Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر
  • تعريف بالمجموعة و أعضاءها

     مؤسسة مؤرخي مصر للثقافه ( المجموعة 73 مؤرخين ) المشهرة برقم 10257 لسنه 2016  المجموعه 73 مؤرخين ، مؤسسه ثقافيه للتأريخ والابحاث التاريخيه نشأت عام 2008 - وهي عباره...

    إقرأ المزيد...

بطل الشهر

بطل الشهر /  العميد يسري عمارة 

 

 

الــصـفـحـة الـرئيسيــة

لـيلـة اخــتطــاف العــنقــاء

فانتازيا عسكرية

يكتبها:

د/عبدالله عمران

 

 

الحلقة الأولى : بيبي و بيني




يهمس رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي في أذن نتانياهو قائلا : بيبي ، إن المصريين لا زالوا يستخدمون ميج-21 .... ينتفض نتانياهو و يعتدل في جلسته مستفهما : بيني هل تمازحني؟! .... يرد الجنرال بينيامين "بيني" جانتز بالنفي و يكمل نتانياهو حديثه : كيف ذلك؟!! هل هي خطة خداع منهم لتضليلنا بسلاح سري جديد؟؟!! لا بد و أنهم قد طوروها إذن لمستوى ميج-35 و يريدون أخذنا على حين غرة مثل حرب يوم كيبور .... يرد رئيس الأركان مستغرباً خياله الواسع : بيبي ، هي ما زالت كما هي و لا شيء مقلق فيها بل أنها أصبحت كفن طائر للكثير من طياريهم .... يرد نتانياهو مستفهماً : إذن لماذا يستخدمونها؟! .... يجيب جانتز : بيبي بيبي أنت تعرف المصريين و عشقهم للتحف و الأنتيكات ، ربما يعتبرونها مساوية للهرم و ربما يوجد رابطة حنينية بينها و بينهم ,, أنت تعرف عواطف المصريين الجياشة التي تنشأ حتى بين الفلاح و البقرة التي يربيها .... يمط نتانياهو شفتيه و كأنه غير راضي عن تحليله و يرد قائلاً : ربما ربما ربما ، تباً لهم ، إنني لا اضمن تحليلاتك هذه ، يجب علينا أن نستعد جيداً لها .... يرد بيني جانتز مستهزئاً بكلامه : بيبي كيف تفكر؟! ، هل تريدني إذن أن أعيد جولدا و موشيه و دادو و بيني و موتي من الملكوت كي يمكننا مواجهة هذه الأنتيكة الصفيحية الطائرة؟!! .... يصمت نتانياهو لبرهة و كأنه يعيد التفكير ثم يرد عليه : لا بيني ، اسمع ، يجب أن أن ابلغ أمان و الموساد كي نحصل على طائرة ميج-21 من مصر ، من قاعدة جوية مصرية كي نفككها و نفحصها جيدا لنعرف سر تمسك المصريين بها .... ينفعل بيني جانتز : ماذا تقول يا بيبي هذا جنون ،، قمة الجنون .... لا يعيره نتانياهو أي اهتمام و ينظر إلى مدير مكتبه الجالس خلفه : داني ، إنني أريد هيرزيل هاليفي و تامير باردو في مكتبي اليوم , اخبرهم أن رئيس الوزراء يريدهم لأمر خطير جدا يهدد أمن إسرائيل و يضعها على المحك .... يذهب داني فورا لتنفيذ أوامر رئيسه و قد احمر وجهه من الخوف مما قيل له و يمسك سماعة الهاتف و يحدد موعد للجنرال هيرزيل هاليفي رئيس شعبة الإستخبارات العسكرية "أمان" و السيد تامير باردو رئيس جهاز الموساد لمقابلة بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي.

 

 

الحلقة الثانية : العنقاء و البرق

 

 

يقفز الطيار المقاتل المتفجر بالحيوية و النشاط ميجور دان "دوني" ايفري الى طائرة شركة العال المتجهة إلى امريكا لتحمله هو و زملاءه في سلاح الجو الاسرائيلي "هيل ها-فير" للتدريب هناك على مقاتلتهم الجديدة الحديثة جدا جدا من الجيل الخامس التي تمتلك تقنية التخفيF-35 Lightning II في قاعدة ادورادز الجوية في لانكاستر بولاية كاليفورنيا ... ينظر دوني الى زميله و صديقه الطيار أودي لافي ساخراً من جذوره المصرية قائلا : "ربما لو ظلت أمك في القاهرة و لم تأت إلى إيريتز يزرائيل لرأيناك الآن طيارا على ميج-21 و ليس اف-16 صوفا ثم اف-35 آدير" و ترتفع ضحكاته و ضحكات زملاءه وسط صمت و نظرات أودي و كأنه يتجاهلهم و لا يريد الكلام .. يقفز زميلهم ديفيد بنحاس إلى الحوار موجها كلامه إلى دوني : "لماذا تظن أن المصريين لا زالوا يستخدمونها يا دوني؟" ... فيرد دوني بثقة الخبير : "في اعتقادي أن الأمر يتعلق بسهولة و قلة تكاليف الصيانة .. المصريون لا يملكون المال الكافي ربما" ,, هنا يتكلم أودي و يتدخل في الحوار "و لا يملكون خبرتنا في الأسلحة الحديثة و جرأتنا على استعمالها" .. يمط دوني شفتيه و كأنه يمتعض من هذا الأسلوب المتعجرف الذي يتحدث به أودي .. هنا تتحدث مضيفة الطيران طالبة من الجميع الجلوس في مقاعدهم و ربط الأحزمة استعدادا للإقلاع و يهم كل فرد منهم بالذهاب إلى مقعده و ربط الأحزمة ، و تقلع الطائرة بهم من مطار بن جوريون الدولي في تل أبيب ... إلى أمريكا.

و بينما هو نائم ، يرى أودي لافي حلماً مزعجاً جداً جعله يستفيق من سباته و هو يصرخ صرخة كبيرة أرعبت ليس فقط زميله رافي حاييم الجالس بجانيه و لكن كل زملاءه في الطائرة .. يتوجه دوني إليه مسرعاً سائلاً عن السبب و قبل أن يجيب كان رافي قد أعطاه زجاجة ماء كي يشرب و يهدئ .. تبدأ انفاس أودي المتسارعة في التباطؤ و يبدو و كأنه بدأ يستعيد قوته .. "المصريون ، دوني ، المصريون" يتكلم أودي و يرد عليه دوني "ماذا؟!" .. يكمل أودي : "لقد حلمت أنني استعد للاقلاع من حاتساريم بطائرتي اف-35 لعمل دورية قرب الحدود المصرية و قد بدأت في التحرك بالفعل و لكن قبل أن أنهي الممر و أقلع بطائرتي إذ بطائرة ميج-21 مصرية تهبط مثل الصقر على رأسي من أعلى و يخرج منها مخالب حديدية ضخمة تمسك بطائرتي و تطير بها بعيدا داخل مصر ثم يأخذني الطيار المصري في منطقة نائية و يقطع رأسي بخنجر كبير و يمسك رأسي التي قطعها و ينظر في عيني و يكلمني بالانجليزية و هو يضع أسلاك معدنية في مؤخرة رأسي قائلا Now I got a navigation pod for my MiG-21 (( الان حصلت علي حاضن ملاحه لطائرتي الميج 21 ))

و يربط رأسي في بطن الميج و يقلع بها مجددا و يطير فوق أرضنا و أراها محترقة و العرب يحتلون أرضنا و المصري في طائرته يضحك و يصيح "ha ha ha, look you dumb idiot, this is what we gonna do to you Israelis, ha ha ha" ثم فجأة رأسي تسقط من الميج على كتلة نيران ملتهبة و صحيت بعدها .. إنني أحس بلهيبها الآن على وجهي و يبدأ في الصراخ مجددا "اللعنة على المصريين ، اللعنة على الميج ، سيقتلوننا ، سيحرقوننا ، إنني أشعر بلهيب النار على وجهي ، آآآآآآآه ، لقد عذبوا أبي في قسم الأزبكية آآآه ، لقد قتلوا عمي في قادش و قتلوا أخي في يوم كيبور و الآن سيقتلونني أنا و أمي آآآآآآآآآآآه" و يهم زملاءه لتهدئته و تأتيه المضيفة مسرعة و تعطيه حقنة مهدئة لينام بعدها حتى تهبط الطائرة !

 

 

 

الحلقة الثالثة : عارض الأزياء

 

في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في مجمع الدوائر الحكومية في 3 شارع كابلان في القدس المحتلة يدخل رئيس شعبة الإستخبارات العسكرية "أمان" الجنرال هيرزيل هاليفي و خلفه مباشرةً السيد تامير باردو رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي و يبلغان سكرتير مكتب رئيس الوزراء داني سيجال أنهما في الموعد المحدد لهما من بنيامين نتانياهو و في انتظار الإذن بالدخول.

على طاولة كبيرة في مكتب رئيس الوزراء يجلس الثلاثة : بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي و قادة أكبر و أقوى الأجهزة الأمنية في إسرائيل الموساد و أمان عن يمينه و عن يساره.

يبدأ نتانياهو حديثه بطلب موجه للإثنين : "إنني أريد طائرة ميج-21" ، يستغرب الإثنان كلامه لكن يبادره الجنرال هاليفي قائلا : "يمكننا إحضار واحدة من روسيا أو أوكرانيا أو حتى من الهند لا توجد مشاكل في ذلك ... لكن لماذا يا بيبي؟!" ..... يستطرد نتانياهو موجها إليهما كلاما في صيغة تقرير : "لقد أصدرت قرارا بإختطاف مقاتلة ميج-21 من مصر و إحضارها إلى إسرائيل - ينظر هاليفي و باردو إلى بعضهما البعض دون مقاطعته ثم يكمل نتانياهو -  و قد كلفت أمان و الموساد بذلك و عليكما التنسيق فيما بينكما لإكمال المهمة بنجاح" ...... فترة صمت تسود المكان من تأثير المفاجأة و يستمر هاليفي و باردو في تبادل النظرات بينما يرمقهما نتانياهو ربما في ترقب لردة الفعل ...... يستجمع باردو تركيزه و يبادر نتانياهو سائلا : "ما الذي تقوله يا بيبي؟!" ..... ثم تتصاعد حدة كلامه ..... "من الذي أوحى لك بهذا الهراء و لماذا تتعمد الإضرار بإسرائيل؟!" ...... ينفجر نتانياهو غاضبا : "ما هذا الذي تقوله؟! كيف تجرؤ على ذلك؟! أنا المسؤول عن أمن هذا الوطن الذي حصلنا عليه بالبارود و الدماء و أعرف ما أقول و ما أفعل." ..... يحاول باردو أن يرد قائلا : "لكنـ.." ،،،،، فيقاطعه نتانياهو قائلا : "لا يوجد لكن ، ستقوم بوضع الموساد في حالة الإستنفار الكامل "الحالة : وضح النهار Status : Day Light" و تكلف الوحدة 504 بالتنسيق مع أمان و الوحدة 8200 لجمع المعلومات ثم تجنيد طيار مصري في لواء الميج-21 ليأتي إلى إسرائيل بها كما فعلنا في السابق" ...... يرفض تامير باردو ما يقوله نتانياهو و يرد عليه بتحدي : "لا يوجد أي سبب يبرر تلك الحماقة ، لا يوجد عاقل يمكنه أن يوافق على هذا الهراء يا بيبي ، و أنا لن أفعل ذلك!" ...... ينتفض نتانياهو غاضبا مرة أخرى : "هل تقول أنك ترفض أمرا من رئيس الوزراء يا تامير؟! هل تعرف عواقب فعلك هذا؟!" ...... لا يرد باردو لكن يتدخل هيرزيل هاليفي محاولا تهدئة الموقف : "سيدي رئيس الوزراء ، إن السيد باردو لا يرفض قرارك و لكنه يبحث فقط عن سبب وجيه لهذه العملية ،، أنت تعلم أن إختراق المؤسسة العسكرية المصرية بهذا الشكل الخطير أمر ليس بالهين و قد يجلب علينا الويلات و الثبور بل ربما مصر تصعد دوليا و عسكريا ضدنا ردا على هذه العملية الصعبة جدا عليهم و علينا في آنٍ واحد ، و سيغضب الأمريكان و باقي أصدقاءنا ، فما سبب هذه العملية؟!" ...... هنا يصمت نتانياهو لبرهة و كأنه يستجمع تركيزه الكامل حتى يعطيهم حجته ، و في الأثناء ينظر تامير باردو بارتياح إلى هيرزيل هاليفي و كأنه يريد أن يشكره ...... يتكئ نتانياهو في جلسته و يرد : "المصريون لا زالوا يستخدمون ميج-21 حتى الآن رغم وجود طائرات حديثة جدا لديهم مثل رافال و اف-16 و ميراج-2000 و هناك طائرات روسية حديثة أيضا في الطريق إليهم و لكن رغم ذلك لا زالوا يستخدمونها و لم يخرجوها و لا توجد لديهم نية لإخراجها من الخدمة .. فلماذا؟ ما سر تمسكهم الغريب بها؟!" ..... هنا لا يرد باردو و ينظر إلى هاليفي و كأنه يطلب منه الرد لأن هذا تخصصه هو ،،،، فيأخذ هاليفي نفسا عميقا ثم يرد : بيبي ، إن تكلفة صيانة و طلعات الميج-21 رخيصة جدا و صيانتها سهلة جدا أسهل من صيانة سيارتك المرسيدس بنز لذلك فالإبقاء عليها بحالة فنية جيدة و جهوزية قتالية عالية أمر ليس بالصعب و لا زالت تؤدي غرض ما في عقيدتهم القتالية لا دخل لنا نحن به ، لذلك فالأمر ليس بمستغرب! ما الذي يدعو لتحمل مخاطر عملية صعبة جدا من أجل هذا؟!" ....... تظهر ابتسامة صفراء على وجه تامير باردو لأنه أحس أن هاليفي أفحم نتانياهو ،،،،، لكن بغرابة نتانياهو يشيح بوجهه و يرد بإصرار : "إنني وقعت القرار و أريد منكما تنفيذه ،، هناك جاسوس أخبرنا أن المصريين يطورون سلاحا جديدا في الميج-21" ..... و ينظر نتاناهو إلى باردو ثم يستطرد و كأنه يوجه الكلام إليه بنوع من التوبيخ : "و الموساد  أخبرنا في أحد التقارير الحديثة أن المنتديات العسكرية العربية على الإنترنت و بعض الصفحات المصرية على مواقع التواصل الإجتماعي تتحدث عن تطوير المصريين سلاح جديد و طائرة جديدة اسمها القاهرة-2000 في مصنع حلوان للطائرات و نحن نريد أن نعرف ماهية هذا الأمر لأن لابد و أن يكون له علاقة بالميج-21 و يجب أن ننهيه قبل أن يبدأ" ...... تسود فترة صمت و لا يجد باردو و هاليفي ما يقولانه بعد كل هذا الجدل البيزنطي ..... يكمل نتانياهو و بحدة و نبرة صوت قوية : "إنني وقعت القرار و عليكما الإمتثال له و تنفيذه فورا" ..... يرد باردو غاضبا : "لا لن أنفذه .. لا لا ، لن أقبل هذا الهراء" ..... فينفعل نتانياهو مرة أخرى : "أنا رئيس الوزراء و يجب عليك تنفيذ أوامري مهما كانت و أنا اتحمل المسؤولية" ...... يقف باردو و الغضب يشتعل في عينيه : "أنت أحمق مدلل!!" ..... يقف نتانياهو و قد استشاط غضبا و احمرت عيناه و كأنه لا يصدق ما يقال له ثم ينادي بأعلى صوته على مدير مكتبه داني سيجال :"دااااااني ,, دااااااااااااني" ..... يدخل داني مسرعا مجيبا اياه ، فيقول له نتانياهو : "ارسل إلى يوسي كوهين و اخبره أنني قد عينته للتو مديرا للموساد بعد الإستغناء عن خدمات تامير باردو" ..... يقف داني للحظة و كأنه قد فوجئ ثم يهرول مسرعا لينفذ أوامر رئيسه ..... يلملم تامير باردو أوراقه و يهم بالإنصراف بدون أن يبدي أي رد فعل ، و يقف هيرزيل هاليفي صامتا و متجمدا لا يدري ماذا يفعل ،،،، ثم يقول باردو قبل أن يخرج من الباب كلمة يوجهها لناتنياهو لكن دون النظر إليه : "سنرى ماذا ستفعل أنت و عارض الأزياء يا بيبي".

 

الحلقة الرابعة : عِش النسور

 

 

في أحد القواعد الجوية المصرية في الدلتا يتوجه الرائد طيار أمجد نحو الدشمة التي توجد بها رفيقة دربه التي يحبها رغم كرهه لها و يكرهها رغم عشقه الجنوني لها العنقاء الأصيلة جدا ميج-21 و هو يرى أمام عينيه شريط أحداث مؤلمة تذكره بفقد زميل آخر حدثت له مشكلة في الجو و هو يحلق بالميج-21 بسبب عطل فني فاجئه و هو في السماء و لم يستطع القفز منها.

ينادي أمجد على كبير الفنيين : "ايه الاخبار يا مصطفى؟" ... يرد مصطفى و هو منهمك في عمله و يتصبب عرقاً : "فيه مشكلة في الرينج يا افندم و بحاول اثبتها ان شاء الله ، و هعمل تشيك على دايرة الوقود دلوقتي قبل ما ندور المكنة عشان التانك بينقط" .. ثم يلتفت مصطفى إلى مساعده سعيد : "وصل الباوزر يا سعيد" .. و بعد عدة محاولات متعبة و جهد كبير لإصلاح بعض الأعطال تعمل الطائرة ثم يتوجه مصطفى إلى الرائد أمجد و هو يتبرم : "لحد امتى هنفضل نطير بالخردة دي يا افندم؟!" .. يرد أمجد الضابط البشوش الصارم : "احنا علينا ننفذ اوامر القيادة و بس يا درش و كل شيء باوانه يا جدع" .. و يبدو أن مصطفى لم يجد ما يقوله و بدى عليه الضيق فيكمل أمجد حديثه : "بعدين فيه كلام حلو عن المستقبل يا عم اصبر انت بس فيه حاجات حلوة هتيجي ان شاء الله انا سمعت كده من قائد اللوا" .. يستبشر مصطفى ثم يكمل أمجد حديثه : "القيادة لو طلبت مني تنفيذ مهمة و ادوني سبيت-فاير مش ميج-21 هنفذها من غير كلام يا درش طالما في سبيل الله" .. يحمر وجه مصطفى الريفي الابيض من الخجل ثم يمازحه أمجد : "انت مش عاوز تموت شهيد و الا ايه يا درش" ،، فيرد مصطفى بسذاجة البسيط و وجهه تكسوه ابتسامة ممزوجة بدمعة : "اتجوز الاول يا افندم" ... فيضحك أمجد و يقهقه ثم يقول له : "و الله نستني همي و زعلي على كريم يا جدع ,, انت تعرف السبيت-فاير طيب؟" يرد مصطفى بالنفي فيضحك أمجد ساخرا منه و يقول له : "طب روح كمل شغلك و لما تديني تمام هقولك هي ايه يا فالح" ... ثم ينصرف أمجد متوجهاً إلى مكان استراحة طياري السرب.

يصل أمجد إلى مكان الاستراحة و يستقبله زملاؤه و رفقاء الكفاح طيارو سرب الميج-21 بالترحاب و الحفاوة الشديدة ، و يباغته زميله أحمد بسؤال مباشر : "الفرح امتى يا ابو الامجاد بقى عاوزين نفرح بيك يا زينة الدفعة" ... يضحك أمجد و يسحب كرسي يجلس عليه و يجيب : "خلاص هانت يا ابو حميد فاضل حاجات بسيطة في الشقة و ليلى بتجهز نفسها على العيد الصغير يعني بعد شهر و نص ان شاء الله" .. يرد الجميع "ان شاء الله ربنا يتمم لك على خير" ... ثم يطأطئ أمجد رأسه و يسترسل : "كان نفسي كريم يبقى معانا و يفرح معانا (ثم يصمت لبرهة و يذرف دمعة) ,, الله يرحمك يا كريم ، في الجنة يا صاحبي إن شاء الله" ... يصمت الجميع حزنا ثم يهم النقيب خالد المعروف بحبه للمزاح بالكلام محاولا كسر دائرة الحزن و اخراج الجميع من هذه الحالة المزاجية الكئيبة : "عارف يا افندم ,, لو قائد اللوا يطاوعني هاخد طيارة و اجيلك على طنطا اعمل بوووم فوق الكوشة و دي هتبقى احلى تحية من اللوا كله ليك و للعروسة" ،، يضحك الجميع على مزحة خالد التي أتت في موعدها الصحيح ... فجأة يدخل زميلهم الجديد النقيب رفعت كامل الذي تم نقله مؤخرا بسبب بعض المشاكل من أحد ألوية المقاتلات الأخرى إلى لواء الميج-21 ، شخص حاد الطباع و يبدو عليه ضيقه الشديد و تذمره بسبب نقله إلى هذا السرب و عدم رضاءه و ظهور ذلك عليه في تعامله العنيف مع كل من حوله سواء زملاءه أو الفنيين في السرب و توبيخه المستمر لهم .... يحاول أحد الجالسين الملازم ثاني عبدالرحمن فتح باب الحديث معه ربما لكسر جمود العلاقة بينه و بين باقي أفراد السرب : "منور يا نقيب رفعت" ، لا يرد رفعت و لكن ينظر إليه فقط و يومئ برأسه مع ابتسامة مصطنعة ثم يكمل قراءته في مجلة في يده ، لكن عبدالرحمن يكمل حديثه : "متقولنا يا افندم ايه رايك في الطيارة الميج-21" ... يعتدل رفعت في جلسته و كأنه يستعد لتوجيه ضربة مدفعية مركزة : "هو انتو بتسمو دي طيارة؟! الخردة دي طيارة؟! دي كفن" .. ثم يمسك مجلة Air Forces الأجنبية المتخصصة في كل ما يخص الطائرات و القوى الجوية في العالم كله و يلوح بها في وجوههم صائحا : "شوفوا اسرائيل عندها ايه اف-16 صوفا و اف-15 راعام و باز و اف-35 ع الابواب و احنا لسة بنطير بكفن طاير اسمه ميج-21" ... لا يرد عليه احد بينما هو يضحك مع نفسه و كأنه يسخر منهم .. ثم ينظر إلى الرائد أمجد و يوجه كلامه له : "بعد إذنك يا افندم أنا عاوز اجازة عاوز اغير جو في شرم شوية" .. يحاول أمجد بعقلية القائد الذكي أن يستغل هذه الفرصة ليوطد علاقته برفعت حتى يتسنى له السيطرة على شحنة الغضب و التمرد التي بداخله ليوظفها بشكل مفيد و يكلمه برفق : "ماشي يا رفعت بس انت هدي نفسك و بلاش نبرة الغضب دي احنا جايلنا حاجات حلوة ان شاء الله في اللوا ده و اللي طار على الميج-21 في الزمن ده يقدر يطير على اجدعها طيارة في العالم بشوية تدريب و فرقة عليها" .. لا يرد رفعت على أي من كلام أمجد و يقول له مجددا : "أنا عاوز اجازة يا افندم اريح اعصابي" .. يصمت أمجد ربما أراد أن يؤجل الجدال في هذا الموضوع لفترة حتى يعود رفعت من إجازته ثم يقف أمجد و يمد يده له قائلا : "تعالى معايا أنا هوديك لقائد اللوا و هخلصلك الاجازة" .. يقفز رفعت من على الكرسي و يرمي بالمجلة إلى الملازم ثاني عبدالرحمن ساخرا منه : "خد يا عوبد اتفرج ع الطيارات اللي بجد مش الكفن اللي انت بتطير عليها"!

 

الحلقة الخامسة : القلعة

 

 

بعد أن تلقى يوسي كوهين التكليف من رئيس الوزراء الإسرائيلي بقيادة تلك المهمة العجيبة التي تدور حول اختطاف مقاتلة ميج-21 مصرية بأي ثمن و احضارها إلى إسرائيل ،، أعد كوهين لأول اجتماع من نوعه لتلك المهمة مع شعبة الإستخبارات العسكرية أمان في مقر الموساد الموجود في شارع الملك شاؤول في تل أبيب ... و في صبيحة اليوم المحدد حضر رئيس أمان الجنرال هيرزيل هاليفي و معه مدير فرع الإستخبارات الجوية الجنرال إيلي رحبعام و مدير الوحدة 8200 الجنرال يهوشافاط رامنوفيسكي و مدير إدارة الأبحاث الجنرال أرييه زئيف ، و كان في استقبالهم من الموساد مدير الجهاز يوسي كوهين و منسق العمليات الخاصة سيمحا العازر و ضابط الاتصال المكلف فؤاد شيموئيل ، و جلسوا جميعا في غرفة الإجتماعات الملحقة بمكتب مدير الجهاز.

يبدأ يوسي كوهين الكلام : "مرحبا بك هيرزي في الموساد .. نحن هنا للتنسيق للعملية التي اقترح لها الاسم الكودي " العملية : نوستالجيا" ,, هل لدى امان اي اعتراض او اسم بديل مقترح؟" .. يرد هيرزيل هاليفي مبتسما : "لا يوسي انه الاسم الانسب لهذه المهمة العجيبة" .. يبتسم يوسي كوهين و يوجه حديثه الى جنرالات امان : "ايها السادة ، اريد ان اسمع مقترحكم في البداية" ............ يبدأ هاليفي سرد فكرته عن العملية : "اسمع يوسي ، بعد مناقشة مع رجالي في الشعبة توصلنا الى ان انسب طريقة هي مراقبة القواعد المصرية التي بها ميج-21 و حددنا هنا الغردقة و مرسى مطروح ثم تقوم مقاتلاتنا طراز اف-35 التي ستصلنا خلال ايام قليلة باعتراض احد الدوريات التي تقوم بها ميج-21 داخل البحر و ذلك تحت ستارة من التشويش الالكتروني تقوم بها أحدث طائراتنا من طراز نحشون ثم نقوم باصطحابها الى واحدة من قواعدنا الجوية" .............. يمط يوسي كوهين شفتيه ثم يوجه سؤالا إلى هاليفي : "و ماذا لو رفض الطيار المصري الانصياع لاوامرنا؟!" .......... يصمت هاليفي و كأنه قد فوجئ بالسؤال فيتدخل فجأة الجنرال إيلي رحبعام رئيس فرع الاستخبارات الجوية : "سنسقطه فورا!" ............ يرد كوهين باندهاش شديد :"ماذا؟؟؟!!! ،، و ما فائدة العملية برمتها لو أن هناك احتمال أن يحدث ذلك يا جنرال؟!" ......... يتلعثم رحبعام ثم يستجمع قوته و يرد : "لا لا سيد كوهين ، لن يحدث ذلك فلن يجرؤ الطيار المصري على رفض اوامر طيار يقود اف-35" ....... يرد كوهين بحدة : "و ما ادراك؟!" ,،،،،, هنا يصمت رحبعام تماما و لا يستطيع الرد ،،،،، فيرفع كوهين من نبرة صوته قائلا : "يا جنرالات ، إن ما تقولونه يعني اندلاع حرب شاملة و نحن لسنا بصدد اشعال حرب مع مصر في الوقت الحالي" ................. ثم يعتدل كوهين في جلسته و يوجه كلامه الى هيرزيل هاليفي : "اسمع هيرزي ، يبدو انك بالفعل لم تفهم سر اختياري لاسم العملية الكودي "نوستالجيا" ,, انه الحنين يا جنرال ,,, الحنين للعملية دياموند عام 1966  ،، إن 007 ما زالت في حاتساريم يا جنرال اظنك رأيتها" ....... يومئ هاليفي بالايجاب ثم يكمل كوهين : "يجب أن نقوم بتجنيد طيار مصري في لواء الميج-21 حتى يهرب بواحدة الى اسرائيل كما حدث عام 66 مع الطيار العراقي منير روفا!" .............. يصمت هاليفي و باقي جنرالات امان و كأنه قد اسقط في يدهم و صاروا تحت تصرف الموساد ,,,,, ثم يسأل هاليفي سؤالا مباشرا لكوهين : "و ماذا تريدنا أن نفعل الآن يوسي ، ما هي خطتك؟" ........... يأخذ كوهين نفسا عميقا قبل أن يرد و كأنه قد تم له ما يريد : "ببساطة سنجد أوتر مناسب ( عميل داخلي مناسب ) لنجند طيار مصري عن طريق أحد نساءنا حتى يهرب بطائرته إلى إسرائيل" ........ يسأل هاليفي سؤال آخر : "هل لديك حصان يسهل المهمة" ... يرد كوهين : "بالطبع لدينا و لكن ليس في المكان المناسب لنا حاليا ،،، سنفعلها بطريقتنا القديمة يا هيرزي ,,,, هل تعرف لماذا أنا لم اراجع بيبي في طلبه هذا؟" ............ يمط هاليفي شفتيه و يومئ بالنفي ،،،، فيستطرد كوهين : "إنها رسالة يا جنرال ،، رسالة للمصريين و للعرب و لأمريكا أن الموساد قادرعلى الضرب في أي مكان من اجل اسرائيل!" ......... ينهي كوهين الاجتماع بالتكليف الى رجاله : "هيرزي ، الاجتماع القادم سنحدده حال اكتمال خطتنا بعد توفر باقي المعلومات التي يعكف رجالي عليها الان ,,, و سيتولى سيمحا بنفسه تنسيق هذه العملية و معه فؤاد و الوحدة 504 ، و سيكون الاجتماع القادم في مكتبك يا هيرزي" ........... يتفق الجميع على ذلك ثم يتصافح رجال امان مع رجال الموساد و ينصرف الجميع من المكتب و يتركون يوسي كوهين و هو ينفث الدخان الكثيف من سيجاره الكوبي الغليظ ماركة كوهيبا و هو منتشي و ترتسم على وجهه ابتسامة غريبة!

 
 

الحلقة السادسة : على الشاطئ يائيل ، جزء-1

 

 

بعد أن قضى أربعة أيام في المدينة حبيسا دون تحرك خارج الفندق ، يقف النقيب طيار رفعت كامل في شرفة جناحه الخاص في الفندق الفاره ذي الخمسة نجوم في مدينة السحر و الجمال شرم الشيخ و هو يشاهد جمال البحر في جانب و سحر الجلاميد في جانب آخر و قرر أن يهم بالنزول بعد أن حبس نفسه طيلة هذه المدة في جناحه .. شاب فارع الطول قوي البنية و ذو وسامة و جاذبية رغم حدة طباعه و شحنة الغضب الكامنة داخله و التي قرر أخيرا أن يفرغها داخل مياه البحر الأحمر الأخاذة.

على الجانب الآخر ،،،، علِم الموساد من أحد مصادره التي كلفها بتكوين شبكة لمراقبة تحركات طياري الميج-21 المصريين ( من علي الانترنت والفيس بوك ) أن أحد الطيارين نزيل الآن في أكبر فنادق شرم الشيخ لمدة 10 أيام ، فقررت خلية الأزمة التي تم تشكيلها من الموساد و أمان الدفع بأحد نساء الموساد لإبتزاز أو تجنيد الطيار المصري و ذلك بعد دراسة شاملة و سريعة عن شخصيته و مغامراته النسائية المتعددة ،، وقع إختيار الخلية على الحسناء الإسرائيلية يائيل معلوف , و هي فتاة إسرائيلية درزية جميلة جدا و ذات وجه خلاب و عينين زرقاويتين و غمازات جميلة و جسد مكتنز غير مترهل و جذاب جدا .. تم ادخالها شرم الشيخ بجواز سفر لبناني باسم مستعار هو كارلا حسون .. تم حجز غرفة ليائيل ملاصقة لغرفة النقيب رفعت حتى تلتقي الشرفتان.

في الصباح الباكر ، استعد رفعت لنزول البحر و هرع مسرعا و اطلق ساقيه للريح و غاص بغضبه داخل الماء المالح البارد كي يطفئه و ينسى ما بداخله و اخذ يغطس و يطفو ثم يغطس و يطفو و ابتعد قليلا عن الشاطئ فالطيار الشاب لم يكن فقط يجيد السباحة في الهواء بالطائرات و لكنه أيضا كان سباحا ماهرا و حاز على عدة بطولات أثناء دراسته الثانوية في المدرسة السعيدية الثانوية العسكرية بنين بالجيزة ... و فجأة ... و بينما هو يسبح بهدوء و تأني على ظهره في وضع استرخاء و استجمام ، إذ به يسمع صراخا شديدا "الحقوووووني الحقوووووووني" .. يسرع رفعت و يسبح باتجاه ايدي تشير اليه و تختفي في المياه و توشك على الغرق ثم قام بامساكها و اذ بها فتاة جميلة ترتدي بكيني اسود فسبح بها نحو الشاطئ الذي كان شبه خالي و اجلسها على الرمال و جلس بجانبها و هو ينظر بتمعن شديد في عينيها و يبدو انه اعجب بهما لشدة جمالهما فقال لها : "سلامتك" فردت عليه و هي تتنهد و بصوت مليء بالغنج : "تسلم لي عيونك" ثم اخبرته انها فقدت توازنها نتيجة "كرامب" في ساقيها ... فطلب منها رفعت عمل تدليك للعضلات و اثناء ذلك سألها عن اسمها فقالت : "كارلا ،، كارلا حسون ....... و انت يا حلو شو اسمك؟" فيرد الضابط و على وجهه ابتسامة عريضة بها شيء من الخجل : "انا اسمي رفعت ،، انتي من لبنان؟" .. فترد كارلا بابتسامة ساحرة "إي ، من زحلة" ... ينتصب رفعت و يمد يده إلى كارلا لكي تقف قائلا لها "تسمحيلي اوصلك لحد الفندق؟" فتنظر إليه بابتسامة ساحرة و ترد و هي تمسك بيده لتقف : "بدي ارتاح بس عمشوفك تاني" ،،، فيرد رفعت : "طبعا طبعا" و فجأة تحتضنه كارلا و هي تهمس له : "عن جد؟" ،،، فيرد رفعت بابتسامة ثم يسألها عن اسم الفندق و يعرف منها أنها تسكن في نفس الفندق الذي يقيم فيه هو و بجانب غرفته تماما : "ايه ده احنا جيران بقى!" ... "يا دلي يا دلي" تقولها كارلا في دلال ثم تسحب يده و تشده : "تسمحلي وصلك انا .. ما بتركك لحالك" ،،، ثم يسير معها رفعت و يتجاذبان الحديث الضاحك طوال الطريق حتى يوصلها إلى غرفتها المجاورة له تمام مع وعد على اللقاء مرة أخرى ليلا!

 

الحلقة السادسة : على الشاطئ يائيل ، جزء-2

 

 

"مساء الخير كابتن رفعت" ..... بصوت أجش بارد مستفز بخنخنته يقولها عميل الموساد رعنان ليفي و هو يضيء غرفة نوم من تُدعى "كارلا حسون" في الفندق و من حوله أربعة من رجاله يشهرون مسدساتهم الالمانية هيكلر آند كوخ بي-30 بكواتم الصوت في وجه النقيب طيار رفعت كامل و هو على السرير بجانب يائيل معلوف .......... "انتو مين انا هوديكم في ستين داهية" يصيح رفعت هائجا لكن دون أن يحرك شعرة واحدة في رأس رعنان و عصابته ،،،،،،، فيرد رعنان ببرود مرة أخرى : "كابتن رفعت كابتن رفعت .. اهدى ارجوك و متعصبش نفسك" .......... يزداد غضب رفعت الذي يرتدي ملابسه على السرير و هو يصيح بغضب : "انتو مين و عاوزين ايه يا ولاد الكلب انا هوديكم في ستين داهية" ،،، ثم يهم واقفا للاقتراب من رعنان فيسرع رجاله بدفعه مرة اخرى ناحية السرير و هم يشهرون مسدساتهم في وجهه و أعينهم تطلق عبارات تحذيرية بعدم التمادي في ذلك و الرضوخ تماما ،،، فيسقط رفعت جالسا على السرير و يحدق في يائيل التي جلست لم تحرك ساكنا و كأنه يستغرب هدوءها ........... يشير رعنان ليائيل بيده باشارة فترتدي ملابسها و تقوم و تقف خلفه .............. "ده انتو عصابة بقى! .. انا هوديكم في ستين داهية" ............. يبتسم رعنان و هو يتقدم ليقف امام رفعت و يشير لرجاله بالتحرك جانبا و يقول بنبرة هادئة لرفعت : "الغرفة هاذي كلها كاميرات و صورت كل شي خلال اليومين اللي فاتوا كابتن رفعت" ،،، يستغرب رفعت كلامه ثم يرد باستهزاء على كلام رعنان : "و ايه يعني؟!" .............. يخرج رعنان اسطوانة سي دي من جيبه و يخبط بها على يده الاخرى و هو يسير جيئة و ذهابا امام رفعت و هو يردد : "و ايه يعني .. و ايه يعني .. و ايه يعني" ،،، ثم يقف امام رفعت و يضع يده عليه و يمسك كتفه بقوة قائلا بنبرة تهديد : "تفتكر ايه رد رفعل المخابرات الحربية المصرية لما تشاهد فيديوهات لك و انت في احضان مجندة من جيش الدفاع الاسرائيلي؟ ,, خمن معي!" ............. هنا يصمت رفعت و يقف مذهولا من هول الصدمة : "اسرائيل؟!!! انتو اسرائيليين؟؟!!!! انتي اسرائيلية؟؟؟!!!! يا بنت الكااااااااااااااااالب" ،،،، و يحاول رفعت الهجوم على يائيل فيدفعه رجال رعنان على السرير مرة أخرى و هم يشهرون مسدساتهم في وجهه و يطلق احدهم رصاصة من مسدسه على دولاب صغير بجانب السرير و هو ينظر لرفعت نظرة تهديد قائلة ان الرصاصة التالية ستكون من نصيبك ان لم تهدأ .............. يجلس رفعت و هو يضرب اخماس في اسداس لا يدري ماذا يقول او ماذا يفعل او ماذا تريد هذه العصابة الصهيونية منه و هو الضابط المقاتل ،، عدوهم!!!! .................... بعد فترة صمت قصيرة مرت كدهر قضاها رفعت و هو يضع وجهه بين كفيه ،،، يرفع رفعت وجهه موجها كلامه الى رعنان و لكن بهدوء و تروي هذه المرة : "و انتو عاوزين ايه بالظبط مني؟" ........... يبتسم رعنان قائلا بلهجة مصرية : "ايوة كده" ............ ثم يجلس رعنان بجانب رفعت و يشعل سيجارا و يكمل حديثه : " عاوزين طيارة ميج-21 مصرية تهرب بها انت و تأتي بها إلينا في اسرائيل!" ........... لم يصدق رفعت ما يسمعه و انفجر ضاحكا : "نعم يا روح خالتك؟! ،، طيارة ايه يا اخويا؟؟؟؟ يخرب بيوتكم هو انتو كمان بتحبوا الخردة دي؟!" ،،،،،،، ثم ينفجر مرة اخرى في الضحك و يرتمي على السرير و هو يضحك بصوت مرتفع فيلكزه رعنان في جنبه قائلا بغضب : "اسمع .. انا هنا مش عشان امزح معك او نقول نكت ،، انت سمعت انا قلت ايه و عليك التنفيذ و الا انت فاهم الموساد ممكن يعمل ايه ،، الموضوع مش رصاصة هنخلص بيها منك ,, لاء ,, احنا هندمرك معنويا الاول و تخيل صحفنا و الصحف الامريكية و قناة الجزيرة وصفحات التواصل التي نديرها وهم يذيعون التسجيلات هذه التي سنرسل منها نسخة ايضا للمخابرات الحربية المصرية" .............. يصمت رفعت و كأنه يفكر في مناورة يخرج بها من هذا المأزق ثم يلتفت و هو يتحدث بثقة و سخرية مرة أخرى الى رعنان : "و ايه يعني ، هقولهم مكنتش اعرف انها اسرائيلية او انهم بيسجلولي ,, مش هتقدروا تثبتوا عليا حاجة!!" ................ هنا ينظر رعنان الى احد رجاله و يشير له اشارة يفهمها فيخرج من حقيبة يحملها ملف به اوراق و يعطيه الى رعنان الذي بدوره يرميه في وجه رفعت مهددا بغضب : "بص كده على الورق ده ، دي خطط حرب عالية السرية في السرب بتاعك و اللواء الجوي التابع له و السرب الذي يليه و اللواء الجوي التابع له و المنطقة الجوية الاولى و الثانية فيها تفاصيل حربية دقيقة جدا و عالية السرية حصلنا عليها من احد عملاءنا و قام عميل اخر لنا في جووجل بدس رسائل كثيرة جدا في صندوق بريدك الخاص تظهر انك ارسلتها لحساب يتبع الموساد الاسرائيلي تعرفه المخابرات المصرية جيدا و يظهر من خلاله انك عميل قديم لينا و سربت معلومات كثيرة جدا عن تسليح الاسراب القياسي في كل المهمات و اكواد التشفير و التعارف .. و على فكرة العميل تبعنا اللي في جووجل وضع خاصية تمنعك من حذف اي رسالة او تغيير اي بيانات في حسابك الخاص المعروف بين زملاءك ،،،،،، اكمل يا كابتن رفعت و الا كفاية كده؟؟؟!!!" ............ يصمت رفعت بغضب مكتوم و لأول مرة يحس بالعجز التام لكن ضميره لم يستطع تقبل خيانة وطنه رغم سخريته من الميج-21 لكن لم يكن يتصور ان يعطي الاسرائيليين مسمار صدئ موضوع كأمانة في يده فيقول بغضب و بصوت خافت ضعيف : "مقدرش مقدرش .. مقدرش اخون بلدي ,, اخون وطني ازاي يا ولاد الكلب" ........... هنا يرمي رعنان مجموعة صور في وجه رفعت مهددا بالويل و الثبور : "اختك  و جوزها و و لادهم التلاتة في مونبلييه , اخوك الصغير بيدرس الطب في اوكسفورد , اختك الاصغبر و الماما في القاهرة و هيزوروا اخوك في لندن قريب كمان اسبوع .... بص ع الصور كويس و اتطلع فيها و اتاملهم كويس ،،، دي صور متصورة النهاردة الصبح كلها في فرنسا و بريطانيا و مصر ...... نصيحة من صديق يحرص على مصلحتك و مصلحتهم يا كابتن رفعت ... ابقى خليهم ياخدوا بالهم من نفسهم ,, و انت ابقى خد بالك منهم كويس!!!" ............. هنا اسقط في يد رفعت تماما و أحس أنه وقع في مصيدة و مقيد بالاغلال في يديه و قدميه و شفتيه ، و ادرك ان كلام رعنان معناه قتل عائلته كلها انتقاما من رفضه و هو يعرف ان الموساد اجرامه يفوق اي تصور و لن يتوانى عن قتلهم بالفعل و لن يجد من يحاسبه بل ستقف الدول الاوروبية الى جانبه و ستغطي على الجرائم!! ماذا عليه ان يفعل؟!!!!!!! .................. ثم يكمل رعنان بنبرة التهديد و التحدي و الأمر : "اوعى تحاول تخرج من هنا تبلغ لاننا راصدين كل تحركاتك و كل شغل مخابراتك فلو حاولت تخدعنا و تعمل كده هنفذ كل التهديدات اللي قلتلك عليها في خلال دقيقة من وصول المعلومة ، نسخة من الفيديوهات هتوصل مخابراتكم ، و نسخة للقنوات العربية اللي بتحب تهاجم مصر في كل صغيرة و كبيرة ، و صحفنا هتتكلم عنك كبطل قومي بالنسبة لاسرائيل بسبب الخدمات اللي عملتها لينا خلال سنوات خدمتك في الجيش المصري كطيار ، و قبل ده كله عيلتك كلها هتتقل في خلال دقيقة بكواتم الصوت و الخنق و الدبح بالخناجر المشهور بيها الموساد" ............. وقف رفعت مشدوها و لا يدري ماذا يقول بعد كل هذه المصائب التي تحتويه و تتملكه ،،،،،،، ثم يكمل رعنان كلامه بنبرة جافة غليظة : " السرب بتاعك هيتنقل المنصورة قريب كمان 10 ايام بالظبط ,,،، خط السير و التاريخ في الملف ده تحفظه و تحرقه ..... لما تخرج خارج الاجواء المصرية هتلاقي مقاتلاتنا في انتظارك هتحميك من اي مطاردة و هتوصلك لحد اقرب قاعدة اسرائيلية عشان تهبط فيها ......... شالوم يا حبيبي اشوفك في اسرائيل" ........... ثم يخرج رعنان و رجاله و معهم عاهرة الموساد التي ارسلوها ، تاركين وراءهم رجل مصري في حيرة شديدة و صراع نفسي مهول جدا و هموم وزنها ينوء بالعصبة أولي القوة!! ............ فماذا سيفعل؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!

                    

الحلقة السابعة : القرار

 

بعد الزلزال العاصف الذي حدث في الفندق في شرم الشيخ ، عاد النقيب طيار رفعت كامل إلى سربه و بعدها بأيام قليلة تم نقل السرب بالفعل إلى قاعدة جوية في الدلتا .. و مرت الايام ثقيلة جدا و كئيبة جدا جدا و رفعت يصارع نفسه ، فمرة تغلبه و مرة يغلبها ، و مرة يحملها على الاستنكار و مرة تحمله على الاذعان و الخضوع للأمر الواقع بل و للاستسلام التام دون تفكير أو تأنيب ضمير .. لاحظ أفراد السرب تغير رفعت و صمته و شرود ذهنه بشكل لافت للنظر للحد الذي اختفت تماما نبراته الحادة و تفننه في تأنيب من حوله و أصبح الصمت هو الصفة الملازمة له بدون أي تفاعل حقيقي مع ما و من حوله.

.

في يومٍ ما و قبل اليوم الذي حدده له الإسرائيليون كان رفعت "مربوطاً" في طائرته كحالة أولى على الممر و ظل يسأل نفسه السؤال الذي لم يسأله رفعت لعميل الموساد رعنان ليفي بل لم يوجه رفعت هذا السؤال لنفسه إلا في تلك اللحظة : "ولاد المجنونة دول عاوزين الميج-21 ليه يا ترى؟!" ... تحير رفعت كثيرا فلم يجد اي اجابة منطقية تجيب عن هذا السؤال العجيب و من شدة حيرته ظل مرارا يخبط بيده على خوذته و هو في كابينة الطائرة علّه ينجح في قدح زناد فكره ليعرف سبب هذا الجنون الإسرائيلي ,،,, و لكن دون جدوى ،،،، و اغرورقت عيناه من هول الحيرة و الألم النفسي الذي يعتصره ، و عصف الأفكار داخل جمجمته و دوي الإنفجارات التي يحدثها خفقان قلبه الشديد و الذي أصبح مسموعا له من قوته و من سكون كابينة الطائرة التي يقبع داخلها فيما يشبه الكفن ................ و فجأة ............. لمعت عينا رفعت ,, لمعتا ليس من الدموع التي تُسكب حسرةً ، و لكن من الفكرة التي اختمرت في عقله!!! فأغمض عينيه و أخذ يفكر في عائلته و ليس أي شيء آخر.

.

.

بعد أيام قليلة اقترب الموعد الذي حدده الإسرائيليون .. أحد أيام الأسبوع الأول من شهر يونيو ,, و يجب أن يبلغهم رفعت عن طريق مشاركة متفق عليها يضعها على حسابه الشخصي على موقع الفيسبوك الذي يستطيع دخوله عن طريق هاتفه الاندرويد : "اشتقت لجو شرم الشيخ قوي و نفسي اخد اجازة بعد بكرة و اروح اغطس" .. فيكون موعد التنفيذ هو بعد غدٍ أي يوم الأربعاء الموافق 5 يونيو هذه السنة ......... انشغل رفعت بمهماته العادية و لم يفكر ثانية في أي تأنيب و أصبح كل همه الظهور بتصرفاته المعتادة حتى يأتي يوم تنفيذ المهمة و لم يعد يشغله شاغل سوى تنفيذ المهمة و انقاذ عائلته.

.

و بشكل مفاجئ تماما ،، و قبل اليوم الموعود مباشرة أتى أحد كبار مهندسي القوات الجوية إلى السرب و اجتمع بقائد اللواء و قائد السرب لاطلاعهم على حاوية استطلاع جديدة سيتم تركيبها على الميج-21 من اجل مهمات الاستطلاع التكتيكية ليلا كما قال ، و طلب طيار محترف يجيد الطيران على الارتفاع المنخفض لاختبارها و اخبرهم أنه سمع عن النقيب طيار رفعت كامل و طلب تخصيص مهمة اختبارها للنقيب رفعت ـ و تم تحديد يوم 5 يونيو آخر ضوء سعت 1730 للقيام بطلعة اعتيادية لتجربة قدرات هذه الحاوية الجديدة في الليل. و قد هبطت بالفعل مقاتلة ميج-21 جديدة عليها هذه الحاوية الجديدة قادمة من مصنع الطائرات في حلوان أثناء وجود الضابط الكبير ،،،،،،، و تم استدعاء النقيب رفعت لمقابلته ، لمقابلة العميد مهندس لطفي محمود العربي لاطلاعه على المهمة المكلف بها من القيادة حيث أفهمهم أنه قد بدأ الاعتماد على الصناعات المحلية يزداد بشكل مضطرد داخل الوطن في كل القطاعات بما فيها العسكرية ،،،،، و قام العميد لطفي و معه قائد السرب و أيضا مهندس السرب بأخذ رفعت في جولة داخل الدشمة التي ترابط فيها الطائرة الجديدة حاملا معه كتالوج يشرح قدرات هذه الحاوية و خصائصها أعطاه إلى رفعت الذي القي عليه نظرة سريعة ثم أخذ يدور حول الطائرة و ينظر إلى الحاوية الجديدة و يتفحصها بدقة مستغربا شكلها و لونها و العدسات التي فيها ثم نظر إلى العميد لطفي قائلا : "انا اول مرة اشوف بود ريكون بالشكل ده يا افندم!! حتى لما كنت في الاف-16 مشوفتش بود بالشكل ده و لا حتى على النت!!" ............. يرد العميد لطفي : "ده صناعة مصري و حاجة جديدة يا رفعت" ،،،،،،،،،، فيكمل رفعت و هو ينظر الى الكتالوج : "بس دي وزنها 200 كيلو يا افندم و هتزود الدراج و كده المكنة هتحرق جاز كتير خصوصا انكم طالبين تجربتها على طيران منخفض و ده هيأثر على المدى" .......... يرد العميد لطفي : "ايوة ايوة هي تقيلة شوية بس فيها تكنولوجيا جديدة احنا بنجربها ,,, بس اطمن احنا شيلنا الرادار من الطيارة و مش هتطلع بصواريخ عشان نقلل الوزن على قد ما نقدر ،،، و كمان انت مش هتطير زيرو فيت الا دقيقتين بالظبط و بعدها شد لفوق عشان توفر الجاز ،،،، متنساش يا رفعت اننا بنختبرها عشان نركبها على طيارات تانية مش شرط ميج-21 بس" .......... يسأل رفعت فورا : "اف-16 يا افندم؟!" ،،،، يمط العميد لطفي شفتيه و لا يجيب اجابة تنفي او تثبت فيستطرد رفعت : "طب و الامريكان و السورس كود؟!" ...... بنبرة جادة لكن بدون تعنيف يرد العميد لطفي فورا : "ده مش شغلك دلوقتي يا رفعت انت تنفذ الاوامر المطلوبة منك و بس" ...... يرد رفعت دون ابداء اي استفسار آخر  : "تمام يا افندم" .......... يستطرد العميد لطفي : "ادخل الكابينة دلوقتي عشان اوريك السويتشات الجديدة اللي هتشغل الحاوية عشان احنا عدلنا في الكابينة شوية" ،،،، فيصعد رفعت على السلم ليدخل الكابينة و يستريح في جلسته على الكرسي القاذف و هو يتفحص الكابينة بدقة ثم يصعد العميد لطفي على السلم و يبدأ في الشرح و يشير إلى السويتش الذي يقوم بتشغيل الحاوية ثم يقول : "الحاوية مش بتشتغل و الطيارة على الارض يا رفعت ـ ممنوع خالص انك تدوس على السويتش ده و الطيارة على الارض او فاردة العجل" ،،،،،،، يجيب رفعت مرة أخرى دون أي استفسار : "تمام يا افندم" ............ ينظر رفعت إلى قائد السرب و هو يحدث رفعت : "خط السير يا رفعت هيكون مع قائد السرب هتحفظه في غرفة التلقين ................... انا عاوزك تصور فوق مدينة و بلاش صحرا عشان featureless" ............ يرد رفعت بالايجاب ثم يكمل العميد لطفي : "لو فضل معاك جاز بعد اول تصوير عاوزك تختبرها مرتين كمان ، واحدة على ارتفاع 4 كيلو و التانية 8 كيلو كل تصوير لمدة دقيقة" ....... يرد رفعت بالايجاب ثم ينزل العميد رفعت من على سلم كابينة الطائرة ........... و قبل أن يغادر القاعدة الجوية يختلي العميد لطفي لمدة 5 دقائق بالنقيب رفعت و معه ضابط آخر غير معروف ثم يودعان رفعت و يصحبهما قائد السرب و مهندس السرب نحو مروحية مي-17 يزمجر محركها على مقربة من الممر قد أتت لتقل العميد لطفي و الضابط المجهول بعد إتمام تلقين رفعت لمهمته ليعود العميد لطفي إلى قاعدة الماظة الجوية بالقاهرة كي يعطي تمام المهمة لرئيس شعبة مهندسي القوات الجوية المصرية.

.

.

.

يوم 5 يونيو , يصحو رفعت كعادته قبل الفجر ، و على غير العادة يمر على كل زملاءه الطيارين و كل الفنيين و الميكانيكية في السرب و يسلم عليهم باشاً و يقضي معظم الوقت متنقلا فيما بينهم حتى في أوقات الطعام ، و لم ينس زملاءه الموجودين في حالة الطوارئ الأولى في الدشم الموجودة قرب ممر الاقلاع .................. و في الساعة الخامسة يدخل رفعت غرفة التلقين و يلقي قائد السرب على مسامعه الأمور الروتينية قبل أي طلعة شاملةً خط السير و التوقيتات و الارتفاع و السرعات و كل الامور الاعتيادية التي تخص طلعات المقاتلات الحربية.

.

.

ينتهي رفعت من التلقين و يودع قائد السرب رئيس عمليات السرب و يستقل سيارة جيب متوجها الى الدشمة الموجودة بها طائرته و ينادي على الفني المختص : "هات البوزر و دور يا صبحي" ،،،، و في الاثناء يتفقد رفعت الطائرة و يدور حولها عدة مرات و يمرر يده تحت الجناحين و الرفارف ليتأكد من عدم وجود أي تسريب من دورة الوقود أو دورة الهيدروليك ثم يمسك الرفارف و الموازنات الافقية و الدفة الرأسية تباعا و يحركها ليطمئن على سلاسة حركتها و عدم وجود أي مشاكل أو عائق في حركاتها ،،،،،،،، يقوم الفنيون بتشغيل الطائرة بعد ملئ خزانها تماما بالوقود ،،،،،، قبل أن يصعد رفعت إلى الطائرة يخرج من جيبه مفتاحا يضعه في حاوية الاستطلاع و يحركه في اتجاه عقارب الساعة ثم يخرجه مرة اخرى و يضعه في جيبه ،،،،،،،، ثم يقفز الى السلم و يصعد برشاقة الى كابينة الطائرة و يتبعه أحد الفنيين الذي يساعده على ربط الأحزمة الموجودة في المقعد القاذف و دورة الأكسجين في الخوذة و يطمئن عليه و على ثباته على الكرسي ثم يسلم عليه و يشير اليه رفعت بالابهام و يغلق عليه الفني كابينة الطائرة و يبدأ رفعت في زيادة قوة الدفع و يزمجر محرك الميج-21 طراز تومانسكي و يعطيها قوة دفع تبدأ على اثرها الطائرة في التهادي ببطئ خارج الدشمة نحو الممرات الصغيرة بعد أخذ الإذن من برج المراقبة و معرفة الاسم الكودي للطائرة و رقم ممر الاقلاع ،،،، و تستمر الطائرة في التحرك حتى تصل إلى أول الممر الرئيسي الذي حدده البرج و تأخذ وضعية الثبات استعدادا للاقلاع و يحرك رفعت عصا التحكم في كل الاتجاهات و هو ينظر الى كل الاسطح المتحركة ليطمئن على طائرته ثم يوجه حديثه الى برج المراقبة عبر الراديو : "فينيكس 1 يطلب الاذن بالاقلاع اووفر ،، فينيكس 1 يطلب الاذن بالاقلاع اووفر" ........ يرد البرج : "برج المراقبة ,, فينيكس 1 لديك الاذن بالاقلاع ،، اووفر" ...... فيرد رفعت في الراديو : "اوكيه روجر" ............. و يحرك رفعت مقبض التحكم في الدفع و السرعة بهدوء و هم يقبض بقوة على عصا التحكم و يضع قدميه على البدالات لموازنة طائرته وسط الممر تماما حتى لا تنحرف ،،، و يبدأ المحرك تومانسكي في الزئير بعنف مثل الأسد الجائع و تبدأ الطائرة في التسارع على الممر و يستمر رفعت في تحريك مقبض التحكم في السرعة الى الامام حتى يشعر بنقرة الافتربرنر وصولا لاقصى قوة للمحرك و تنطلق الميج-21 على الممر مثل طلقة المدفع.

 

الحلقة الثامنة : في السماء

 

يوم 5 يونيو الساعة 5.00 يجلس قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجنرال عامير إيشيل في مقر قيادته في 7 شارع أ في هاكرياه بحي سارونا في قلب تل أبيب و من حوله رئيس عملياته و هيئة الأركان كاملة و أمامهم خريطة الكترونية كبيرة جدا عليها كل فلسطين المحتلة و مصر و سوريا و الاردن و لبنان و غرب العراق ... يجلس عامير و هو يعد الثواني و ينتظر وصول الجائزة التي ينتظرها ،، "لقد فعلتها مثل موتي هود" يقولها عامير لنفسه و هو يحس بالفخر و يسرح بخياله و يتذكر تلك الطلعة التي قام فيها بقيادة تشكيل من مقاتلات اف-15 الاسرائيلية فوق معسكر اوشفيتز النازي في بولندا عام 2003 في ذكرى الهولوكوست و ظل يردد في نفسه : "هذه اللحظة مثل لحظة اوشفيتز" ،،، ثم نظر الى رئيس عملياته مايك الذي خاطبه قائلا "سيدي لقد حان الوقت" ، فيرد عليه عامير و يقول : "لتقلع طائراتنا".

.

.

و في الأثناء ،،، في قاعدة نيفاطيم الجوية في قلب صحراء النقب بفلسطين المحتلة ، تدوي صفارات الإنذار و يهرع طيارو السرب 140 "المُشكل حديثا من مقاتلات الجيل الخامس الشبحية اف-35 آدير" إلى مقاتلاتهم فورا و في غضون 5 دقائق تقلع 4 مقاتلات اف-35 يتبعها 20 مقاتلة من طراز اف-16 صوفا من السرب 201 في قاعدة رامون الجوية في النقب و 20 مقاتلة اف-15 باز من السرب 133 في قاعدة تل نوف الجوية جنوب تل ابيب و توجهت جميعها غربا ناحية البحر و هي مسلحة تسليح جو-جو كامل يتبعها على مسافة قريبة طائرة الانذار المبكر و السيطرة الجوية جي-550 نحشون في حماية 4 مقاتلات أخرى من طراز اف-15 راعام .................. توجهت الطائرات كلها ناحية البحر غربا و شكلت مثلث رأسه اف-35 و قاعدته تشكيلات اف-15 و اف-16 على ارتفاع متوسط ، و من خلفهم طائرة الانذار المبكر على ارتفاع عالي و على مقربة منهم طائرات البحث و الانقاذ المروحية من طراز سيكورسكي سي اتش-53 ساعر ،،، و قد تم تلقين جميع الطيارين بالمهمة و اخبروهم انهم سيستقبلون طرد طائر شمال بورسعيد في المياه الدولية و عليهم حمايته و العودة به سالما الى قاعدة حاتسور الجوية شمال قطاع غزة و تم اعلام قائد التشكيلات الميجور طيار دان إيفري بتفاصيل المهمة كلها و صدرت له الاوامر باخبار زملاءه في الجو في لحظة معينة متفق عليها قبل استقبال الطرد عندما يظهر على رادار البحث الالكتروني النشط "ايه-ايسا" على مقاتلته الحديثة جدا جدا اف-35

.

.

و قد صدرت الاوامر ايضا إلى قطعة بحرية إسرائيلية من طراز ساعر-5 بالتواجد بعيدا في منطقة ما شمال شرق بورسعيد في عمق المياه الدولية و التحرك بخط متعرج جيئة و ذهابا مما لفت انتباه البحرية المصرية التي ارسلت غواصة هي "ميريت آتون" من طراز كيلو و قد تعمدت التحرك مشغلة رادارها و هي تطفو على سطح البحر من الجنوب للشمال و ايضا فرقاطة هي "كنج توت" من طراز فريم و قد تحركت من الغرب للشرق ، و اقتربت القطع المصرية من الكورفيت الاسرائيلي لكن دون اي اشتباك بينهم و ظلت تراقبه فقط و ترسل تقارير متتالية إلى مقر قيادة البحرية المصرية في الأسكندرية ،،،،، و قد كانت مهمة الكورفيت الإسرائيلي ساعر-5 هي البحث و الانقاذ و الحصول على الميج-21 اذا حدث و تتبعتها مقاتلات مصرية و نجحت في اسقاطها في البحر.

.

.

اقلع النقيب طيار رفعت كامل بطائرته ميج-21 من احد قواعد الدلتا و تحدث في الراديو الى برج المراقبة : "فينكيس 1 إلى صفوان ، فينيكس 1 إلى صفوان ... كومبات تيرن تو ذا رايت زيرو ثري زيرو" ... يرد عليه البرج : "صفوان إلى فينيكس 1 ... بروسييد" ... يصدق رفعت على الأوامر : "اوكيه روجر" ................... و ينطلق رفعت بالميج-21 مثل طلقة مدفع و تزمجر طائرته في سماء الدلتا مخترقة الهواء باتجاه بورسعيد و يدخل رفعت مجال بورسعيد من الجنوب على خط قناة السويس و نظر إلى القناة و رمال سيناء و قال في نفسه "وداعا" ،، ثم حلق فوق بورسعيد و كان من المفترض عندما يخرج من بورسعيد أن يتجه ناحية الغرب إلى دمياط ثم جنوبا إلى طنطا ثم المنصورة و لكنه لم يفعل ذلك و ارتفعت طائرته إلى ارتفاع حوالي 10.000 متر فوق سطح البحر مما فجر ضده سيلا من اوامر برج المراقبة الذي كاد يجن الموجه الذي فيه من تصرفات رفعت الغير مدرجة في خط السير الذي أمامه : "فينيكس 1 تشيك يور كورس اووفر ... فينيكس 1 تشيك يور كورس اووفر" ،، و لا يجيب رفعت على اي من هذه التساؤلات مما اشعل الموقف في برج المراقبة المصري و تم اخبار شعبة عمليات و رئاسة اركان القوات الجوية المصرية التي اعلنت حالة الطوارئ و دوت صفارات الإنذار في قاعدتي أبي صوير و فايد فانطلقت تباعا 16 مقاتلة مصرية من طراز اف-16 على شكل موجات من تشكيلات رباعية "فينجر فور".

.

.

في الأثناء .. تستمر التشكيلات الإسرائيلية في الاتجاه جنوبا نحو نقطة التقاط الطرد الطائر ,،،،،،،،،،،،،،، تظهر طائرة رفعت على رادار طائرة  الانذار المبكر و السيطرة الجوية الإسرائيلية من طراز نحشون فتصدر تنبيها فوريا عبر الداتا-لينك إلى التشكيلات الإسرائيلية : "بوجيز بوجيز بوجيز ..... بلو بانديت وان إيت زيرو ، اووفر .. بلو بانديت وان إيت زيرو ، اووفر" ... يرد كل قادة التشكيلات على الطائرة في اللاسلكي قائلين تباعا : "اوكيه روجر" .................... يتحدث اودي لافي الطيار رقم 2 في تشكيل اف-35 إلى قائد تشكيله و رفيقه و قائد التشكيلات المكلفة بالمهمة الميجور طيار دان "دوني" إيفري مستغربا : "دوني هل سمعت؟ بلو بانديت!!! ميج-21 يا دوني" .. يرد دوني متجاهلا استغرابه : "نعم نعم فهمت ... سأشغل راداري الآن" ............ ثم يقوم دوني بتشغيل رادار طائرته حتى يتسنى له تحديد موقعه بدقة و حين يظهر عنده على رادار البحث الالكتروني النشط الذي تحمله طائرته الحديثة جدا من الجيل الخامس الشبحية اف-35 ، يتحدث دوني في الراديو إلى زملاءه : "بلو بانديت ، وان ايت زيرو ، هيدينج زيرو ناين زيرو ... سرعة 400 عقدة ، ارتفاع 32 الف قدم ,,, ليس لدينا اوامر بالاشتباك ، ليس لدينا اوامر بالاشتباك ،،، اووفر" ...........  ترد باقي التشكيلات عليه : "اوكيه روجر" .................. ثم يظهر رفعت بطائرته على مرمى الافق و يستطيع دوني تمييز انوار طائرته في الظلام الدامس في السماء حيث كان رفعت يضيئ انوار طائرته الحمراء و الخضراء في الجو حتى يسهل تمييزه .................  يصدر دوني اوامره مجددا بعدم الاشتباك و يخبر زملاءه قائلا : "غير مسموح لنا بالاشتباك ،، سنعيد هذا الطرد إلى حاتسور ،، اووفر" ................ ثم يبدأ دوني في محاولة الاتصال برفعت على الموجة الدولية ليعرف منه هل يستطيع رفعت ان يراه أم لا : "فلاينج باكيدج ،، ذس اذ سليدج-هامر 1 ، كونفيرم فيجوال كونتاكت ، اووفر ... فلاينج باكيدج ،، ذس اذ سليدج-هامر 1 ، كونفيرم فيجوال كونتاكت ، اووفر" ......... فيرد رفعت : "سليدج-هامر 1 ، ذس اذ فلاينج بايكدج ، فيجوال كونتاكت كونفيرمد ، اووفر" ............... فيخبره دوني ان يتبعه ثم يطلب من زملاءه الالتفاف حول الطراد الطائر من جميع الجهات و الاتجاه شمال ثم شرقا نحو قاعدة حاتسور الجوية ،،،،،،،، و يحدث ذلك بالفعل في مشهد سريالي مهيب و عجيب ،،، طائرة ميج-21 مصرية في المنتصف و من حولها تشكيلات حماية إسرائيلية من اربع مقاتلات اف-35 و 20 مقاتلة اف-15 و 20 مقاتلة اف-16 و طائرة انذار مبكر و حمايتها اللصيقة و طائرة مروحية للبحث و الانقاذ من تحتهم و على سطح البحر كورفيت ساعر-5!!!

.

.

تعبر 16 مقاتلة مصرية من طراز اف-16 خط المياه الاقليمية في اتجاه الشمال لمطاردة مقاتلة ميج-21 هرب بها قائدها نحو جهة غير معلومة ............... تظهر المقاتلات على رادار طائرة الانذار المبكر و السيطرة الجوية الاسرائيلية و قبلها على رادار المنطقة الجوية الجنوبية الاسرائيلية المنصوب على الحدود مع مصر فيصل الانذار إلى الجنرال عامير إيشيل قائد سلاح الجو الاسرائيلي الذي على الفور يصدر اوامره لطائرات اف-15 و اف-16 التي ترافق الطرد الطائر بالاتفاف و العودة لردع الطائرات المصرية و منعها من مواصلة المطاردة ، و عادت طائرة الانذار المبكر نحشون و حمايتها اف-15 لتوجيه الطائرات نحو المقاتلات المصرية و عادت ايضا مروحية البحث و الانقاذ ، و من ثم تم ترك مهمة حماية الطرد الطائر من نصيب اف-35 فقط و تم توجيه الامر لهم بمواصلة خط السير المعتاد نحو حاتسور.

اعترض أحد ضباط اركان الجو الاسرائيلي و قال للجنرال عامير ايشيل : "سيدي الجنرال ، الا ترى انه من الافضل ترك مهمة الاشتباك لمقاتلاتنا الشبحية اف-35؟" ... فيرد عامير و هي ينظر إلى السقف : "لا يا عزيزي مايك .. أنا أريد أن أخيفهم!".

.

.

و في الجو ، اصدر قائد تشكيلات اف-15 و اف-16 اوامره لكل المقاتلات بزيادة سرعتها و تشغيل حاويات التشويش الالكتروني التي تحملها الطائرات و تشغيل خاصية البحث و التتبع في راداراتها و الاطباق تباعا على الاهداف المصرية التي تظهر على شاشة الرادار و تغذية البيانات إلى كومبيوترات صواريخهم من طراز امرام-دي التي تتسلح بهم طائراتهم ... و دوّت صفارات الانذار داخل المقاتلات المصرية ............. و فجأة ................... صدرت الاوامر إلى الطائرات المصرية بالانسحاب فورا و عدم الاشتباك و عادت كلها وسط استغراب الاسرائيليين ,,,,,, و وصل الخبر إلى الجنرال عامير ايشيل الذي انفجر ضاحكا و ظل يضرب المكتب بيده قائلا : "هاهاهاها لقد اخفناهم يا مايك الم اقل لك لقد اخفناهم هاهاهاها ,, انه يوم سعدي".

.

.

يتجه التشكيل المصاحب للطرد الطائر بهدوء نحو حاتسور و تحيط اف-35 بالميج-21 من جميع الجهات ................. و فجأة ،، يتذكر طيار اف-35 اودي لافي الكابوس المرعب الذي رآه عندما شاهد مقاتلة مصرية ميج-21 تلتهم طائرته و الطيار المصري يقطع رأسه و يضع بها أسلاك و يركبها في طائرته و ينظر إلى إسرائيل و هي تحترق من تحته ،،، فيرتعد اودي و يرتج بشدة و تبدأ يده بالاهتزاز و يتصبب عرقا و يظهر ذلك على طائرته التي لم تعد تتحرك بسلاسة و بدا عليها الاضطراب ، فيتحدث معه قائده و صديقه دوني في الراديو : "اودي ماذا بك؟" ....... فيرد اودي بصوت مضطرب و مرتجف : "المصري يا دوني ، المصري هذا سيقتلني ،، إنه الحلم الذي رأيته .. إسرائيل ستحترق يا دوني آآآآآه" ،،، ثم يرتفع اودي بطائرته مرددا في الراديو : "سأقتله قبل أن يقتلني ,, سأقتله يا دوني آآآآآآه" ............. يأمر دوني فورا طائرتي التشكيل بقيادة حاييم و عيزرا الاستمرار في خط السير و حماية الميج-21 و يرتفع دوني بطائرته خلف اودي محاولا تهدئته لكن اودي يكمل دورة كاملة بطائرته و ينخفض خلف الميج-21 و هو يصيح "سأقتله سأقتله" و يبدأ في استهداف الميج-21 بمدفعه الرشاش فيبتعد حاييم و عيزرا فورا لتفادي طلقات مدفعه الرشاش و يهرب رفعت فورا منخفضا بسرعة شديدة نحو الارض و هو يصيح في الراديو : "بتعمل ايه يا ابن المجانين ,,, يو صن اوف أبيتش وات ار يو دوينج"  ... و يتبعه اودي و هو لا زال يصيح في الراديو : "سأقتله سأقتله .. سأقتل هذا المصري الذي يريد قتلي" ............... و يتصل عامير ايشيل بدوني فيخبره ان الميج-21 كانت تسير دون اي مشاكل و لكن هناك امر ما في اودي لقد جن جنونه ....................... يحاول رفعت الافلات من ملاحقة اودي و كان الجميع فوق مدينة عسقلان ، فانخفض رفعت بطائرته الى اقل ارتفاع على سطح الارض فقط امتار قليلة جدا جدا في شوارع عسقلان و قام بانزال الرفارف و خفض من سرعته بشكل خطير جدا و طار على وجه الارض بسرعة قليلة لم يستطع اودي مجاراتها حتى لا تسقط طائرته و لم يستطع التصويب عليه و هو في هذا الارتفاع المنخفض جدا و بهذه السرعة البطيئة جدا وسط مباني عسقلان ، فاضطر لفتح الحارق اللاحق و الارتفاع لعمل دورة كاملة مرة اخرى و الانخفاض خلف رفعت ، فقام رفعت فورا بفتح الحارق اللاحق و رفع الرفارف و دار دورة كاملة حول المباني السكنية و هو يطير على وجه الارض بشكل منخفض جدا ، و عندها انخفض اودي و لم يجد رفعت امامه فأخذ يبحث عنه يمينا و يسارا و هو يصيح في الراديو : "أين أنت أيها المصري الحقير سأقتلك سأقتلك لن تختبئ مني" ............... و فجأة ظهر رفعت بطائرته الميج-21 خلف طائرة اودي لافي اف-35 و رآه اودي فارتعد و هو يصيح : "آآآآآآآه المصري آآآآآآآآآآه المصري سيقتلني سيقتلني" .... و بدون اي تردد و وسط استغراب زملاءه الذين يراقبون الموقف فوقه في سماء عسقلان قام اودي لافي بجذب اداة التحكم في الكرسي القاذف و قذف نفسه خارج طائرته فارتطم باحد المباني و هوت طائرته و انفجرت في احد المباني القريبة و مات اودي لافي وسط صدمة زملاءه الذين ظلوا يصرخون في اللاسلكي و ارتفع رفعت و تابع خط سيره و صدر تحذير من قيادة سلاح الجو الاسرائيلي إلى الطيارين بعدم التعرض للطرد الطائر و الاستمرار في المحافظة عليه و تابعوا خط السير نحو حاتسور ، و هرعت سيارات الاسعاف و الاطفاء نحو موقع انفجار طائرة اودي لافي للسيطرة على الحرائق و مداواة الجرحى و محاولة انقاذ اودي لافي و باقي المصابين.

 

 

الحلقة التاسعة و الأخيرة : الحصاد المُر

ّ

في قاعدة حاتسور الجوية تجري الترتيبات النهائية للاحتفال على قدم و ساق و ذلك لاستقبال الطرد الطائر الثمين جدا القادم من مصر ،، و لذلك فقد جرى تجهيز هنجر رئيسي كبير جدا في القاعدة لاستقبال الضيوف الذين سيشهدون هذا الانجاز العظيم الذي تحققه "دولة" إسرائيل ، ، و تم اعداد الهنجر لهم بأفخم ما يكون و تم احضار افخر انواع الخمور العالمية و على رأسها الفودكا الروسية الشهيرة ....... و تم أيضا تجهيز هنجر فرعي بالقرب من الممر لوضع الطرد الطائر به للمعاينة و لتفتيش الطيار قبل عرضه على كبار زعماء و قادة إسرائيل السياسيين و العسكريين كي يشرح السر الخطير الكامن داخل بدن الميج-21 المصرية التي فر بها إلى إسرائيل!

.

.

و في الجو ,, يقترب رفعت بطائرته من قاعدة حاتسور الجوية و هو بصحبة ثلاثة مقاتلات إسرائيلية من طراز اف-35 بعد تدمير الرابعة في مشهد درامي مذهل ،، و قد أرشدهم برج قاعدة حاتسور إلى الإتجاه الصحيح و جرى إعلامهم بطريقة الإقتراب النهائي ثم الإرتفاع بالمتر حتى لمست طائرة رفعت ممر قاعدة حاتسور الجوية في إسرائيل ... لقد هبط رفعت ,, لقد وصل الطرد الطائر ,, وصلت ميج-21 إلى بلاد الأعداء ... لقد تمت العملية –عملية حرب العقول- التي خطط لها عارض الأزياء مدير الموساد يوسي كوهين بنجاح كبير.

.

.

أرشد برج المراقبة طائرة رفعت إلى الممر الفرعي الذي ستدخله و أمره بالتوقف قبل دخول الهنجر الفرعي ... كل هذا و زعماء إسرائيل في الهنجر الرئيسي يشاهدون من على بعد طائرة رفعت بعد أن شرح لهم يوسي كوهين العملية باختصار من بداية تكليف رئيس الوزراء حتى ملامسة عجلات الطائرة لممر قاعدة حاتسور الجوية في إسرائيل .......... اقترب من رفعت ونش قطر تحيط به عربات جيب فيها جنود إسرائيليين من وحدة الكوماندوز الجوي (الوحدة 5101 شلداغ) مدججين بالسلاح و يقتربون بحذر من طائرة رفعت و من خلفهم سيارة رباعية الدفع كبيرة و زجاجها أسود .... أحاط الجنود بالطائرة و تحدث قائدهم في مكبر صوت يحمله : "افتح كابينة الطائرة ... افتح كابينة الطائرة و ارنا يديك و ارفعها للاعلى" ،،، كررها الضابط الإسرائيلي عدة مرات ,, فقام رفعت بهدوء بتخليص نفسه من أحزمة الكرسي القاذف و فتح كابينة الطائرة بهدوء و وقف على الكرسي و هو يرفع يديه إلى الأعلى ................  و فجأة انفتح باب السيارة رباعية الدفع ذات الزجاج الأسود و خرج منها قائد إسرائيلي رفيع المستوى و توجه سائرا و حوله حراسته إلى طائرة رفعت الذي ظل يرمقه حتى وصل بالقرب منه و كل الجنود توجه فوهات مدافعها الرشاشة نحو رفعت لقتله فورا إذا صدرت منه أي نوايا عدوانية ، ثم قال الجنرال الإسرائيلي و هو يبتسم : "كابتن رفعت ، كابتن رفعت .... مرحبا بك في إسرائيل" ،،، لوح له رفعت بيديه و لم يتفوه بأي كلمة ثم اكمل الجنرال الإسرائيلي كلامه قائلا : "أنا الجنرال عامير إيشيل قائد سلاح الجو الإسرائيلي" ثم قالها بالعبرية و هو يرفع أنفه بشكل غريب : "هِيل ها-فير" ......... لم يتفوه رفعت بكلمة و نظر في صمت و سكون ظاهري و غضب مكتوم داخله ......... ثم أشار الجنرال عامير إيشيل بيده فتم احضار سلم طائرة و نظر إلى رفعت قائلا : "كابتن رفعت ، عليك بالنزول من الطائرة بهدوء" .. فنزل رفعت على السلم ،، ثم توجه إليه أربعة من الجنود لتفتيشه فلم يجدوا معه ما يخيفهم باستثناء سلاحه الشخصي الذي تم التحفظ عليه ....... و بعد أن انتهت عملية التفتيش أمام الجنرال الكبير تم اصطحاب رفعت في سيارة إلى الهنجر الفرعي و حوله حراسة مشددة و تم قطر الميج-21 وراءه إلى الهنجر الفرعي أيضا ................. خلال دقيقة وصل الجميع و كان بانتظارهم مدير الموساد يوسي كوهين و مدير أمان هيزيل هاليفي و مهندسون عسكريون من القوات الجوية و من أمان ،،، و قد رحبوا جميعا برفعت الذي صافحهم بهدوء و برود تام دون أن ينطق بكلمة أو يفعل شيئا سوى بعض الإبتسامات الإجبارية ................... طلب يوسي كوهين من رفعت أن يخبرهم عن السر الخطير الموجود بالميج-21 المصرية الذي قاله لعميل تابع للموساد دخل مصر بجنسية أوروبية و قابل رفعت بعد ما حدث في شرم الشيخ بأيام قليلة في أحد مقاهي مول قاهري كبير جدا لا يرتاده إلا الأثرياء و الأجانب و قال له رفعت أنه سيفصح عنه حالما يهرب بها إلى إسرائيل ,,, فقال له كوهين : "كابتن رفعت ، أخبرت عميلنا أن هناك سر خطير يساوي مليارات الدولارات يخفيه المصريون في الميج-21 فما هو؟؟؟" ............. لم يجب رفعت و إنما سأله سؤالا : "فين الميت مليون دولار؟؟" ،،، ضحك يوسي كوهين ضحكة خبيثة و قال : "ها ها ها ،، في هذه السيارة الواقفة أمامنا توجد أموالك كابتن رفعت ،، فهلا أكملت ما هو السر؟!" ................ أشار رفعت إلى الحاوية المركبة في باطن الميج-21 ثم أردف قائلا كلمة واحدة : "ده!" .......... حدق الجميع في الحاوية و لم يفهموا ما يقصد رغم استغراب الخبراء العسكريين الموجودين لشكل هذه الحاوية فقال أحدهم بلهجة مصرية سليمة : "ايه يعني ده يا كابتن رفعت؟؟ أنا مهندس طيار جدعون بو شال و معرفش ايه دي!!" ............ ابتسم رفعت ثم قال بالانجليزية : "PLAGA-SIF" ........... حدق الجميع في رفعت في صمت مطبق و لم يفهموا ما يقول فقال الجنرال هيرزيل هاليفي باستغراب : "What on earth is that?!" ................ فقال رفعت و قد انتشى بالثقة و أحس أنه امتلك الفرصة :"PLAsma Generating Apparatus - Stealthy & Impermeable Frame" ................... زاد اندهاش الإسرائيليين من كلام رفعت و غرابته ، فاستغل رفعت و لم يعطهم فرصة للسؤال كي يربكهم أكثر و أكثر فأكمل كلامه قائلا : "اختراع مصري لتوليد غلاف من الغاز المؤين حول بدن الطائرة لجعلها شبحية و غير قابلة للتدمير بأي شكل و بأي سلاح .......... الامريكان توصلوا إلى صناعة محرك بلازما لكن المصريون قرروا استخدام البلازما في أمور أخطر من ذلك و هذه أول تجربة لنا!!" .................... صمت الجميع لبرهة من شدة الاندهاش و هول الصدمة ثم انبروا في حديث متشنج مع بعضهم البعض و لكن بلغتهم الميتة ، باللغة العبرية و لم يفهم رفعت كلامهم لكن استطاع تمييز كلمة يعرفها جيدا من خلال بعض مطالعاته لقد ترددت كثيرا على لسان هؤلاء الأعداء كلمة "مصرايم" في حديثهم المتشنج ..................... بعد ان انتهوا قال هيرزيل هاليفي لرفعت : "ما الذي يؤكد كلامك كابتن رفعت؟ ما الدليل على صدقك؟ أليس من الممكن أنك تخدعنا؟!" ............. ابتسم رفعت و قال في ثقة : "علينا إذن تجربة هذا السلاح الخطير كي تعرف معنى الذي أخبرتكم به أيها الجنرال ،، أنا لم أصنعه لكنني جربته بنفسي مرتين في مصر و مرة أخرى رأيت أثره على شاشة رادار القاعدة التي اعمل بها" ،،،،،،، فرد عليه هاليفي فورا : "كيف؟" ،،،،، صمت رفعت و أظهر الحيرة و نظر مرتين إلى الطائرة ثم اجاب قائلا : "مشكلة الجهاز انه لا يعمل و الطائرة تفرد عجلاتها و الكابينة مفتوحة ،،، لازم تكون في وضع طيران فعلي" ،،،،، فأجاب أحد مهندسي سلاح الجو الإسرائيلي على الفور : "يمكننا رفع العجلات و حمل الطائرة على روافع و اغلاق الكابينة" .............. فيرد رفعت : "عظيم ،، هاتوا مدفع براوننج نص بوصة للتجربة" ............. يشير الجنرال عامير إيشيل إلى ضباطه لتنفيذ الأمر فورا و يتحرك الضباط بالفعل ،،، ثم يتوجه يوسي كوهين إلى هيرزيل هاليفي و عامير إيشيل قائلا : "أليس من الأفضل اخبار نتانياهو بذلك؟ ربما يود مشاهدة التجربة عن قرب هو أيضا" ...... يوافق الجنرالان و يرسل يوسي كوهين أحد رجاله إلى نتانياهو الذي كان غارقا في الاحتفال مع باقي رجال دولته فوافق على الفور بعد أن عرف تفاصيل القصة و عاد ضابط الموساد الذي أرسله كوهين ليخبر الجميع أن رئيس الوزراء طلب احضار الطائرة إلى الهنجر الرئيسي كي يرى جميع الزعماء التجربة بأعينهم!

.

بعد ملئ خزانها بالوقود مرة أخرى ، يتم قطر الطائرة بهدوء إلى الهنجر الرئيسي و رفعت يجلس في قمرتها و دخلت طائرته إلى الهنجر الذي كان مكتظا بقوات وحدة شلداغ و هم ملثمون و مدججون بأحدث أنواع الأسلحة الفتاكة ،،،،،،،،، توقفت الطائرة و رفعت بداخلها و قمرتها مفتوحة و هو يحدق في جميع المتواجدين الذين كانوا يبادلونه التحديق ، ثم وقف نتانياهو و بدا عليه كأنه منتشي و منتفخ بالفخر و الغطرسة كالطاووس ثم أمسك ميكروفون و تحدث باللغة العبرية لفترة أمام الجميع و هم يصفقون له بحرارة و حماسة ،، كل هذا و رفعت يسمع لغته الميتة التي صار يمقتها بشدة و كلما سمع منه كلمة "مصرايم" ارتعد جسده بقوة ،، و بينما نتانياهو منسجم في خطابه الإنشائي إذ برفعت يقاطعه قائلا : "Where's my money?" ،،، فضحك نتانياهو ساخرا و ضجت القاعة بالضحك فأردف نتانياهو قائلا : "Money?! Ha ha ha It's all about money!!" ،، فأمر يوسي كوهين بوضع المائه مليون دولار أمام مقدمة الطائرة و أشار رفعت لنتانياهو باستكمال خطابه بعد أن رأى المال بالفعل ،، ثم صمت نتانياهو برهة و قال : "أيها السادة ، يا حكماء إسرائيل ، اليوم نحن أمام انتصار كبير لدولتنا و تأكيد لقوتنا التي تستطيع الضرب في أي مكان دون رادع ، سوف ترون بأعينكم الآن ما تستطيع إسرائيل فعله ، نحن يمكننا منع أعداءنا من أي شيء نرى أنه خطير على وطننا الأم إيريتس يسرائيل ،،، إن إسرائيل وجدت لتبقى إلى الأبد حتى تملك العالم" ،، صفق الجميع بحماسة ثم أشار نتانياهو لجنرالاته قائلا بغرور : "ليبدأ العرض الآن" ،،،،،،، فتم وضع الطائرة في منتصف الهنجر تماما على روافع خاصة تستطيع حملها حين يتم طي عجلاتها ، و أمامها تم جلب مدفع رشاش نصف بوصة من طراز براوننج للتجربة على بدنها كما أخبرهم رفعت.

.

قبل أن يغلق رفعت كابينة الطائرة أخبر الجنرال عامير إيشيل أن يتم استهداف بدن الطائرة بالمدفع الرشاش حينما يشير إليهم من داخل كابينة الطائرة و فهم الجميع و استعدوا لتنفيذ الأمر .............. أدار رفعت محرك الميج-21 و بدأ للمرة الأخيرة يزمجر بقوة داخل الهنجر ، ثم قام رفعت بالضغط على سويتش طي عجلات الطائرة و استعد رفعت للقيام بالمهمة الأخيرة التي قدم من أجلها إلى بلاد الأعداء ,,, أزال رفعت زر الأمان عن سويتش تشغيل الحاوية التي تحملها طائرته و التي نشطها بمفتاح خاص قبل أن يقلع من القاعدة الجوية المصرية ، و وضع أصبعه على هذا السويتش و بدأ شريط ذكريات حياته كلها يمر أمام عينيه و دمعت عيناه و أخذ يتمتم قائلا : "يا رب يا رب ،، اللهم اجعل هذا العمل خالصا لوجهك و اجعله تكفيرا عن ذنوبي ،، اللهم إن هذا العمل خالصا لوجهك و هدية لأرواح شهداء مصر و فلسطين ،،، عاشت مصر عاشت مصر عاشت مصر ،،، استغفر الله العظيم ،،، أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله" ،،،،،،،،،،،،،،،،، و ضغط رفعت على السويتش الخاص بالحاوية فحدث انفجار مهول جدا ارتجت له الأرض على بعد أميال بعيدة و تزلزلت الأرض في جميع الأراضي المحتلة و أحست به تل أبيب في الشمال و إيلات في الجنوب ، و أحدث كتلة نيران ضخمة جدا و عالية جدا و تبخرت الجثث و لم يبق منها أي شيء و حدثت حفرة ضخمة جدا قطرها 100 متر و تدمر الهنجر بمن فيه على من فيه و لم يبق منه أي شيء قائم تماما ... و إلى الأبد.

.

كان في هذا الحفل الكارثي الرئيس الإسرائيلي و رئيس الوزراء و وزير الدفاع و وزراء الحكومة الامنية و رؤوساء الاجهزة الامنية الثلاثة امان و الموساد و الشين بيت و قادة الاركان و قادة الافرع الرئيسية في الجيش الاسرائيلي و قادة الاسراب و هيئة اركان القوات الجوية الاسرائيلية و رؤساء الشركات الدفاعية و الامنية في اسرائيل و رئيس الهستدروت و رئيس الكنيست و زعماء الاحزاب السياسية الكبيرة العمل و الليكود و كاديما و إسرائيل بيتنا و شاس و العديد من الحاخامات الكبار و لفيف كبير من زعماء اسرائيل السياسيين و العسكريين و الأمنيين الحاليين و القدامى ، و أيضا مدير محطة الـ CIA في إسرائيل و السفير و الملحق العسكري الأمريكي في تل أبيب ................. كلهم ذهبوا في لحظة واحدة على يد بطل مصري رفض أن يبيع وطنه و دبر مع مخابرات بلده خطة ماكرة لقصم ظهر إسرائيل مرة واحدة و إلى الأبد ،، و قرر التضحية بنفسه ليفعل ذلك و ينتقم لإخوته في الدين و الوطن.

.

لقد قامت هرمجدون ، قامت حرب النهاية و إسرائيل رِجسة الخراب مصدر الفتن و الشرور بدون قيادة و بدون رأس ،، لقد تُرك الشعب المختار وحيدا شريدا طريدا تتقاذفه الأحجار و لا تحميه الأشجار حتى فنيَ عن بكرة أبيه!

..

تمت بحمد الله و فضله و منته

--

و إن عدتم عدنا

Share

مـعـرض الـوثـائـق

مـعـرض الـفـيـديـو

Youtube

Cannot Connect to Youtube Server


Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server

   

 

  

زوار اليوم
زوار امس
زوار الاسبوع
زوار الشهر
اجمالى الزوار
2094
5164
28560
83908
34996396

معرض الصور

المتواجدون حاليا

41 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

اتصل بنا

الراسل 
الموضوع 
الرسالة 
    
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech