Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

مجد المحارب - بقلم نسمة سراج

 

  (مـجـد المُـحـارب ! )
بقلم | نسمة فتحى سراج

تآسرنى الصفحات البيضاء داخل هذا الدفتر المُلقى أمامى على مكتبى , وتناشدنى بالكتابة وأنا ذلك المحارب الذى لاوقت يسعه لفعل كل الأشياء المُحببة لقلبه كـ الكتابة وقراءة الشعر !
تلك هى حياة المُحارب ..وقته أثمن مالديه ..
..
انا ابن الوطن .. مُحارب على الجبهة .. مُقاتل فى كل مكان يحتاجنى الوطن فيه  ..مغروس كـ جذع شجرة أصيل ,وكـ مبنى عتيق لم يبرح مكانه منذ الالاف السنين ..!
قد تُصادفنى أحيانا فى شوارع المدينة أقوم بتأدية واجبى , حاملا سلاحى متيقظا ساهرة عيونى من أجل بلادى , وقد ترى صورنا على الشاشات فى إحدى البرامج الوثائقية . قد تقرأ عنا فى كتب التاريخ وأحيانا نفرض وجودنا داخل دفاتر الأطفال البيضاء وهم يرسمون جنديا رافعا يده بالتحية لعلم بلاده ..وقد تسمع قصتى احيانا فى مناسبات الوطن القومية وبين ألحان الأغانى الوطنية ..
 
انا ابن الوطن .. جنديه المُخلص .. اعشق الوطن بضمير وحبى له لامشروط .. معه حربا وسلاما .. لم اكترث يوما لمن استخف بدورى ورسالتى فعقيدتى من حديد صلبة لاتلين وقناعاتى تكفينى , ولم اهتز يوما وانا أرى شماتة فقراء الأوطان فى استشهاد رفقائى ومن يُشكك فى كونهم شهداء , ومن يبخس حق وطنى فى حروب خاضها برجاله البواسل , ومن يحارب وطنه بكراهيته وعبثه وبوقه الإعلامى  ,كل ذلك كنت اعتبره حافزا للأخذ بالثأر لدماء الرفاق ! بل ويزيد من قناعتى بواجبى , اقول فى نفسى هم لايمتلكون محبوبا اما انا فـ لدى وطن .
أحيانا أشعر بإن  لاجديد فى حياتى وقد يُصيبنى الملل من روتين العمل , شعور بالحنين للأهل وحكاويهم التى لها رائحة الذكريات والعطر المُعتق , ولجلسات الأصدقاء والسهر حتى مطلع الفجر , الجلوس على البحر وتأمله والحياة الطبيعية التى يمارسها غيرى ..
كلما اشتقت تذكرت مهامى ورسالتى وأنى انا بإرادتى من أختار ان يكون رجلا عسكريا له مهاما غير تلقيدية ومهنه دقيقة اسثنائية , مُحاربا بدرجة عاشق لتراب بلاده يفتديه بروحه .
اندفع فى حال الهجوم على العدو منفصلا عن الوجود وكأنى شخصا مختلفا يحمل قلبا فولاذيا لامكان لكلمة خوف فى قاموسه ولم يصادف كلمة مستحيل فى تدريباته العسكرية ولم يُعلمه قادته سوى أن يكون رجلا للمخاطر.. كنت اخوض المعارك وانتصر بقوة الله ..
على الجانب الأخر . يحمل هذا الرجل العسكرى بداخله قلبا عاشقا للحياة , للبحر والمطر .. اسمع الشعر وانتشى بالموسيقى , اقرأ ان تثنى لى الوقت .. ابتسم للحياة ولمن فيها , اتواضع ولاينتبه احدا لكونى رجلا عسكريا واجاهد فى مساعدة من يحتاجنى ..
انا ابن الوطن .. مُحارب المتربصين بالوطن , أُداهم الخطر الذى يحيق به  , اخترت أن اكون جنديا مخلصا محافظا على ارض بلادى , لااعرف شكوى ولا تذمرا من مهامى فقد اخترتها حبا وطواعية ..
 
احب وطنى واقضى سنوات حياتى بين ربوعه وجباله وصحرائه , أتجول بين الكمائن احرسها بـ روحى , اخوض اشرس المعارك وتصيبنى احيانا رصاصات العدو , وقد أفقد جزءا من جسدى , وارى رفاق السلاح فى لحظاتهم الأخيرة ناطقين الشهادة , واحمل جثامينهم الطاهرة بين ذراعى كـ من يحمل الجواهر النادرة .. ثم انهض امسح دموعى الساخنة وأنهض , انفض غبار الوجع وانهض , مُستردا عزيمتى مُستكملا مهامى ..
انا المقاتل الذى لاهم له سوى وطنه ولايحلم بشىء سوى كرامته وعزته ..ماضيه وحاضره ومستقبله ملك وطنه تلك هى حياتى حتى يحتضننى ترابه ..
انا المُحارب الذى لم ينتظر ثناءً ولا مدحا , ولم ينشد يوما ان يكون حديث الجماهير ولاتريند يتناقله الملايين !
 
أسير فى طريقى أحمل روحى على كفى لااعرف الخوف إلا من الله , افتقد الاهل والصٌحبة والأصدقاء ولكنها ضريبة عشق الأوطان ضريبة أخترت دفعها بكامل إرادتى .. سأظل على العهد يابلادى .
انا من قاتل فى عتمتك من أجل استعادة نور النصر فى الماضى , ودافع واستمات من اجل دحر الإرهاب والتطرف فى لحظات الحاضر العصيبة وأنا حامى حماكى مستقبلا انا ورجال المهام الصعبة , مداهمين القلوب ومُربكوا الاعداء ومثيرى الفزع فى نفوس الخبثاء , ومسددين الضربات للخونة نحن الذين لايعرف قصتنا احد ولاينبته لأسمائنا العابرون..ولكننا اخترنا ان نكون جنودك المجهولة , نجوما فى سمائك , المحاربين فى صمت , العاشقين لأرضك فى صمت .. الراحلين بعد تأدية الرسالة فى صمت ..
حُبنا فعل..قسما يُتلى.. روح تُبذل .. جسدا يقاتل ..جُهدا مستمرا.. عقيدةً ثابتة ..حياة يمتلكها فقط الوطن  .. حُبنا معافرة  وإما قتالا فى قطع الليل المظلم او عودة فى الأكفان حتى النصر .
بقلمى / نسمة فتحى سراج
15\7\2023

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech