Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

البطل المنسي .........

 

بقلم   د. احمد مختار ابودهب

 

......وقف ذاك النقيب الهمام ، ممشوق القوام ، سمح القسمات بين رجاله من ابطال الصاعقة المصرية يشرح لهم في همة ونشاط و ابتسامة معتادة منه مع رجاله أحد الخطط والتكتيكات الهجومية ، .... و لكنه انتقل بهم فجأة أثناء شرحه الشيق الجذاب الي عصر اخر من عصور البطولات ، مستشهدا في شرحه و حديثه الى رجاله ببطل و شهيد اخر ، قل ما من يعرف ابعاد وعمق بطولاته .... لقد أخذ هذا النقيب الشاب يرفع معنوياتهم بحديثه عن بطل مهيب و شهيد رهيب , لم يصارع احدا الا صرعه , و لم يبارز عدوا الا قتله ......، لم يكن وقتها بطلنا الراوي هذا قد رزق بمولوده الثالث الذي سماه علي نفس اسم ذاك البطل المنسي .... (علي ) !!!

لم يكن هذا النقيب الشاب - آن ذاك- سوى البطل الشهيد العقيد احمد منسي ..... ابو حمزة و عليا و .... علي ، الذي سمى ثالث و اصغر أبناءه علي اسم الشهيد و البطل علي بن ابي طالب (كرم الله وجهه) ....علي الذي كان يوم ميلاده الثاني موافقا ليوم استشهاد ابيه فى معركته الخالده ....معركة البرث , .....و الذي لم يكن يعرف وقتما كان يحكي لرجاله عن بطل هذه السطور ، أن نهايته البطولية العظيمة ستكون علي يد نفس سلسال ذاك الفكر البائس المشوه ، من خوارج كل عصر ،،،،،،الذين كانت بداية جرائمهم الكبرى بقتل ذاك البطل المنسي. ......علي بن أبى طالب !!!!!

لم يكن ذاك السرد التاريخي و الشرح القتالي وليد اللحظة او الصدفة ، لكنه كان انتقالا حيا الي مشاهد بطولية و تخطيطا قتاليا جذب قلوب و انتباه أولائك المقاتلين الذين التفوا حول القائد الشاب ,لقد كان اقتداء الشهيد منسي بذاك البطل المنسي ، الذي لا يعرفه الكثيرون, (على بن ابى طالب) مقاتلا من طراز فريد ، كان صاحب الرقم الاعلي في قتال الصناديد و في المواجهات الرهيبة التي يخشاها الكثيرون ، كان جريئا منذ كان صبيا صغيرا .....و هكذا كان منسي شبيها بقدوته منذ الصغر و الى النهاية ....صاحب رقم قياسي فى دحر اعداءه , و صبيا جريئا منذ الصغر , فمن يقرأ بعضا مما كتب عن طفولة احمد منسي من ذكريات سيجد ذاك الطفل و الصبي الجرىء، الذي يسارع الي المواقف الصعبة التي يهابها أقرانه , فتارة يلهو بان يقفز من اعلي مبني المدرسة الابتدائية علي كومة رمال مجاورة لها ، و تارة يجري قافزا علي جذع خشبي اعلي مجري مائي يعبره أقرانه و هم يرتعدون ......لقد كانت هذه الجزئية فطرية فيه ، ارهاصات بداية بطل صقلتها قراءاته عن تاريخ الابطال العظماء ، و جاءت مشابهة لصفات ذاك البطل العظيم أو الصبي الجرىء .....علي بن ابي طالب !

(علي ) ..... الذي ولد في (رجب 23 ق هـ / 17 مارس 599 م )كان صبيا جريئا منذ البداية ، و رغم كونه اصغر اخوته الا ان ذلك لم يجعل منه ابدا الصبي المدلل لاحد سادات قريش , بل جعل منه بطلا بدأت مواجهاته مبكرا , كانت اولاها بعدم اقتناعه بالسجود لصنم رغم كون الوثنية تحيط به في طفولته الاصنام تحاوطه فى كل مكان حتى فى جوف الكعبة وقتها و لكن عقله الراشد مبكرا جعلى يأبي ان يسجد لأى صنم , فكان ذاك التعقيب الكريم حين يذكر اسمه فيعقبه كلمة (كرم الله وجهه).....و اذا به يكون اول من يؤمن من الصبيان بدعوة النبي ()و يسبق جميع الصحابة وامم المسلمين فى ايمانه بسنوات , ايمان لم يجعله يغتر او يذهو قط على ايا ممن لحقوا به من جموع المسلمين ,.... و تمضي المسيرة و يتقدم الفدائي (علي) و ينام في فراش النبي ( )، ضمن خطة التمويه في الهجرة النبويه المباركة ، مستعدا أن يضحي بروحه ويستقبل طعنات أولائك المتربصين الموتورين شاهري السيوف المتعطشة للدماء ، و هو يعرف ان مكة كلها ان ذاك تتأمر عليه و تريد قتل الرسول ()و إخماد دعوته المباركة التي تتعارض مع خمرهم و سطوهم و سطوتهم و ظلمهم و ملذاتهم !!!!!

عندما يذكر اسم علي بن ابي طالب (كرم الله وجهه) يتبادر لذهن الكثيرين ، الامام ، القاضي , العالم ، الشاعر , و الصحابي الزاهد الكريم الذي يعطى المحتاج كل ما يملك عن طيب خاطر .....لكن قليلين من يعرفون علي المقاتل الرهيب و الفارس المغوار الذي كانت أعماله و بطولاته توازي فرسان الاساطير !!

ذاك الشاب ( ذو 23 عاما وقتها) الذي هاجر ماشيا من مكة الى المدينة مسافة 450 كم تقريبا , حيث وصل وجهته تمزق قدميه الصخور المدببة و تكوي جراحه الرمال الملتهبة , و لكن شيئا من ذلك لم يضعف عزيمته .....عزيمة الابطال !!

إن من يقرأ في بعض من تفاصيل غزوات الرسول ( )يجد أن المقاتل علي بن ابي طالب كان صاحب الرقم الاعلي عدة مرات في جندلة الأعداء و مواجهة الأشداء ، رغم أن الغزوات النبوية كمعارك قتالية لم تكن أبدا تهدف إلي القتل و سفك الدماء كما يشاع عنها ظلما و افتراءا او يظن عنها خطئا , لكنها كانت وسيلة اضطرارية لمواجهة مجتمع جاهلي متجبر لا يفهم الا لغة السيف و بسط القوة ..... أو خونة لا يصلح معهم إلا السيف علي الرقاب ....., فلو انهم قبلوا دعوته منذ البداية و احكموا فيها العقول او حتى خلوا بينه و بين الناس و تركوا الخيار لمن شاء ان يؤمن , لما كانت تلك المعارك و التى كان اجمالي تعداد قتلاها من الفريقين لا يزيد عن الف و ثلاثمائة (1300) فقط فى 27 معركة على مدي بضع و عشرون عاما ..... عدد لا يقارن ابدا بدموية كل المعارك فى تاريخ البشرية قديمها و حديثها , فاين هي تلك الدموية التى يتهم بها ظلما , بينما هي كانت الضرورة لمواجهة الجبابرة الصناديد , لذا كانت تلك المعارك المباركة , و وسط كل هذه المعارك كان للفارس و المقاتل الشاب (علي ) الرصيد الأكبر من المواجهات و المبارزات المنتصرة الساحقة !!

في غزوة الأحزاب – الخندق- (5 هــ ) ، و حيث اجتمع الأحزاب علي الرسول و اصحابه في المدينة و كان الموقف عصبيا ....و بين كل هذه الجحافل كان من بينهم فرسان معدودين يحسب لهم الف حساب، و علي رأس هؤلاء كان (عمرو بن ود ) .....فارس يعده العرب آن ذاك بالف فارس .... حين قفز الي الخندق و صرخ بصوته الجهوري ....هل من مباااارز !!!

و في مواجهة الموت المحتم ......لا عجب أن يتردد بعض الابطال ، و خاصة عندما يكون الخصم تقريبا هو الموت ذاته ، و لكن الشاب (علي) - ذو الثمانية و عشرون عام ان ذاك - لم يتردد رغم ان النبي اشفق عليه و حذره ان منافسه ذاك الخصم الرهيب الذي تعده العرب بالف رجل , لكن (علي) لم يتراجع ، بل قفز الي خصمه رادا عليه بابيات شعر حماسية ختمها بقوله:

اتاك مجيب صوتك غـيـر عاجز

ليقيم عــليــــك نـــائحة الجنائز

و يعرض المقاتل الشاب (علي) على الفارس الجبار (عمرو بن ود) الاسلام اولا قبل ان يبدأ القتال , و لكن يستهزىء الجبار عمرو و يرفض ,.... ويبدأ القتال بضربة رهيبة من سيف عمرو البتار تقسم درع (علي) و تصيب رأسه فما يخاف الشاب و لا يتراجع , بل يدور القتال ضاريا ، بين شاب قوي النفس و الجسد ، و مقاتلا صنديدا رهيب البنية و المهارة .....و يختفي الجسدان في قلب غبار معركتهما ، لا يظهر منها الا صوت و بريق صليل سيفيهما .....و فجأة يخمد الصوت ، و تعلو صيحة (علي) الله اكبر !!!

لقد صرع (علي) فارس العرب الاول و اضخم و اشد مقاتليها ، و ترفع أن يسلبه سيفه و درعه كعادات العرب آن ذاك حين يتغلب فارسا علي خصمه ، رغم ما كانت تمثله هذه الأسلاب من ثروة مادية و معنوية آن ذاك .....إلا أن فخر (علي) كان في انتصاره لا في اي مكاسب مادية .....بل لنصرة الحق و الخير ... فكيف لا يقتدي به بطل مثل احمد منسي !!!!

لم يكن (علي بن ابى طالب ) ابدا ذاك الفارس المتعطش للقتل او الفتك باعداءه لمجرد الفتك او الانتصار , بل كانت " اداب الفروسية " هى مفتاح شخصيته كما يصفه العقاد , لقد كان مسارعا سباقا لنصرة الحق و الخير , لا لرغبته فى الانتصار , فها هو تارة يتراجع عن قتل احد مبارزيه حين سقط ارضا و انكشفت عورته , فتركه يهرب و يستر نفسه حتى لا يقتل انسانا فى هذا الوضع , و تارة اخري يتراجع عن قتل احد مبارزيه من المشركين حين كاد ان يجهز عليه , فبصق عليه ذاك المشرك , فتركه علي لم يقتله , فتعجب اصحابه لماذا لم يقتله , فقال لهم انه حين كان سيقتله كان سيقتله من قبيل القتال و نصرة الحق , و لكن حين بصق عليه , اراد ان يقتله لغضب نفسه , فما اراد ان يكون قتله لاحد بدافع انتقام شخصي .....ذاك البطل الذي علم ان الخوارج انشقوا عنه ليقاتلوه , فاشار عليه البعض ان يبادرهم بالقتال , فرفض قائلا : "لا اقاتلهم حتى يقاتلونني , و سيفعلون" ,,,

حتى فى قتاله للفئة الباغية فئة معاوية و من معه , كان كارها لقتالهم و هو صاحب الحق و ارسل له علنا انه لا يريد قتاله فى معركة "صفين" , لكن كيف للفئة الباغية الا تكون كذلك و تصر على قتاله , بل و يمنعون عنه و عن جيشه الماء , و لكنه حين تغلب عليهم اذا به يفعل معهم غير ما صنعوا و يتركهم يشربون و هم من ارادوا ان يقتلوه و من معه عطشا !

لقد كان ذو مرؤة و كرم مع اعداءه قبل اصدقاءه و فى ذلك من المواقف الكثير , فأى اخلاق كان عليها هذا المقاتل الشهم , و الفارس النبيل , و كيف لا أن يتشرب منه من يقتدي به من نبله و اخلاقه , فيروي "منسي" عدوه الماء بيده حين يطلبه ذاك التكفيري و هو في انفاسه الاخيرة !!!

و حين استعصى فتح حصن خيبر لأيام بعدما فُتح ما سبقه من حصون ، أخبرهم الرسول))أن الفتح غدا علي يد رجل ليس بفرار سيعطيه الراية ، .... فكانت الراية لعلي ,و يهجم علي على الحصن قائدا هجوم الاسود ، و كان الفتح علي يديه كما حدث الرسول)( ، و روي أنه في تلك المعركة قد استخدم أحد الأبواب بالحصن كدرعا ، له حين فقد درعه ، ..... و بين الحقيقة و المبالغة في رواية اقتلاعه لباب الحصن في معركة خيبر , فانه مشهد من الاف المشاهد البطولية التي لن تزيده الكثير لو صدقت , , و لن تقلل من شأنه لو لم تكن واقعية , ذاك المهاجم الكرار الذي كان في عموم سجل تاريخه البطولي , بطلا استثنائيا !!!

ان من يراجع السجل القتالي للفارس علي ابن ابي طالب يجده أن له رصيدا من الانتصارات فى المواجهات المباشرة مع مقاتلين اشداء و فرسان و صناديد يمثل دوما جزءا كبيرا من عدد المقاتلين الصرعي في غزوة بدر من جيش المشركين ، و و مثلهم صناديد قتلوا علي يده في غزوة أحد ، و علي نفس النسق كان قتاله في كل غزوات الرسول حيث شارك فى 26 غزوة من اصل 27 هى كل تعداد غزوات الرسول )) لم يغب عن معركة , الا غزوة تبوك التى امره الرسول فيها ان يكون قائما على المدينة فى غيابه , بكل هذه البطولة و الفداء ,لا عجب أن يكون مقاتلا صنديدا مثله ، قدوة للابطال , و لكل محبا للعلم مقبلا عليه زاهدا في متع الحياة و مكاسبها.

تاريخا عظيما من القتال و البطولات سطرها الامام (علي بن ابي طالب) (كرم الله وجهه) في صدر التاريخ البطولي عامة و التاريخ الاسلامي خاصه , ذاك الشهيد و ابو الشهداء الحسن و الحسين رضي الله عنهما ، شخصية مثلت مزيج العالم و المقاتل و الشاعر و الامام و الفارس النبيل و الصديق الوفي ... ذاك البطل الذي غالى البعض فى بغضه و فى حبه و كلاهما ظالما له في تفاصيل ليس هنا مكانها ..... لذا و على يد تلك الفئة الضالة التى سميت بالخوارج لخروجهم عليه و انشقاقهم عنه , كانت بدايتها في عصره ، و كانت نهايته شهيدا على يد غادر منهم ...   و كما قتله ضالا كان يكبر حين قتل هذا الصحابي الجليل و الفارس النبيل ....... كانت نهاية منسي و رجاله و غيرهم من الابطال الشهداء علي يد امتداد نفس هذا الفكر الضال المكفر للناس المستبيح للدماء بدون وجه حق.

ان اهمية استمرار البطولات و امتداد القدوة ، جعل من الواجب علينا ان نروي جزءا يسيرا عن قدوة و بطل قلما يتكرر بين صفحات التاريخ .......فلو لم يكن هناك القدوة البطولية بين الاجيال مثل حمزة ...و عمر ...و خالد ...وعلي غيرهم من ابطال في كل عصر , لما كان فى هذا العصر من بيننا من الابطال مثل رياض و الرفاعي و رامي و منسي .....و غيرهم الاف من الابطال كانت قدوتهم في اخلاق مثل ذاك الشهيد الزاهد و البطل المتواضع الكريم , و الفارس النبيل الشجاع ....المقاتل (علي بن ابي طالب) ، لذا يجب ان تعرف الاجيال مثل اولائك الابطال , حتى تمتد البطولة و تستمر القدوة , و لا يكون بين صفحات تاريخنا .......اي بطل منسي !!

د. احمد مختار ابودهب

15 نوفمبر 2020

المراجـــــع

  • ·عبقرية الامام علي – عباس محمود العقاد
  • ·غزوات الرسول ( ) - الامام محمد متولي الشعراوي
  • ·رجال حول الرسول () - خالدد محمد خالد
Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech