Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

سلسله قاده عظماء - 2- سيف الدين قطز قاهر التتار

موضوع من اعداد - الاستاذ محمد النقراشي

 

سيف الدين قطز هو واحد من أعظم الشخصيات في تاريخ المسلمين.. اسمه الأصلي محمود بن ممدود وهو من بيت مسلم ملكي.. وهو ابن أخت جلال الدين الخوارزمي.. ملك الخوارزميين المشهور، والذي قاوم التتار فترة وانتصر عليهم ثم هُزِمَ منهم، وفرَّ إلى الهند، وعند فراره إلى الهند أمسك التتار بأسرته فقتلوا بعضهم واسترَقّوا بعضهم.

وكان محمود بن ممدود أحد أولئك الذين استرقَّهم التتار، وأطلقوا عليه اسمًا مغوليًّا هو قطز، وهي كلمة تعني الكلب الشرس، ويبدو أنه كانت تبدو عليه من صغره علامات القوة والبأس، ثم باعه التتار في أسواق الرقيق في دمشق واشتراه أحد الأيوبيين، وجاء به إلى مصر، ثم انتقل من سيد إلى غيره حتى وصل في النهاية إلى الملك المعز عز الدين أيبك ليصبح أكبر قواده

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أصله ونشأته :

كان سيف الدين قطز في الاصل هو محمود بن ممدود وجهان خاتون بنت خوارزم شاه ملك بلاد ما وراء النهر (بلاد فارس الآن) وكان أبوه قائداً لجيوش المملكة الخوارزمية وكانت هناك مناوشات وحروب بين التتار وخوارزم شاه إلى ان مات جده وأصبح خاله جلال الدين هو الملك وظل في حرب دائرة بينه وبين التتار إلى ان تشتت جنده وكاد ان يهزمه الجيش التترى وفقد ابنته جهاد وابن اخته محمود وهم كل ما تبقى من عائلته وبيعا جهاد ومحمود في سوق العبيد تحت أسماء جديدة جلنار (جهاد) وقطز (محمود ) واسم قطز أسماه له التتار حيث قاومهم بشراسة خلال اختطافهم وبيعهم له.. ومعنى قطز بلغتهم المغولية "الكلب الشرس".وربما يكون تجار الرقيق هم الذين أعطوه هذا الاسم.
فى البداية بيع قطز عبدًا لرجل يسمى "ابن الزعيم" بدمشق ثم بِيع من يدٍ إلى يد حتى انتهى إلى "عز الدين أيبك" من أمراء مماليك البيت الأيوبي بمصر. وتدرج في المناصب حتى صار قائدًا لجند أيبك، ثم قائدًا للجيوش عندما تولى "عز الدين أيبك" السلطنة مع شجرة الدر.
صفات سيف الدين قطز :

وقد وُصف قطز بأنه كان شاباً أشقر، كث اللحية، بطلاً شجاعاً عفاً عن المحارم، مترفعاً عن الصغائر مواظباً على الصلاة والصيام وتلاوة الأذكار تدرب منذ صغره على فنون الفروسية وأساليب وأنواع الإدارة، وطرق القيادة القتال
تولية قطز حكم مصر :

بعد زواج الامير عز الدين ايبك من شجر الدر اصبح حاكم لمصر وترقى معه قطز ليصبح قائد الجيوش وبعد مقتل ايبك على يد زوجته شجر الدر ومقتل شجر الدر على يد زوجة ايبك الاولى ام على انتقاما له تولى المنصور نور الدين على بن ايبك حكم مصر وكان فى عمر الخامسة عشر واصبح قطز وصيا عليه و كان المنصور صبيا انشغل باللهو واللعب عن ادارة شئون الدولة وبعد اقتراب الخطر المغولى من مصر بعد نجاهم فى دخول بغداد عاصمة الخلافة العباسية 1258م وتهديدهم لمصر والشام رأى قطز ان هذا الطفل لن يستطيع مواجهة خطر المغول لذلك اتخذ قطز القرار الجريء وهو عزل السلطان الطفل نور الدين علي, واعتلاء قطز بنفسه عرش مصر 1259م و بدا يستعد لمواجهة المغول

 

 

وصول رسل التتار الى مصر :

بينما كان قطز يعد الجيش والشعب للقاء التتار وصل رسل هولاكو يحملون رسالة تهديد لقطز جاء فيها:

"بسم إله السماء الواجب حقه، الذي ملكنا أرضه، وسلّطنا على خلقه..الذي يعلم به الملك المظفر الذي هو من جنس "المماليك"..صاحب مصر وأعمالها، وسائر أمرائها وجندها وكتابها وعمالها، وباديها وحاضرها، وأكابرها وأصاغرها..أنّا جند الله في أرضه، خلقنا من سخطه، وسلّطنا على من حل به غيظه..فلكم بجميع الأمصار معتبر، وعن عزمنا مزدجر..فاتعظوا بغيركم، وسلّموا إلينا أمركم..قبل أن ينكشف الغطاء، ويعود عليكم الخطأ..فنحن ما نرحم من بكى، ولا نرق لمن اشتكى..فتحنا البلاد، وطهرنا الأرض من الفساد..فعليكم بالهرب، وعلينا بالطلب.. فأي أرض تأويكم؟ وأي بلاد تحميكم؟وأي ذلك ترى؟ ولنا الماء والثرى؟ فما لكم من سيوفنا خلاص، ولا من أيدينا مناص فخيولنا سوابق، وسيوفنا صواعق، ورماحنا خوارق، وسهامنا لواحق، وقلوبنا كالجبال، وعديدنا كالرمال. فالحصون لدينا لا تمنع، والجيوش لقتالنا لا تنفع، ودعاؤكم علينا لا يسمع، لأنكم أكلتم الحرام، وتعاظمتم عن رد السلام، وخنتم الأيمان، وفشا فيكم العقوق والعصيان..فأبشروا بالمذلة والهوان (فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تعملون) (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)..وقد ثبت أن نحن الكفرة وأنتم الفجرة..وقد سلطنا عليكم من بيده الأمور المدبرة، والأحكام المقدرة..فكثيركم عندنا قليل، وعزيزكم لدينا ذليل، وبغير المذلة ما لملوككم عينا من سبيل..فلا تطيلوا الخطاب، وأسرعوا رد الجواب..قبل أن تضرم الحرب نارها، وتوري شرارها.. فلا تجدون منا جاهاً ولا عزاً، ولا كتاباً ولا حرزاً، إذ أزتكم رماحنا أزاً..وتدهون منا بأعظم داهية، وتصبح بلادكم منكم خالية، وعلى عروشها خاوية..فقد أنصفناكم، إذ أرسلنا إليكم، ومننا برسلنا عليكم"

جمع قطز القادة والمستشارين وأطلعهم على الرسالة، وكان من رأي بعض القادة الأستسلام للتتار وتجنب ويلات الحرب, فما كان من قطز إلا أن قال :" أنا ألقى التتار بنفسي.. يا أمراء المسلمين، لكم زمان تأكلون من بيت المال، وأنتم للغزاة كارهون، وأنا متوجه، فمن اختار الجهاد يصحبني، ومن لم يختر ذلك يرجع إلى بيته، وإن الله مطلع عليه، وخطيئة  المسلمين في رقاب المتأخرين (عن القتال)"، فتحمس القواد والأمراء لرؤيتهم قائدهم يقرر الخروج لمحاربة التتار بنفسه، بدلاً من أن يرسل جيشاً ويبقى هو.

ثم وقف يخاطب الأمراء وهو يبكي ويقول:

"يا أمراء المسلمين، من للإسلام إن لم نكن نحن"

فقام الأمراء يعلنون موافقتهم على الجهاد، وعلى مواجهة التتار مهما كان الثمن.

وقام قطز بقطع أعناق الرسل الاربع وعشرين الذين أرسلهم إليه هولاكو بالرسالة التهديدية، وعلّق رءوسهم على باب زويلة  في القاهرة وابقي علي الخامس والعشرين ليحمل الاجساد لهولاكو. وأُرسل الرسل في الديار المصرية تنادى بالجهاد في سبيل الله ووجوبه وفضائله وكان العز بن عبد السلام ينادى في الناس بنفسه فهب نفر كثير من المسلمين ليشاركوا فى الجهاد
معركة عين جالوت ( 25 رمضان 658 هـ / 1260 م )
تعتبر معركة عين جالوت من المعارك الفاصلة فى التاريخ الاسلامى ووقعت المعركة فى منطقة عين جالوت شمال فلسطين بين الجيش الإسلامية بقيادة قطز وجيش المغول بقيادة القائد كتبغا و هو قائد عسكرى محنك


* بعد سيطرة المغول على الشام ودخول دمشق لم يبقى امامهم الا مصر وهنا كانت اللحظة الفارقة التى توقف عندها التاريخ فكانت مصر هى الصخرة التى تحطمت عليها احلام المغول وتشتت جيوشهم عندها
* خرج قطز يوم الإثنين الخامس عشر من شعبان سنة 658 هـ - 1260م بجميع عسكر مصر ومن انضم إليهم من عساكر الشام ومن العرب والتركمان وغيرهم من قلعة الجبل في القاهرة.التقى الفريقان في المكان المعروف باسم عين جالوت في فلسطين في25 رمضان 658 هـ/3 سبتمبر 1260 م و قام سيف الدين قطز بتقسيم جيشه لمقدمة بقيادة بيبرس وبقية الجيش يختبئ بين التلال وفي الوديان المجاورة كقوات دعم أو لتنفيذ هجوم مضاد أو معاكس.
نظر كتبغا إلى مقدمة القوات الإسلامية وكان لا يدرك شيئاً عن القوات الرئيسية المختبئة خلف التلال، فوجد أن قوات المقدمة الظاهرة أمامه قليلة جداً بالنسبة لقواته.. ومع ذلك فهي في هيئة حسنة ومنظر مهيب، فأراد كتبغا أن يحسم المعركة لصالحه من أول لحظاتها.. لذلك قرر أن يدخل بكامل جيشه وقواته ولم يترك اى قوات احتياط  
قامت مقدمة الجيش بقيادة بيبرس بهجوم سريع ثم انسحبت لداخل سهل عين جالوت  متظاهرة بانهزام مزيف هدفه سحب خيالة المغول إلى الكمين، في حين كان قطز قد حشد جيشه استعدادا لهجوم مضاد كاسح، ومعه قوات الخيالة الفرسان الكامنين فوق الوادي. ووقع كتبغا فى الفخ و قرر مواصلة الهجوم على مقدمة الجيش وبدأت المقدمة في التراجع إلى داخل الكمين، وفي تلك الأثناء خرج قطز وبقية مشاة وفرسان الجيش وعملوا على تطويق ومحاصرة قوات كتبغا ونزلت الكتائب المملوكية من خلف التلال إلى ساحة المعركة.. نزلت من كل جانب، وأسرعت فرقة قوية لتغلق المدخل الشمالي لسهل عين جالوت، وبذلك في دقائق معدودات أحاطت القوات الإسلامية بالتتار إحاطة السوار بالمعصم و اكتشف كتبغا الخطة الإسلامية بعد فوات الأوان، وحُصر هو والتتار في داخل سهل عين جالوت، وبدأ الصراع المرير في واحدة من أشد المعارك التي وقعت في التاريخ.. لا مجال للهرب، ولا مجال للمناورات.. السهل منبسط والمساحات مكشوفة، وليس هناك من حماية إلا خلف السيوف والدروع.. لا بديل عن القتال حتى الموت..

اشتد القتال وظهر تفوق ميمنة المغول وبدأت الميمنة المغولية تضغط على الجناح الأيسر للقوات المملوكية ، وبدأت القوات المملوكية تتراجع تحت الضغط الرهيب للتتار، وبدأ التتار يخترقون الميسرة المملوكية ، وبدأ الشهداء يسقطون، ولو أكمل التتار اختراقهم للميسرة فسيلتفون حول الجيش المملوكى ، وتتعادل بذلك الكفتان، وقد ترجح كفة التتار
قطز كان يقف في مكان عال خلف الصفوف يراقب الموقف بكامله، ويوجه فِرَق الجيش إلى سد الثغرات، ويخطط لكل كبيرة وصغيرة فماذا فعل امام هذا الموقف العصيب ؟؟
هب قطز إلى أعدائه وألقى بخوذته عن رأسه إلى الأرض وصرخ بأعلى صوته «واإسلاماه»، وحمل بنفسه وبمن معه حتى استطاعوا ان يشقوا طريقهم داخل الجيوش المغولية مما أصابها بالاضطراب والتفكك ولم يمض كثيرا من الوقت حتى هزم الجيش المغولي هزيمة منكرة وقتل قائده كتبغا


نتائج معركة عين جالوت :
1- حماية مصر و العالم الاسلامى و أوربا من الخطر المغولى
2-  توحيد الشام ومصر تحت حكم سلطان المماليك على مدى ما يزيد عن نحو مئتين وسبعين سنة 
3- بداية النهاية للإمبراطورية المغولية حيث كانت الهزيمة الاولى للمغول التى قضت على أسطورة ان المغول جيش لا يقهر

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech