Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

وثائق المخابرات الامريكيه - الجزء الاول - مؤتمر موسكو

 

15.   تهديد بالتدخل السوفييتي ومؤتمر موسكو

على الرغم من الموافقة الرسمية على وقف إطلاق النار، واصل الجنود “الاسرائيليون” التقدم في الأراضي السورية في 9 و10 يونيو/ حزيران. في هذه المرحلة، بدأ السوفييت بتهديد بالقيام ببعض الأعمال (غير محددة) إن لم تتوقف “اسرائيل”. وأشارت التقارير إلى أنه في 9 يونيو/ حزيران، حذر عدد من الدبلوماسيين السوفييت من أنه ما لم تلتزم “اسرائيل” بقرار وقف إطلاق النار في سوريا، فإن السوفييت قد يتدخلون. وأفادت وثيقة للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي، تم إعدادها في أكتوبر/ تشرين الأول 1967، أنه في صباح 10 يونيو/ حزيران، أرسل السوفييت رسالة عاجلة إلى الرئيس جونسون، يحذرون فيها من انه ما لم تتوقف “اسرائيل”، سوف يضطر الاتحاد السوفييتي إلى اتخاذ إجراءات “ضرورية” غير محددة. قد يكون المقصود في ذلك استخدام “الخط الساخن” بين موسكو وواشنطن.

 

16.   موسكو تتحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد الهزيمة

كانت هناك دلائل وإشارات على الاستعدادات السوفييتية لعملية تدخل محدودة. وفي الحادي عشر من يونيو كانت هناك عدة تقارير تشير إلى التجهيزات العسكرية السوفييتية بما فيها عمليات إنزال 400 من البحارة بالقرب من اللاذقية في سوريا، بالإضافة إلى عملية إنزال جنود المظلات في سوريا بهدف إعاقة التقدم “الاسرائيلي” تجاه دمشق. وتكشف كل هذه التقارير اهتمام السوفييت بسوريا والنظام الحاكم فيها، وبالرغم من ذلك كانت المساعدات التي يقدمها الروس لسوريا مساعدات رمزية فقط، ويمكن القول إن السوفييت هم الذين قاموا بنشر هذه التقارير في محاولة لبث الرعب في قلب “اسرائيل” ومنعها من التقدم في اتجاه سوريا.

وقال السوفييت بعد الحرب إن عدم تقدم “اسرائيل” تجاه سوريا كان نتيجة مباشرة لموقفهم الثابت الذي أصروا عليه على الدوام. ويمكن القول إن التهديدات السوفييتية لعبت دوراً مهما في القرار “الاسرائيلي” بالتوقف إلا أن الحقيقة هي أن موافقة “اسرائيل” على وقف إطلاق النار جاءت قبل التهديدات السوفييتية مما يعكس عدم أهمية هذه التهديدات، وبالإضافة إلى ذلك فإن الدلائل على تخطيط “اسرائيل” للاستيلاء على دمشق كانت قليلة جداً.

وبعد يومين أو ثلاثة من بدء الحرب، استدعى السوفييت حلفاءهم من أوروبا الشرقية إلى موسكو لمناقشة الوضع الراهن آنذاك، والتقى الزعماء في التاسع من يونيو وصدر في اليوم التالي تصريحاً ينذر بأنه إذا لم يتخذ مجلس الأمن الإجراءات اللازمة وإذا لم تنسحب “اسرائيل” إلى خطوط الهدنة فسوف يقدم أطراف الاتفاق على فعل أي شيء لمساعدة الشعوب العربية، وكان هذا الإنذار بمثابة رفض حازم للهجوم “الاسرائيلي”. وهذا الإنذار اللفظي المتأخر الذي يكتنفه الغموض دل على عدم وجود نية لدى السوفييت للتدخل العسكري، وفي العاشر من يونيو قطع بالفعل الاتحاد السوفييتي العلاقات الدبلوماسية مع “اسرائيل” وبعد ذلك بأيام قليلة اتبع حلفاؤه النهج نفسه.

وتم الاتفاق على أشياء أخرى في مؤتمر موسكو، إلا أنها لم ترد في التصريح الذي نشر إذ تم الاتفاق على أن يقوم الاتحاد السوفييتي بدور المتحدث الرسمي باسم حلفائه الذين يمثلون جبهة موحدة لحل مشكلة الشرق الأوسط.

هامش: وافق السوفييت على الاتصال بالقاهرة على الفور باسم بلدان أوروبا الشرقية، وكانت هذه هي المرة الأولى التي قام بها السوفييت بتمثيل دول أوروبا الشرقية بهذه الطريقة في مفاوضات مع الجمهورية العربية المتحدة. وقال (ثمة حذف في نص الوثيقة هنا)، ان المؤتمر يعي تماماً الحاجة الماسة لإصلاح ما أفسدته الحرب في الدول العربية، كما كان مدركاً لضرورة إمداد القوات المسلحة المصرية بأسلحة جديدة بدلاً من تلك التي فقدت في الحرب، من دبابات وطائرات وأجهزة أخرى، لكن كانت هناك حدود معينة لهذه المساعدات العسكرية ناقشها المؤتمرون.

هامش: وافق السوفييت على الاتصال بالقاهرة فوراً باسم دول أوروبا الشرقية.

ونظراً لما كان يعتري الهيكل العسكري المصري من ضعف أفصحت عنه التقارير العسكرية، قرر الروس فرض السيطرة والتحكم على استخدام مصر للمعدات العسكرية السوفييتية. كما اتفق على تلبية كل مطالب عبد الناصر العسكرية في مقابل مشاركة السوفييت مستقبلياً في أي قرار مصري يتعلق بعمليات عسكرية رئيسية تجري باستخدام الأسلحة السوفييتية إلا أن عبد الناصر لم يشأ أن يضعف من قوة الامتيازات التي كانت لديه. واكتسب السوفييت بالفعل دوراً أكبر داخل المؤسسة العسكرية المصرية.

 

17.   ردة فعل السوفييت تجاه الهزيمة

ردة فعل السوفييت التي أصابتهم جراء الهزيمة التي مني بها العرب، اتسمت بكونها غريزية حيث حاولوا أولاً إنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذا الوضع السيئ، وكانوا عرضة بوجه خاص، لاتهامات بأنهم خذلوا العرب، وكانوا أيضاً حساسين تجاه إشاعات مفادها أن الصينيين قادمون إلى المنطقة بعروض مساعدة، وأكثر حساسية لآفاق بلوغ الدعاية الصينية ذروتها على حسابهم، وتمثلت أهدافهم الأمنية المباشرة في استعادة منزلتهم المحطمة واحترامهم المفقود في عيون العالم، وأيضاً في إعادة تأسيس مصداقيتهم باعتبارهم أصدقاء للعرب، وبتاريخ 6 يونيو بدأ السوفييت في إرسال جسر جوي طارئ للمساعدة والإمداد (وكان ذلك أكبر عملية من نوعها تقوم بها موسكو على الإطلاق).

هامش: مع أن السوفييت شرعوا في إمداد العرب بجسر جوي من السلاح والعتاد حين كانت الحرب لاتزال مستعرة، الا أن العون وحده كان أبعد ما يكون عن سد الحاجة بما يكفي لقلب موازين القوى وعكس مسار الحرب. ففي لجة الحرب فقدت الجمهورية العربية المتحدة نحو ثلثي طائراتها المقاتلة وأربعة أخماس طائراتها القاذفة، ونصف عدد دباباتها، وفقد السوريون معظم طائراتهم المقاتلة وربع عدد دباباتهم ولم يفقد العراقيون والجزائريون سوى كميات ضئيلة من العتاد والمواد. وكان بيان مؤتمر موسكو بتاريخ 10 يونيو الخطوة الأولى في هذا الاتجاه، وأما الزيارات اللاحقة الرفيعة المستوى، والتطمينات بمواصلة الإمداد بالعون العسكري، فكانت عاملاً بالغ الأهمية في مساعيهم لاستعادة نفوذهم وتأثيرهم في العرب.

وصعقت الهزيمة العرب واستولى عليهم الذهول والإحساس بالصدمة، وأحرق قلوبهم الشعور بالذل والهوان، فاتقد سخطهم العارم، وفتشوا عن أكباش فداء فعثروا على ضالتهم في الولايات المتحدة وبريطانيا، وهي الدول التي قالوا إنها ساعدت “اسرائيل” وفي بعض قادتهم لا سيما العسكريين الذين اتهموا بأنهم خذلوهم.

هامش: نشر ناصر استقالته الرسمية يوم 9 يونيو، وفي نفس الوقت قدم كل من المشير عامر، قائد القوات المسلحة، ووزير الدفاع شمس بدران استقالتيهما، كما حذا حذوهما 11 قائداً عسكرياً من أصحاب الرتب العالية إلا أن ناصر سحب استقالته لاحقاً، غير أن الآخرين لم يسلكوا هذا المنحى.

وعبّر العرب عن غضبهم من السوفييت وأعربوا علانية عن شعورهم بالإحباط جراء ما نالهم من هزيمة، في الصحافة وفي مجالسهم الخاصة، وكان من بين أشد من أفصحوا عن سخطهم لهجة الرئيس الجزائري بومدين، الذي فكر على ما يبدو في وقت من الأوقات بالإيعاز لكافة الطلبة الجزائريين الذين يدرسون في الاتحاد السوفييتي بالعودة إلى وطنهم. وفي 12 يونيو طار بومدين إلى موسكو، حيث ذكرت التقارير أنه هاجم السوفييت لاخفاقهم في مد يد العون، وجرى تذكيره بمخاطر الحرب النووية، وسكن السوفييت غضبته بشكل ما، وهدأوا من روعه بوعود أطلقوها بمواصلة الدعم وتقديم المساعدات. وزار الرئيس السوري نور الدين الأتاسي موسكو بعد برهة وجيزة من الحرب وأطلق اتهامه بأن السفير السوفييتي في دمشق كان قد وعد في ثاني أيام الحرب بالإمداد “بعون عسكري تقني” ولم يف به السوفييت من بعدها، ولم يقدموا مثل هذه المساعدات لسوريا، وذكرت التقارير أن السوفييت ردوا بأن الوضع العسكري كان قد تطور بسرعة مذهلة لدرجة أن برنامج العون السوفييتي ترنح واختل توازنه.

ولكن أصوات تيار العرب المناوئين للسوفييت التي تعالت في الأيام القليلة الأولى ما لبثت أن خفتت بسرعة نسبياً، ربما بسبب إدراكهم لمدى الاحتياج للعون السوفييتي، ولضرورة استمرار هذا الدعم، ولطف هذا الاتجاه لهجة الصحافة، وخلت المقالات التي نشرت بعدها من النبرة الحادة الانتقادية المعادية للسوفييت (ثمة حذف هنا) وفي اليوم ذاته سلم محمد بوضياف لعبد الناصر رسالة مهمة من الحكومة السوفييتية. ويحتمل أن تكون الرسالة قد اشتملت على وعود بدعم سوفييتي إضافي. (هامش: كان للنقمة العربية أن تتواصل، في الحقيقة وتشتد لردح طويل من الزمن، غير أن الانتقاد العلني الصريح توقف على أية حال نظراً للحاجة إلى عون السوفييت.

وكان من بين أهم السبل التي اتخذها السوفييت في خضم مساعيهم لإطفاء غضب العرب وتهدئتهم تلك الجولة التي قام بها الرئيس السوفييتي بودجورني حيث يطاف بالعواصم العربية في أواخر شهر يونيو. ووصف بودجورني ذاته تلك الرحلة بأنها “مهمة تهدئة”. ولا شك أنه تقدم بتطمينات وأطلق وعوداً بدعم متواصل سواء منه العسكري أو الاقتصادي إلا أن مقدار هذا الدعم وكميات المساعدات وحجم التعويضات (إن كان ثمة أي تعويضات) لم يكن جلياً. ويبدو من المحتمل أن السوفييت الزموا أنفسهم في تلك الآونة باستبدال العتاد والمعدات المصرية والأسلحة التي دمرت أو فقدت في الحرب على الأقل. وعلى ما يبدو، لم تكن المحادثات بين ناصر وبودجورني في سلسة المأخذ لينة بشكل كامل فجرى إرجاء التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن جميع القضايا (ثمة مقطع محذوف هنا).

وعاد بودجورني فعلاً إلى موسكو قبل زيارة سوريا. وزيارته لسوريا ربما كانت بوجه خاص غير مرضية. والمذكرة التي صدرت بعد هذه الزيارة كانت أكثر بروداً مما اتسمت به تلك التي أعقبت زيارته لكل من القاهرة وبغداد. 0هامش: لم تزد القاهرة على مجرد القول إن محادثات رسمية قد أجريت وأن بودجورني أعرب عن امتنانه العميق لما حظي به من حسن الضيافة. وأما بغداد فأكدت على روح الصداقة والتفاهم التي سادت أجواء اللقاءات). (مقطع محذوف هنا) كان السوريون جد منزعجين من (حذف آخر هنا)، وحث بودجورني على انتهاج أسلوب هادئ، ونصح السوريين بألا يفكروا باستئناف فوري للعمليات العدائية. وقيل إن وعده بالمساعدات لدعم استئناف الحرب في نهاية المطاف إنما كان لقاء طلب إقامة قاعدة بحرية في سوريا، وقيام السوفييت بإدارة وتوجيه القيادات التقنية. (ثمة حذف هنا)، التي كان السوفييت يطالبون بها (مقطع محذوف هنا) فإذا كانوا يبتغون قواعد ويطلبونها فإنهم لم يفلحوا في تحقيق بغيتهم لأنه على الرغم من أنهم منحوا بصورة متزايدة سبلاً لبلوغ الموانئ العربية فإنهم لم يمكنوا من إحكام سيطرتهم على أي مرافق موانئ، واتخذ الخبراء التقنيون السوفييت والمستشارون مواقع لهم ورابطوا في سوريا فيما بعد، إلا أنه ينبغي القول إنه حتى في هذه الحالة، من المستبعد جداً أن يكون هؤلاء المستشارون قد منحوا سلطات قيادية آمرة في هذه المواقع التي عملوا فيها.

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech