Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

البطل الجندى / حمدى عبد الحى أمير

 

ادار الحوار - اسماء محمود

 

نعتذر في البدايه عن قصر الحوار - فالبطل لا يريد البوح بكل ما يعرف فربما عامل الزمن والنسيان وربما لا يريد ان يفخم من بطولته .

 

 

هكذا هى مصر ، أرض الأبطال على امتداد الأزمان ، قد نراهم فى مكان ما وزمان ما دون أن نعرفهم ونعرف حقيقة ما قدموه لأجل مصر وطناً وشعباً ، وبالمثل هم ليس فى حساباتهم أن يفصحوا عما قاموا به من أعمال جليلة وبطولات على أرض المعارك ..

الاسم : حمدى عبد الحى أمير

المجموعة 127 صاعقة ، كتيبة 63

يجاور مقر عمله ومهنته منزلنا منذ عشرات السنين وهى المرة الأولى التى يتحدث فيها عن حرب أكتوبر ، حتى أنه عندما طلبت منه أن يحكى لى عن الحرب وأن يرينى الصورة التى أخبرنى والدى عنها ، قال لى والذكريات تطل من عينيه : (( عشان أحكى لك الحرب ولا 20 نوتة من اللى معك تكفى )) ..

حاولت العودة به إلى زمن البطولة وموقعها وكثيراً ما تعلل بأنه قد مر عليها 40 عام وأن ذاكرته الآن ليست بالتأكيد مثلها بعد الحرب بعامين ..

السن : الآن 63 عام ، و سنة التجنيد 1972 ، وأنهى الخدمة العسكرية عام 1975 ،وهذا بالطبع يعنى أن البطل حينما حمل السلاح وذاد عن وطنه كان فى الحادية والعشرين من عمره ، وحينما سألته عن جندى المؤهلات قال أنهم تجنيد 68 و69 وأنهم قضوا فى الجيش 8 و9 سنوات ..

أخرج إلى صورته التى بين أيديكم من حافظته وميدالية من سلسلة مفاتيح كتب عليها الاسم وفصيلة الدم ، كانت عيناه تحملان الكثير من الفخر والذكريات وهو يرينى إياها ، ذاكراً أنه كان لدى الجندى اثنان منها واحدة تعلق فى عنقه والثانية مماثلة لها تثبت فى القايش ..

وحتى يكون على دراية بهدفى من السؤال والحوار معه الذى كنت أرجو أن يمتد لساعات .. شرحت له بعض من دور أصدقائنا فى المجموعة 73 مؤرخين والتى تهدف لحفظ وتوثيق شهادات الأبطال .

بعد تعريفى بأسمه ومجموعته والكتيبة قال لى :

حتى تكونى على دراية فالصاعقة أعمالها كمين أو إغارة ، كمين ننتظر قوات العدو القادمة أما الإغارة فنتوجه نحن إلى الهدف . و من أعمال الصاعقة أيضاً ( التعطيل ) ..

لدى ثلاث شهادات ، شهادة العبور ، وشهادة تقدير ، وشهادة الكاراتيه

كان قائد المجموعة 127 صاعقة العقيد فؤاد بسيونى وكانت تحت قيادته مجموعة كتائب منها الكتيبة 33 والكتيبة 43 والكتيبة 63 .. يتذكر أيضاً من القادة النقيب محمود منصور قائد السرية .

وعن التدريب قال : تدربنا فى الخطاطبة برقاش بالجيزة ، كان مشروع تدريب للعبور لكن لم يكن أحد يجزم بأنه مشروع العبور نفسه حيث تدربنا على أكثر من مشروع من قبل ، وكان العبور مماثل لما تم فى الخطاطبة برقاش ، حيث عبروا وتسلقوا الساتر .

سألته عن تمركز كتيبته ، فأجاب أن تمركزها كان فى منطقة حوض الدرس التابعة للجيش الثالث بالسويس .

قلت : ومتى علمتم بالعبور ؟

قال : فى البداية كنا نحسبها مشروع تدريبى وحينما رأينا طائراتنا تضرب عمق العدو عرفنا بها .

ويبدو أن لحظة العبور أصعب من أن توصف ، حيث مر البطل عليها سريعاً وهو يؤكد أنهم بدأوا العبور الساعة 2.5 ظهراً على قوارب مطاطية ، وكانوا مجهزين بجاكيت القنابل والقناع الواقى ضد الغازات ، ومن وقت تسلق الساتر حتى وصولهم إلى عيون موسى سيراً على الأقدام الكثير من الذكريات التى لم يبح بها .

ويطلب منى تسجيل نقطة هامة ، وهى أن حامل الآر بى جى يلزمه مساعد وتسليح المساعد بندقية آلى 30 طلقة وفى الجراب 3 خزائن بالإضافة إلى 3 دانات تتبع الآر بى جى ، بينما يحمل حامل الآر بى جى 2 دانة .

سألته عن ابرار الصاعقة جواً فى سيناء والمخاطر التى تعرضوا لها ، لكن بكلمات واثقة قال لى أن الهدف نصل إليه بالابرار أو الكمين وأصر أن يكون حديثه من موقعه وما عايشه وحسب .

وكانت إجابته عن الأهداف التى أصابها وتقديره لقوة العدو فى المنطقة المكلفين بها فقال : (( أننا لا نستطيع تحديد قوة العدو بدقة إذ أن القوة المترجلة على الأرض ( نحن ) أكثر منهم بكثير وهم متحصنون فى أسلحتهم وآلاتهم ، ويضيف أنه وقت الضرب والأشتباك يصعب أن ترى إذا أصبت الهدف أم لا ، فالكل يضرب ، وقد تصيب هدفاً ولا تعرف ، الحرب مفاجأة لابد أن نتعامل معها ، طلقة قد تأتيك من هنا أو شظية من هناك ، كل شىء وارد .

وبالسؤال عن رفاق المعركة شهداء وأبطال ، أجاب أنه مع تقادم الزمن ومرور أكثرمن 40 عام على الانتصار لم يعد يذكر بشكل دقيق ، يذكر الشهيد غريب قائد سرية صاعقة ، ويذكر استشهاد قائد سرية بالكتيبة 33 ، ويضيف أن سريته لم يستشهد منها إلا اثنان أو ثلاثة فالسرية كلها كانت مرتبطة ببعضها وتتحرك مع القائد .

وأشار إلى أنه فى أجواء المعركة قد يسقط الزميل شهيد أو مصاب ولا يراه ، قد يدفن فى أرض المعركة أو تخرج الروح إلى بارئها فى المستشفى ، وقد ينقل المصاب إليها ، والعاطفة لم تعرف طريقها إلى ميدان المعركة ، الحرب تدور وهى مفاجأة عليهم التعامل معها كما أشار مسبقاً . وهنا يتذكر صديقه حمدى من أهالى أرض الجمعية بإمبابة وقد طار من يديه أصبعين .

وأضاف أن النصب التذكارى للجندى المجهول أقيم لكثرة الشهداء الذين لم يتم التعرف على هويتهم .

سألته إن كان يقصد الشهيد غريب عبد التواب ، أجاب أنه لا يذكر إن كان اسمه غريب عبد التواب أو غريب أحمد .. ولكن بالرجوع إلى محرك البحث كان الاسم جلياً على صفحات الأنترنت ( الشهيد غريب عبد التواب أحمد ) .. فالذاكرة لم توهن بعد فقط تحتاج إلى بعض من النشاط ..

سألته عن الأسرى وهل شاهدهم ؟

قال : الأسرى عاملناهم بطريقة جيدة مثل عساف ياجورى حينما وقع فى الأسر أحضروا له الماء وعاملوه جيداً بخلاف ما فعله العدو بنا فى 67

وهل عرفت بأسر عساف ياجورى ؟

قال : طبعاً فالخبر ينتقل بين الكتائب والجنود .

كانت كلمته بخلاف ما فعلوه بنا فى 67 كان له وقع آخر فى نفسى ، البطل لم يحضر 67 أو الاستنزاف ومع ذلك كانت إجابته أو كلمة (بنا ) بالتحديد أعظم دليل على أن التحرير كان قضية المصريين جميعاً ، من قاسى ويلات الهزيمة ، ومن أنضم بعد معاهدة روجرز ووقف اطلاق النار ، كانت هزيمة 67 هزيمة للجميع وليست بمن حضر من جيشنا ، كما هو نصر أكتوبر انتصار لأجيال عاصرته ولأجيال لم تولد بعد ..

انتقلنا إلى التعيين وسألته ، ماذا عن التعيين فى ضوء ما سمعناه عن حصار الجيش الثالث ؟

أجاب : التعيين كان وجبات طوارىء ، طعام مجفف ، علبة كل 24 ساعة فيها ( جبن – فول – عدس – مربى - بسكويت ومعلبات بولوبيف )

أضفت للتأكد : ألم يحدث أن تأخر التعيين لأيام ؟

أجاب : لا فالشخص المنوط به توزيع التعيين يعرف كيف يقوم بتوصيله ، فإن كانت المنطقة جبلية ، يصل التعيين إليها بالجمال .

وعن الدوريات قال أنهم كانوا يسيرون فى دوريات من أول ضوء حتى آخر ضوء ، يسيرون خلالها مدة تتراوح بين 5 و6 ساعات . وأضاف أنهم فى التدريب تعلموا كل شىء بالتأنى .

قلت له : الآن تدعى إسرائيل أنها انتصرت فى الثغرة وأنهم كانوا على أعتاب القاهرة ..

وبادر بالقول مندهشاً : أعتاب من ؟؟؟مفيش أعتاب ولا حاجة ، الثغرة كانت من وراء الجيش الثالث ، واحنا كنا فى عيون موسى ورحنا للكيلو 85 مشى وحاصرناهم عند جبل عتاقة .. اكتبى الكيلو 85 ..

ويختتم الحديث قائلاً : أنه لم يكن لهم شاغل إلا الحرب وكانت أول إجازاتهم بعد الحرب بأربعة أشهر ، أى بعد أتفاقية فض الاشتباك ، وأضاف بأنها كانت أحلى أيام والحمد لله ..

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech