Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

القبطان عبد المنعم قطب بلال

قبطان عبد المنعم بلال

نسألكم قراءة الفاتحة والدعاء للبطل الذي توفي بعد فترة من تسجيلنا الحوار معة

عسي ان يتقبل الله منا ومنكم دعائنا للبطل الراحل

 

 

إعلان مستشفي 57 والذي شارك فية البطل الراحل متطوعا - أضغط للمشاهدة 

 

القبطان، عبد المنعم قطب سيد بلال

مواليد 1 يونيو 1945، المنوفية.

بداية حياتي وأنا طفل صغير كان هناك أمام المدرسة كافيتريا هذه الكافيتريا كل يوم تذيع أغنية معينة، لفلسطين "أخي جاوز الظالمون المدى، فحق الجهاد وحقّ الفِدا" هذه الأغنية كانت تهزني من الداخل، تعمل بداخلي بركان، بدأت هذه الأغنية تُنَمِّي فيَّ روح غريبة،

بعد ذلك بدأنا نتنقل في التعليم، كنت في مدرسة "مساعي تلا". دخلنا ثانوي وفي هذه الأيام كنا في مدرسة ثانوية عسكرية، زي موحد، وكنت قائد الشرطة المدرسية وبدأّ نمو الحياة العسكرية من داخلني يزلزلني، كنت قائد الشرطة المدرسية وقائد المدرسة أدوّر طابور الصباح وتحية العلم بالمدرسة.

طبعا كان عندنا سلاح ونتدرب سلاح ومعنا ضابط في المدرسة وفي عروض المدرسة في الثانوي كنت أحمل علم المدرسة، فكان كل تكويني من صُغري عسكريا، وهذا كله نتيجة للأغنية التي أقول عنها، وهي مسجلة في العربية عندي ولا زلت أحتفظ بها إلى الآن

"أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا، فكم من شهيدٍ على أرضِها دعا بِاسم الله واستشهد"

هذه الأغنية التي كوّنت حياتي العسكرية. بالإضافة لتكويني الجسماني لم أكن أنفع إلّا أن أكون عسكري.

كنا سبعة أخوة صبيان، وبنتان، أبي الله يرحمه كان يود أن يصير أحدنا طبيبا، كان له أملاك زراعية، لدينا عِزبة في المنوفية حاليا مزروعة فواكه، لكن الوالد توفي عن عمر 71 سنة وترك لنا هذا الميراث الطيب. لم نجد الوقت لإدارتها فتمت زراعتها كلها فواكه،...

كلنا تعلمنا، أخي مستشار، والثاني كان مدير ضرائب، توفى، وأحدنا كان طيار، رحمه الله، وأحدنا كان في سلاح المهندسين، مهندس، رحمه الله،... كنا سبعة رجال أخوة، كلنا تعليم عالي،... بعدما درست سنة في كلية الطب (لم أكن أنفع للطب) لأن تكوين عسكري من صغري تكويني النفسي والجسماني كان عسكري فتركت كلية الطب بدون أن يعلم والدي، وقدمت لكليات عسكرية، اشتريت الاستمارة أيامها بعشرة قروش، وقدمت، وكنت كاتب الرغبات الثلاث "حَربية" وكان لي زميل - رحمه الله توفى - كان كاتب الثلاث رغبات بَحرية كانت أمنية حياته أن يدخل كلية بحرية، فأنا عندما دخلت كشف الهيئة يقولون لي انت كاتب في الثلاث رغبات "حربية... لم يكن أيامنا إلّا ثلاث كليات فقط حربية وبحرية وطيران، وكانت البحرية من مجموع 60%، والحربية 50%، أما الطيران من 40%، فقالوا انت كاتب الثلاث رغبات "حربية" قلت لهم نعم، قالوا وان لم تنفع، ألا تصلح للبحرية؟ قلت لهم لا؟ فقالوا لي أن أنصرف فخرجت. ودخل "عبد الوهاب أنور الزهيري" وهو من أبطال "رأس العِش" رحمه الله، وهو كان معي في المدرسة، وكان حرف العين طبقا للترتيب الابجدي فدخل كشف الهيئة بعدي مباشرة فسألته "ماذا قالوا لك ياعبد الوهاب"؟ قال ان قالوا له أن ينصرف، فقلت نحن الاثنان روحنا في داهية، فبعدما روحت لقريتي وقلت لوالدي أنني في أجازة، فبعد فترة حوالي أسبوعين جاءني عسكري من المَركَز يستعدي والدي ليقابل المأمور، فسأل بسبب ماذا فقالوا لا نعرف، لك ابن اسمه "عبد المنعم"؟ فقال لهم نَعَم ما فعل ثانية - وأنا كنت مشاغب جدا - فقال لم يفعل شيء ويمكن حضرتك أن ترى بنفسك فذهب والدي لمأمور المركز فقال لأبي أن قدمت لكليات عسكرية فقال لا ابني في كلية طب، فقال المأمور كيف هذا، وأني قبلت في الكلية البحرية،

 

 

 

وطلبوني للكلية يوم 9 أكتوبر 1964، وهذا تاريخ لا أنساه... والكلية ثلاث سنوات، فزعل أبي لذلك وعمل ثورة عارمة في البيت وكان أبي شديد جدا يمكن أن تقول عنه قائد لواء،... وكانت أيامها مصاريف الكلية عشرة جنيهات فدفعَتها لي أمي، وذهبت سلّمت نفسي للكلية، لم يرض أبي أن يحضر معي، أو يسلمني ولايزورني في فترة المستجدين ولا أن يحضر حفلة التخرج... لأنه زعل مني الثلاث سنوات لأني تركت كلية الطِب.

وهو كان أمنية حياته أن يكون لديه ابن طبيب، وتحقق له ذلك في أحفاده، ودفع أخي الأصغر مني إلى أن أصبح طبيب،

المؤهلات التي حصلت عليها ، بكالوريوس العلوم العسكرية والبحرية، وشهادة ربّان أعالي البِحار، وأكملت دراستي بعد ذلك على يد الروسيين، 14 شهر نسف وتدمير كنت الأول على الفِرقة، ولديّ هذه الميدالية، واشتغلت في القوات الخاصة مع العميد "إسلام توفيق" بارك الله فيه.

قاعدة السويس البحرية، هي حياتي كلها، خدمت في السويس 13 سنة، من 1967 لأول سنة 1980، وكيف بدأت العمل في السويس،...

بدايته انتقلت كنوع من العقاب، كنت طوال عمري منضبط حتى إن جاء وزير الدفاع فكان القادة ينبهّون علينا لا يسأله أحد، فكنت أول من أرفع يدي وأقوم أسأل الوزير، وحتى قبل حرب أكتوبر عندما كان المشير أحمد إسماعيل يرى الحالة المعنوية للضباط قبل دخول الحرب فأنا سألته "متى سنحارب؟" قال لي "قريبا جدا..." قلت له "سمعنا هذا الكلام من السادات سنة 1971، قال لن تمر عام 71، ومرت عام 71 و72..." وسألته مرة ثانية متى سنحارب، قال "ما هي إلّا أيام... وما اسمك؟" قلت له أنا الرائد بلال من قاعدة السويس البحرية، قال لي "يابلال، أنا قلت لك ماهي إلّا أيام، لا تسألني بقى يوم كام والساعة كام..." فضحكت القاعة كلها.

فطالما كنت منضبط، فلِمَ لا أسأل؟

شخصيتي كان تفرض نفسها على من حولي، طوال عمري الحمد لله لم أندم على شيء.

أما عن قاعدة السويس، فكنا نتنقل، ظابط مدفعية م. ط. (مضادة للطائرات)، ينزل أجازة وأي ضابط يحل محله، فكنت أحيانا مكان ضابط المدفعية، بعد ذلك تم عمل "قوات الدفع الذاتي" واسمها الآن "قوات التحرك السريع" لا تختلف عنها كثيرا،

عندما كان يحصل هجوم على أي موقع، تجد كل كتيبة لها قوة اسمها "التحرك السريع" أو الدفع الذاتي" وعلى أيامنا اسمها الدفع الذاتي، هذه القوة تتكون من ضابط ومجموعة منتقاة من الأفراد، يختارهم الضابط بنفسه يقوم بتدريبهم، عددهم في حدود 30، 35، تختلف عن العمليات الخاصة، والقوة لديها تدريب خاص، الجزء الكبر منه صاعقة، متدربين على استخدام السلاح جيدا،... نندفع لأي موقع سريعا لمساعدة الموقع الذي تعرض للهجوم.

أول وظيفة كضابط بحري، تعينت على مركب مكافحة غواصات، اسمها "قناصات" وكان لدى القوات البحرية 12 قنّاص لمكافحة الغوّاصات، أعتقد تم تكهينها الآن وجاءت أَشياء جديدة أنا لا أسمع عنها...

مكافحة الغواصات أن المركب مُسّلَّح بصواريخ مضادة للغواصات وكان عليه اثنان من قواذف "قذائف الأعماق" وزن كل منها 250 كيلو، عبارة عن برميل يتم ربطها (ضبطها) على عمق، وعمل ستارة، فإن كانت الغواصة موجودة على أي عمق يتم إصابتها في تلك الستائر. ورمي تلك الستائر ان تربط (تضبط) العمق الذي تنفجر فيه، يمكن لا تعرف أن تحدد عمق الغواصة بالضبط ولكن يمكنك أن ترمي شيء اسمه "ستارة نيران" فترمي حوالي عشرة براميل لينفجر على أعماق معينة، فيتم ضمان إصابة الغواصة على هذا العمق.

هذا بالإضافة إلى 4 قواذف صواريخ أمامية، تنفجر أيضا على أعماق،

مهمتي عليها "ضابط الملاحة" كنت لازلت صغير، ملازم تحت الاختبار،

في "قاعدة السويس البحرية" حضرت حرب الاستنزاف بالكامل

وموقع "عيون موسى" تم إنشاءه خصيصا لقاعدة السويس،

قاعدة السويس كانت قاعد كبيرة تسيطر على 300 كيلو، من "فنارة" عند الإسماعيلية حتى "جبل الزيت" في البحر الأحمر، في الأسفل 300 كيلومتر وكانت مهمتنا هي حماية المسطح البحري.

أتذكر من زملائي في قاعدة السويس، كثيرون... كان معنا "أحمد قناوي حجازي" (كان وزير، وتوفى في لندن) وهو كان قائد القاعدة، وأتذكر أيضا "فوزي رضوان إبراهيم" رحمه الله كان قائد قاعدة،

و"حسين علّام" كان أصغر ضابط في القوات المسلحة كان عميد، وقائد قاعدة، وعنده 35 سنة وهو كان كفء جدا.

كلهم، قادة القاعدة... لا يذهب لهذه القاعدة في السويس إلّا الناس الأبطال... لأنها كانت اشتباكات يوميا.

وشاركت في حرب 1973، والحمد لله.

لا أدعي البطولة...

الوحدات الخاصة

قام بتشكلها العميد "إسلام توفيق قاسم" حين دخلت للكلية كانت موجودة فعلا.

الهدف منها، القيام بعمليات فوق مستوى الجيش العادي، مثل "استطلاع خلف خطوط" ، وعملية خطف أسير،...

الصاعقة البحرية

مهمة الصاعقة هي المهمات الخاصة جدا. أما عن الصاعقة البحرية لابد أن يجيد السباحة، مستوى بدني مرتفع، يتمتع بالجرأة والإقدام والقرارات الحاسمة، هؤلاء رِجال المهام الصعبة.

العميد إسلام توفيق، الذي عبر ودخل موقع فأحضر ثلاثة صواريخ

العميد "إسلام توفيق قاسم" بطل من أبطال القوات البحرية، كنا نحتاج صواريخ أوصى بها الروسيون لعمل حائط دفاع جوي، ومضاد للصواريخ، فقام العميد إسلام توفيق بالتشكيل من مجموعتين (مجموعة اقتحام، ومجموعة ستر) كان المفترض يحضر صاروخ، فأحضر لنا ثلاثة صواريخ أعطيناهم للروسيين وكان من أمنياتهم في هذا الوقت أن يروا صاروخ مثل هذا ليدرسوا صناعة طرازات مضادة.

وفي المرة الثانية أحضر "حامد فَتوح" الذي كان خلف خطوط العدو لمدة ستة أشهر لم يعرف أن يعيده أحد. هم كانوا للمهمات الصعبة، رجال الصاعقة البحرية.

المهام التي تدربوا عليها، تدريبات قاسية جدا تصطنع إنسان لديه قوة تحمل غير عادية، لديه ثقة بنفسه... رجال المهام الخاصة.

 

 

أما عن تدريبات حرب الاستنزاف هي نفس تدريبات حرب أكتوبر، القوّات الخاصة في ذلك الوقت كنا فيها: "إسلام توفيق" القوات الخاصة، تنقسم إلى ضفادع، وصاعقة. والضفادع مجموعة لها تدريبات خاصة تحت الماء، سباحة،... من الضفادع البشرية البطل "نبيل عبد الوهاب" الربّان نبيل شاركت في عمليات مينا إيلات التي تم عملها فيلم، ونبيل كان حليوة ومعنا في السويس طوال الوقت يسمع أغاني أجنبي، إنسان محترم جدا، مُخلِص، هو وعمرو البتانوني وتلك المجموعة كُلهم ضفادع وهم مَن قاموا بعملية الميناء ثلاث مرات

هذا عملهم إضافة إلى شغل القاعدة كان مختلف، لكن تدريبات قاسية مثل تدريبات الصاعقة تُطور الفرد ويصبح لديه قوة تحمل وقوة بدنية فائقة جدا ولابد أن يكون ذكيا مع سرعة البديهة للتصرف في المواقف غير العادية،

اللواء "حامد فتوح" كان خلف خطوط العدو، لم نعرف أن نحضره وبقي 6 شهور في سيناء يعيش في وسط العرب، وهو من المنوفية عندنا أيضا، لا يطلع منها غير الأبطال، أرض الرجال، من عندنا الفريق الجمسي، وقائد الجيش الحالي من عندنا السيسي، والسادات من نفسن بلدنا، أما عن حامد فتوح حاولنا إحضاره مرات عديدة لم نعرف لأن اللنشات الإسرائيلية كانت تطاردنا،

كيف عاد "حامد فتوح"

كان كلما نلتقط منه إشارة لنذهب إليه، فنجد اللنشات اليهودية تكثف مرورها في المنطقة التي نتحرك منها، وحصل أن إسلام توفيق - أعطاه الله الصحة - فكّر في خطة فقال في يوم ما نطلع مرور باللنشات، وهي لانشات مسلحة عادية، فما ان يكثفوا المرور حوالين هذه اللنشات، تصبح وفي هذا الوقت فرصتنا لنخطف هذه المجموعة ونحضرها وفعلا إلتقوا بحامد فتوح وأحضروه بعد ستة أشهر.

في ذلك اوقت لم يكن هناك وسيلة إتصال موبايلات مثل الآن، فكيف عرفنا أن نوصل له؟ كنا اتفقنا على إشارات معينة يرسلها فتُحدد المجموعة مكانه، وذهب لإحضاره العميد "إسلام توفيق" وهو كان كوماندوز المجموعة كلها،

 

أما عن المجموعة التي ضربت كوبري الدفرسوار، ليس لي عنها فكرة، تلك المنطقة كانت بعيدة عني، الأدبية هي قاعدة السويس البحرية، وتبعد عن السويس حوالي 12 كيلو، فأنا لم أكن في الأدبية.

كان كل تركيزنا في تلك المنطقة، كنا تبع الجيش الثالث، أما مِن الجيش الثاني كان "إبراهيم الرفاعي" ، هذه التي استشهد فيها إبراهيم الرفاعي رحمه الله.

في منطقة بين الجيشين، الثاني والثالث، منطقة كثبان رملية، فلم يكن متوقع أن يمشي منها قوات مدرعة، لأنها كثبان رملية لا تقدر ان تمشي فيها قوات مدرعة، وحصل أن اليهود سلاح المهندسين لديهم وضع حصائر من الحديد، فرَشوه فوق الكثبان الرملية، مرت الدبابة، دخلوا بتشكيل رأس سهم، وهو تشكيل خطير جدا، يخترق مباشرة، رأس سهم، في الأول دبابة، يليها 2 دبابة، بعدها ثلاث، وهكذا،... تفتح تشكيل، هذا التشكيل يشبه السهم، دخلوا من تلك المنطقة ردموا القنال، وعبروا. وكانت في هذا الوقت قواعد الصواريخ لديهم تتخطى قواعد الصواريخ المصرية التي كان تم ضربها.

كنت مسؤولا عن مركز تدريب وإعداد عساكر مقاتلين مستجدين. توليت مسؤولية المركز إلى الأول من أكتوبر عام 1973 تم إنهاء انتدابي وعدت مرة ثانية لمكاني في السويس.

لم أعمل على قطع بحرية عسكرية غير ثلاثة شهور في القناصات (مكافحة غواصات)، ونُقِلتُ بعض ذلك لقاعدة السويس وعملت بها إلى سنة 1980.

 

عملية ساحل العاج

كان هناك حفارا إسرائيليا ليحفر عن البترول في البحر الأحمر. وصَلَت المعلومات للرئيس جمال عبد الناصر فكلَّف قائد القوات البحرية وبدوره أرسل مجموعة من الضفادع، منهم - رحمه الله - حسني الشَّراكي (توفى في سنة 2006، وهو من أعظم الضباط، وذو خُلَق ومتدين) ومعه عادل السحراوي (كان ملازم أول)، سافروا إلى "أبيدجان" ليلغلموا الحفار. وكان الحفار واقفا في نهر.

وحكى لي حسني الشراكي أن نزلوا للمياه سباحة ليتم تلغيم الحفار، وبينما هم راجعون أرهقوا من السباحة والنهر كان به شجر في النهر (نتيجة عاصفة) فما أن ركن إليها يستريح قليلا، فوجدها جريت عرف أنها تمساح. يحكي أنه قلبه كاد أن يقف.

عملية الحفار هي التي كتب عنها صالح مرسي وتم عمل مسلسل "الحفار". لم أشاهد المسلسل لأعرف ولكن أحكي ما عرفته من زملائي الأبطال من ضفادع بشرية. كانت العملية أيام عبد الناصر، الهدف من ذلك الحفار تنقيب عن البترول من البحر الأحمر، وهو عبارة عن منصة كبيرة جدا، عليه موقع لطائرة هليكوبتر...

وكانوا يظنون أن لديهم الحق هذا الوقت لاستخراج البترول من البحر الأحمر، وأنهم لن يخرجوا.

وكانت ضربة قوية جدا للمخابرات الإسرائيلية والقوات الإسرائيلية، أن مجموعة من الضفادع تسافر لساحل العاج لتقوم بعملية مثل تلك، هذا إعجاز، بإمكانات ذلك الوقت.

وفي مرة تم تكليفي بإحضار القمح لمصر من أستراليا، والمركب توقفت في أستراليا لا تقدر أن تطلع، حالة البحر غير طيبة، طلعت وضربني الإعصار ولكن لابد أن أعود بالقمح، وقفت 17 يوما في البحر بعدما طلعت من أستراليا، والمركب كانت تغطس وتطلع 17 يوما أرَفص المركب بأقصى سرعة وأتحرك خلال اليوم كيلو واحد فقط، وكان وزير التموين يتصل بي يوميا...

أما عن الرشوة التي عرضوها عليّا، وجدت القمح به سُوس، فوقفت الشحن ورفضت الاستلام، فعرضوا عليا رشوة. وكنت قبل أن أطلع من بيتي هنا لا أملك أجرة القطار للقاهرة، فبعتُ غويشة من حلي زوجتي لأترك لها على الأقل مصروف البيت، وذهبت لسفارة أستراليا، حصلت على تذكرة الطائرة، وسافرت.

وجدت القمح مسوّس ورفضت أن أستلمه لأن القبطان هو من يمضي على الشُحنة، فوصل النقاش إلى 750 ألف دولار لدرجة أن قالوا لن أحصل على هذا المبلغ وإن اشتغلت طوال عمرى بالبحر.

كان هذا سنة 1978، تقريبا. طلبت مُفتشا (وكان أستراليا) رأى القمح مسوّس، فقال ألّا أمضي على الشُحنة. ورفع لي قضية وحكَمَت لي المحكمة... كل هذا في خمسة أيام. ولم أقبل أن أشحن

أحضروا لي قمح صالح، والمضحك في الأمر أن وصلت إلى مصر وأذهب لشراء خبز من الفرن، عامل الفرن يقول لي "في الطابور يا أستاذ" فضحكت ولم أقل له ان كنت تأخرت يومان فلم يكن ليجد الدقيق ...

نقلت المترو

كُلفت أن أذهب لليابان أُحضِر "مترو الأنفاق" فسافرت (والتاريخ مكتوب على الصور)، ولنحمل عربات مثل تلك تطلب أمور ثبات معينة، تشاورت مع اليابانيين وهم محترمون جدا فقالوا أن أعمل حساباتي لإن نزلت تلك العربات في المركب كم تحتاج جنزير للرباط حتى ولو مالت المركب لأقصى درجة في البحر (لأن المركب لا تمشي مثل العربية ولكن تميل مع الموج شِمال ويمين، يدعى ذلك درفلة) المركب تدرفل شمال ويمين، فأقصى ميل قبل أن تنقلب هو 35 درجة، فلابد أن أعمل حساباتي حتى إن مالت المركب أقصى ميل 35 درجة أن تبقى العربات ثابتة.

وبناءا على المعطيات وقوة شدّ الجنزير (التي عرفتها منهم) قمت بحساباتي وجدت سأحتاج 22 طرف جنزير، وزودت اثنين من عندي (كهامش أمان). وفي الصباح سألني اليابانيون "هل قمت بحساباتك؟"

قلت "طبعا"

 

سألوني "كم طرف جنزير؟"

"24 طرف"

"لكننا قمنا بحسابات وجدناها 22 طرف، لكن طالما قُلت 24 فسنوفر لك 24 طرف لكل عربة، لأنك من ستسافر بها وأنت مسؤول عن أمور الـ safety، الأمان"

ويومها أن يحملون العربات هناك أداة اسمها "السلنجات" وضعوا عليها مخدات هدية كي تحافظ على سطح العربات ولا تصيبها بأي خدش، وسنعطيك هذه السلنجات هدية حتى إن تنزل العربات في مصر تحافظ على السطح.

ركبت المترو مرة واحدة ، كنت سعيد جدا، وكنت أريد أن أقول للناس كلها "أنا من أحضرت هذا المترو..." ليس لديك فكرة كم أنا سعيد.

حتى ترام الاسكندرية (مستويين، دورين)، كنت أنا من أحضرته، ومرة ابني رَكبه، فالكمسري قال له "تذاكر" قال "ده بابا اللي جايبه، حمله من اليابان ونقله إلى مصر"

أمانة الكلمة، لدينا أسرار عديدة...

الأحداث مرت عليها وقت بعيد جدا،...

الجيش مصري جيش عظيم، يارب الناس تعرف كده،

كلمة لشباب هذه الأيام

نحن عملنا ما علينا، ولابد أنكم تكلمون، مصر أمانة، وأمانة في رقبتكم كلكم.

حافظوا على جيشكم، وإن شاء الله الأيام القادمة، أنا أعدكم مصر تصبح أفضل . لكن "ليس كل ما يُعرَف يُقال"...

في اليابان التلفاز هناك خطي أرضي، حضرتك تطلب عدد من المحطات تحصل عليها وبالأجر، باشتراك، ليس هناك تلفاز هوائي كما لدينا، ولكن التلفاز خط أرضي مثل التليفون، ليس لديهم وسائل التواصل الاجتماعية، كل وقتهم يقضونه فيما يفيد،...

نحن أذكى شعب في العالم.

لم أكن سمعت عن الكمبيوتر أو الستالايت أو الأقمار الصناعية، فذهبت وجدت المركب كل أجهزتها تعمل بالكمبيوتر وأقمار صناعية استوعبتُ كل ذلك في ساعة واحدة.

وأنا داخل اليابان حصل لدي عطل في الستالايت فاتصلت بالشركة وكانت إنجليزية، سألوني عن مكاني وكنت اقتربت من "يوكوهاما" فقالوا أن ستجد فني تقني ينتظرك على الرصيف. وصلت إلى الرصيف وجدت شاب ياباني صغير قال أنه الفني الذي قدم ليصلح لي الستالايت (وهذا الستالايت الذي يحدد موقعك أينما تتحرك، ويحدد وجهتك بكل ِدقّة، كل ثانية كأنك تمشي على سكة حديد).

قبلها زمان كل ذلك بالأقمار الصناعية، نحل مسائل رياضية... والآن الستالايت تزوده بأرقام المعطيات، فيحسب لك وجهتك وتطمئن فالملاح يرسم خط السير كله (يرسمه على الخريطة) ويضعه على الستالايت، والمركب تتولى باقي المهمة، تعرف طريقها، تتحرك بدقة، بكل من عليها، بما فيهم الضومان (الذي يبرمج عليه قانون منع التصادم، كله) وأول ما تتحرك المركب على خط السير، تضبط كله أتوماتيك، وتجلس، هنا فقط ضابط في غرفة القيادة، لسبب هو تفادي خطأ الغير، وفي الأمور غير الاعتيادية نلغي الأتوماتيك ونحول نظام يدوي ولابد أن يكون القبطان موجود في البريدج (أو في غرفة القيادة) مع الضابط الذي يقود المركب، وهذا مثلما نعبر لسنغافورة من خلال بحر الصين، وبحر الصين منطقة رهيبة، كلها تعيش على السمك، تدخل بحر الصيد تجد مراكب السمك كأنك في سوق زحمة، تمر من فييتنام وتلك المنطقة إلى تايوان، تمر منها إلى اليابان.

 

وصلت إلى اليابان، وجدت الفني التقني، مكث ثلاثة أيام أقول له أن تبَقى لدي 24 ساعة، فأريد أن أعرف ما هو العُطل، انت كل يوم تدخل أنتّنة (هوائي) الستالايت، عبارة عن كرة كبيرة، يصعد إليها الياباني، وفي الأسفل لديه سفرجي طوال اليوم يناوله سندوتشات ونسكافيه، والأنتنة مثل طبق الدِّش ولكنها مثل الكرة لكن ضخمة، تشبه القبة. فقال أن هناك ثلاثة أطباق (كل منها يدور 14 ألف لفة في الدقيقة) وهي ثلاثة أطباق منها طبق رولمان البلي فقد قدرته على اللف والدوران (كأن يحتاج لتشحيم أو مثل ذلك) فقلت له بسيطة، وكان ثلاثة أيام لم يستطع حلها، فطلبت أن يترك لي هذا الأمر، فطلبت الخرّاط، قلت له أن يصنع لي زرجينة أنطر بها الطبق، فنزل إلى المخرطة والمركب بها مخرطة ضخمة جدا، ورشة كبيرة - نمضي في البحر ثلاثين يوما، وثلاثين يوم إيابا - أي شيء يحدث لابد أن نعالجه. صنع لي زرجينة، نطرت الطبق وقلت ان يناولني رولمان بلي جديد فقال لابد ذلك يكون عن طريق الشحط، فقلت أنا سأقوم بذلك، أعطيته للمهندس قلت أن يناولني رولمان البلي في قليل من الزيت، ولديه أن يتم تسخينه جيدا كي يتمدد، فوضع رولمان البلي في الزيت سخنه لدرجة حرارة عالية فتمدد،... فوضعته في الأكس وتم شحطه، وقلت له الطبق أصبح جاهز للتركيب،...

فسألني عن بلدي قلت "أنا من مصر"

وقال "كنت أظن نفسي خبيرا.... ولكن وجدت نفسي تلميذ، مع خبير"

فأنا أقول أن المصري ذكي،

كنت أجلس مع أصدقائي وكلهم يابانيون كما يمكن أن ترى في الصور كنت أقول أن درجة ذكائهم قليلة، لأن كل فترة بسيطة تجد لديهم حادثة طيران، تدخل في الجبل برُكابها، أسأل عن السبب قالوا أن الطيّار لا يعرف أن يتصرف في المواقف الحرجة، فقلت لهم هذا ليس من الذكاء. والذكي هو من يتصرف في المواقف الحرجة، سريعا.

لاحظت أن لا يستعينون بالآلة الحاسبة، وبدل منها عدّاد (أسلاك ثلاثة) عليها مثل حبّات السِبحة، ويحصلون على نتائج دقيقة بطريقة أسرع من الآلة الحاسبة لأنهم تحَدّوني "أنت بالآلة الحاسبة ونحن بهذا العدّاد" فقلت لماذا لا تعملون بالآلة الحاسبة رغم أنكم من اخترعها؟

فقالوا وإن كنا في مكان وفرغت البطارية فماذا نفعل؟ لا ينفع أن نعتمد على ذلك. هل نتوقف؟ لا يصح.

اليابانييون شعب ملتزم جدا

منهم من ميعاده الساعة الخامسة، يكون موجود بالأسفل قبل الموعد بخمس دقائق ينتظر، تراه، تطلب أن يتفضل، فيبتسم لك ويبقى في مكانه، وفي الخامسة بالضبط تجده جاهزا، كل شيء يتم تقديره بالدقيقة.

لدينا الجيش فيه إلتزام، وفيه شرف، أمانة،... من النادر أن تجد غير ذلك.

وأنا أعرف أن أي شاب دخل الجيش، هو من يعرف قيمة الجيش، يعرفه من دخل مدرسة الجيش، ومدرسة الرجولة. وهذه أمانة، ولابد أن تعود التربية العسكرية مرة ثانية، كما كنا في ثانوي نرتدي زيا موحدا، ومعنا ضابط بالمدرسة، وباشاويش، يعلمونا ضرب النار،... لابد من التربية العسكرية (لأنها روافد ثقافية تعلم الانضباط) لتعود الأخلاق مرة ثانية،

كان لدينا إحترام للكبير،

أدعو الله سبحانه وتعالى أن أرى هذا المشهد مرة ثانية، أن تعود التربية العسكرية للمدارس كنا كلنا نرتدي زي موحد ليس هناك غني وفقير، كلنا نرتدي زي موحد، الغني مثل الفقير مثل المتوسط،

أرجو أن تعود التربية العسكرية مرة ثانية.

الحرب مع إسرائيل لم تنتهي، لكن اختلف كثيرا عن أيامنا

تلك المواقع،... مرتبطة في ذهني بذكريات مؤلمة، عانينا فيها،...

أنا خدمت البلد كثيرا، ولا أريد منها شيء، الله سخرنا لخدمتها، كما سخر الرئيس ، أن نخدم هذه البلد، لا نطلب أمجادا ولا أن نعلن عن نفسنا ولا أي شيء، نحن الجندي المجهول، نحن ونساءنا.

الشباب كثيرا يكلمونني وأكلمهم أرى منهم شباب جميلة جدا، وبالمناسبة الشباب هو من أعطاني أمل كبير،... هذا الذي أفتخر به ويحب أن يعرف بطولات مصر.

 

القبطان - لواء بحري - عبد المنعم قطب سيد بلال

تم التسجيل في منزل القبطان بالإسكندرية

قام بالتسجيل، منال المغربي

قام بالتفريغ، هبة محمد عبد الحافظ علي

 

 

 

 

 

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech