديد في عسكريتة لكنه اعطاني شهر إجازة. و شهر أجازة لطيار مقاتلات علي الجبهة يعطية الشعور بأن الحرب انتهت.

تزوجت و تركت زوجتي بعد اسبوع. حيث جاء لي سامح عبده قائد السرب و قال لي اني سأرجع لأن الحالة (ج) و تعني حالة استعداد قصوي أي ناخذ الامر و نعطي تمام الحضور بعده بساعة او ساعتان لكننا تعودنا علي مثل هذه الحالات فبقد نزلنا اجازات كثيرة و لم نكملها لدرجة انه لا يكاد الباص يصل لبيوتنا فيأتيه الامر بالرجوع مرة ثانية. و في اوائل 72 دخلنا في معارك منها معركة سميت حرب الضباب.

و اذكر في يوم الاربعاء 13 اكتوبر72 جاء لنا إيهاب عبد العزيز و عاطف دعم من واحة التدريب فكنا نطير معهم حتي يتعودوا علي الطيران المنخفض كانت تدريبات صعبة و خطيرة لانة اذا ارتفعنا فستضربنا صوارخ اليهود و اذا انخفضنا فسنصطدم بالارض.  ثم اصبت في التدريبات فأخذت عرض علي المستشفي . كنت عند الدكتور سمير زمزمي و كان معنا النقيب زكي عبد الحميد فأعطوني 14 يوم اجازة او امتناع عن الطيران فكلمت جلال زكي فقال لي ان الإصابة قد تكون قوية.

فرجعت المستشفي مرة اخري  . في هذا اليوم جائت ساعات بريتلينج إلي القادة فوزعوا الساعات علي قادة التشكيلات و كانت هناك مشاكل بيني و بين اسامة حمدي فأعطي اخر ساعة إلي طيار احدث مني. فحزنت كثيرا و تكلمت مع قائد اللواء لانه همشني و اعطي الطيار الاحدث مني الساعة. و في يوم الجمعة كان حسن فهمي قد اخذ اوامر العملية و كان قد طلع بطائرة ميج 17 و قبله بنصف ساعة كان سمير بكير قد طلع هو ايضا. كان سمير اقدم مني لكنه حديث في الطيران و هو قادم إلي قاعدتنا فضل طريقه و تاه و دخل سيناء فقام اليهود اليهود بإرسال عدد كبير من الطائرات فكلمه البرج التوجية و امره بالهروب بسرعه. و عندما وصل إلي القاعدة جاء حسني مبارك و سأل عن مشكلة سمير بكير فعرف إنه تاه فأمر مبارك قائد التشكيل ان يراقبوه لأنه قد يكون علم بأمر الحرب و اعطي إشارة للإسرائيلين , لقد كان مبارك شديد الحرص علي السرية. جاء لنا حسن فهمي و جلس يحكي لنا عن قلقه الشديد و انه لم ينام طوال اليوم و انه يتخيل الحرب و هو كان يعلم بأمرها لكنه لم يقول لنا.

 


 و في صباح يوم 6 اكتوبر وجدنا قائد اللواء قد جاء و كنا نعرف عنة شدته و حدته فجلس معنا يشرب الشاي و يمزح معنا و يضحك كل ذلك و نحن في شده الدهشه و كان سربنا سرب 62 مقاتلات قاذفة جلسنا حوالي النصف ساعة نضحك بعد ذلك ذهبنا إلي المحاضرات و عندما دخلنا القاعة و جدنا الحائط مغطي بخرائط و خطوط سير و صور للاهداف و حينها قال القائد لنا ان الحرب ستكون اليوم و أننا سنقلع الساعة الثانية و بحمد الله أخذنا الخرائط و طلعنا في تشكيل فنجر فور و كان قائدنا إيهاب عبد العزيز و علي جناحه أيبولا رزق الله و انا ثالثهم و الربع مدحت ابوالسعود و كان هناك فنجر فور اخر لأسامة حمدي و الدريني و جلال زكي كنا اربعة تشكيلات فينجر 4 لتدمير اربع مواقع للصواريخ في هذه اللحظة كنا نطير و ننظر لبعضنا و نتسأل إذا كنا سنري بعضنا مجددا كان سربنا عبارة عن 35 شخص اخذوا منهم 16 طيار فقط و لم يكن احدا يعلم بأمر الحرب سوي من دخل غرفة المحاضرة لدرجة ان قائد القاعدة بنفسه انيس ه لم يعلم.  كان الميكانكيون يعرفون ان هناك مشروع تدريب بالذخيرة الحية فحملوا طائراتنا بالأسلحة قنبلتين و 8 صواريخ. ذهبنا إلي الدشم و اخذنا طائرات علي الممر و اهم ماكان مطلوب منا هو الصمت اللاسلكي لم يتكلم احدا منا و كانت مهمتنا ضرب حائط الصواريخ القريبة حتي نمكن الطائرات السوخوي و ميج 21 للعبور إلي العمق لم يكن لدينا موجه. عندما طرنا وجدت ان طائرة رقم 2 بدأت في التأخر فنظرت فوجدته لو يرفع العجلات . و كان مطلوبا منا الصمت اللا سلكي فلو نطقت بكلمة واحدة كأني اقول لليهود نحن هنا لذا لم استطع ان اقول له ان يرفع عجلاتة. عبرنا القناة و وجدنا اهدافنا فصرخ سعد الدريني الله اكبر . وقد اكرمنا الله في اول و ثاني هجمة و نحن عائدين وجدت نقولا قادم فقام فقال إيهاب عبدالعزيز له ان يرجع لكنه اصر علي ضرب الاهداف كل ذلك بدون ان يرفع عجلاتة. و عندما رجعنا وجدنا قائد اللواء في انتظارنا وفي شدة السعادة فقلت له ان يبولا قد قام بعمل بطولي و عندما سألني قلت له طار و ضرب اليهود كل ذلك وعجلاته كانت لم ترفع بعد , بعدها بدقائق وجدنا نقولا يشتكي للقائد و يقول له ان الطائرة ضعيفة و بطيئة فوبخه بسخرية ان عجلاتة لم ترفع. جائت لنا اوامر ان نقوم بطلعة ثانية بعد ساعة ووفقنا الله و كان النتيجة عظيمة و غير متوقعة. 29- 31 مقطع 6. و اتذكر عندما كان قائد اللواء يمزح معنا فقال لعاصم احذر لأن الاوفلاين لديك ليس جيدا 100 % فقال له انا قاتل الميراج و الهوكس دخلنا 16 طائرة رجعنا 15 و هو قد ضرب بصاروخ. لكننا حققنا انتصارا لم يكن متوقعا حيث كان الروس يقولون اننا سوف نخسر العديد من الطائرات في هذه الهجمة. و بالمناسبة نحن اول سرب يضرب عساف ياجوري كان ذلك في يوم 8 اكتوبر كان سربنا اول من دك مدرعاتة. بعدها حدثت غارة علي المطار الذي كان فية سربنا لأننا كنا اكبر قوة موجعة ضربت إسرائيل فلم نستطع الخروج للطائرات حيث كان المطار يضرب كنت مع القائد دائما محاولا اقناعه بطلوعنا و ضربهم لكن لم تأتي اوامر بذلك كنا نتمني الموت و الشهادة في سبيل الوطن. و بالمناسبة عدونا كان عدو قوي كانوا طيارين محترفين و كانت طائراتهم تساعدهم كثيرا و إذا فكرنا ثانية في امكانيات طائراتنا و طائراتهم فلن نطلع من المطار فلم يكن لدينا اجهزة تصويب حديثه و اجهزه رادار عتيقة و لم يكن هناك اجهزة ملاحة جوية كنا نعتمد علي النظر و التدريب فقط. من يوم 6 إلي يوم 14 كل الطلعات كانة معاونة. و في يوم كنا ذاهبين لكي نضرب أكبرموقع ذخيرة لإسرائيل في سيناء و عندما كنت علي وشك ضرب الموقع اصبت و كانت الدنيا حولي سواد تام شككت اني ضربت بصاروخ فحاولت ان اطيرعلي مستوي منخفض لكن كل شئ كان اسود لم استطع ان اري اي شئ فخفت ان اصطدم في الارض. فاعتمدت علي العدادات و عندما عبرت القناة قلت اغرب بيان في التاريخ قلت " انا القفاص الي شايفني يخلي بالو مني لأني مش شايف حاجة قدامي  " فرد علي جلال زكي الذي كان في المراقبة فقال لي ان اخلع النظاره و الخوذه فرددت اني خلعتهم لكني لا استطيع رؤيه اي شئ امامي. كنت قد اتخذت اتجاه المطار علي التردد اللاسلكي فقال لي جلال ان قائد اللواء يأمرني بالقفز من الطائرة فرفضت و قلت له اني سأحاول ان ارجع المطار و إذا لم افلح ساقفز فدخلت علي الممر و كنت اري من جانبي الايسر لكن الدخان كان كثيفا لدرجة ان التراب دخل في فمي حتي مع ماسك الاكسجين فعندما هبطت و هدأت السرعة دخلت علي الدشمة ووجدت زحمة و كلما اقتربت اجد ان الناس مرعوبين و عندما فكني الميكانيكي اخذني قائد اللواء بفرحة و عندما قال لي انظر للطائره وجدت ان الواجهة الامامية قد ساحت و اتضح اني عندما كنت اهجم انفجرت طائرة زميلي و انا دخلت في الإنفجار و سبحان الله و بفضله لم اصاب بشظية من انفجار الطائرة الاخري. بعدها اخذت حجز لاني لم اطيع اوامر القاده بالقفز. لكن برأي اصعب قرار هو القفز من الطائرة. اذكر في يوم 16 كنا نطير كنا ذاهبين إلي الشرق و كانت معنا خزانات وقود و رأيت طائرات لم اميزها إذا كانت ميراج او ميج 21 فسألت القائد إيهاب فوزي فوجدها ميراج فقال لنا ان نرمي الخزانات و دخلت علي الطائرات و انا محتفظ بقانبلي و دخلنا الإشتباك في منظر رائع عباره عن ثمانية طائرات اربعة ميج17 و اربعة ميراج مشكلين خط طويل كل طائره ورائها طائره للعدو لدرجة ان القوات البرية اوقفوا الضرب حتي يرونا. و نحن طايرين قلت لسمير ان يسرع و بحترس لان تم ضرب صاروخ لكنة لم يصيبه و انفجر بجانبة لكن الصدمة كانت شديدة. كانت امامي طائرة ميراج فقبل ان اصوب عليها ضربت بضع طلقات و كانت الميج 17 مزودة بثلاث مدافع واحد 37 مل و اثنان 23مل فلم تصيبة و صوبت مرة ثانية فلم تصيبة و دخلنا في دوران فقررت ان اضربة بصاروخ من الذي معي مع العلم ان صواريخي جو ارض (( مش كاملة )). بعد ذلك عندما رجعت وجدت ان قائد اللواء قد اطلع علي صور النيجاتيف لكني قلت له ان الطائرة التي ضربتها لم تقع و كان زميلي قد ضرب طائرة لكنها ايضا لم تقع مع ان الصور كانت تبين ان الطائرات المعادية قد اصيبت بشدة. وكنت قد اخذت حجزين بسبب اني عند الانتهاء من ضرب اهدافي في بعض الاحيان اجد معي ذخيرة فأقوم بضربها علي دبابات و اهداف اخري كنت اعتبرها مثل الغنيمة حيث كنت اعود إلي القاعدة بدوناي طلقة. و بالمناسبة عندما انفجر الصاروخ بجانب سمير فككت مفصلات الاجنحة فعندما هبط انقسم الجناح إلي نصفين. و اصعب يوم في حياتي يوم 21 كان إيهاب عبد العزيز و نيقولا و انا كنا داخلين إلي الهدف فوجدت إيهاب يقول لي أن هناك هدف علي الساعة العاشرة كانت هيلكوبتر و اكتشفنا بعدها ان موشي ديان و جولدا مائير فعندما دخلنا علي اهدافنا الاًصلية و جدت نيقولا يقول لإيهاب ان جناحه الايسر يحترق فنظر له إيهاب و قال له جناحك الايمن هو المحترق فقفز الاثنان من طائراتهم,لكن عندما نزلوا شعرت بإحباط شديد نزل ايهاب اولا لكن للأسف اسره اليهود اما نيقولا فقد نزل عند عاسكر مصريين ضربوه بقوة لحين وصول القائد و تعرف عليه,بالنسبة لإيهاب عندما رجعنا القاعدة سمعنا ان هناك بعض القتلي المصريين كان منهم نقيب اسمه يوسف حليم المقطع 8 الدقيقة 8. و اتذكر كنت مرة ذاهب كي اضرب موقع كنا نطير بإنخفاض شديد لدرجة اننل طلبنا من العساكر الا يحيونا حتي لا نفقد الانتباه و نصطدم بالارض و كان اليهود قد اشتروا صواريخ من امريكا هذه الصواريخ مضادة للدبابت و الطائرات ففي هذه الهجمة صورت هذه الصواريخ بدقة فمدحني القادة و قد ارسل حسني مبارك لي ساعة لأن بعد تحليل الصور وجدوا انها صواريخ حديثة جدا. و من ضمن المفارقات الغريبة في الحرب كنا خارجين من الدشمة فسمعنا صوت انفجار كبير و انفجرت سيارة جاز فتسألت إذا كانت الجاسوسية قد وصلت إلي هذا الحد المرتفع حيث علموا بمكان خروجنا من الدشمة و في اقل من ثانية و جدت مدحت علي الارض و كان سبب الانفجار هو عندما كان الميكانيكي يوصل الصاروخ للطائرة لمس المفجر فانفجر الصاروخ ظل الميكانيكي في غيبوبة لمدة 3 اسابيع و العجيب في ذلك لحظت النفجار و جدت مدحت قد فك الاحزمة و قفز من الطائرة و هي علي الارض بسرعة كبيرة. في يو م 22 كنا طلعنا ثم عندما رجعنا وجدنا انهم يقولون اننا سنوقف إطلاق النار جائت الساعة الخامسة وجدناهم يقولون نريد 8 طيارين لكي يطيروا ليلا كي تضرب الثغرة 13:30- 14 كنا قد تضربنا علي الضرب ليلا لكن مع وجود مثل هذا الدفاع الجوي لم تطير اي مقاتلات قاصفة بعد 22 لكن الميج21 كانت تطير كنا نريد رد الاعتبار فكانت هناك اسراب جزائرية كانت في بلبيس طلبوني كي ادربهم علي الميج 17 و كانو شباب ملئ بالحماس لكنهم لم يكن عندهم اي مهارة في الطيران. و حتي بعد انتهاء الحرب كانت عندنا صور جوية و خطط استعدادا لأي هجمة. و انهي كلامي بأن اجد ان الإعلام قد نسي دور الشهداء في الحرب هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لكي تعيش البلد فلولاهم لربما اختفت مصر

 


 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech