كتب صلاح الدين هزاع
حكاية بطل عرف فضل وعظمة وعزة نفس مصر وقوة مصر وهو أسير في سجن الرملة بتل أبيب
*********************
من قصص البطولة والتضحية العظيمة التي وثقتها لأحد المحاربين القدامى من أبناء مطروح في القوات المسلحة المصرية حكاية البطل هيوب محارب هيوب علي العبيدي الذي أسرته إسرائيل يوم 26 ديسمبر عام 1969
وقضى في الأسر بتل أبيب ثلاث سنوات بسجن الرملة بتل أبيب.
وقضى البطل هيوب أول سنة بالأسر في زنزانة إنفرادية تحت الأرض
وقضى أول ستة أشهر منها معصوب العينين تماما. والسنتين الآخيرتين قضاهما في عنبر جماعي ضم أكثر من 46 أسير مصري آخرين،
وتحرر من الأسر في شهر فبراير 1974 ضمن أول عملية تبادل للأسرى بين مصر وإسرائيل بعد مفاوضات الكيلو 101.
ومن أعجب ما قاله لي البطل هيوب العبيدي أنه عرف فضل مصر وعظمة مصر وعزة نفس مصر و قوة مصر وهو في الأسر.
وسألته بتعجب أنه من الطبيعي أن يعرف الانسان فضل مصر في الظروف العادية أو أقل من العادية ..
ولكن كيف لك وأنت أسير لأكثر من ثلاث سنوات أن تدرك هذه الحقائق وتقولها بهذا القدر من الافتخار ؟!
فقال البطل هيوب العبيدي : أثناء وجودنا في العنبر الجماعي بسجن الرملة نظمنا أنفسنا كسرية عسكرية وكنا نوزع الأعمال الحياتية بيننا بنظام وتفاني دون تفرقة من اي نوع وكنا ننظم حلقات حفظ للقرآن الكريم وحصص محو أمية وتعليم للجنود الاسرى الأميين ..
وكان بيننا اسيرين من الاشقاء الأقباط كانا يصران على تولي خدمة السرية في رمضان رغم أنها كانا يمارسان كل طقوس الصيام (فلا أكل ولا شرب ولا تدخين) مثل أشقائهم المسلمين
وقال عرفت عزة نفس مصر لأنها كانت ترسل لكل أسير كرتونة مؤن شهريا عبر الصليب الأحمر تحتوي الكرتونة على معلبات طعام و(ملابس داخلية) تكفي كل جندي لمدة شهر بحيث لا يضطر لغسل ثيابه أمام حراس السجن الإسرائيلين بالإضافة إلى مبلغ مالي بالشيكل ليشتري كل جندي ما يريده من كانتين سجن الرملة.
وقال البطل هيوب العبيدي عرفت قوة مصر وانا في الاسر حيث نجحت المخابرات العامة المصرية في تسريب جهاز راديو ترانزستور ( أحدث تكنولوجيا ذلك الزمان) للأسرى في سجن الرملة بتل أبيب من خلال عملاءها في قلب إسرائيل كما كانت المخابرات العامة المصرية تنجح في إدخال بطاريات تشغيل الراديو كل شهر لهم في سجن الرملة بتل أبيب.