كتبت اسماء محمود

كلما فتحنا الحديث عن العدوان الثلاثى يحكى لى والدى قصة سيدة بورسعيدية غاية الشجاعة  قضت على الجندى البريطانى الذى هبط بالمظلة على بلكونتها وذلك باستخدام غطاء الحلة النحاسى ! و تناقلت الصحف خبر شجاعتها وظهرت صورتها على صفحاتها ...

جبت المواقع ابحث عن صورة لها فلم اجد ولم اجد خبر عنها اساسا لكن والدى أكد الأمر .. توجهت الى منتدى بورسعيدى وسألت مديره الذى نفى لى الواقعة والخبر هذا من الأساس ! وهنا انقطعت عن البحث عنها أو عن قصتها..حيث اصبحت اراها سرابا .. والدى محق ولكن لا شىء يؤكد الواقعة ويجعلنى اذكر بها !.. واحيانا اقول فى نفسى ربما اختلط عليه الأمر اذ كان عمره 13 عام وقتها

الى أن تواردت الى ذهنى اليوم مرة أخرى وقلت كيف لا اسأل سيادة المستشار كامل الحسينى وهو بطل من ابطال شدوان وابن مصر وبور سعيد البار ...

وبسؤال سيادة المستشار كامل الحسينى اجاب مشكورا وجزاه الله عنا كل خير :

اسماء ..هانم

بعد مساء الخير على حضرتكم .......

ان بطولة هذه السيدة العظيمة من ابناء بورسعيد...

هى قصة حقيقية ...

ولكن ولكونها من عامة الشعب ...

لم يتذكرها التاريخ

ولم تسلط عليها لاضواء .....

واليكى ما اعرفه عنها .....

خاصة واننى عاصرتها ..وتقابلت معها ........

.....................................................................................................................................

ام الفقير ..........

نعم هذا هو ما كان يطلق عليها ......

بل كان هو اسمها ..........

سيدة كانت تفتح لها ابواب كبار المسئولين ببورسعيد

ولكنها كانت سيدة عفيفة النفس ........

وعاشت فقيرة ....وماتت فقيرة ...

لذا تنا ستها الايام ..

هى سيدة من عامة الشعب البورسعيد البطل المناضل .....فقيرة الحال ...وكانت تقطن بحى المناخ ..وهو من احياء ابناء النضال ببورسعيد ...من دافعوا عن مدينة بورسعيد وصدوا العدوان الثلاثى عليها عام 1956...

وعند حدوث العدوان الثلاثى ...وحيث ان ...حى المناخ..هذا يقع ...فى الركن الشمالى الغربى من بورسعيد ..وعلى ساحل البحر الابيض المتوسط

كانت تلكما البطولات الى تحدث عنها اهالى بورسعيد والتى حدثت خلال محاولة انزال القوات البريطانية بالمظلات على حى المناخ ..

وحدث ما تسألين حضرتكم عنه ...الا وهو كيف تقضى سيدة على جندى مسلح من قوات المظلات البريطانيه

وتناقل ابناء بورسعيد ..وخاصة من حى المناخ ...تلكما الاسطورة

وكان لى شرف مقابلة هذه السيدة العظيمة وذلك فى مستهل حياتى الوظيفية عام 1963 ...

حيث كانت تحصل على ما تريد ..من جميع اهالى بورسعيد ..

الى ان قيل انها قد وافتها المنية .....

تلكما نبذه عن هذه السيدة العظيمة المناضلة ....

ام الفقير ...والذى لا نعلم عنها نحن ابناء بورسعيد ...ومن عايشنا تلكلما الفترة من تاريخ نضال بورسعيد 1956 .......غير ذلك .....وعاشت ..وماتت ونحن لا نعلم الا انها ...ام الفقير .....

بارك الله فى حضرتكم ...

بأمل ان اكون قد وفقت فيما تطلبينه

ولحضرتكم تحياتى

مستشار م./ كامل الحسينى

...................

سبق وأن نشرت هذا المستند فى جروب ابراهيم الرفاعى ..

وحينما ذكرنا سيادة المستشار كامل الحسينى بذكرى انحسار العدوان الثلاثى فى ظل الزخم الذى تشهده الساحة المصرية .. وجدت أنه من الواجب علينا أن نذكر ببطولة هذه السيدة مثال المرأة المصرية المناضلة والتى أكد والدى أنه رأى صورتها فى الجريدة .. وكم كنت ارجو أن أرى صورتها ولكن يكفى أننى تأكدت من أنها لم تكن حلما أو فبركة اعلامية لكنها كانت مناضلة عن حق ..

تحياتى لكم